الإمارات تحتضن سباق للمراكب الشراعية بهدف الحفاظ على تراث وطني قديم

  • تاريخ النشر: الإثنين، 13 يونيو 2022

يجري السباق حول جزيرة صير بونعير

مقالات ذات صلة
أبوظبي تنظم أطول سباق في العالم للمراكب الشراعية بطول 60 قدمًا
ألفا روميو تطلق برنامج Classiche للحفاظ على السيارات التراثية
BMW: الحفاظ على سيارتك القديمة أفضل من شراء واحدة جديدة

تحت أشعة الشمس وبعيدا عن ناطحات السحاب وسيارات الدفع الرباعي الفارهة في دبي، يخرج مئات من المتحمسين إلى مياه الخليج في مراكب شراعية تقليدية، في مبادرة تهدف للحفاظ على تراث وطني قديم.

وحول جزيرة صير بونعير، وهي جزيرة على شكل دمعة عين تبعد حوالي 100 كيلومتر عن دبي وأبو ظبي، شارك 118 فريقا في نهاية الأسبوع في سباق للمراكب الشراعية التي كانت تجوب المياه حول شبه الجزيرة العربية على مدى عدة قرون.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

ويكرس عدد من البحارة على ظهر أحد المراكب كل قوتهم وتركيزهم لرفع الشراع عاليا بواسطة الحبال الطويلة والثقيلة.

وبعد دقائق من المحاولة، يثبت الشراع العملاق ليصبح الحفاظ على التوازن هو التحدي الجديد، وسط صرخات ربان المركب الذي يرتدي الكندورة البيضاء، الثوب التقليدي للرجال في الإمارة الخليجية الثرية.

وقال المتسابق عبدالله المهيري لوكالة فرانس برس قبل غروب الشمس "بدأت من عشر سنوات تقريبا حين كان عمري 23 سنة مع الوالد واشقائي".

وأضاف وهو يعدل وضعية غطرته البيضاء حول رأسه "والآن مستمر بمفردي".

عبدلله واحد من عشرات البحارة الذين غامروا بالخروج في المياه الهائجة تحت أشعة الشمس الحارقة للمشاركة في بطولة المراكب الشراعية المعروفة باسم الغفال.

فبالنسبة له، تعد المشاركة بالسباق بمثابة إحياء لتراث بلاده، متحدثًا عن عودة الصيادين لسواحل دبي بعد رحلات الصيد الطويلة في البحر.

 محمية طبيعية

ومع تأسيس الاتحاد في عام 1971 وبدء التنمية، تضاعف ناتج النفط المحلي الإجمالي للإمارات بسرعة ليصبح ثاني أكبر ناتج في العالم العربي بعد السعودية.

ورغم احتياطيات النفط المنخفضة نسبيا مقارنة بجاراتها في الاتحاد، شهدت إمارة دبي نهضة مذهلة، مع اعتمادها على موقعها الاستراتيجي لتحويل نفسها إلى مركز للتمويل والنقل والسفر الجوي.

وبعيدًا عن صخب المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي والمباني الفخمة، يفضل المهيري الراحة الهادئة التي يجدها فحسب في عرض البحر.

وتعد جزيرة صير بونعير نقطة انطلاق مثالية للسباق حسب قوله، حيث أنها أيضا موطن لمحمية طبيعية.

وقال "نعيش مع البحر منذ مئات السنين، بيننا وبينه علاقة. ... لذا فالحفاظ على البيئة شيء واجب علينا. هذه بيئتنا وبلدنا"، قبل أن ينضم إلى زملائه مشيرًا إليهم بحركة بسيطة بيده.

ووفقا لليونسكو، تعد الجزيرة "واحدة من أهم مواقع تعشيش سلحفاة منقار الصقر في منطقة الخليج العربي بأكملها وبالتأكيد أهم موقع في الإمارات".

الإبحار فجرا

وفيما يعد الحفاظ على التراث أمرا رئيسيا، دفعت المخاطر البيئية المتزايدة بهم إلى السعي إلى أن يكونوا مثالا يحتذى به مع استخدامهم للمراكب الشراعية اليدوية ذات الحد الأدنى من الانبعاثات.

وقال محمد الفلاحي مدير البطولة لفرانس برس "من أهم المبادئ التي يتم الترويج لها هي نقل هدا الموروث من جيل إلى جيل".

وأشار إلى أن السباق نشاط "مسالم للطبيعة ... علينا ألا ننسى أن جزيرة صير بونعير هي محمية طبيعية، هي ملاذ لكثير من انواع من السلاحف الموجودة في المنطقة".

وبعد قضاء ليلتهم حول الجزيرة، أبحرت فرق البحارة في الفجر التالي، بمواجهة الرطوبة الكثيفة والمياه المتلاطمة.

كما رفع المتسابقون أشرعتهم، ودفعت الرياح الهادئة المراكب باتجاه ساحل دبي، مثل عشرات السحب البيضاء الهائمة في الأفق الأزرق.