45 عاماً ولا تزال فتية

صحيح أن نسخة العيد الـ 45 من كامارو SS لم تنل أي تعديلات لرفع تأديتها، إلا أنها لا تزال واحدة من أفضل سيارات العضلات الرياضية الأميركية المتوفرة في الأسواق

منذ أن أعادت شفروليه إطلاق سيارتها ذات العضلات الرياضية، كامارو في منطقة الشرق الأوسط خلال العام 2009 وأنا أجد أنها تتحلى بالتصميم الأجمل مقارنةً بمنافساتها الرئيسيات، أي كل من فورد موستانغ ودودج تشالنجر ولكن دعوني أوضح هنا أن الجمال نسبي وأن ما يراه البعض على أنه جميل، قد يكون بنظر البعض الآخر قبيحاً. ومن ناحية أخرى، لا يمكنني إلا أن أقدر هذه السيارة ـ ومنافساتها أيضاً ـ لأنني من محبي سيارات العضلات الرياضية الأميركية التي تنفرد بنوع من «الوحشية» التصميمية والقيادية. فلجهة الشكل، تتميز هذه السيارات بتصاميم قاسية تعكس ما تخفيه خلف هياكلها من قوة وقدرات. أما على صعيد الوحشية القيادية، تنفرد هذه السيارات بصفة باتت اليوم نادرة وهي أنها من السيارات البعيدة عن التقنيات المتطورة التي أصبحت تتوفر في عالم السيارات السوبر رياضية، أي في سيارات شأن فيراري ولمبورغيني و.. وهذا إن دل على شئ، فهو يشير الى أن سيارات العضلات الرياضية الأميركية وعلى الرغم من توفرها مع عدد كبير من التقنيات، إلا أنها لا تزال سيارات «خام» وتتطلب بالتالي من سائقيها أن يتحلوا بمواهب قيادة متقدمة كي يتمكنوا من السيطرة عليها في حال قرروا أن يطلقوا العنان لأحصنة سياراتهم هذه وهذا ما يرفع ـ على الأقل بنظري ـ من التحدي الذي يشعر به سائقوها وبالتالي من متعة قيادتها.

وبالعودة الى كامارو، فقد قررت شفروليه أن توفر فئة خاصة منها للإحتفال بمرور 45 عاماً على إطلاقها وقد ميزتها عن شقيقاتها من الخارج عبر تزويدها بشريط خارجي لاصق باللونين الأحمر والفضي يبرز بقوة بفضل لون السيارة الخارجي الذي يعتمد خليطاً من اللونين الأسود والفحمي اللماعين. ويطاول هذا الشريط غطائي المحرك وصندوق الأمتعة. كذلك زودت هذه السيارة بشعارات العيد الـ 45 على الرفاريف الأمامية وبعجلات معدنية رياضية حصرية بقياس 20 إنش تتميز بلونها الفضي القاتم الذي طاول أيضاً إطارات المصابيح الخلفية ومصابيح الضباب الأمامية. ومن ناحية أخرى، نالت هذه السيارة عدسات طراز RS للمصابيح الخلفية ومصابيح أمامية عالية التركيز وعاكس هواء خلفي مع سكك للسقف تم طلاؤها بلون الهيكل. أما في الداخل، فتتميز نسخة العيد الـ 45 بمقصورة يطغى عليها اللون الأسود مع مقاعد مبطة بالجلد تحمل مساند الرأس فيها شعارات العيد الـ 45 التي طاولت أيضاً عتبات الأبواب والمقود. كما نالت هذه السيارة عدادات بخلفيات بيضاء وحياكة بخيوط حمراء وبيضاء وزرقاء شملت المقاعد والمقود ومقبض علبة التروس ومساند اليدين في بطانات الأبواب وغطاء مسند اليد الوسطي الذي يخفي تحته علبة التوضيب الرئيسية التي تأخذ لنفسها مكاناً بين المقعدين الأماميين في الكونسول الوسطي.

وعلى الرغم من توفر إضافات العيد الـ 45 لكافة فئات كامارو، إلا أنني قررت أن تكون تجربتي مع فئة SS، خصوصاً أن تجربتي السابقة لها كانت مع الفئة المزودة بعلبة التروس اليدوية، فيما لم أقد الفئة المزودة بعلبة التروس الأوتوماتيكية إلا لوقت قصير خلال التقديم الأول لهذه السيارة عام 2009. 

وما أن جلست خلف مقود كامارو SS 45th حتى شعرت بسعادة كبيرة مصدرها أن شفروليه قررت التخلي عن مقود كامارو الأسبق الذي كان إطاره رفيعاً بآخر مماثل لذلك الذي يتوفر لبعض سيارات شفروليه الأخرى ولكن بعد تزويد قسم من مقابضه بتلبيسات من الألومنيوم المصقول وغير اللماع الذي طاول أيضاً بعض أجزاء لوحة القيادة والكونسول الوسطي. وهنا قامت شفروليه بتلبيس قسم من لوحة القيادة بجلود رفعت الشعور بترف المقصورة التي لا يزال يسيطر عليها البلاستيك الذي أعتقد شخصياً أنه بحاجة الى المراجعة. وتتحلى كامارو SS 45th بوضعية قيادة ممتازة مردها إمكانية تعديل مقعد السائق في كل الإتجاهات وتعديل المقود عمودياً وأفقياً. أما وضعية الجلوس، فهي جيدة إذ توفر المقاعد الأمامية راحة جلوس جيدة وذلك على الرغم من أن السيارة تعتمد عجلات معدنية رياضية بقياس 20 إنش مع إطارات رياضية تتميز بجوانبها المنخفضة. وفي مقابل هذه الراحة، يفتقد المقعدان الأماميان الى قدرة تعديل حوافها الجانبية النافرة المثبتة للأجسام. أما معاناة هذه المقاعد الوحيدة، فتتمثل ببعد أحزمة الأمان عنها بسبب طول الأبواب. وعند النظر الى الجوانب والخلف، سيجد المرء أن مجالات الرؤية الأمامية والجانبية جيدة وذلك على عكس الخلفية التي يعيقها العمودان C المحيطين بالزجاج الخلفي والعريضين، في وقت بدا الوصول الى المقعد الخلفي محدوداً بسبب المقاعد الأمامية التي لا تنزلق أوتوماتيكياً الى الأمام عند طي ظهرها. أما المقعد الخلفي، فالمساحات المخصصة له معتدلة بإستثناء تلك المخصصة للرؤوس ولكن شرط أن لا يتم دفع المقاعد الأمامية الى أقصى الخلف، مما يجعلها مناسبة لذوي القامات المعتدلة فقط ولكن يتوجب التذكير هنا أن هذه السيارة هي كامارو ذات العضلات الرياضية والمعدة أصلاً لتوفير متعة القيادة وليس لنقل الركاب. وفي هذا الإطار، تتوجب الإشارة الى أن كامارو مزودة بصندوق أمتعة ذو حجم تحميل معتدل نسبياً يبلغ 320 ليتراً ولكن حافة تحميله مرتفعة.

ولـ كامارو SS 45th موضوع التجربة والتي تقف على قاعدة زيتا المتطورة، وفرت شفروليه محركاً مأخوذاً من الشقيقة كورفيت يتألف من 8 أسطوانات على شكل V بسعة 6,2 ليتر يمكنه توفير قوة 441 حصاناً عند 6000 دورة في الدقيقة يصاحبها 615 نيوتن متر من عزم الدوران الذي يتوفر عند 4400 دورة في الدقيقة تنتقل الى العجلات الخلفية الدافعة عبر علبة تروس أوتوماتيكية سداسية النسب تتميز بنعومة عملها ومساهمتها في زيادة متعة القيادة على الطرقات السريعة ولكن بالنسبة لسيارة رياضية من هذه الفئة، تشعر أن نسب علبة التروس طويلة نسبياً وتتطلب منك التبديل نزولاً بشكل مستمر كي تتمكن من الإبقاء على دوران مرتفع للمحرك وبالتالي إستخراج كميات من عزم الدوران والقوة تسمح لك بالتمتع بقيادة رياضية صرفة لن يعيقها شئ بإستثناء نقل النسب اليدوي من خلال العتلات المثبتة خلف المقود والتي تجعلك تتمنى لو أن كانت سرعة نقلها للنسب أعلى.

على الطرقات المفتوحة، تشعر أن كامارو SS 45th تتميز بتماسك متقدم على السرعات العالية والمعتدلة والتي يساهم فيها توزيع الوزن المتكافئ بين الأمام والخلف (52 بالمئة في الأمام و48 بالمئة في الخلف) والشاسي الصلب ذو القدرات الإلتوائية المتقدمة والتعليق المتطور الذي يعتمد في الأمام على قوائم إنضغاطية معززة بعمود موازنة تلقائي الحركة مقابل تقنية الوصلات المتعددة (4,5 وصلة) في الخلف حيث جرى وضع ذراع علوية على شكل حرف L. ومن ناحية أخرى، ستشعر أيضاً بليونة المحرك العالية عندما يكون الدوران أعلى من 4000 دورة في الدقيقة، في وقت تتدنى هذه الليونة عند إنخفاض دوران المحرك. وهنا ترد شفروليه السبب الى المعايير المعتمدة والتي تركز على الإستهلاك المعتدل (14,7 ليتر لكل 100 كلم في المدينة و9,4 ليتر لكل 100 كلم على الطرقات السريعة).

وعلى الرغم من هذه المعايير، حققت SS خلال التجربة تسارعاً الى 100 كلم/س في 4,8 ثانية والى 160 كلم/س في 11,2 ثانية إرتفعت الى 16,7 ثانية عندما حاولت الوصول الى 200 كلم/س إنطلاقاً من الصفر. أما عند محاولة التسارع من 50 الى 120 كلم/س، فقد إستغرقت SS حوالي 6 ثواني ونصف، في وقت تطلبت عملية إيقافها الكلية من سرعة 115 كلم/س حوالي 47 متراً وذلك بفضل نظام مكابح معدّل لدى بريمبو يعتمد على مكابس رباعية مع أسطوانات قرصية مهواة في جهات السيارة الأربع.

ومن ناحية أخرى، ستكتشف أن كامارو تخبئ لك عدداً من المفاجآت تبدأ بصوت عوادمها الرياضي الذي يلفت أنظار كل من يتواجد على الطريق والذي ستسمع جزءاً بسيطاً منه عندما تكون خلف المقود والنوافذ مغلقة. وعلى الرغم من أن الهدوء في المقصورة جيد ويلعب في صالح كامارو SS 45th ولكن عند قيادة نسخة خاصة من سيارة ذات عضلات رياضية، ستريد أن يكون هناك هدير رياضي يذكرك بما يمكن لهذه السيارة أن تقوم به، خصوصاً أنها تخفي 441 حصاناً تحت غطاء محركها. أما المفاجأة الثانية، فتمثلت بغياب ضجيج الطريق والرياح وبالأخص على الطرقات السريعة. ويعود السبب هنا الى قاعدة زيتا المتطورة والتعليق المستقل الذي يوفر مزيجاً مميزاً من الراحة التي تلعب في صالح هذه السيارة عند السفر بها لمسافات طويلة والتماسك الذي يميزها على الطرقات المتعرجة والذي تم تعزيزه في كافة طرازات العام 2012 بجهاز مقود دقيق ومباشر يتحلى بقدرة متقدمة على توفير شعور عال بالطريق.

وفي هذا السياق، حصل التعليق على بعض التعديل الذي طاول معايير ضبطه، الأمر الذي خفض نسبة إنزلاقات المقدمة التي كانت هذه السيارة تعاني منها في السابق وهذا ما يرفع ثقة سائقها بنفسه وبها ويؤدي به الى زيادة الضغط على دواسة التسارع عند إعتماد أسلوب القيادة الرياضية ولترتفع حينها متعة القيادة.

وبنهاية التجربة وقبل تسليم كامارو  SS 45th، لم أتمكن إلا من التساؤل حول جدوى توفير نسخة للإحتفال بالعيد الـ 45، في وقت لن تتطلب هذه السيارة أكثر من خمس سنوات لتحتفل بيوبيلها الذهبي الذي أعتقد أن شفروليه ستحتفل به من خلال نسخة خاصة ومميزة ولكن مع كل التطور الذي يطاول عالم صناعة السيارات وبالأخص تلك الهجينة والكهربائية، خطر ببالي أن نسخة العيد الـ 45 ضرورية لأن نسخة العيد الخمسين ستكون على الأرجح هجينة أو كهربائية وهذا ما قد يبعد هذه السيارة ذات العضلات الرياضية عن.. العضلات الرياضية.

«على الرغم من توفرها مع عدد كبير من التقنيات، إلا أنها لا تزال من سيارات العضلات الرياضية التي تتطلب من سائقيها أن ييحلوا بمواهب قيادة متقدمة»

«شعرت بسعادة كبيرة مصدرها أن شفروليه قررت التخلي عن مقود كامارو الأسبق بآخر مماثل لما يتوفر لبعض سيارات شفروليه ولكن مع تلبيسات من الألومنيوم»

«ستشعر بليونة المحرك العالية عندما يكون الدوران أعلى من 4000 دورة في الدقيقة، في وقت ستتدنى هذه الليونة عند إنخفاض دوران المحرك»

«لـ كامارو SS 45th موضوع التجربة، وفرت شفروليه محركاً إستعارته من الشقيقة كورفيت يتألف من 8 أسطوانات على شكل V بسعة 6,2 ليتر وقوة 441 حصاناً»