فورد فوكس ST الـ GTI االأميركية

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 22 يناير 2014 | آخر تحديث: الثلاثاء، 08 فبراير 2022
مقالات ذات صلة
بالصور.. فورد تكشف عن الجوهرة الرياضية فوكس ST
فورد فوكس ST تكتسب حزمة المسار مع ترقيات الشاسيه
فورد تزيح الستار عن سيارة فوكس ST موديل 2015 (صور)


مع فوكوس ST لم تكتفي فورد بتوفير سيارة هاتشباك رياضية بتأدية متقدمة وحسب، بل قدمت أيضاً منافساً جدياً لـ فولكسفاكن غولف GTI
 

في العالم العربي، يكفي أن تطلب من أي من محبي السيارات أن يسمي سيارة رياضية من فورد وسيأتيك الجواب بأنها موستانغ مع محرك من 8 أسطوانات قادر على حرق الإطارات الخلفية الدافعة في غضون ساعات قليلة. أما السبب في ذلك، فيعود الى تاريخ فورد في منطقتنا والذي طالما ركز على السيارات الكبيرة الحجم إبتداءً من طيبة الذكر كراون فيكتوريا التي سجلت مبيعات قياسية في دول مجلس التعاون الخليجي ووصولاً الى إكسبديشن التي لا تزال تتباهي لغاية اليوم بحجمها الكبير الذي يجعلها من السيارات الرائجة بشدة وبالأخص في المملكة العربية السعودية حيث يكثر الطلب على السيارات الكبيرة الحجم بسبب العائلات ذات الأفراد العديدة.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

 


أما في القارة الأوروبية حيث تتدنى مبيعات السيارات الكبيرة الحجم بسبب أزمات السير الخانقة ومستويات الإستهلاك العالية التي تسجلها السيارات الكبيرة وبالتالي إصداراتها المرتفعة من الغازات المضرة بالبيئة، فقد قام صانعو السيارات بتعويض غياب السيارات الرياضية الكبيرة الحجم والمماثلة لـ موستانغ من خلال نسخ رياضية من سيارات الهاتشباك الصغيرة والمتوسطة الحجم تمكن بعضها من تسجيل تأدية رياضية عالية ومفاجئة شأن فورد إسكورت كوزورث التي ذاع صيتها لدرجة قرر فرع فورد الأوروبي إشراكها في بطولة العالم للراليات خلال العقد الأخير من القرن الماضي والعقد الأول من القرن الحالي، وذلك بالإضافة الى فورد فوكوس RS500 التي كانت ولاتزال واحدة من أهم سيارات فئتها لجهتي التأدية، التماسك ومتعة القيادة.

 


ومع إطلاق الجيل الحالي من فوكوس التي تلقى رواجاً عالياً في مختلف الأسواق العالمية والعربية، كان قرار فورد الشرق الأوسط في بداية العام الجاري بتوسيع مجموعة فوكوس لتشمل نسخة ST الرياضية التي تعتبر فورد أنها تنفرد بميزتين متناقضتين ستمكنانها من تحقيق مكانة مميزة في الأسواق. وتتمثل هاتان الميزتان بالتأدية الرياضية المتقدمة التي يقابلها إستهلاك متدنٍ وبالتالي مستويات إصدارات منخفضة. فهذه السيارة التي يبلغ وزنها 1462 كيلوغراماً قادرة على توفير 252 حصاناً، أي ما معدله 172 حصاناً لكل طن من الوزن. وهنا، لا تصدر هذه الأرقام عن محرك V8 ذو إستهلاك مرتفع للوقود، بل عبر محرك رباعي الأسطوانات بسعة ليترين تم تزويده بجهاز توربو مع بخاخ مباشر وعدد من التقنيات التي مكنت فوكوس ST من تسجيل إستهلاك يبلغ 19,7 ليتر لكل 100 كلم في المدينة يقابلها 11,8 ليتر لكل 100 كلم على الطرقات السريعة.

 


وعلى الرغم من أن هذا المحرك لا يصدر هديراً مماثلاً لما يحصل عليه المرء من محركات الأسطوانات الثماني، إلا أن مجرد الإنطلاق بـ فوكوس ST مع ضغط دواسة التسارع الى حدودها القصوى يوحي لك أن عدد الأسطوانات الموجودة في مقدمة هذه السيارة لا يمكن أن يقل عن 6 وأن إمكانية وصول هذا العدد الى 8 أسطوانات ليس بعيداً عن المنطق، خصوصاً أن فورد إعتمدت تصميماً خاصاً لأنابيب العدم يتم معها توجيه هدير العادم الى مقصورة الركاب كما إعتمدت لهذا المحرك على معايير عمل خاصة مكنته من توفير عزم دورانه البالغ 366 نيوتن متر إبتداءً من 2500 دورة في الدقيقة وعلى مختلف مستويات الدوران وهذا ما يوحي للسائق بأنه يقود محركاً يعتمد على تقنية السحب العادي لجهة قدرته على توفير عزمه بحيث تزداد مستويات هذا العزم كلما إرتفع دوران المحرك وهذا ما يؤدي بالسائق الى الإحساس بأن هناك قوة دفع يبدو أنها لا تنتهي. وهنا، يكفي أن تبدأ بضغط ST على الطرقات الملتوية لتشعر بمدى ترابط هذه السيارة مع الطريق وبمستوى تماسكها العام. أما علبة تروسها اليدوية السداسية النسب، فتعمل بسلاسة عالية وتساهم في زيادة المتعة، خصوصاً أنها تعمل عبر دواسة قابض فاصل تتميز بليونتها التي لا ترفع متعة القيادة الرياضية وحسب، بل تزيد من عملانية إستعمالها على الطرقات المدينية المزدحمة التي تتطلب تبديلاً مستمراً لنسب علبة التروس.

 


فعند إعتماد القيادة الرياضية والهجومية في المنعطفات، ستتفاجأ بأن القسم الأمامي من ST أثبت من ما كنت قد توقعت. أما السبب، فيعود قسم منه الى قرار فورد بتوزيع الوزن بين جزئي فوكوس وبالتالي فوكوس ST الأمامي والخلفي بنسبة 60 بالمئة للأمام مقابل 40 بالمئة للخلف. وهنا، يلعب أيضاً طول المحور الأمامي في ST والذي يزيد عنه لطول محور فوكوس القياسية بمعدل 2 سم دوراً في ذلك وليعمل بالتعاون مع توزيع الوزن على المساهمة في زيادة ثبات مقدمة فوكوس ST وهذا ما يبعدها عن الإنزلاقات الأمامية التي تتميز بها معظم السيارات المندفعة بالعجلات الأمامية. وهنا، تتوجب الإشارة أيضاً الى أن فوكوس ST تقف أيضاً على عجلات عريضة تساهم بدورها في زيادة تامسك المقدمة مع الطريق.

 


ومن ناحية أخرى وعلى الرغم من أن فورد قررت إعتماد معايير محددة لنبض التعليق بهدف توفير خليط جيد من التماسك والراحة، إلا أنني شعرت أن ST وفي حال قررت أن تدفعها الى حدودها القصوى في المنعطفات، ستكون بحاجة الى ماصات صدمات أو نوابض معدنية حلزونية بنبض أقسى بقليل. أما عند خفض حدة القيادة الهجومية في المنعطفات ـ وهذا بالمناسبة هو حال معظم السائقين، فسيشعر السائق بمدى تألق ST في المنعطفات، خصوصاً أن هذه السيارة وعلى الرغم من إندفاعها بالعجلتين الأماميتين، إلا أنها تملك بعض الميل للإنزلاقات الخلفية التي ترفع متعة القيادة. وهنا، لا يعود السبب الى الترس التفاضلي الأمامي الإلكتروني وحده، بل الى نظام المفاضلة في كبح الإطارين الخلفيين كل على حدة والذي عززته فورد ببعض الأنظمة الإلكترونية التي تتحكم بعمل معظم المكونات المربوطة الى المحور الخلفي والتي تعمل على زيادة قوة الكبح على الإطار الخلفي الداخلي لمساعدة القسم الخلفي من السيارة في عملية اللحاق بالقسم الأمامي منها. وفي حال رصدت إلكترونيات فوكوس ST أن هذه الأخيرة بدأت بالذهاب بإنزلاقها الرباعي الى أكثر من الحدود المنطقية، تقوم إلكترونيات السيارة بزيادة الكبح على الإطار الخلفي الخارجي لمواجهة هذا الإنزلاق، في وقت يقوم الترس التفاضلي الإلكتروني في الأمام بزيادة مستوى الكبح على الإطار الأمامي الداخلي لزيادة مستويات التماسك الأمامي الذي يساهم فيه ـ ولو نسبياً ـ جهاز المقود الإلكتروني الذي ينفرد أيضاً بنسبة إلتفاف قصيرة جداً ترفع متعة القيادة في حالات الإنزلاق وهذا ما يمكن سائق ST من زيادة سرعته عندما يكون في منتصف المنعطفات ويمكنه أيضاً من البدء بعملية التسارع بشكل مبكر عند خروجه من هذه المنعطفات. وعلى الرغم من أنني لا أحبذ فكرة تدخل الإلكترونيات في عملية القيادة ومنعها السائق من القيام بما يريده من خلف المقود وبالتالي حرمانه من لذة القيادة الرياضية، إلا أنه لا يمكنني إلا أن أهنئ فورد على هذه التقنيات التي أعتقد أنها وفرت حلاً ممتازاً لهذه السيارة المندفعة بعجلتيها الأماميتين كونها لم تعمل على خفض مستويات الإنزلاقات الأمامية الى الحدود الدنيا فقط، بل مكنت هذه السيارة من التحلي بقدرة الإنزلاقات الخلفية والأهم من ذلك القدرة على الإلتفاف بثبات متقدم على سرعات عالية.

 

 


ومن ناحية أخرى، لم يكن بالإمكان إغفال أن نالته فوكوس ST من تعديلات على صعيد تصميمها الخارجي كان ضئيلاً مقارنةً بما يتوقعه المرء من سيارة تنفرد بهذا الكم الكبير من متعة القيادة. فمن الخارج، تتشابه ST مع فوكوس القياسية ذات الأبواب الخماسية، إلا أنها تتميز في الأمام بعاكس هواء سفلي خجول وبتنانير جانبية مدمجة في أسفل الهيكل الذي يعتمد القسم الخلفي منه على عاكس هواء علوي جرى تثبيته فوق الزجاج الخلفي وعلى ناشر هواء سفلي أخذ لنفسه مكاناً في أسفل الصادم الخلفي حيث زودته فورد بفتحتين أفقيتين يتوسطهما مخرجان وسطيان للعادم. كذلك تنفرد فوكوس ST بعجلات معدنية بقياس 18 إنش تتميز بتصميمها الذي يعتمد 5 مقابض شعاعية أخذت لنفسها شكل الحرف Y. أما في الداخل، فقد حصرت فورد التعديلات بالألوان القاتمة التي طاولت تنجيد السقف والعواميد وبمقاعد أمامية رياضية من فئة الباكيت التي تحيط بالأجسام وتثبتها خلال القيادة الرياضية. كذلك نالت ST دواسات معدنية للتسارع والمكابح والقابض الفاصل مع تنجيد جلدي خاص للمقود ومقبض علبة التروس.
وفي سياق الكلام عن الداخل، لا بد من الإشارة الى أن فوكوس ST تتمتع بلوحة قيادة معاصرة ذات تصميم جذاب يبدأ بتجويف للعدادات يحتوي على عدادين كبيرين وجانبيين للإشارة الى السرعة ودوران المحرك يتوسطهما عدادين صغيرين تم تخصيص الأول منهما لكمية الوقود المتبقية في الخزان وثانيهما للإشارة الى درجة حرارة المحرك. وفوق العدادين الصغيرين، وضعت فورد لوحة إلكترونية توفر رسائل رقمية حول عمل بعض أجهزة السيارة. أما الكونسول الوسطي العريض الذي نال ثلاث عدادات صغيرة علوية، فيشعر الناظر اليه أنه ينتمي الى سيارة أكبر حجماً، خصوصاً أنه نافر لتسهيل وصول يد السائق اليمنى الى مكوناته ويعتمد على شاشة علوية لجهاز الملاحة تعلو النظام الموسيقي وبحيث يحيط بالشاشة والنظام الموسيقي من الجانبين فتحات لمكيف الهواء.

 

وهنا، يشعر المرء وبمجرد جلوسه خلف المقود أن لوحة القيادة وبالأخص الكونسول مصممان بحيث يتوجها الى السائق. وللتحكم بشاشة جهاز الملاحة، وضعت فورد مفتاحاً في وسط الكونسول يمكن الوصول اليه بسهولة ولكنها أحاطته بمجموعة من المفاتيح الأخرى الأصغر حجماً والتي قد تتطلب في البداية أن يرفع السائق نظره عن الطريق ريثما يتأقلم مع مكان ووظيفة كل منها. أما المفاتيح الأكثر إستعمالاً أثناء القيادة، فقد تم وضعها في مقبضي المقود الأفقيين لتسهيل مهمة السائق أثناء القيادة وتعزيز عوامل السلامة. وفي الداخل، لا يمكن إغفال الجودة التصنيعية التي تتحلى بها ST والتي تبدو جلية من خلال لوحة القيادة وبطانات الأبواب التي تم تلبيسها بجلود مطاطية صناعية ومواد بلاستيكية تشكل الجودة قاسمها المشترك الذي يمتد أيضاً ليطاول المقاعد وسجادات الأرضية. وفي هذا السياق، تجدر الإشارة الى أن مقاعد فوكوس ST تتميز بقدرتها على توفير راحة أكثر من معتدلة مع مساحات ممتازة لراكبي المقدمة تتدنى نسبياً في الخلف حيث يمكن لراكبين أن يحصلا على الراحة والمساحة المطلوبين. أما عند إرتفاع عدد ركاب الخلف الى ثلاثة، فتتدنى المساحة نسبياً وبالأخص لجهة تلك المخصصة للرؤوس وهذا ما قد يؤدي بالتالي الى تدني الراحة عند إعتماد فوكوس للرحلات الطويلة. أما مقصورة التحميل الخلفية، فهي ذات حجم كبير يبلغ 674 ليتر يمكن زيادتها الى 1268,6 ليتر عند طي المقعد الخلفي كلياً.

 


بإختصار، يمكن القول أن هذه السيارة ستشكل منافساً جدياً لسيارات فئتها وبالأخص فولكسفاكن غولف GTI ومرسيدس A250 سبورت الجديدتين، خصوصاً أن فورد ستوفرها بأسعار منافسة تبدأ بحوالي 26 ألف دولار. أما ما يميز هذه السيارة، فيتمثل بجمعها لمواصفات سيارات الهاتشباك العائلية المتوسطة ـ الصغيرة لجهة الراحة والعملانية وسهولة الإستعمال اليومي مع مميزات سيارات الهاتشباك الرياضية بما تقوم عليه من متعة قيادة متقدمة تسمح للسائق بالإنغماس في عملية القيادة.

 

المواصفات


فورد فوكوس ST
الأرقام
2,0 ليتر ـ 4 أسطوانات متتالية ـ توربو ـ دفع أمامي
252 حصان عند 5500 دورة في الدقيقة
366 نيوتن متر عند 2500 دورة في الدقيقة
علبة التروس: 6 يدوية
من صفر الى 100 كلم/س: 6,2 ثانية
السرعة القصوى: 247,8 كلم/س ـ الوزن: 1462 كلغ
الطول: 436,1 سم، العرض: 182,3 سم، الإرتفاع: 148,3 سم