كيف تستطيع الشركات التحكم بالسيارات عن بُعد؟
- تاريخ النشر: الثلاثاء، 29 أبريل 2025

في أوائل عام 2024، وقعت حادثة غريبة ومثيرة في آن واحد، هزّت عالم السيارات والتقنية معًا.
أعلن رمضان قديروف، الزعيم الشيشاني المثير للجدل والحليف البارز لروسيا، أن قواته حصلت على سيارة تسلا سايبرتراك لاستخدامها في العمليات العسكرية ضد أوكرانيا.
انتشرت الصور والفيديوهات سريعًا عبر وسائل الإعلام، لكن ما حدث لاحقًا كان أكثر إثارة: قامت تسلا بتعطيل السيارة عن بُعد بشكل كامل، مما جعلها غير صالحة للاستخدام.
هذا الحدث الفريد سلّط الضوء على حقيقة مهمة يغفل عنها كثيرون: السيارات الحديثة لم تعد مجرد آلات ميكانيكية… بل أصبحت منصات رقمية متصلة تتحكم فيها الشركات المصنّعة عن بُعد.
كيف تستطيع الشركات التحكم بالسيارات عن بُعد؟
تحتوي السيارات الحديثة على عشرات الوحدات الإلكترونية (ECUs) المرتبطة عبر أنظمة برمجية مركزية.
وتحديدًا تسلا، تقوم بربط كل سيارة بخوادمها الخاصة، بحيث يتم تبادل البيانات باستمرار حول حالة السيارة، موقعها، وأدائها.
من خلال تقنية التحديثات الهوائية (OTA)، يمكن لتسلا وغيرها من الشركات أن تقوم بـ:
-
تحديث خصائص البرمجيات.
-
تعديل أداء السيارة عن بُعد.
-
قفل أو فتح السيارة من خلال الشبكة.
-
تعطيل أنظمة حيوية في السيارة إذا لزم الأمر.
وفي حالة سايبرتراك، يُعتقد أن تسلا استخدمت هذه التقنية لتعطيل السيارة ومنع استخدامها في بيئة اعتبرتها مخالفة أو محظورة.
الوجه الآخر لسيطرة الشركات المصنّعة
رغم أن هذه القدرة توفر مزايا واضحة مثل:
-
تعزيز الأمان بتحديثات فورية.
-
سهولة صيانة البرمجيات عن بُعد.
-
المساعدة في استرجاع السيارات المسروقة،
إلا أنها تفتح أيضًا نقاشات قانونية وأخلاقية خطيرة: هل تملك سيارتك حقًا؟ أم أنك فقط تستأجر حق الوصول إليها عبر تراخيص برمجية؟
تتضاعف خطورة هذه الإشكالية في مناطق النزاعات السياسية أو في ظل تغيّرات العقوبات الدولية، كما أظهرت حادثة سايبرتراك.
قصة سايبرتراك مع قديروف ليست مجرد حادثة طريفة، بل هي تحذير واضح بأن السيارات الذكية ليست أداة مملوكة بالكامل كما كانت سابقًا.
الشركات المصنّعة تمتلك مفاتيح صامتة، قادرة على إيقاف سيارتك عن بُعد متى رأت ذلك مناسبًا.
هذا الواقع يفرض علينا التفكير الجاد حول حقوق الملكية الرقمية، شفافية البرمجيات، وحماية المستهلك، قبل أن تتكرر القصة مرة أخرى وربما معك هذه المرة.