تجربة قيادة شفروليه إمبالا 2014

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 22 يناير 2014 | آخر تحديث: الثلاثاء، 08 فبراير 2022
مقالات ذات صلة
فيديو: تجربة قيادة شفروليه بليزر
شفروليه تستدعي 290 ألف نسخة من سيارتها امبالا
تجربة قيادة أودي (أيه 5 سبورتباك) 2014

شعر حسان بشور أن شفروليه إمبالا الجديدة ليست إلا نسخة «Diet» ذات سعيرات حرارية أقل من إبنة عمها كاديلاك XTS وهذا بكل بساطة يعني أنها.. ممتازة


خلال السنوات الأخيرة وتحديداً في العالم العربي، غابت طرازات إمبالا عن مجموعة سيارات شفروليه المتوفرة في المنطقة، في وقت كان الجيل الحالي منها يلعب دوراً حيوياً على طرقات بلاد العم سام ولكن من خلال شركات الأساطيل وهذا أمر يؤكده متتبعو الأفلام السينمائية التلفزيونية الأميركية التي طالما أظهرت إمبالا كالسيارة الأفضل التي تستأجرها العائلات خلال عطلاتها داخل الولايات المتحدة أو كالسيارة المعتمدة لعدد كبير من أقسام الشرطة وفروع مكتب التحقيقات الفيديرالي المختلفة. وعلى الرغم من أن إعتماد هذه السياسة التسويقية لـ إمبالا مكنها من تحقيق مبيعات مرتفعة في بلاد العم سام، إلا أن شفروليه ومن خلفها جنرال موتورز رأت فيها إمكانيات كبيرة داخل وخارج القارة الأميركية الشمالية، خصوصاً بعد أن أثبتت لها الدراسات التي تناولت مختلف الأسواق العالمية أن سوق السيارات العائلية الكبيرة عاد للنمو خلال السنوات القليلة الأخيرة والدليل سيارات شأن تويوتا أفالون وفورد توروس ونيسان ماكسيما وهيونداي أزيرا ودودج تشارجر وفولكسفاكن باسات وغيرها.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

 


ولبناء جيل جديد من إمبالا قادر على إبعاد هذه السيارة عن صورة وسمعة سيارات الأساطيل، كان لا بد لـ شفروليه من أن تعيد إطلاقها من خلال جيل جديد كلياً وبكل ما لهذه الكلمة من معنى وبحيث لا يمت هذا الجيل الجديد بأي صلة الى الجيل الحالي ولا يتشارك معه بأي من المكونات والعناصر بإستثناء الإسم. ومن هنا، بدأت شفروليه من الصفر واضعة نصب عينيها توفير سيارة جديدة كلياً تنتمي الى قطاع سيارات السيدان الكبيرة الحجم ولأن قاعدة إبسيلون II المعتمدة لكل من كاديلاك XTS وبيويك لاكروس تعتبر واحدة من أكثر القواعد تطوراً لدى جنرال موتورز ولأن هذه القاعدة دوارة وقابلة للتعديل، كان القرار بإعتمادها للجيل الجديد من إمبالا، خاصةً أنه سبق لها أن أثبتت فعاليتها وصلاحيتها وإعتماديتها مع السيارتين المذكورتين وفي مختلف الأسواق العالمية.
وعلى هذه القاعدة المندفعة بالعجلتين الأماميتين، قررت شفروليه أن تعتمد على تصميم جديد كلياً ولكن من دون التخلي عن المعالم الخاصة بمدرسة شفروليه التصميمية. ومن هنا كان الإعتماد على هيكل من فئة الأحجام الثلاثة الذي تندرج تحته سيارات السيدان ولكنه في حالة إمبالا، أضاف مواصفات سيارات الكوبيه من خلال خط سقف ينحني الى الأسفل كلما إتجه الى الخلف حيث تم الإعتماد على زجاج خلفي بزاوية ميلان عالية ينتهي بخط صندوق الأمتعة القصير الذي ساهم بدوره في الطابع التصميمي الرياضي لـ إمبالا التي نالت واجهة خلفية تشعر الناظر اليها للمرة الأولى أنها تضم ملامح من واجهة أودي A6 الخلفية مع مصابيح يذكر تصميمها بمصابيح لكزس IS الخلفية. وعلى الرغم من هذه الملامح، إلا أن هذه الواجهة فريدة بخطوطها المقوسة نسبياً والتي تم تعزيز طابع الترف فيها من خلال خط عريض يربط بين القسم العلوي من المصباحين الخلفيين تم طلاؤه بالكروم اللماع الذي طاول مخرجي العادم المستطيلين اللذين يتوسطهما ناشر هواء صغير.

 

 

أما في الجوانب، فقد إعتمدت إمبالا على تصميم يجمع بين شكل السيدان التقليدية وخطوط الكوبيه الرياضية ولكن من دون التضحية بالمساحات الداخلية الخلفية المخصصة لرؤوس ركاب المقعد الخلفي الثلاثة والتي سنأتي على ذكرها لاحقاً. وفي الجوانب، لم تكتفي إمبالا بخطوط الكروم التي تطاول إطارات المساحات الزجاجية والمرايا الجانبية وإطارات مقابض فتح الأبواب (تذكر هذه الأخيرة بمقابض فتح الأبواب في كاديلاك ATS) والخط السفلي الذي يعلو التنانير الجانبية، بل أضافت الى ذلك أسطحاً معدنية قاسية وكبيرة الحجم تبرز فيها خطوط قاسية منها ما هو مقوس كما في فتحات العجلات الأربع وما يعلوها من خطوط موازية ومنها ما هو شبه مستقيم على غرار خط الوسط المقلوب الذي تم وضعه تحت الخط السفلي للمساحات الزجاجية والذي يعمل شأنه للخطوط والأسطح الأخرى على التحكم بطريقة تدفق الهواء حول إمبالا على السرعات العالية مساهماً في زيادة مستويات إنسيابيتها ومشدداً في الوقت نفسه على إبعاد ضجيج الهواء الناتج عن إختراق السيارة للهواء.

 


أما في الأمام، فقد إعتمدت إمبالا على غطاء محرك كبير ومتعدد المستويات يعمل بدوره على التحكم بتدفق الهواء حول الجوانب العلوية للسيارة ويعلو واجهة أمامية يكفي أن تراها لثوانٍ معدودة حتى تعلم أنها تعود لإحدى سيارات شفروليه كونها تبدو وكأنها نسخة «متمدنة» من واجهة الشقيق الأكبر ترافيرس ولكن بخطوط أكثر نعومة تبدأ بمصابيح أمامية مستطيلة ورقيقة مقارنة بسماكة الواجهة يتوسطها شبك فتحة التهوئة الكبير الذي تتداخل أطرافه السفلية في الصادم الأمامي الذي زود القسم السفلي منه بفتحة مماثلة للفتحة العلوية ولكن بحجم أصغر وبحيث يحيط بها فتحتان جانبيتان صغيرتان تحتوي كل منهما على مصابيح LED نهارية معززة بخط كرومي صغير يعلو شفرات جانبية أمامية توجه الهواء حول وتحت القسم السفلي من المقدمة مساهمةً في خفض قوى الرفع الناتجة عن إختراق السيارة للهواء على السرعات العالية وعاملةً في الوقت نفسه على خفض الضجيج وزيادة ثبات القسم الأمامي من إمبالا.

 


وفي مواجهة التصميم الخارجي الذي يوحي بأن إمبالا تتحلى بصلابة عالية، يكفي أن يفتح المرء أي من أبواب هذه السيارة ليكتشف أن ما يراه هو عبارة عن مقصورة ركاب رحبة لدرجة أنها قادرة على إستيعاب خمسة من لاعبي كرة السلة الأميركية بكامل عدتهم وعتادهم. وهنا، يكفي أن ينتقل المرء بين المقعدين الأماميين والمقعد الخلفي ليتأكد بنفسه أن المساحات الداخلية أكثر من كريمة وأن شفروليه عززتها بمقاعد تمت صناعتها من الرغوات المطاطية المتعددة القساوة والتي مكنتها من توفير راحة جلوس عالية جداً وهذا أمر إختبرناه بأنفسنا ولكن من خلال مقعد السائق الذي يمكن تحريكه في كافة الإتجاهات لإيجاد وضعية الجلوس والقيادة المناسبتين واللتين تزداد قدرات التحكم بهما من خلال المقود الذي يمكن تعديل وضعيتيه الأفقية والعمودية. ومن الأمور التي لا يمكن إغفالها في هذه المقصورة أيضاً، مجالات الرؤية الممتازة في الأمام والجوانب والتي تتدنى قليلاً في الخلف بسبب الزجاج الخلفي المنحني وخط صندوق الأمتعة المرتفع نسبياً. وهنا تم التعويض عن ذلك عبر توفير إمبالا مع كاميرا خلفية ومجموعة مستشعرات تقوم بتنبيه السائق في حال رصدت أي عائق غير مرئي خلف السيارة.

 


ومن ناحية أخرى، شددت شفروليه في مقصورة سيارتها هذه على عدد من العوامل التي شملت التصميم الجميل الذي لم يخلو من العملانية وسهولة الإستعمال ومن دون التضحية بأي من عوامل الجودة التصنيعية ونوعية المواد المعتمدة. فلوحة القيادة التي ننصح بطلبها مع التلبيس الجلدي الثنائي اللون، تعتمد على تصميم متناظر ومماثل لما عودتنا عليه شفروليه يبدأ بتجويف للعدادات يتألف من عدادين كبيرين للسرعة ولدوران المحرك يتوسطهما في الأعلى عدادان للإشارة الى درجة حرارة المحرك وكمية الوقود المتبقية في الخزان وفي الأسفل لوحة رقمية يمكن التحكم بما توفره من معلومات. أما الكونسول الوسطي النافر عن مستوى اللوحة لتسهيل الوصول الى مكوناته ومفاتيحه، فيتحوي على شاشة بقياس 8 إنش يحيط بها مخرجان عموديان لهواء المكيف الذي أبدى فعالية عمل عالية خلال التجربة. ويتميز الكونسول ببساطته التصميمية وعدد مفاتيحه المتدني الذي يسهّل إستعماله بشكل كبير، خصوصاً أن التحكم بعدد من أجهزة السيارة يتم من خلال الشاشة العلوية والمفاتيح المثبتة في مقبضي المقود الأفقيين.
وفي سياق الكلام عن الشاشة الوسطية، لا بد من الإشارة الى أن شفروليه زودتها بنظام MyLink للمعلوماتية والتسلية والمستوحى من النظم التشغيلية الخاصة بالهواتف الذكية الحديثة. ويتميز هذا النظام بكونه قابل لإعادة التخصيص ويمكنه تخزين أكثر من 60 محطة إذاعية مفضلة ووسائل الإتصال والعناوين المحفوظة والموسيقى وغيرها من الوسائط. ويمكن أيضاً لحاملي الهواتف الذكية ربطها بنظام MyLink لاسلكياً عبر تقنية Bluetooth أو من خلال قابس USB وتشغيل الموسيقى الخاصة بهم أو أي وسائط أخرى في السيارة. وفي حال كانت إمبالا مزودة بجهاز الملاحة عبر الأقمار الإصطناعية أن يقوموا بإدخال الأماكن المفضلة لهم بخطوة واحدة فقط ومن دون الحاجة الى إدخال المنطقة والمدينة ورقم واسم الشارع بشكل متتالي. وعلى صعيد آخر، لا يمكن إغفال مستوى الجودة التي ضختها شفروليه في سيارتها هذه. فالجلود ذات نوعية جيدة شأنها لكل المواد البلاستيكية والتلبيسات الخشبية والمعدنية.

 


من الناحية الميكانيكية، كان قرار شفروليه بالتركيز على محرك الأسطوانات الست بشكل V سعة 3,6 ليتر الذي تمكن منذ وقت طويل من إثبات قدرته على التحمل وبعده عن الأعطال ولكنه نال مع إمبالا عملية تطوير وتحديث شبه كاملة. وفي هذا الإطار، حصل هذا المحرك على صمامات رباعية لكل أسطوانة مع جهاز VVT للتحكم بتوقيت عمل هذه الصمامات التي تعمل تلك المخصصة منها لضخ الوقود بإتجاه رؤوس الأسطوانات، بالتعاون مع جهاز بخاخ مباشر يتسم بضغطه المرتفع الذي يساهم به جهاز التحكم الإلكتروني بدواسة الوقود وليتمكن هذا المحرك من توفير قوة 305 أحصنة يتم إستخراجها بالتمام والكمال عند إيصال المحرك الى مستوى 6800 دورة في الدقيقة. وتترافق هذه القوة مع 358 نيوتن متر من عزم الدوران الذي تتوفر حدوده القصوى عند مستوى دوران يراوح في حدود 5300 دورة في الدقيقة. ومع هذا المحرك، قررت شفروليه أن توفر علبة تروسها الأوتوماتيكية طراز هايدرا ـ ماتيك 6T70 السداسية النسب والتي يمكن التحكم بنقل نسبها يدوياً من خلال مفتاح خاص جرى تثبيته في أعلى مقبض علبة التروس وفي ظل غياب مطلق لعتلات التبديل التي تتواجد عادةً خلف المقود!

 


تجربتنا لـ إمبالا إمتدت لحوالي 300 كلم خلال الإطلاق الرسمي وقد شملت مجموعة من الطرقات التي تنوعت بين الطرقات السريعة وتلك الملتوية التي تضم منعطفات سريعة أبدت خلالها إمبالا مستويات ثبات متقدمة مع تأدية جيدة وتجاوب مستمر للمحرك وعلبة التروس تخللها ميل طفيف للإنزلاقات الأمامية عند ضغط إمبالا في المنعطفات القاسية يتدخل على أثره جهاز التحكم بالتماسك ليضبط الأمور ويساعد في إعادة إمبالا الى خط السير الصحيح، مع العلم أن هذا متوقع في سيارة بهذا الحجم الكبير تندفع بعجلتيها الأماميتين. وفي وقت كان التعليق الذي يعتمد على قوائم ماكفرسون الإنضغاطية في الأمام والوصلات المتعددة في الخلف، يقوم بمهامه في إبعاد تموجات الطريق وتعرجاتها عن المقصورة، كانت هذه الأخيرة تتألق بمستويات هدوء تشغيلي عالية مصدرها عزل جيد لضجيج المحرك والإطارات والهواء حتى عند القيادة بسرعات عالية راوحت في حدود 150 كلم/س.


بإختصار، تملك هذه السيارة معظم إن لم نقل كل مقومات النجاح سواء كان ذلك لجهة الشخصية والحضور أو لناحية القدرات والتجهيزات على أنواعها وقد عززتها شفروليه في الإمارات بسياسة تسعيرية تضعها في الوسط بين منافستيها الرئيسيتين، أي كل من فورد توروس وتويوتا أفالون. أما الجديد، فيتمثل بتركيز جنرال موتورز الشرق الأوسط على الإعلان أن صيانة إمبالا السنوية في الإمارات تقل بمعدل النصف عنها لتكاليف صيانة توروس، في وقت تتابع جنرال موتورز بالقول أن تكاليف صيانة أفالون السنوية في الإمارات تبلغ ثلاثة أضعاف تكاليف صيانة إمبالا. أما نحن وبغض النظر عن تكاليف الصيانة ونقاط قوة إمبالا ومنافساتها، فنقول للراغبين بسيارة من هذا القطاع من السيارات العائلية الكبيرة، أنه يتوجب عليهم ـ ومن دون تردد ـ أن يضعوا إمبالا ضمن لائحة خياراتهم كي لا يندموا لاحقاً.

 

المواصفات


شفروليه إمبالا
الأرقام
3,6 ليتر ـ 6 أسطوانات بشكل V ـ دفع أمامي
305 حصان عند 6800 دورة في الدقيقة
358 نيوتن متر عند 5300 دورة في الدقيقة
علبة التروس: 6 أوتوماتيكية
من صفر الى 100 كلم/س: 6,2 ثانية
السرعة القصوى: غير متوفر ـ الوزن: 1723 كلغ
الطول: 511,3 سم، العرض: 185,4 سم، الإرتفاع: 149,6 سم