أستون مارتن فانتدج V8 S لن تتمكن من مقاومة إغرائها

  • تاريخ النشر: السبت، 21 ديسمبر 2013 | آخر تحديث: الثلاثاء، 08 فبراير 2022
مقالات ذات صلة
أستون مارتن فانتدج V8 S
تجربة قيادة أستون مارتن V8 فانتيج
استون مارتن سيجنيت V8 صاروخ صغير يقتحم عالم السيارات

عام 2006 وخلال زيارة قمت بها الى دولة الكويت، كان لي الحظ بقيادة أستون مارتن فانتدج V8 التي كانت قد وصلت لتوها الى الأسواق الكويتية. وعلى الرغم من أنه كان قد سبق لي أن قدت عدة سيارات تحمل شعار أستون مارتن أبرزها فانكويش وفانكويش S، إلا أن فانتدج V8 تمكنت حينها من أسر قلبي لعدة أسباب أبرزها تصميمها الذي بقي بالنسبة لي واحداً من أجمل تصاميم السيارات السوبر رياضية. كما أن شاسي تلك السيارة المصنوع من الألومنيوم مع محرك V8 يعمل بتقنية القعر الجاف وعلبة التروس اليدوية السداسية النسب كانت أموراً إجتمعت مع بعضها البعض لتوفر مزيجاً مثالياً لسيارة رياضية بامتياز.

وعلى الرغم من أنني قدت عدة سيارات أستون مارتن بعد رحلتي الكويتية هذه، إلا أنني لم أتمكن لفترة طويلة من نسيان فانتدج التي كنت كلما رأيتها على الطريق، إرتسمت إبتسامة كبيرة على وجهي مصدرها الأيام السعيدة التي قضيتها على متن هذه السيارة التي ما أن توفرت ضمن أسطول سيارات أستون مارتن المخصصة للصحافة حتى سارعت الى طلبها لعدة أيام بهدف إخضاعها لتجربة جديدة متأملاً أن تتمكن نسختها الجديدة التي أضيف الى تسميتها حرف S، أن تكرر ما حصل معي منذ حوالي سبع سنوات، خصوصاً أن فانتدج لم تبقى على حالها، بل نالت نصيبها من التطور والتحسن الذي طاول تصميمها (ولو نسبياً) وقوتها وتجهيزاتها، في وقت حافظ تصميم مقصورتها الرياضي جداً والمترف جداً، على معالمه بحيث إنحصرت تعديلاته الوحيدة بالمواد والتلبيسات المستعملة في المقصورة التي تخلت عن بعض نقاطها السلبية شأن القطب المستعملة لربط الأقسام الجلدية ببعضها البعض والفواصل بين مكونات المقصورة والتي باتت اليوم دقيقة جداً.
 

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

 

 

المقصورة: لا يمكن للمرء أن يغفل التصميم والترف والطابع الرياضي. فالتصميم تقليدي من وجهة نظر أستون مارتن ذلك أن لوحة القيادة تتشابه كثيراً مع لوحات قيادة سيارات هذه الشركة وبالأخص لجهة تجويف العدادات الذي يحتوي على 4 عدادات بإطارات معدنية تبدو وكأنها مصنوعة من الستانلس ستيل. أما الكونسول الوسطي. فهو على غرار ما يتوفر في سيارات الشركة الأخرى لجهة ملامحه العامة وزاوية ميلانه وطريقة تصميمه التي تبدأ في الأعلى بشاشة لجهاز الملاحة الذي تم تطويره بالتعاون مع الصانع المتخصص، غارمن. وعلى الرغم من أن جهاز الملاحة أصبح يعمل يطريقة جيدة، إلا أن شاشته لا تزال صغيرة الحجم لدرجة توحي بأن نظام الملاحة قديم، خصوصاً أن التوجه الجديد في عالم صناعة السيارات على أنواعها بات يركز على الشاشات الكبيرة الحجم. وتحت هذه الشاشة، حافظ الكونسول الوسطي على تصميم كونسولات سيارات أستون مارتن لجهة توزيع مكوناته ومفاتيح تشغيلها. ومن ناحية أخرى، يركز التصميم الداخلي على الروح الرياضية لسيارات أستون مارتن ولكنه لا يغفل طابع الفخامة الذي يبدو جلياً من خلال الإستعمال المكثف للجلود الفاخرة التي تطاول كل ما تراه العين وكل ما يمكن لأيدي راكبي فانتدج V8 S أن تلمسه. وهنا، نقول راكبي فانتدج V8 S لأن مقصورة هذه السيارة تتسع للسائق والراكب بجانبه فقط واللذان سيشعران بأن المساحات الداخلية المخصصة لهما أكثر من كافية حتى ولو كانا من أصحاب القامات الطويلة أو الأجسام الكبيرة. ولا يكتفي مقعدا فانتدج V8 S بتوفير مساحات جلوس ممتازة مع مستويات راحة عالية وحسب، بل يضيفان الى ذلك تثبيتاً جيداً جداً للأجسام عند التحول الى القيادة الرياضية على الطرقات الملتوية ومع العلم أنهما يوفران وضعية جلوس جيدة مع وضعية قيادة ممتازة لمقعد السائق بفضل إمكانية تعديل وضعية هذا المقعد في كل الإتجاهات وإمكانية تعديل وضعية المقود أفقياً وعمودياً.
وفي هذا الإطار، لا بد من الإشارة الى أن أستون مارتن تعتبر أن سيارتها هذه لا تنتمي الى خانة السيارات السوبر رياضية، بل السيارات الرياضية بإمتياز التي يمكن لمالكها أن يعتمدها للتنقلات اليومية ورحلات نهاية الأسبوع وهذا ما دعاها الى التركيز على توفير مساحات توضيب تم نشرها في أرجاء المقصورة وتعزيزها بحجم تحميل خلفي يصل الى 300 ليتر يمكن الوصول اليها من خلال الباب الخلفي الذي يفتح الى الأعلى (كما في سيارات الهاتشباك) ليكشف عن مقصورة للأمتعة تتميز بحافة تحميلها المنخفضة نسبياً.

 


وعلى الرغم من التشابه الكبير بين فانتدج V8 وفانتدج V8 S، إلا أن هذه الأخيرة تتميز بعدد من الفوارق التي قد تتطلب من المستهلك العادي أن يركز كثيراً لإيجادها. وتشمل هذه الفوارق العجلات والإطارات التي إزداد حجمها، عاكس الهواء الخلفي المدمج وعاكس الهواء الأمامي السفلي المصنوع من الألياف الفحمية التي طاولت ناشر الهواء الخلفي. ومع ذلك وعلى الرغم من أن الجمال نسبي، إلا أنه لا يمكن لإثنان أن يختلفا حول جمال فانتدج V8 S التي تتمتع بتناسب هندسي خيالي بين مختلف مكوناتها التي تركز على الخطوط الناعمة التي تؤكد بدورها على هوية وطابع السيارة الرياضيين وتوحي أنها قادرة على إختراق الهواء على السرعات العالية بسهولة بالغة. وبكلمات أخرى، يمكن القول أن حضور هذه السيارة لافت ولا يمكن إغفاله، خصوصاً أنها تتحلى بجمال تصميمي أخاذ لا يعيقه شئ بإستثناء تصميم المصابيح الأمامية ذات الزوايا الدائرية والذي يبدو على الرغم من جماله، قديماً مقارنةً بتصاميم المصابيح الأمامية التي باتت تتوفر لمختلف السيارات الحديثة وبالأخص الرياضية منها.
ولـ فانتدج V8 S، إعتمدت أستون مارتن على نفس محرك الشقيقة V8 الذي ينتمي الى نادي محركات الأسطوانات الثماني بشكل V وبسعة 4,7 ليتر ولكنه مع V8 S، يولد 430 حصاناً عند 7300 دورة في الدقيقة مع 489,5 نيوتن متر من عزم الدوران الذي يمكن إستخراجه عند إيصال المحرك الى مستوى 5000 دورة في الدقيقة، أي بزيادة 10 أحصنة و20,3 نيوتن متر عن محرك V8 القياسي. ويعود السبب في هذه الزيادة الى مشاعب السحب المتغيرة الطول والى توقيت عمل شمعات الإحتراق المعدل. كذلك شملت التعديلات التي طاولت V8 S مقوداً بنسبة أسرع تبلغ 15:1 مقابل 17:1 لـ V8 القياسية مع زيادة في قساوة ماصات الصدمات والنوابض المعدنية الحلزونية، إضافةً الى إطارات خلفية أعرض بـ 2,5 سم من تلك التي تتوفر لـ V8. وفي سياق الكلام عن الإطارات، لا بد من الإشارة الى أنها مطورة بالتعاون مع بريدجستون وأنها تخفي خلفها مكابح معدلة تعتمد على أسطوانات قرصية بقطر 15 إنش في الأمام تعمل من خلال مكابس سداسية ترتبط بعملها مع جهاز التحكم بالتماسك الذي تم تعديل معايير عمله.

شاهد أيضا:

صور: الكشف عن أستون مارتن فانكويش فولانتي 2014

 

أما أبرز الجديد في فانتدج V8 S، فيتمثل بعلبة التروس الجديدة التي تعمل من خلال سبع نسب أمامية متزامنة والتي تم تطويرها بالتعاون مع الصانع غرازيانو. وتحمل هذه العلبة تسمية «سبورت شيفت II» وتعمل عبر قابض فاصل أحادي وتتميز بوزنها الذي يقل بمعدل 24 كيلوغراماً عنه لوزن علبة التروس السابقة التي كانت مزودة بست نسب أمامية. وتعلن أستون مارتن أن السبب في خفض وزن هذه العلبة يعود الى تبريدها بالهواء بدلاً من الزيت وأن هذه العلبة قادرة على نقل النسب بسرعة تزيد بحوالي 20 بالمئة عن السابق، خصوصاً عند إعتماد برنامج سبورت الذي يسرع عملية نقل النسب ويرفع حدة تجاوب دواسة التسارع ويفتح صمامات العادم. حينها، تتمكن فانتدج V8 S من الإنطلاق من حالة الوقوف التام الى سرعة 100 كلم/س في غضون 4,5 ثانية يساهم فيها شاسي يوفر مستويات تماسك متقدمة جداً.
ومع إعتماد برنامج القيادة على الحلبات، يكفي أن يضغط المرء V8 S لغاية حدودها القصوى ليتأكد أن الشاسي مدروس لتوفير تماسك جيد وأن الإنقيادية قاسية نسبياً ولكن في هذه الحالة، تتعرض V8 S لإنزلاقات أمامية طفيفة لأن الإطارات الأمامية تصل في حال قيادة السيارة على طريقة القيادة على الحلبات، الى حدودها التماسكية القصوى قبل أن تبدأ بفقدان هذا التماسك. ومع ذلك، تشعرك هذه السيارة بأن السيطرة عليها ليست بالأمر الصعب لأن قاعدة العجلات قصيرة نسبياً ويقابلها محاور عريضة وهذا ما يحول إنزلاقها الى عملية تدريجية بعيدة عن المفاجآت. وفي هذا السياق، يعمل جهاز التحكم بالتماسك بطريقة فعالة جداً ولكنه يسمح لك بممارسة بعض الإنزلاقات قبل أن يبدأ بالتدخل لإعادة الأمور الى نصابها يساعده في ذلك شاسي من الألومنيوم المعالج يتميز بصلابة عالية تنعكس على شكل تماسك جيد.

 


ولأن قيادة هذا النوع من السيارات في العالم العربي يتم بمعظمه على الطرقات العادية بسبب غياب الحلبات وإمكانية إستئجارها لوقت محدد، كان لا بد من تجربة V8 S من وجهة نظر السائق العادي وذلك بالإعتماد على برنامج القيادة القياسي الذي يفترض به أن يركز على راحة الإنتقال. عندها، لا يمكن لسائق هذه السيارة إلا أن يشعر بقساوة تعليقها وهذا أمر جيد بالنسبة لي، كونه يؤكد للسائق أنه ليس على متن سيارة عادية. ومع ذلك، توفر فانتدج V8 S مستويات راحة مقبولة للتنقلات اليومية العادية تساهم بها، كما ذكرنا سابقاً، مقاعد تحتضن الأجسام ووضعية قيادة جيدة جداً ومستويات ترف متقدمة مع نظام موسيقي ممتاز من بانغ أند أولفسن لن تستعمله لأن متعة الإستماع تصدر في هذه السيارة من خلال العوادم، إضافة الى مكيف هواء أظهر فعالية عمل متقدمة في مقصورة يمكن القول أنها عملانية وسهلة الإستعمال.
ولكن يبقى السؤال الذي يطرح نفسه متمثلاً بـ: ما الذي لم أحبه في هذه السيارة؟
الجواب: علبة التروس.

شاهد أيضا:

صور: موكب لسيارات مكلارين 12 سي في هونغ كون

صور: سائق ثمل يحطم أستون مارتن ثمنها 320 ألف دولار


لأن هذه العلبة تشعر السائق أنها ليست متطورة بما يكفي كي تتماشى مع قدرات المحرك. ففي حال تركها لتبدل النسب بنفسها، تشعر أن عملية التبديل بطيئة، خصوصاً أن إلكترونيات السيارة تقطع إمداد الوقود عندما تبدل علبة التروس نسبها (صعوداً ونزولاً). أما عند إعتماد برنامج سبورت، فلا تتبدل المعطيات كثيراً وهذا ما يؤدي بالمرء الى إعتماد التبديل اليدوي من خلال العتلتين المثبتتين خلف المقود. عندها، يشعر السائق بإنغماس أكبر في عملية القيادة ولكن عملية تدني قوة الدفع أثناء التبديل تبقى موجودة ولكنها تنخفض قليلاً، خصوصاً أن السائق حينها سيضطر الى التركيز على دوران المحرك بهدف إبقاءه بين 5000 و7000 دورة في الدقيقة كي يتمكن من إستخراج كامل القوة والعزم وأن يحسن إختيار موعد تبديل النسب.
بإختصار وبالنسبة لي، أعتقد أن فانتدج V8 S تملك الكثير من مقومات النجاح وتتميز بتصميم لا يمكن وصفه إلا بالرائع وبمقصورة لن يود شاغل مقعدها الأيسر أن يغادرها، خصوصاً أن ما يسمعه من هدير وفرقعة صادرين عن العوادم سيثير الحماس بنفسه لإستخراج المزيد من التأدية التي لن يعيقها شئ سوى علبة التروس التي لا يمكننا إلا أن نتساءل عن السبب بعدم تبديلها بواحدة تعمل بقابض فاصل مزدوج على أن تتميز بسلاسة نقلها للنسب كما في فيراري 458 إيطاليا مثلاً. وعلى الرغم من أن أستون مارتن تقول أن علبة من هذا النوع سترفع الوزن وقد لا تجد لنفسها متسعاً من المكان في قاعدة فانتدج بسبب حجمها، إلا أن وجود هذا النوع من العلب ضروري جداً لسيارة من هذا المعيار. وعلى الرغم من ذلك، على من يقود هذه السيارة أن يكون حذراً. فالوقوع في فخ غرامها سهل للغاية.