فورد تعلن عن تدشين مقر جديد يحمل اسم مركز هنري فورد العالمي

كشفت شركة فورد عن خططها لنقل مقّرها الرئيسي الشهير المعروف باسم "Glass House" بعد أكثر من 70 عامًا من اعتماده كمركز عالمي للإدارة. المشروع الجديد سيحمل اسم Henry Ford II World Center وسيُقام في مدينة ديربورن بولاية ميشيغان، ليكون نقطة انطلاق نحو مستقبل مليء بالتكنولوجيا والابتكار. في المقال التالي نستعرض أبرز التفاصيل عن المقر الجديد.

مواصفات المركز الجديد: تصميم يعكس المستقبل

يمتد المقر الجديد على مساحة ضخمة تُقدّر بـ 2.1 مليون قدم مربع، ما يجعله أكبر بمرتين مقارنة بمقر "Glass House" التاريخي. تم تصميم هذا المبنى ليكون محورًا للتحول الذي تشهده الشركة نحو صناعة قائمة على التكنولوجيا والبرمجيات، عبر تهيئة بيئة عمل ملهمة تجمع بين التصميم العصري والبنية التحتية المتقدمة. يوفر المقر مساحات مرنة تُلبي احتياجات الفرق المختلفة وتتيح لها العمل بشكل أكثر سلاسة وفاعلية، بالإضافة إلى مناطق مخصصة للابتكار والاجتماعات التفاعلية، مع التركيز على تهيئة مساحات تفاعلية تُعزز التفاهم المشترك بين الفرق. يهدف المقر أيضًا إلى تعزيز التعاون بين الأقسام المختلفة وتبني الابتكار من خلال تطوير تقنيات جديدة وتشجيع الأفكار الخلاقة، حيث يتم دمج التكنولوجيا الذكية لتحسين أداء العمليات اليومية وزيادة الإنتاجية. كما يسعى المبنى إلى خلق بيئة مستدامة تعتمد على مصادر الطاقة المتجددة، مما ينسجم مع التوجهات البيئية والمسؤولية المجتمعية للشركة. في المجمل، يدعم المقر استراتيجيات النمو ويركز على تقديم حلول رقمية تلبي احتياجات السوق المتغيرة باستمرار وتواكب التوجهات العالمية.

مزايا ومرافق متطورة

• 6 استوديوهات تصميم متقدمة: مجهزة بأحدث التقنيات لدعم تطوير تصاميم السيارات المستقبلية، مع مساحات مخصصة للابتكار، العمل التعاوني، وتجربة تصاميم أولية بأحدث أدوات الواقع الافتراضي.
• قاعة طعام واسعة: تضم مساحة تقدر بـ 160 ألف قدم مربع، مجهزة بمجموعة متنوعة من الخيارات الغذائية العالمية، مناطق مخصصة للتواصل الاجتماعي، وأماكن مريحة للاسترخاء والاستراحة.
• 303 غرفة اجتماعات ذكية: مجهزة بتقنيات حديثة تشمل أنظمة العرض ثلاثي الأبعاد، حلول اتصال الفيديو العالية الجودة، وأدوات تسهّل المشاركة الفعّالة للأفكار والإبداع الجماعي.
• صالة عرض حديثة: تحتوي على 10 منصات دوّارة وشاشة Micro-LED بطول 64 قدمًا لعرض أحدث ابتكارات الشركة، مع تقنيات العرض الصوتي والمرئي المتقدمة لتوفير تجربة غامرة وفريدة.

رؤية بيئية مستدامة

تعتمد فورد في تصميم المقر الجديد على معايير الاستدامة لتحقيق هدف الحياد الكربوني (Net-Zero Energy)، حيث يستهلك المبنى نصف كمية الطاقة مقارنة بـ "Glass House"، رغم حجمه الأكبر. لا يقتصر التصميم على ترشيد استهلاك الطاقة، بل يهدف أيضًا إلى تقليل الانبعاثات الكربونية عبر استخدام مواد بناء صديقة للبيئة تساهم في تقليل الأثر البيئي. ويتضمن التصميم تطبيق تقنيات حديثة لتوفير الطاقة، مثل الأنظمة الذكية لإدارة استهلاك الكهرباء، والاستفادة القصوى من الإضاءة الطبيعية لتقليل الاعتماد على الإضاءة الاصطناعية، بالإضافة إلى تحسين التهوية الطبيعية لتعزيز جودة الهواء الداخلي. كما يسعى المشروع لتوظيف موارد متجددة مثل الطاقة الشمسية حيثما أمكن، مما يساهم في تحقيق استدامة شاملة تدعم رؤية الشركة للأجيال القادمة.

ويتميز التصميم بمرونة كبيرة، حيث يسمح بدخول السيارات داخل المبنى لإجراء الاختبارات والعروض مباشرة، ما يُعد خطوة مبتكرة في قطاع صناعة السيارات. إلى جانب ذلك، يتيح التصميم إمكانيات متنوعة للتفاعل مع أحدث التقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والأنظمة الذكية، مما يوفر بيئة ديناميكية تلائم طبيعة الابتكار في هذا القطاع المتطور باستمرار. كما يشمل توفير بنية تحتية متطورة تدعم العمل الرقمي وتحفز على تبني الحلول المستدامة والتقنيات الخضراء. هذا بالإضافة إلى تخصيص مساحات متعددة الاستخدامات يمكن تعديلها بسهولة لتلبية احتياجات العمل المختلفة، سواء لإجراء الاجتماعات أو تنظيم الفعاليات والمعارض أو العمل المشترك، وهو ما يعزز من الكفاءة التشغيلية ويدعم التعاون بين فرق العمل عن طريق خلق مساحات مشتركة وأساليب عمل مبتكرة. كما تسهم هذه البيئة في تعزيز روح الإبداع من خلال توفير موارد ومرافق تدعم التفكير الحر وتبادل الأفكار بشكل فعال، مع الأخذ بعين الاعتبار أهمية توفير بيئة متكاملة تُلبي احتياجات مختلف المشاركين.

انطلاق نحو حقبة جديدة

تبدأ عملية انتقال الموظفين إلى المقر الجديد في نوفمبر عام 2025، حيث سيتم توفير مرافق حديثة مجهزة بأحدث التقنيات لتلبية احتياجات العمل المستقبلية، مع التركيز على خلق بيئة عمل تحفّز على الابتكار وتعزز الإنتاجية من خلال تصميم مساحات مهيأة للتعاون وجلسات العصف الذهني. كما سيتم دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي وأدوات التحليل التكنولوجي ضمن البنية التحتية للمكاتب لدعم اتخاذ القرارات بشكل أسرع وأكثر كفاءة. على أن يتم إخلاء مبنى "Glass House" بالكامل بحلول منتصف عام 2026، مما يسمح بالبدء الفوري في تنفيذ الخطط المقررة لهدم المبنى القديم وإجراء إعادة تطوير شاملة للأرض. تشمل هذه الخطط إنشاء مساحات خضراء واسعة، ومناطق ترفيهية، ومسارات مخصصة للمشاة وراكبي الدراجات، بحيث تصبح المنطقة وجهة مجتمعية متعددة الاستخدامات. وسيتم هذا بالتعاون الوثيق مع مدينة ديربورن، مع إشراك المجتمع المحلي في مراحل التخطيط والتنفيذ بهدف إنشاء مشاريع مجتمعية مبتكرة تعكس احتياجات السكان، تسهم في تحسين جودة الحياة، وتدعم البنية التحتية للمنطقة. تسعى هذه المشاريع لتحقيق انسجام بين تطوير البيئة المبنية والأهداف البيئية من خلال تطبيق معايير التنمية المستدامة، مما يضع رؤية مستدامة لمستقبل أكثر إشراقًا.

تصريح يعكس الهدف

وفي تصريح مشترك، شدّد جيم فارلي، الرئيس التنفيذي لشركة فورد، وبيل فورد، رئيس مجلس الإدارة، على أهمية المشروع بقولهم: "نحن لا نبني فقط الجيل القادم من السيارات بمواصفات مبتكرة وتقنيات أكثر تطورًا، بل نركّز أيضًا على بناء الجيل القادم من فورد كشركة رائدة في الاستدامة، والابتكار، وتقديم حلول مستقبلية لتحسين حياة الناس وتعزيز الاستجابة لتحديات التنقل العالمية."