إشارات المشاة الذكية في دبي: الأمان والذكاء التكنولوجي

مقالات ذات صلة

إشارات المشاة الذكية في دبي: حلول مستقبلية للسلامة المرورية

دبي: الكشف عن إشارات مرور مزودة بتقنيات الذكاء الاصطناعي

الكشف عن أحدث معبر مشاة ذكي يعمل بالذكاء الاصطناعي في دبي

في إطار سعيها الدائم نحو تطوير بنية تحتية مرورية أكثر أماناً وذكاءً، تمضي هيئة الطرق والمواصلات في دبي (RTA) بخطى ثابتة نحو تحقيق رؤية المدينة الذكية من خلال إطلاق إشارات المشاة الذكية في عدد من التقاطعات الحيوية في الإمارة.
هذه التقنية الجديدة لا تُعد مجرد تطوير لإشارات المرور التقليدية، بل هي قفزة نوعية نحو منظومة مرورية أكثر دقة وأماناً وفاعلية، تُدار بالكامل بتقنيات الذكاء الاصطناعي والكاميرات الحرارية وأجهزة الاستشعار الذكية.

تهدف هذه الإشارات إلى تعزيز سلامة المشاة، وتنظيم حركة المرور بكفاءة، بما يواكب رؤية دبي 2040 للتنمية الحضرية المستدامة، التي تضع الإنسان في قلب المدينة الذكية.

هيئة الطرق والمواصلات في دبي تطلق المرحلة الثانية من مشروع الإشارات الذكية:

ضمن خطتها الاستراتيجية للسلامة المرورية، أعلنت هيئة الطرق والمواصلات في دبي عن الانتهاء من المرحلة الثانية لمشروع الإشارات الذكية للمشاة، لترتفع عدد التقاطعات المزوّدة بهذه التقنية إلى 27 تقاطعاً رئيسياً في مختلف مناطق المدينة.

المرحلة الأولى:

بدأ المشروع بتحديث 17 تقاطعاً في مناطق رئيسية ضمن المرحلة الأولى، حيث تم التركيز على النقاط ذات الكثافة المرورية العالية ومعدلات عبور المشاة المرتفعة.

المرحلة الثانية:

أضافت الهيئة 10 تقاطعات جديدة في مواقع استراتيجية مثل السطوة، القصيص، شارع عمر بن الخطاب، ومناطق المدارس على شارع عود ميثاء.
وقد استند اختيار المواقع إلى تحليل دقيق لعدة معايير تشمل معدلات الحوادث، وتصنيف الطرق، وكثافة المرور، وقربها من المدارس والمعابر الحيوية، لضمان أقصى درجات الأمان.

ما هي إشارات المشاة الذكية في دبي؟

إشارات المشاة الذكية هي نظام مروري متطور يعتمد على الذكاء الاصطناعي في إدارة حركة المشاة والمركبات بشكل متكامل.
وعلى عكس الإشارات التقليدية التي تعمل وفق جداول زمنية ثابتة أو أزرار يدوية للعبور، فإن الإشارات الذكية تستخدم خوارزميات ذكية وأجهزة استشعار حرارية وبصرية لرصد المشاة في الوقت الفعلي وتعديل توقيت الإشارة وفقاً للحركة الفعلية على الأرض.

ببساطة:

إذا كان هناك مشاة ينتظرون العبور، تقوم الإشارة تلقائياً بتمديد وقت العبور أو تنشيط التنبيه الضوئي، بينما إذا خلت المنطقة من المشاة، يتم ضبط الإشارة لتقليل زمن التوقف وتحسين انسيابية المركبات.
هذه التقنية تجعل العبور أكثر أماناً وكفاءة، خصوصاً في المناطق ذات الكثافة العالية مثل المدارس والمجمعات التجارية والشوارع الرئيسية.

كيف تعمل إشارات المشاة الذكية في دبي؟

تعمل هذه الإشارات باستخدام كاميرات حرارية وأجهزة استشعار تعمل على مدار الساعة، قادرة على رصد حركة الأشخاص حتى في الظروف الليلية أو ضعف الإضاءة.
النظام مزوّد بقدرات تحليل ذكي تسمح له بفهم أنماط الحركة والتفاعل في الوقت الفعلي.

أبرز خصائص النظام:

• رصد أوتوماتيكي للمشاة عبر مستشعرات حرارية وبصرية دقيقة.

• تعديل ديناميكي لزمن العبور بما يتناسب مع سرعة المشاة، خاصة كبار السن والأطفال وأصحاب الهمم.

• دمج مباشر مع نظام التحكم المركزي لحركة المرور لضمان تناغم الإشارات بين التقاطعات المتقاربة.

• خوارزميات ذكاء اصطناعي متطورة قادرة على التنبؤ بالحركة وتعديل الإشارات لتقليل التعارض بين المشاة والمركبات.

• تنبيهات ضوئية فورية للسائقين عند اقتراب المشاة من ممر العبور.

وبذلك تتحول الإشارة الذكية إلى عنصر فاعل في منظومة المدينة الذكية، قادر على اتخاذ قرارات لحظية تحمي الأرواح وتحافظ على انسيابية الطرق.

فوائد إشارات المشاة الذكية في دبي:

لا تقتصر أهمية المشروع على الجانب التقني فحسب، بل تمتد إلى تحقيق أهداف استراتيجية أوسع تشمل الأمان، والمرونة، والاستدامة.
فالمبادرة تأتي ضمن رؤية هيئة الطرق والمواصلات لتوظيف أحدث التقنيات في سبيل جعل دبي مدينة ذكية وآمنة ومستدامة بيئياً.

أبرز الفوائد:

1. خفض معدل الحوادث المرتبطة بالمشاة:
   بفضل القدرة على اكتشاف وجود المشاة وتعديل توقيت الإشارة تلقائياً، تم تقليل احتمالات التصادم عند المعابر.

2. تحسين انسيابية حركة المرور:
   إذ تُنظم الإشارات وفق الوقت الفعلي لحركة المركبات والمشاة، مما يقلل من الازدحام ويُحسن زمن الرحلات.

3. دعم رؤية دبي 2040:
   المشروع يتكامل مع الخطة الحضرية التي تهدف إلى جعل دبي مدينة أكثر خضرة واستدامة وصديقة للمشاة والدراجات الهوائية.

4. استخدام فعال للذكاء الاصطناعي:
   حيث تعمل الأنظمة على تحليل البيانات بشكل لحظي، مما يجعل القرارات أكثر دقة واستباقية.

5. تحسين تجربة أصحاب الهمم وكبار السن:
   من خلال تمديد مدة الإشارة تلقائياً لمن يحتاجون وقتاً أطول للعبور بأمان.

المواقع التي تم تركيب إشارات المشاة الذكية فيها:

حتى الآن، قامت هيئة الطرق والمواصلات بتركيب الإشارات الذكية في 27 تقاطعاً موزعة على مختلف مناطق دبي.
ومن أبرزها:

• منطقة السطوة الحيوية.

• القصيص ذات الكثافة المرورية العالية.

• شارع عمر بن الخطاب أحد المحاور الرئيسية.

• شارع عود ميثاء بالقرب من المدارس والمؤسسات التعليمية.

وقد تم اختيار هذه المواقع بعناية بناءً على تحليل إحصائي دقيق لمعدلات العبور والحوادث المرورية، بهدف تعزيز الحماية في النقاط ذات الخطورة الأعلى.

التقنية وراء إشارات المشاة الذكية:

تعتمد إشارات المشاة الذكية في دبي على مزيج متكامل من التقنيات الحديثة مثل:

• الكاميرات الحرارية التي تكتشف حرارة جسم الإنسان حتى في الظلام.

• المستشعرات البصرية التي تتابع حركة الأفراد على الرصيف وممرات العبور.

• خوارزميات الذكاء الاصطناعي التي تحلل سلوك المشاة وتتكيف مع كثافة العبور.

• الاتصال المباشر مع نظام التحكم المركزي في هيئة الطرق والمواصلات لتبادل البيانات الفورية بين الإشارات.

هذه البنية الذكية تجعل النظام قادراً على التنبؤ بسلوك المستخدمين وتنظيم المرور بشكل انسيابي ودقيق يقلل التأخير ويعزز الأمان في الوقت نفسه.

كيف تساهم الإشارات الذكية في جعل دبي مدينة أكثر أماناً؟

تلعب الإشارات الذكية دوراً محورياً في تحقيق رؤية دبي في أن تكون المدينة الأكثر أماناً وابتكاراً في العالم.
فمن خلال تقليل الأخطاء البشرية في ضبط الإشارات، وتوفير تجربة عبور ذكية تحترم جميع الفئات العمرية، تساهم هذه التقنية في بناء بيئة مرورية أكثر إنسانية ومسؤولية.

كما أن المشروع يعزز من مبادئ الاستدامة البيئية عبر تقليل التوقف غير الضروري للمركبات، مما يؤدي إلى خفض الانبعاثات الكربونية وتحسين جودة الهواء.

نحو مستقبل ذكي وآمن في طرق دبي:

لا شك أن إشارات المشاة الذكية تمثل ركيزة أساسية في مسيرة دبي نحو مدينة المستقبل، مدينة تُدار بياناتها لحظة بلحظة وتستجيب بذكاء لحركة الناس والمركبات.
فهي ليست مجرد إضاءة حمراء وخضراء، بل نظام ذكي يحمي الأرواح ويجسد مفهوم "السلامة أولاً".