الأولـويـة ليست للـ.. حـجـم

  • تاريخ النشر: الأحد، 07 يوليو 2013 | آخر تحديث: الثلاثاء، 08 فبراير 2022
مقالات ذات صلة
مثل ألعاب الكمبيوتر .. سيارات التحكم عن بعد لكن بالحجم الكامل
سيفيك تبدلت معها الأولويات
لوتس: الأولوية حالياً للتمويل وليس للسائق الجديد

إعتقد حسان بشور أن المحركات الصغيرة ستؤثر سلباً على جاكوار XJ ولكن تجربته لمحركيها «الصغيرين» وعلى الطرقات البريطانية الملتوية أكدت له أن الأولوية ليست لحجم المحرك

عندما يفكر المرء بسيارات السيدان الكبيرة الحجم ذات التأدية الرياضية والتجهيزات السوبر مترفة، لا يمكنه إلا أن يتخذ توجهاً ألمانياً وليخطر بباله سيارات شأن مرسيدس فئة S وبي ام دبليو فئة 7 وأودي A8، خصوصاً أن هذه السيارات تتصدر قائمة سيارات السيدان التنفيذية. وهنا، لا يمكن للمرء أن يتغاضى عن بعض السيارات المنافسة ومنها جاكوار XJ التي تتميز عن منافساتها بتمتعها بشخصية مستقلة تبعدها عن كافة سيارات هذا القطاع وتوفر لها حضوراً لا يمكن إغفاله.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

وفي مواجهة هذا النوع من السيارات وفي ظل التوجه العالمي نحو حماية البيئة من خلال توفير سيارات مزودة بمحركات ذات إستهلاك متدني وبالتالي إصدارات متدنية من غاز ثاني أكسيد الكربون، بدأ المستهلك في العالم الغربي بالتأثر وهذا ما أدى به الى الإبتعاد عن السيارات ذات المحركات الكبيرة. وعلى الرغم من عدم تأثر المستهلك العربي عموماً والخليجي على وجه التحديد بهذا التوجه، إلا أن هذا المستهلك تحول الى واحد يعرف تماماً ما الذي يريده من سيارته ويضع متطلباته على رأس لائحة أولوياته عند شراء سيارة جديدة. وعلى الرغم من الرواج الكبير للمحركات الكبيرة في دول الخليج العربي، إلا أن عدداً كبيراً من المستهلكين بات يطلب سيارته التنفيذية مع محرك معتدل الحجم والسعة معللاً الأمر بأنه لن يحتاج الى مئات الأحصنة التي يوفرها المحرك الكبير إلا فيما ندر. ولعل هذا هو واحد من الأسباب الرئيسية التي أدت بـ جاكوار التي طالما كانت سيارتها الكبيرة XJ تعتمد محركاً من 8 أسطوانات يتوفر بفئة مشحونة، الى التفكير جدياً بتوفير محركات أصغر لسيارتها هذه، خصوصاً أن مجموعة جاكوار من سيارات السيدان لا تضم إلا سيارتين فقط هما XF المتوسطة وXJ الكبيرة. ومن هنا كان القرار بتوفير فئتين جديدتين من XJ كان لنا فرصة قيادتهما على الطرقات البريطانية.

وللفئة الأولى، قررت جاكوار أن تعتمد على محرك إبنة العم راينج روفر إيفوك الذي يشاع أنه مستعار من فورد والمعدل ليتناسب مع إستعمالات إيفوك. ويتألف هذا المحرك من 4 أسطوانات متتالية بسعة ليترين ويعمل بمساعدة جهاز بخاخ مباشر وتوربو على توفير قوة 240 حصاناً تتوفر عند 5500 دورة في الدقيقة وتتناقص الى 1750 دورة في الدقيقة عندما يتعلق الأمر بعزم دورانه البالغ 340 نيوتن متر. ولهذا المحرك، إعتمدت جاكوار على علبة تروس أوتوماتيكية متتالية تم تطويرها بالتعاون مع صانع علب التروس الشهير ZF الذي زودها بثماني نسب أمامية متزامنة تم تعديل أطوالها بحيث ساهمت في تعزيز التأدية. ومع هذا المحرك، يمكن لـ XJ أن تتسارع من حالة الوقوف التام الى سرعة 100 كلم/س في خلال 7,5 ثانية وهو توقيت ممتاز في حال أخذنا بعين الإعتبار أنه يعود لسيارة يزيد طولها عن خمسة أمتار.

أما الفئة الثانية. فتندفع بمحرك من 6 أسطوانات بشكل V سعة 3,0 ليتر يعمل بالتعاون مع جهاز بخاخ مباشر و4 صمامات لكل أسطوانة جرى تزويدها بنظام للتحكم بتوقيت عملها بعد تعزيزها بـ سوبر تشارجر، الأمر الذي رفع تأدية المحرك الذي بات قادراً بالتالي على توليد قوة 340 حصاناً تترافق مع 460 نيوتن متر من عزم الدوران الذي يمكن الشعور به بشكل واضح بمجرد إيصال المحرك الى 3000 دورة في الدقيقة. ومع هذا المحرك الذي يعتمد على هندسة بناء محرك الشقيقة XKR-S، سواء كان ذلك لجهة قاعدته المصنوعة من خليط من المعادن أو لناحية رأسه المصنوع من الألومنيوم، لم تتمكن جاكوار من إستخراج تأدية رياضية فقط (منها قدرة هذه السيارة على التسارع من الصفر الى 100 كلم/س في خلال 5,9 ثانية) وحسب، بل تمكنت أيضاً من جعل XJ المزودة بهذا المحرك تتحلى بمستويات متقدمة من التجاوب الذي لم نشعر به على الطرقات السريعة فط، بل على الطرقات البريطانية الفرعية (B roads) المميزة بتنوع منعطفاتها والتي يتجه عدد كبير منها صعوداً وهذا ما مكننا من إختبار هذا المحرك بطريقة فعالة. فعلى الطرقات الفرعية وفي حال أراد سائق هذه السيارة أن يتمتع بقيادتها بشكل رياضي، سيتوجب عليه أن يبقي المحرك في حالة دوران متوسطة وأن يعتمد على معيار «دايناميك» الذي يرفع قساوة نبض التعليق ويعدل توقيت نقاط تبديل علبة التروس ومعايير عمل الترس التفاضلي الخلفي الإلكتروني ومستويات تدخل جهاز التحكم بالتماسك. حينها، سيشعر سائق XJ المزودة بمحرك الأسطوانات الست هذا، أن سيارته تنتمي بطريقة ما الى عالم السيارات الرياضية الحقيقية يساعدها في ذلك علبة تروسها العاملة بثماني نسب ذات أطوال مدروسة لتعزيز التأدية والإستهلاك، بالإضافة الى مقودها الدقيق الذي يوفر شعوراً عالياً بالطريق. وفي هذا الإطار، لا بد من الإقرار بأن مستويات التماسك التي تتحلى بها هذه السيارة كانت مفاجئة حتى عند إيقاف عمل جهاز التحكم بالتماسك وذلك بفضل التطوير الذي ناله الهيكل والذي تقول جاكوار أنه أدى الى خفض مستويات تمايل الهيكل بنسبة 20 بالمئة والى توزيع الوزن بين قسمي السيارة الأمامي والخلفي بنسبة شبه متساوية بين الأمام والخلف. أما عند إعادة تشغيل جهاز التحكم بالتماسك، فسيشعر السائق بفعالية عمله العالية وسرعة تدخله لإعادة السيارة الى مسارها الصحيح بشكل سريع ودقيق. أما أبرز ما يميز عمل هذا الجهاز، فيتمثل بطريقة عمله التي يكاد السائق لا يشعر بها.

أما XJ المزودة بمحرك الليترين والتي ساورني إعتقاد قبل قيادتها بأنني على وشك الإصابة بخيبة أمل كبيرة مردها سيارة ضخمة لجهة قياساتها ومحرك رباعي الأسطوانات لم يسبق لي أن رأيت مثيلاً له في سيارة من هذا المعيار، فقد فاجأتني بتأديتها. وهنا، لن أقول أن تأدية هذه السيارة سوبر رياضية لأنها ليست كذلك ولكنها تثير التعجب ذلك أن مستويات تجاوب هذا المحرك مثيرة وتمكن XJ من توفير تأدية جيدة. وعلى الرغم من أن تسارع هذه الفئة من XJ الى 100 كلم/س يتم في 7,5 ثانية، إلا أن المحرك يسجل تجاوباً مستمراً خلال 90 بالمئة من ظروف القيادة ولا يُشعر السائق بأي تدنٍ في التأدية إلا عندما يكون في مستوى دوران منخفض. ففي هذه الحالة، يعاني جهاز التوربو من تدني فعالية عمله (Turbo Lag) وهو أمر طبيعي في معظم المحركات الصغيرة العاملة بالإعتماد على جهاز توربو. ومع ذلك، لا تعتبر هذه النقطة بمثابة أمر سلبي جداً مع XJ التي تنتمي في نهاية المطاف الى فئة سيارات السيدان المترفة التي يركز سائقوها وركابهم على الراحة والصورة الراقية.

وفي هذا الإطار، لا تقل XJ المزودة بأي من المحركين الجديدين شأناً عن XJ التي تتباهى بمحركها العامل عبر 8 أسطوانات مع شحن إضافي. فسياسة جاكوار المتعلقة بـ XJ بالتحديد تنص على أن هذه السيارة تنتمي الى فئة سيارات السيدان التنفيذية المترفة سواء كانت تندفع بمحرك من 3 أسطوانات أو بآخر من 16 أسطوانة. وفي هذا السياق، حافظت فئتا XJ الجديدتين اللتين ستصلان الى صالات العرض خلال الربع الأخير من العام الجاري على كل المقومات التي تتميز بها سيارات جاكوار. فمن الخارج، تتماثل كل طرازات XJXJ L ذات قاعدة العجلات المطولة) مع بعضها البعض وبحيث لا تتميز عن بعضها إلا بتصميم وقطر العجلات وبعض التجهيزات الخارجية الصغيرة. أما في الداخل وفي مواجهة التصميم الخارجي الرياضي، إلا أن XJ وبغض النظر عن نوعية محركها، تحمل تسمية جاكوار الرديفة للترف والراحة ولذلك كان لا بد من التركيز على توفير مستويات راحة عالية معززة بترف مطلق. ومن هنا، جرى العمل على توفير معايير راحة متقدمة جداً يمكن معها السفر على متن XJ لساعات وساعات ـ سواء كان المرء جالساً في الأمام أو في الخلف ـ والشعور بأن السائق وركابه لم يمضوا في مقصورتها إلا وقتاً قليلاً. ففي الأمام، هناك مقعدان أماميان يوفران مستويات راحة متفوقة وتتميزان بقدرة تحريكهما كهربائياً بـ 12 إتجاهاً مختلفاً وقد تم تعزيزهما بنظامي تدفئة وتبريد وقدرات تدليك إضافية. وعلى الرغم من إفتقاد هذين المقعدين لمساند التثبيت الجانبية، إلا أنهما يوفران راحة جلوس عالية ووضعية قيادة ممتازة بفضل المقود الذي يمكن تعديل وضعيتيه الأفقية والعمودية. أما في الخلف وعلى الرغم من توفر التحريك الكهربائي ونظام التدليك ضمن التجهيزات الإضافية وتبعاً للأسواق، إلا أن المساحات المخصصة للأرجل والأقدام والأوراك والأكتاف كبيرة وذلك على عكس المسافات المخصصة للرؤوس والتي تبقى في النهاية محدودة نسبياً بسبب تصميم خط السقف الذي ينحني كلما إتجه الى الخلف حيث يحصل الركاب على نظام تدفئة وتبريد للمقاعد مع طاولتين تتدليان من ظهري المقعدين الأماميين ومرآتين تتدليان من السقف ومكيف هواء خلفي بمنطقتي تبريد منفصلتين.

وهنا، لم تكتف جاكوار بدعم مقصورة سيارتها هذه بجودة تصنيعية متفوقة، بل زودتها أيضاً بعوامل الترف والفخامة القصوى التي تشمل الجلود الفاخرة والأخشاب المصقولة والمساحات الملبسة بالكروم اللماع والتي طاولت كل أنحاء المقصورة ومنها لوحة القيادة التي تتميز بتصميم يتوجب على السائق أن يشبع عينيه من تأمل جمالها.. قبل الإنطلاق بـ XJ. ولا تكتفي اللوحة بجمال خطوطها، بل تتميز بعملانيتها المتقدمة وتجهيزاتها المتطورة شأن تجويف العدادات الذي تم معه الإستغناء عن العدادات التقليدية لصالح شاشة TFT ملونة تظهر 3 عدادات رئيسية تنال خيالات حمراء عند إعتماد معيار «دايناميك». وتتميز هذه الشاشة بوضوح معالمها وسهولة قراءتها والتعامل معها ومقاومتها للإنبهار الضوئي. ومن ناحية أخرى، تتميز هذه الشاشة أيضاً بقدرتها على تغييب عداد دوران المحرك لإظهار رسائل حول عمل السيارة، في وقت يمكن لمعلومات جهاز الملاحة أن تظهر في العداد الأيسر المخصص لكمية الوقود المتبقية في الخزان ولدرجة حرارة المحرك ولعدد من المعلومات الأخرى. ومقابل كل النقاط الإيجابية التي تتحلى بها مقصورة XJ، يبقى أن نشير الى أنها توفر مجالات رؤية أمامية وأمامية جانبية ممتازة تتدنى في الخلف بسبب الزجاج الخلفي ذو الإرتفاع القليل والعمودين الطويلين المحيطين به. وهنا أصلحت جاكوار الأمر عبر تزويد XJ بجهاز لكشف الزوايا الميتة وبكاميرا خلفية تتحول معها عملية ركن هذه السيارة التي تتحلى بـ 512 (524,7 لفئة L) و211 و144,8 سم لكل من طولها وعرضها وإرتفاعها على التوالي، الى عملية سهلة.

في النهاية، يمكن القول أن خطوة جاكوار القاضية بتوفير مجموعة محركات بعيدة عن بعضها البعض لسيارة من هذه الفئة هي خطوة ذكية، خصوصاً أن طرازا الوسط (مع محرك V6) والقاعدة (مع محرك الأسطوانات الأربع) يتمتعان بتأدية جيدة وديناميكية متقدمة مع مستويات ترف وراحة متفوقة. أما تصدير هذين الطرازين الى منطقتنا، فهو إيجابي في بلدان تسيطر عليها الطرقات المنبسطة التي ستبعد فكرة تدني القوة عن تفكير المستهلك. أما التمني الوحيد، فيتمثل بوضع سياسة تسعيرية مدروسة قد يكون لها مع السياسة الإعلامية، الأثر الكبير في تحقيق مبيعات.. مفاجئة.

«يعتمد محرك الأسطوانات الست على هندسة بناء محرك الشقيقة XKR-S، سواء كان ذلك لجهة قاعدته المصنوعة من خليط من المعادن أو لناحية رأسه المصنوع من الألومنيوم»

«بات عدد كبير من المستهلكين يطلب سيارته التنفيذية مع محرك معتدل الحجم والسعة معللاً الأمر بأنه لن يحتاج الى مئات الأحصنة التي يوفرها المحرك الكبير إلا فيما ندر»

«تتمتع XJ بلوحة قيادة تتميز بتصميم عملاني وجميل سيتوجب على السائق أن يشبع عينيه من تأمله قبل الإنطلاق لأن جمال اللوحة وجودتها قد يبعدان نظره عن الطريق»

«ساورني إعتقاد قبل قيادة XJ المزودة بمحرك الليترين بأنني على وشك الإصابة بخيبة أمل كبيرة مردها سيارة ضخمة ومحرك صغير، ولكنها فاجأتني بتأديتها»

المواصفات

جاكوار XJ

الأرقام

2,0 ليتر، 4 أسطوانات متتالية ، دفع خلفي

240 حصان، 340 نيوتن متر

من صفر الى 100 كلم/س: 7,5 ثانية

3,0 ليتر، 6 أسطوانات بشكل V ، دفع خلفي

340 حصان، 460 نيوتن متر

من صفر الى 100 كلم/س: 5,9 ثانية

الطول: 512 سم (524,7 سم لفئة L)، العرض: 211 سم، الإرتفاع: 144,8 سم