مرسيدس SL500 حب من النظرة.. الثانية

  • تاريخ النشر: السبت، 25 يناير 2014 | آخر تحديث: الثلاثاء، 08 فبراير 2022
مقالات ذات صلة
فيديو رائع عن مرسيدس SL500 موديل 1987
أفريقي يحصل على مرسيدس SL500 هدية من طيران السعودية
صور مرسيدس SL500 صاحبتها أضاعت مفاتيحها لـ21 عاماً وتعرضها الآن للبيع


شأنها لمعظم سيارات النجمة الثلاثية، تملك مرسيدس SL500 القدرة على إيقاعك في غرامها ولكن على مهل. لذلك، فالأفضل إتخاذ الحيطة والحذر

 

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

لا شك أنكم من محبي السيارات وعالمها وإلا لما كانت مجلة توب جير العربية بين أياديكم الآن. ولأنكم من محبي السيارات، فأنتم من دون شك كنتم خلال أيام طفولتكم ومراهقتكم تشاهدون برنامج «ماغنوم PI» التلفزيوني الذي كان الممثل توم سيليك يلعب فيه دور التحري الخاص الذي يقود سيارة فيراري تتباهى بلونها الأحمر على طرقات جزيرة هاواي. وفي حال كنتم تتابعون حلقات ماغنوم، فأنتم أيضاً كنتم تشاهدون برنامج «هارت تو هارت» التلفزيوني الذي كان الممثل روبرت واغنر يلعب فيه دور التحري ـ الهاوي، فيما كان يقود سيارة مرسيدس SL بمواصفات أميركية منها أربعة مصابيح أمامية دائرية وصادم أمامي نافر مطلي بالكروم اللماع مع بعض الأجزاء المطاطية كانت بمثابة حلم بالنسبة لي كمراهق وهذا ما أدى بصور هذه السيارة التي كنت أقتطعها من المجلات، على جدران غرفة نومي.

 


ومنذ تلك الأيام وهذه السيارة تحتل مكانة خاصة في قلبي أدت بي الى متابعة أجيالها والتحسينات التي طرأت عليها. وعلى الرغم من أنني قدت معظم طرازات SL، إلا أنني وما أن توفرت SL500 الجديدة حتى سارعت بطلبها من المكتب الإقليمي لـ مرسيدس الشرق الأوسط الذي زودني بواحدة مطلية بلون رمادي قاتم غير لماع لم يسبق لي أن رأيته على أي من طرازات SL التي تملئ شوارع المدن الخليجية. وعلى الرغم من أنني لا أحب الألوان الرمادية القاتمة وبالأخص غير اللماعة منها، إلا أنه لا يمكنني أن أنكر تأثير هذا اللون على SL500 موضوع التجربة، خصوصاً أنه أظهر تموجات هيكلها بطريقة أوحت لي ولعدد من أصدقائي أن هذه السيارة تنتمي الى فئة سيارات العضلات الرياضية. فغياب لمعان الطلاء عن هيكل SL هذه في الأمام مثلاً، أدى الى زيادة بروز شبك فتحة التهوئة الأمامية، خصوصاً أنه مزود بشعار نافر لـ مرسيدس مع شفرة أفقية نافرة أيضاً تمتد بين جانبي فتحة التهوئة التي تعلو صادماً بفتحات سفلية ثلاثية تحتوي الجانبية منها على مصابيح LED أفقية. أما في الجوانب، فقد أدى اللون غير اللماع الى إظهار فتحة إخراج الهواء الجانبية وإبراز خطيها الأفقيين اللذين يمتدان بإتجاه الخلف بشكل ساهم في وضع تعدد مستويات الأسطح الجانبية في الواجهة.

 


وعلى الرغم من أن النظرة الأولى الى SL الجديدة تؤكد لك أنها ليست أجمل SL خرجت من مصانع مرسيدس وبالأخص لجهة تصميم المصابيح الأمامية والخلفية ولناحية الميلان الذي ناله القسم الخلفي الذي يلي الزجاج الخلفي والذي يذكر بالشقيقة السوبر رياضية SLS، إلا أنه لا يمكن لإثنان أن يختلفا حول قدرة SL في الدرجة الأولى على جذب الأنظار اليها على الطريق ومن ثم قدرتها على إعطاء صورة من الرقي والتفرد عن من يتواجد خلف مقودها أو الى جانبه وهذا أمر لطالما كان من الأسس التي ميزت سيارات مرسيدس، سواء كانت من فئة السيدان الجدية أو الكوبيه الرياضية أو حتى لو كانت تنتمي الى خانة سيارات الستايشن واغن العائلية. ومن هنا، لم يكن بإمكاني إلا أن أتساءل عن ما يدعو المرء الى إمتلاك سيارة من هذه الفئة.

 


الحقيقة، أعتقد أن السبب الرئيسي الذي يؤدي بالمستهلك الى شراء سيارة مكشوفة هو أنها سيارة مكشوفة. وهنا تتفوق SL على باقي السيارات المكشوفة من خلال إعتمادها على سقف معدني يضعها في خانة سيارات الكوبيه الرياضية إن لم أقل السيارات السياحية «الكبرى» وهذا ما يلعب في صالحها لأنه في حال كان هذا السقف غير مطوياً، يشعر المرء حتى على السرعات العالية أن مقصورة سيارته معزولة بشكل شبه كامل عن المحيط الخارجي، ناهيك عن أن السقف المعدني يساهم في دول الخليج العربي حيث يمكن لدرجة الحرارة أن تصل في فصل الصيف الى ما يزيد عن 50 درجة مئوية، في تعزيز مستويات العزل الحراري ومساعدة مكيف الهواء في تبريد المقصورة بسرعة عالية. ومن ناحية أخرى، زودت مرسيدس سيارتها هذه بنظام كهربائي لطي السقف المعدني في القسم العلوي من صندوق الأمتعة، أعتقد أنه من أفضل الأنظمة كونه يعمل في صمت مطبق وفي خلال 15 ثانية على كشف السيارة أو إعادة سقفها الى مكانه الطبيعي فوق المقصورة وبمجرد إستعمال مفتاح واحد يقع في متناول يد السائق اليمنى في القسم الأفقي من الكونسول الوسطي. وعلى الرغم من سهولة كشف السيارة حتى ولو كانت تسير على سرعات تقل عن 50 كلم/س، إلا أنه يمكنك أيضاً أن تتمتع بأشعة الشمس من دون الحاجة الى كشف السيارة، ذلك أن القسم الأكبر من المنطقة التي تعلو مقعدي السيارة مصنوعة من الزجاج المقوى والمعالج والذي زودته مرسيدس بخاصية «ماجيك سكاي» التي تعمل عبر لمسة واحدة لمفتاح في السقف على تحويل القسم الزجاجي من شفاف كلياً الى زجاج يشعرك وكأنه مزود بقدرة تظليل عالية (زجاج فوتوكروماتي) تمكنك من القيادة تحت أشعة الشمس الحارقة من دون الحاجة حتى الى نظارات شمسية.

 


وفي سياق الكلام عن المقصورة وقبل الكلام عن ما يتوفر فيها، تتوجب الإشارة الى أنها مخصصة لشخصين إثنين، أي أنها تتحلى بمساحات داخلية رحبة جداً تمكن شخصين من أصحاب القامات الطويلة التي تزيد عن 180 سم للشخص الواحد من إيجاد وضعية الجلوس المناسبة والمعززة بمساحات داخلية تمكنهما من التحرك بحرية شبه تامة يساهم فيها مقاعد ذات تصميم متطور قادرة على توفير راحة جلوس متقدمة مع مستويات تثبيت متفوقة يعود السبب فيها الى حواف نافرة في جانبي أسفل منطقة الظهر تتحرك أوتوماتيكياً لمنع إنزلاق الجزء الوسطي من الأجسام في المنعطفات أو خلال المناورة أو القيادة الرياضية.

وفي الداخل، تتميز المقصورة بمجالات رؤية جيدة في كافة الإتجاهات وبلوحة قيادة تتشابه بمعالمها مع لوحات قيادة سيارات مرسيدس وبالأخص لجهة العدادات الأسطوانية والكونسول الوسطي العمودي بمفاتيح تشغيله التي يعلوها فتحات دائرية لإخراج هواء المكيف أخذت لنفسها تصميماً مستوحىً من الطائرات القديمة المزودة بمراوح دافعة. وهنا، لا يمكنني إلا أن أتوقف عند نظام كوماند الذي لا يزال يعتمد تصميماً غرافيكياً «قديماً» نسبياً والذي يعتمد شاشة باتت تنتمي الى شاشات السيارات الصغيرة مقارنة بأحجام الشاشات المتوفرة للسيارات الأخرى، سواء كانت منافسة أم لا وذلك مع العلم أن هذه الشاشة تؤدي المطلوب منها بجدارة وهذا هو بإعتقادي مبدأ مرسيدس الذي ينص على الكفاءة التشغيلية. وفي سياق الكلام عن اللوحة، يمكن القول أن مفاتيح تشغيل أجهزة السيارة موجودة في أماكن يتوقع المرء وجودها فيها وبحيث تقع في متناول الأيدي ولا تحتاج الى رفع النظر عن الطريق لإيجادها، بإستثناء القوابس المعتمدة لربط أجهزة حفظ الموسيقى الخارجية والتي تم وضعها في مسند اليد الوسطي، الأمر الذي يتطلب من المرء أن يقوم بوصلها قبل الإنطلاق. وفي هذا الإطار، تجدر الإشارة الى أن SL500 موضوع التجربة كانت مزودة بنظام موسيقي متطور يحمل توقيع «هارمن كاردن» ويتميز بقدرته على توفير نقاوة صوتية عالية جداً مصدرها حوالي 12 مكبر صوت متطورة تم نشرها في عدد من أرجاء المقصورة بطريقة مدروسة. وهنا يمكنني القول أن هذه النقاوة الصوتية لا تتأثر بعملية الكشف ذلك أن مرسيدس ركزت كثيراً على إلغاء عملية تلاعب الهواء في المقصورة على السرعات العالية وعززت ذلك من خلال تزويد السيارة بعدد من عوامل الإنسيابية الأساسية وأضافت اليها تصاميم خاصة للمرايا الجانبية ولدرجة ميلان وتقوس الزجاج الأمامي وإنحناء غطاء صندوق الأمتعة الخلفي لزيادة هدوء المقصورة عندما تكون مكشوفة، خصوصاً أنها زودتها بناشر هواء مدمج في القسم الخلفي من المقصورة يمكن رفعه كهربائياً بواسطة مفتاح خاص في الكونسول الوسطي.

 


والى جانب أماكن التوضيب وحاملات الأكواب التي تتوفر في المقصورة، تعلن مرسيدس أن صندوق الأمتعة يتمتع بحجم تحميل يصل الى 504 ليترات تتناقص الى 364 ليتر عند كشف السيارة وهو حجم جيد لسيارة مخصصة لراكبين. وعلى الرغم من أن عدداً من الخبراء إنتقد طريقة تصميم أرضية الصندوق وحوافه الداخلية معلناً أن إستعمال صندوق الأمتعة غير عملاني، إلا أن مرسيدس زودت هذا الصندوق بمجسات تستشعر مرور القدم تحت القسم الخلفي من صندوق الأمتعة وتعمل على فتح غطاء هذا الصندوق أوتوماتيكياً. كذلك جرى تزويد الصندوق بغطاء يفصل بين مساحة التحميل والحيز الذي يشغله السقف عند طيه يمكن التحكم بزاوية ميلانه وميلان القسم المطوي في السقف والزجاج الخلفي لتسهيل إدخال الأمتعة أو تفريغها.

على الطرقات المدينية والسريعة وبالأخص تلك المعبدة بشكل سئ، لم أتمكن إلا من ملاحظة الفارق بين SL500 هذه والجيل السابق منها. فالسيارة الجديدة لا تكتفي بهدوء تشغيلي أفضل، بل تضيف الى ذلك غياب شبه كلي لإرتجاجات الهيكل المتدنية التي كان الجيل الأسبق من SL يعاني منها والتي يعود السبب فيها الى غياب عوارض التثبيت الأفقية العرضية المدمجة عادةً في السقوف المعدنية الثابتة. فمع SL الجديدة، لم تكتف مرسيدس بتطوير البنية التحتية للسيارة، بل صممت واحدة جديدة تمت صناعتها من خلائط الألومنيوم المعالجة والمقواة، الأمر الذي أدى الى إنخفاض وزن SL ليبلغ 1785 كلغ والى إزدياد صلابتها الإلتوائية التي لم ينتج عنها غياب للإرتجاجات وحسب، بل مستويات ثبات متقدمة يعود جزء من الفضل فيها الى هندسة بناء السيارة وإستعمال الألومنيوم بكثافة، فيما يعود قسم آخر من الفضل الى جهاز مقود عصري يتميز بنسبته المنخفضة والى أجهزة تعليق متطورة من فئة الوصلات المتعددة في الأمام والخلف تعتمد في عملها على ماصات صدمات نشطة يمكن التحكم بمعايير عملها لتوفير الراحة، التماسك أو الإثنان معاً وهي أمور يمكن للسائق أن يشعر بها وأن يختار المناسب منها لقيادته التي تعتمد على محرك من 8 أسطوانات بشكل V تبلغ سعته 4663 سم3. ويعتمد هذا المحرك على جهاز بخاخ مباشر مع توربو ثنائي تم تزويده بوحدة تبريد مطورة ساهمت بطريقة غير مباشرة في رفع عزم الدوران الأقصى الى 700 نيوتن متر يمكن إستخراجها بين 1800 و3500 دورة في الدقيقة. ويترافق هذا العزم مع قوة حصانية تصل الى 435 حصاناً تتوفر بكاملها عند إيصال المحرك الى 5250 دورة في الدقيقة. ومع ربط هذا المحرك الى علبة تروس أوتوماتيكية متتالية من 7 نسب أمامية متزامنة تتحكم البرامج الإلكترونية بأسلوب تعشيقها للنسب (أوتوماتيكي يركز على الراحة وأوتوماتيكي يشدد على التأدية ويدوي)، يمكن لـ SL500 أن تتسارع من حالة الثبات التام الى سرعة 100 كلم/س في 4,6 ثانية، في وقت يمكنها الوصول الى سرعة قصوى محددة إلكترونياً بـ 250 كلم/س.

 


بالإجمال، يمكنني القول أن SL500 ليست سيارتي المفضلة لجهة التصميم العام ولكنها تنفرد بعامل يتواجد عادةً في معظم سيارات مرسيدس وهو قدرتها على أيقاع السائق في حبالها. فعلى الرغم من أن السائق قد يعتقد أن هناك سيارات منافسة يتفوق كل منها في مجال معين، إلا أنه سيكتشف أن أي من هذه السيارات لا يملك القدرة على جعلك تتعلق بها وهذا ما تتميز به SL500 التي أعدتها الى المكتب الإقليمي لـ مرسيدس الشرق الأوسط وأنا الآن، لا أزال.. أفكر بها.

 

المواصفات


مرسيدس SL500
الأرقام
4,7 ليتر ـ 8 أسطوانات بشكل V ـ دفع خلفي
435 حصان عند 5250 دورة في الدقيقة
700 نيوتن متر بين 1800 الى 3500 دورة في الدقيقة
علبة التروس: 7 أوتوماتيكية متتالية
من صفر الى 100 كلم/س: 4,6 ثانية
السرعة القصوى: 250 كلم/س ـ الوزن: 1780 كلغ
الطول: 461,2 سم، العرض: 187,7 سم، الإرتفاع: 131,5 سم