مازيراتي ليفانتيه 2018 تغزو الصحراء

إذا كنت تعتقد بأنّ ليفانتيه هي مجرد سيارة بخلوص مرتفع لا تقوى على ما هو أبعد من الأداء المثير فوق الطرقات المعبدة فعليك أن تعيد حساباتك

  • تاريخ النشر: الأحد، 29 أكتوبر 2017 آخر تحديث: الإثنين، 09 نوفمبر 2020
مازيراتي ليفانتيه 2018 تغزو الصحراء

وإذا أردنا أن نختصر أداء ليفاتيه في الصحراء بعبارة واحدة، ربما يمكننا القول بأنها تتمتع بأداء شبيه بما توفره سيارات السباق المخصصة للراليات الصحراوية ولكن في إطار من الأناقة الإيطالية

لها:
تصميم خارجي أنيق
أداء رياضي مثير فوق الطرقات وخارجها
عملانية جيدة جداً
صوت محرك مثير

 

عليها:
نظام المحافظة على خط السير حساس بنسبة مبالغ بها
نتمنى لو توفر منها الشركة فئة مجهزة بمحرك من ثماني أسطوانات

 
"لسنا الوحيدون ولكننا الأفضل"، "الجودة إختصاصنا" و"رضا العميل هدفنا الأول".  كثيرة هي الشركات التي تتخذ خلال سعيها لتسويق منتجاتها شعارات رنانة، شعارات قد تكون غير حقيقية، أو أنها مستحيلة التطبيق، ولعل هذا الأمر مفهوم (حتى ولوكان مستهجناً) ففي النهاية وإذا كان الهدف هو التقدم في سوق صعب يحتوي على الكثير من المنافسين، ربما يتوجب على هذه الشركة أن تبالغ قليلاً في وصف منتجاتها(أو غالباً تبالغ كثيراً) ولكن أن تعمد الشركة لأن تسوق لمنتج ما بشكلٍ أضعف من ما إبتكره فريق التصميم لديها مع هذا المنتج هو الأمر الغريب، لا بل الشديد الغرابة، فمازيراتي فعلت ذلك تماماً. فالأخيرة وعندما أطلقت طراز ليفانتيه الذي نقوم اليوم بتجربته، أرفقت هذا الأمر بحملة إعلانية متقنة لم يكن لها هدف سوى التأكيد على أنّ السيارة الجديدة هي مازيراتي مركبات الاستخدام المتعدد في إشارة إلى التزام ليفانتيه بالإرث العريق للعلامة التجارية الإيطالية العريقة.


ولكن ما غاب عن بال فريق التسويق لدى الصانع الإيطالي هو أنّ ليفانتيه لم تفعل ذلك فحسب، بل قامت أيضاً بما هو أهم وأكثر إثارةً بشكلٍ كبير، فهي أخذت تجربة قيادة السيارات الإيطالية التي تُعتبر الأكثر متعةً على الإطلاق إلى ما وراء الطرقات المعبّدة، أو بالأحرى إلى مناطق لم يكن أحد يتوقع أن تصلها السيارة الإيطالية النابضة بالشغف، وهذا ما إكتشفناه بشكلٍ واضح خلال اليومين الذين أمضيناهما مع السيارة في صحراء الإمارات العربية المتحدة ضمن حدث عالمي إتخذ من بلادنا مسرحاً له.


في البداية، وما أن تجلس خلف مقود ليفانتيه وتفعل عمل نمط القيادة الرياضي أو الرياضي بلاس، ستكتشف بأنّ السيارة توفر متعة قيادة رياضية من الطراز الرفيع بفضل التناغم الرائع بين المحرك وعلبة التروس، هذا التناغم الذي يشعر به السائق في كل لحظة أثناء القيادة، علماً أنّ هذا الأمر يترافق مع صوت عادم هو أشبه بألحان موسيقية تثير الحماسة، أما عند التعشيق صعوداً عبر علبة التروس ذات النسب الأوتوماتيكية الثماني فإنك لا تشعر بتلك الضربة المزعجة التي تسيطر بالعادة على السيارات الرياضية، بل تشعر كأنّ السيارة تُدرك تماماً ما سيحصل على صعيد انتقال القوة من المحرك إلى العجلات دون أن تتفاجأ بهذا الأمر.


هذا على الطريق، أما في الصحراء فإنّ الأداء المثير الذي تحدثنا عنه والذي قلنا بأنه يترافق مع هدير ميكانيكي هو الأجمل والأعذب بين جميع الأصوات الميكانيكية قد يصدر عن أي محرك يكتسب القدرة على إجتياز الكثبان العالية والمقاطع المستقيمة المكسوة بالرمال الناعمة بكل سهولة ويسر بفضل محرك، يجدر بنا التذكير بأنه من إنتاج فيراري وهو يتمتع بقوة تبلغ 430 حصاناً (في ليفانته S) تستطيع السيارة بفضله أن تنتقل من التوقف إلى سرعة 100 كلم/س في 5.2 ثانية، من ثم متابعة تسارعها حتى الوصول إلى سرعة قصوى تبلغ 264 كلم/س. وتحظى ليفانته بنشاط كبير تعود كلمة السر فيه إلى عزم المحرك المرتفع والذي يبلغ 580 نيوتن متر من سرعة دوران منخفضة تبدأ عند 1,750 دورة في الدقيقة.


وإذا أردنا أن نختصر أداء ليفاتيه في الصحراء بعبارة واحدة، ربما يمكننا القول بأنها تتمتع بأداء شبيه بما توفره سيارات السباق المخصصة للراليات الصحراوية ولكن في إطار من الأناقة الإيطالية المدعّمة بمقصورة قيادة رحبة تتسع لأربعة ركاب براحة عالية وصندوق خلفي يتسع لحاجيات هؤلاء الركاب.


وبالنسبة لنظام الدفع الرباعي، فهو يأتي مع نظام توزيع العزم تفاضلياً ونظام تحكم إلكتروني بالجر فوق الأسطح الزلقة. وبالفعل أثبت تمتعه بفعالية كبيرة خارج الطرقات المعبّدة وأثناء نزول المنحدرات، وذلك بفضل تزويده أيضاً بنظام يعمل بشكلٍ آلي على الحد من السرعة بدرجة كبيرة في الطرقات المماثلة.


ولعل أبرز ميزة باتت تتمتع بها السيارة بحلّتها الخاصة بالعام 2018 هو المقود ذو المساعدة الكهربائية الذي يوفر المزيد من الدقة للسائق خلال عبور المنعطفات القاسية والمتتالية، علماً أنّ السيارة تستفيد أيضاً من جهاز تعليق هوائي يجمع ما بين التماسك الممتاز والراحة العالية.

 
على صعيد الشكل الخارجي، وبغض النظر عما إذا كنت معجباً بخطوط ليفانتيه أم لا، فإنها تُعتبر الأجمل بين جميع من سبقها لأول مرة من عالم السيارات إلى عالم مركبات الدفع الرباعي، فالأجيال الأولى من BMW X5، بورشه كايين ومؤخراً بنتلي بانتايغا لم تكن تتمتع بتلك الخطوط الأنيقة التي تتوفر اليوم لسيارتنا، والتي تبدو معها وكأنها سيارة هاتشباك كبيرة أكثر منها مركبة استخدام متعدد.


في الختام، ورغم أنني لا أزال ممن يعتقدون بأنّ ما من متعة يمكنها أن تضاهي متعة الانطلاق على متن سيارة إيطالية رياضية بأقصى سرعة على الطرقات المعبّدة، إلا أنّ ليفانتيه تضيف إلى هذا الأمر متعة القيادة في الصحراء بشكلٍ مثير.