اودي ‏RS: رياضيــــة سريعة

  • تاريخ النشر: الأحد، 23 مارس 2014 | آخر تحديث: الثلاثاء، 08 فبراير 2022
مقالات ذات صلة
‏RS: رياضيــــة سريعة
أودي RS7 2024... سيارة سريعة ومريحة
فيديو 6 سيارات رياضية مدهشة على الطرقات السريعة

إنسوا كل ما تعرفونه عن ممر ستيلفيو الجبلي وإنتقلوا معنا الى جبال الألب التي شهدت مشاركة توب جير في دورة أودي على متن أربع من سيارات فرع RS الرياضي

عندما تتلقى دعوة من أودي لقضاء عدة أيام على طرقات جبال الألب، ستبدأ بمراجعة جدول أعمالك كي تجد الوقت الكافي لتلبية الدعوة ولكن عندما تعلم أنك واحد من قلة من أهل الصحافة المتخصصة التي ستتواجد في هذا الحدث وأنك خلال أيامك مع أودي ستقود أربع من سيارات أودي الثماني اللواتي يحملن شعار RS، فستجد نفسك على الهاتف متصلاً بكل المرتبطين بجدول أعمالك لتأجيل لقاءاتك بهم مهما كانت مهمة كي تتمكن من إيجاد الوقت الكافي للمشاركة في جولة أودي في جبال الألب حيث من المفترض أن تتواجد 24 سيارة خرجت من خطوط إنتاج فرع RS لتقطع مسافة إجمالية تراوح في حدود 4440 كيلومتر، أي ما مجموعه 200 ألف كيلومتر للسيارات الـ 24 وعلى طرقات جبلية تمتد من كلاغنفورت، عاصمة مقاطعة كارينثيا النمساوية وصولاً الى موناكو ومنها في طريق العودة الى كلاغنفورت ومن خلال 12 مرحلة تشتمل على 44 ممراً جبلياً تنضوي تحت لواء مجموعة من الطرق التي يتوجب على كل من يحب عالم صناعة السيارات والقيادة أن يعبرها ولو لمرة واحدة في حياته. ومع دورة أودي، إنطلق المشاركون من كلاغنفورت في طريقهم الى جبال الألب عبر كيتزبوهل وإينسبروك في النمسا وميران في إيطاليا وإنترلاكن في سويسرا وميغيف في فرنسا وصولاً الى موناكو ومنها في طريق العودة مروراً بعدد من الممرات الجبلية الفريدة شأن ممرات غروسغلوكنر وسانت غوتهارد وبرينر وجوليير وكول دو توريني وغيرها.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

 


وعلى الرغم من أننا لم نعبر المسافة الإجمالية كاملة، إلا أننا شاركنا في مرحلتين من مراحل الدورة الـ 12 أقيمتا في الجبال النمساوية حيث كان لنا فرصة الإنتقال بين 4 طرازات رياضية التأدية هي RS Q3 وRS 5 المكشوفة وRS 6 أفانت وRS 7 سبورتباك. وهنا، لا بد من الإشارة الى أن دورة أودي هذه ليست الأولى لها، إذ سبق لشركة الدوائر الأربعة أن أقامت دورات مماثلة بدأت عام 2008 في الولايات المتحدة الأميركية لتنتقل بعدها الى القارة الأوروبية عام 2009 قبل أن يتم إجراءها عام 2011 في الصين التي كانت شاهداً على مشاركة توب جير العربية الأولى (راجع العدد 136) في هذا النوع من أحداث أودي المميزة والذي كان يركز حينها على طراز Q3. أما اليوم، فقد قررت أودي أن تشكل سيارات كواترو وRS عنوان دورتها عبر جبال الألب التي إعتمدناها لقيادة سيارات أودي الأربع التي ذكرناها، ولكن بعد أن كان لنا فرصة لقيادة طراز  كواترو القديم الذي حقق عدداً كبيراً من الإنتصارات على ساحات بطولة العالم للراليات خلال ثمانينات القرن الماضي.
وعلى الرغم من جمال الطبيعة الأوروبية عموماً والنمساوية على وجه التحديد والتي تتطلب صفحات وصفحات لوصف روعتها وقدراتها على جعلك تشعر بسلام داخلي غريب كان السبب بقرارنا بالعودة لزيارة هذه المنطقة لاحقاً، إلا أننا سنوفر عليكم عناء قراءة الأحاسيس التي لم تتوقف عن مخالجتنا وسننتقل مباشرةً الى لقاءنا مع أربع من سيارات أودي RS الرياضية التأدية قررنا أن نبدأها مع كواترو القديمة التي بدأ إنتاجها لدى أودي عام 1980 لتكون أول سيارة من أودي تم تزويدها بنظام كواترو للدفع الرباعي مع محرك معزز بجهاز توربو ومبدل حراري. ويتألف محرك كواترو هذه من 5 أسطوانات متتالية وهو بسعة 2,1 ليتر ينتج عن إحتراق الوقود في داخله قوة 200 حصان مع 285 نيوتن متر من عزم الدوران الذي ينتقل الى العجلات الأربع الدافعة التي تسجل معها كواترو تسارعاً من الصفر الى 100 كلم/س في 7,1 ثانية وسرعة قصوى تبلغ 220 كلم/س.

 


وعلى الرغم من عمر أن كواترو التي قدناها يزيد عن 25 عاماً، إلا أنها كانت مزودة بعدد من التجهيزات التي كانت إضافية شأن النوافذ الكهربائية وجهاز إدارة المحرك الإلكتروني وشاشات LCD صغيرة ومكيف هواء مع علبة تروس يدوية خماسية النسب تعمل من خلال قابض فاصل تتميز دواسته بليونتها المفاجئة شأنها للمقود المزود بإطار رفيع ومقعد السائق الذي غابت عنه كل مكونات تثبيت السائق. ومع ذلك، لا يمكن وصف الإحساس خلف مقود هذه السيارة التي لا يمكن للمرء إلا أن يشعر بقوتها وبكيفية إنتقال الدفع بين إطاراتها الأربعة. ويرتفع هذا الإحساس أيضاً من خلال هدير المحرك والعادم والذي لا يمكن إبعاده عن الرائحة التي كانت تتميز بها سيارات أيام زمان. ومع ذلك، لا يمكن وصف إنقيادية كواترو إلا بالجيدة والمريحة والتي يعود السبب فيها الى عناية أودي بهذه السيارة وصيانتها على الدوام.

 


وعلى الرغم من البعد الكلي لـ كواترو عن السيارات الحديثة، إلا أنه لا يمكن وصف قيادة هذه السيارة إلا بالممتعة، خصوصاً أنها لم تتوقف عن جذب الأنظار اليها خلال مرورنا في القرى المنتشرة على الطريق. كما أن كواترو تمكنت من إعادتنا الى فترة زمنية سابقة كانت خلالها السيارات تعتمد بالدرجة الأولى على موهبة السائق خلف المقود وهذا إحساس لم يعد يتوفر في سيارات الزمن الحالي التي باتت معه معظم السيارات تعتمد في عملها على الأجهزة الإلكترونية التي تسيطر على كل مكونات السيارات مهما كانت صغيرة أو تافهة. ومع وصولنا الى منطقة الغذاء، ركنا كواترو الى جانب مجموعة من طرازات RS الحديثة التي كانت جميعها مبللة بمياه الأمطار التي لم تتوقف عن الهطول طيلة فترة قبل الظهر.
وخلال تناولنا لوجبة الغذاء، بدأت الغيوم بالتلاشي لتظهر مكانها شمس مشعة أدت بنا الى إختيار طراز RS 5 المكشوف كوسيلة إنتقالنا لمرحلة بعد الظهر التي بدأت بإحساس غريب مرده الإنتقال من سيارة يزيد عمرها عن 25 عاماً الى سيارة لم تطفئ شمعتها الأولى بعد. وهنا، لم نتمكن إلا من ملاحظة مدى التطور الذي طاول عالم صناعة السيارات خلال السنوات العشرين الماضية، سواء كان ذلك لجهة التصميم أو التأدية ونظم المعلوماتية أو حتى الراحة والفخامة. ومع إنطلاقنا على متن RS 5، كان هناك إحساس بالخيبة مرده فقدان عالم صناعة السيارات للكثير من مميزاته القديمة، إلا أن هذا الإحساس بدأ بالزوال بمجرد وصولنا الى الطرقات الفرعية الملتوية والمتجهة صعوداً والتي كانت مليئة بالحفر الصغيرة التي كانت RS 5 وعلى الرغم من تعليقها القاسي نسبياً، قادرة على إمتصاصها بشكل فعال جداً كان معه جهاز المقود يولد إحساساً جيداً بما تتعرض له الإطارات الأمامية، في وقت كان المحرك الذي ينتمي الي نادي محركات V8 بسعة 4,2 ليتر ينقل قوته البالغة 450 حصاناً الى العجلات الأربع بطريقة ممتازة وفعالية عالية تمكنا معها من تسجيل 5,1 ثانية للتسارع الى 100 كلم/س والذي تعلن أودي أنه يبلغ 4,9 ثانية في حال كانت ظروف الطريق مثالية. وخلال الصعود الى القمة، لم تتوقف RS 5 عن إصدار معزوفتها الموسيقية من خلال عوادمها الرياضية التي إنخفض ضجيجها الممتع عندما بدأنا بالإتجاه نزولاً حيث تلبدت السماء بالغيوم، الأمر الذي إضطرنا الى إعادة السقف الى وضعه الأساسي ولنكتشف حينها مدى فعالية العزل الصوتي الذي نالته هذه السيارة على الرغم من طابعها الرياضي الذي لا يمكن للمرء إلا أن يشعر به من خلال سيارة تتميز بتأدية رياضية معززة بمستويات تماسك متقدمة غابت عنها إرتجاجات الهيكل التي تعتبر عادةً من السمات المرافقة لمعظم السيارات المكشوفة وهذا ما ساهم في زيادة متعة قيادتنا التي إستمرت لغاية وصولنا الى الفندق.

 


وفي صبيحة اليوم التالي، كان الإنطلاق على متن أودي RS Q3 التي تندفع بمحرك سعة 2,5 ليتر مع توربو يولد 310 أحصنة و420 نيوتن متر من العزم الذي يمكن هذه السيارة التي تعتبر الكروس أوفر / SUV الأولى من أودي التي تتناولها أنامل RS والمزودة بعلبة تروس S-Tronic ذات النسب السبع العاملة بقابض فاصل مزدوج، من التسارع الى 100 كلم/س في 5,2 ثانية والوصول الى سرعة قصوى محددة مسبقاً بـ 250 كلم/س. وعلى الرغم من أننا لم نقضي وقتاً طويلاً خلف مقود RS Q3 كونها لن تتوفر في أسواقنا على الأقل في الوقت الحالي، إلا أنه يمكننا القول أنها مميزة وجيدة ولكننا تمنينا لو كان برنامج التحكم بعملها مزود بمعايير يمكن للسائق أن يتحكم بها بدلاً من أن تحددها أودي وRS مسبقاً.
ومن RS Q3، كان الإنتقال الى مقصورة RS 6 أفانت التي إذا أردنا أن نصفها بكلمة واحدة، فيمكننا القول أنها متوحشة لدرجة المتعة، خصوصاً أن قيادتنا لها كانت على مقاطع جبلية مليئة بالمنعطفات المتنوعة التي تتطلب سيارة متفوقة وسائقاً ماهراً في أصول التعامل مع سيارات الدفع الرباعي ذات التأدية الرياضية المتقدمة ومنها 560 حصاناً صادراً عن محرك V8 بسعة 4 ليترات تم تزويده بجهازي توربو ساهما في تمكين RS 6 من التسارع من حالة الوقوف التام الى سرعة 100 كلم/س في 3,9 ثانية. وعلى هذه الطرقات المتعرجة، بدت RS 6 وكأنها في العالم الذي يناسبها. فتسارعاتها بين المنعطفات كانت خاطفة، في وقت كانت مكابحها قادرة على لجمها. أما إنقياديتها، فكانت ممتازة، فيما كانت ليونة محركها بنظم شحنه الإضافية سبباً للإستمرار في القيادة الهجومية في ظل مستويات تماسك متقدمة يعود الفضل فيها الى شاسي معدل وتعليق متجاوب وتوزيع جيد للوزن كانت تتخلله عند الخروج بسرعة من المنعطفات بعض الإنزلاقات الرباعية التي يعود السبب فيها الى مياه الأمطار المتجمعة على الطرقات والتي كانت مصدراً لمزيد من متعة القيادة.

 


وبإختصار، يمكن القول أن الوقت الأكثر متعة لنا كان على متن RS 6، خصوصاً أنها لا تكتفي بقدراتها كسيارة ذات تأدية رياضية متفوقة، بل تضيف الى ذلك مواصفات السيارات العائلية، سواء كان ذلك لجهة التجهيزات والترف والعملانية أو لناحية قدرة هذه السيارة على نقل 5 ركاب براحة تامة مع كمية كبيرة من الأمتعة في الخلف ولينحصر إنتقادنا الوحيد على RS 6 بنسبة إستهلاكها المرتفع من الوقود ولكن الحق يقال أن من يرغب بسيارة من هذا المعيار، لن يكترث أبداً لمستويات إستهلاكها.
أما السيارة الأخيرة التي قدناها في طريق العودة الى نهاية رحلتنا الجبلية مع أودي، فكانت RS 7 التي لا تقل شأناً عنها لـ RS 6، ذلك أن السيارتان تتشاركان بالكثير بدءاً من قاعدة العجلات ووصولاً الى المحرك وعلبة التروس وأرقام التأدية ولينحصر الفارق بين السيارتين بأن الأولى منهما تنتمي الى خانة سيارات الستايشن واغن ذات التأدية الخارقة، فيما تنضوي الثانية تحت لواء سيارات الفاستباك الرياضية التأدية. وفي حال كان علينا أن تختار بين السيارات الخمس التي قدناها، فـ RS 6 تشكل خيارنا للسيارة التي نود إعتمادها للقيادة اليومية، فيما يمكن أن نطلب كواترو القديمة ـ في حال توفرت ـ لأنها واحدة من السيارات القلائل التي لا تكتفي بتاريخ مجيد لا تزال جذوره تغذي طرازات RS الحالية وحسب، بل لأنه من السيارات النادرة التي يمكنها أن تنقلك زمنياً الى 30 سنة خلت وبشكل فوري.