هل ستؤثر تعريفات ترامب الجمركية على سيارات الشرق الأوسط؟

تعريفات ترامب الجمركية، التي تُفرض بشكل أساسي على الواردات إلى الولايات المتحدة، تهدف إلى حماية الصناعة المحلية الأمريكية وتقليل الاعتماد على الواردات من دول مثل الصين وكندا والمكسيك. لكن السؤال هنا هو مدى تأثيرها على أسعار السيارات في الشرق الأوسط، وهذا يعتمد على عدة عوامل اقتصادية مترابطة.

التأثير المباشر: محدود على الشرق الأوسط

التعريفات الجمركية التي أُعلن عنها، مثل الرسوم بنسبة 25% على الواردات من كندا والمكسيك و10% على الصين (والتي قد تصل إلى 50-100% على السيارات من كندا حسب تصريحات ترامب الأخيرة)، تؤثر بشكل مباشر على السوق الأمريكية.

أسعار السيارات المستوردة إلى الولايات المتحدة سترتفع نتيجة هذه الرسوم، مما قد يزيد التكاليف على المستهلكين الأمريكيين ويؤثر على سلاسل التوريد العابرة للحدود في أمريكا الشمالية.

لكن الشرق الأوسط، كسوق مستقل، لا يستورد السيارات مباشرة من الولايات المتحدة بكميات كبيرة مقارنة بمصادر أخرى مثل اليابان وكوريا الجنوبية وأوروبا. لذا، التأثير المباشر على أسعار السيارات في الشرق الأوسط سيكون محدودًا إذا لم تتغير ديناميكيات الاستيراد الإقليمية.

التأثير غير المباشر: محتمل ويعتمد على السوق العالمي

مع ذلك، يمكن أن يحدث تأثير غير مباشر عبر آليات السوق العالمية:

1. إعادة توجيه الصادرات: إذا أصبح تصدير السيارات إلى الولايات المتحدة أقل جاذبية بسبب التعريفات، قد تحاول الدول المنتجة (مثل اليابان أو ألمانيا) توجيه المزيد من صادراتها إلى أسواق أخرى، بما في ذلك الشرق الأوسط. هذا قد يؤدي إلى زيادة العرض في المنطقة، مما قد يخفض الأسعار أو يبقيها مستقرة، على عكس الارتفاع المتوقع في الولايات المتحدة.
2. ارتفاع تكاليف الإنتاج العالمية: إذا تأثرت سلاسل التوريد العالمية (مثل ارتفاع أسعار الصلب والألمنيوم بسبب الرسوم الأمريكية)، فقد ترتفع تكاليف تصنيع السيارات عالميًا. الشرق الأوسط، الذي يعتمد على السيارات المستوردة، قد يشهد زيادة في الأسعار إذا قررت الشركات تمرير هذه التكاليف الإضافية إلى المستهلكين.
3. أسعار النفط والشحن: التعريفات قد تؤدي إلى تقلبات في أسعار الطاقة والشحن البحري (كما ذكر في تقارير عن تأثيرها على صناعة النفط)، وهو ما قد يزيد تكاليف نقل السيارات إلى الشرق الأوسط، مما يرفع الأسعار بشكل طفيف.

الوضع في الشرق الأوسط تحديدًا

دول الشرق الأوسط، وخاصة دول الخليج، تعتمد بشكل كبير على استيراد السيارات من آسيا (مثل تويوتا ونيسان من اليابان) وأوروبا (مثل مرسيدس وبي إم دبليو من ألمانيا). هذه الأسواق لم تُستهدف بعد بشكل مباشر بتعريفات ترامب، لكن إذا وسّع ترامب الرسوم لتشمل "تعريفة أساسية عالمية" (كما اقترح بنسبة 10-20% على جميع الواردات)، فقد تتأثر هذه الدول أيضًا، مما يزيد الضغط على أسعار السيارات عالميًا، بما في ذلك الشرق الأوسط.