هيونداي جنيسيس لا بد لك من إختبارها

  • تاريخ النشر: الإثنين، 29 ديسمبر 2014 | آخر تحديث: الثلاثاء، 08 فبراير 2022
مقالات ذات صلة
هيونداي جنيسيس كوبيه حصان كوري.. أصيل
هيونداي جنيسيس تحصل على أعلى علامات السلامة في تاريخ
هيونداي جنيسيس الجديدة كلياً تتخطّى بمبيعاتها عتبة الـ100 ألف سيارة

مواصفات السيارة

  • سعة المحرك: 3.8 V6 RWD
  • عدد الأحصنة: 290 حصان
  • التسارع من 0- 100: 6.5 ثانية
  • السرعة القصوى: 209 كلم/س
جميع مواصفات السيارة

مع الجيل الأول من جنيسيس، تمكنت هيونداي من جذب الأنظار اليها والتأكيد أنها قادرة على صناعة سيارات لا تنتمي الى خانة السيارات الرخيصة الثمن التي يسعى اليها ذوو الدخل المحدود. ومع الجيل الثاني من هذه السيارة، تمكنت هيونداي من مفاجأة الجميع ـ وأنا منهم ـ بسيارة أعتقد أنها تشكل قفزة نوعية كبيرة الى الأمام، سواء كان ذلك لجهة التصميم أو الجودة أو التقنيات المتطورة أو حتى لجهة السعر الذي لا يزال يبدو متدنياً بالمقارنة مع ما يحصل عليه المرء من تجهيزات وترف والأهم من ذلك الجودة التي تطاول كل ما في جنيسيس من صادمها الأمامي لغاية صادمها الخلفي ومن أرضيتها وصولاً الى سقفها.

 

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

 

وهنا، قد يقول البعض أن جنيسيس ليست بهذا الكمال مقارنةً بالسيارات الألمانية مع العلم أنها وبالمقارنة مع هذه الأخيرة تعتبر وعلى الأقل برأيي “المتواضع”، ممتازة، خصوصاً إذا ما أخذنا بعين الإعتبار أنها تحمل توقيع هيونداي التي لم يكن إسمها مرتبطاً في أي يوم من الأيام بعالم سيارات السيدان التنفيذية المترفة وذلك على الرغم من أنها تملك ضمن أسطولها طراز سنتانيال الكبير الذي يتوجه الى زبائن سيارات السيدان الأكبر حجماً والتي تتربع على عرشها سيارات عريقة شأن مرسيدس فئة S. أما جنيسيس التي أعتقد أن هناك جهوداً جبارة وميزانيات كبيرة خلفها، فتنتمي الى نادي سيارات السيدان المتوسطة ويفترض بها أن تنافس سيارات عريقة شأن لكزس GS وكاديلاك CTS وبي ام دبليو فئة 5 وأودي A6 وغيرها من سيارات هذا القطاع.

 


وفي مواجهة نظرة المستهلك الفوقية الى السيارات الألمانية ونظرته “السلبية” الى السيارات الكورية ولأن تجربتي لـ جنيسيس خلال إطلاقها الأول في المنطقة كانت سريعة وإنتهت بقدرة هذه السيارة على جعلي أفكر بها على مدى أيام بعد التجربة، قررت أن أطلبها من جديد وتحديداً من وكيلها الإماراتي، مؤسسة جمعة الماجد، لعدة أيام بهدف العيش معها وإختبارها في مختلف ظروف القيادة.
وما أن إستلمت جنيسيس بلونها الأحمر القاتم حتى وقفت لبرهة في الشمس الحارقة لتأمل تفاصيلها التصميمة، خصوصاً أن هذه السيارة وعلى الرغم من أنها تشعرك بأنها تحتوي على مزيج تصميمي مستوحىً من عدد من السيارات المنافسة والمترفة، إلا أنها تملك أيضاً حضوراً لافتا سواء كنت تنظر اليها من الأمام أو من الخلف. ففي المقدمة، ذهب الشبك القديم الى غير رجعة ليحل مكانه شبك سداسي الأضلاع يتألق بإطار كرومي سميك مع شفرات أفقية مطلية أيضاً بالكروم تعمل من خلال تناقض لونها مع لون السيارة القاتم وبالتعاون مع فتحة التهوئة السفلية الطولية على جعلك تشعر أن السيارة ككل أعرض من ما هي عليه في الحقيقة وهذا ما يشعرك بطريقة غير مباشرة أن هذه السيارة تتحلى بتماسك متقدم. أما نظام الإنارة الأمامي، فيعتمد على تقنية LED وعلى مصابيح تجمع بين الشكلين المستطيل والمثلث الذي يتداخل قسمه العلوي في الرفاريف الجانبية مشكلاً بداية لخط الوسط الذي يتجه الى الخلف حيث يتداخل مع المصابيح الخلفية التي تقوم على تصميم جرئ ومميز والتي قد توحي لمن ينظر الى الواجهة الخلفية بشكل مستقيم أنه خلف سيارة من لكزس. ويستمر هذا الإحساس في الجوانب وبالأخص في منطقة النافذة الخلفية التي تلي الباب الخلفي التي ذكرتني بتصميم أودي A7 وبعض سيارات إنفينيتي الكبيرة، في وقت بدا لي أن زاوية إنحناء خط الزجاج الخلفي وإلتقائه مع خط صندوق الأمتعة مستوحاة من كاديلاك XTS وشفروليه إمبالا. وعلى الرغم من أن كل زواية من هذه السيارة تذكر بسيارة أخرى، إلا أنني أعتقد أن قسم التصميم لدى هيونداي تمكن من تسجيل هدف يستحق التهنئة عليه لأن مزج هذه التفاصيل التصميمية مع بعضها البعض مكّن جنيسيس من التحلي بجمال لافت وجاذبية عالية والأهم من ذلك بحضور مميز جداً جعلني أشبهها بالبدلات الرجالية. فهي ليست بدلة من صنع أرماني أو برادا ولكنها بدلة إختار مالكها قماشها بعناية بالغة وإعتمد على خياط ماهر لحياكتها بطريقة تشدد على الجودة والرقي وهذا بحد ذاته يمكنها من التباهي بفرادتها.

 


ولأن المقصورة هي المكان الذي سيقضي فيه مالك جنيسيس الوقت الأطول، قررت هيونداي أن تحويل ما كان الجيل الأول من جنيسيس يعاني منه الى نقاط قوة والتشديد على تحسين وتطوير كل ما كان يعتبره المستهلك إيجابياً. فمع الجيل الأسبق، كان المرء يرى علامة هيونداي بوضوح على المقود وكان يشعر بمجرد جلوسه على أي من مقاعد السيارة أن من صنعها وضع التوفير على رأس لائحة الأولويات ولم يكن يتمكن من إغفال كميات البلاستيك التي تطاول كافة أنحاء المقصورة التي لم يكن بالإمكان التأثر بها إلا عند التفكير بسعر السيارة المنخفض. أما مع جنيسيس الجديدة، فقد قررت هيونداي أن “تنسف” كل ذلك وقامت برسم مقصورة جديدة كلياً غاب شعار هيونداي عن مقودها لصالح شعار جنيسيس، في وقت نالت مقاعد أمامية وخلفية لم تكتفي بقيامها على رغوات إسنفجية متعددة القساوة تمت دراستها لتوفير مستويات راحة جلوس عالية، بل أضافت اليها تلبيسات من الجلود الصناعية الفاخرة التي طاولت معظم مكونات المقصورة التي أصبحت تعتمد على مواد ذات جودة عالية وملمس ناعم وبالأخص في المناطق التي تطاولها الأيدي والأصابع. كذلك نالت المقصورة عدداً من التلبيسات المعدنية والخشبية التي تبدو وكأنها تعود الى سيارات أكبر حجماً وبالتالي أغلى ثمناً.

 


ولبناء جنيسيس، قررت هيونداي الإعتماد على قاعدة عجلات بطول 301 سم نتج عنها سيارة تتمتع بطول يصل الى 499 سم لتصبح بذلك أطول سيارة في فئتها. ومقابل هذا الطول، قرر قسم التصميم أن يرفع العرض الإجمالي الى 189 سم والإرتفاع الى 148 سم وهذا ما مكن هيونداي التي قامت بتوزيع مكونات السيارة بطريقة ذكية على قاعدتها، من الخروج بمقصورة ركاب كبيرة ذات مسافات رحبة ممتازة يمكن معها لخمسة ركاب أن ينتقلوا على متن هذه السيارة براحة تامة ولمسافات طويلة من دون أن يتعرضوا للتعب أو الإعياء بإستثناء الراكب في وسط المقعد الخلفي الذي قد تتدنى مستويات راحته قليلاً بالمقارنة مع الركاب الأربعة الآخرين.
وهنا، لا بد لي من الإشارة الى أن ما قامت به هيونداي على صعيد العزل الصوتي لمقصورة جنيسيس ممتاز. فخلال تجربتي الأولية لها عند إطلاقها، وصلت بها الى سرعة 245 كلم/س على إحدى الطرق المستقيمة والخالية من السيارات وقمت بإيقاف عمل مكيف الهواء والنظام الموسيقي ليتبين لي أن الهدوء في المقصورة عالٍ جداً ولدرجة لم يعكر صفوه شئ بإستثناء الإرتجاجات الطفيفة الناتجة عن سطح الطريق ولأعود فأكرر الكرة خلال التجربة الحالية، خصوصاً أن جنيسيس التي قدتها خلال الإطلاق كانت جديدة كلياً، فيما كانت سيارة التجربة الحالية قد قطعت حوالي 4000 كلم من المسافات.

 


ومن ناحية أخرى، تتميز جنيسيس بوضعيات جلوس وقيادة جيدة جداً يقابلها في الأمام لوحة قيادة بتصميم جديد لم أحب فيه تصميم فتحات إخراج هواء المكيف ولكن اللوحة تتسم بعملانية متقدمة يمكن معها قراءة كل العدادات بسهولة والوصول بيسر الى مفاتيح تشغيل مختلف أجهزتها. وتتسم اللوحة أيضاً بالنوعية الجيدة للمواد المستعملة وبجودتها التصنيعية التي أعتقد أنها تشكل قفزة نوعية مقارنة بالجيل الأسبق والتي عززتها هيونداي بمجموعة كبيرة من التجهيزات التي تشمل خاصية الفتح الذكي لغطاء صندوق الأمتعة، الكبح الذاتي في حالات الطوارئ، نظام HUD لعرض لمعلومات على الزاوية السفلية اليسرى للزجاج الأمامي، نظام التحذير من وجود سيارات أو عوائق في الزوايا العمياء، الكاميرا المحيطية حول السيارة، جهاز التحذير عند تبديل المسار من دون إستعمال إشارات الإلتفاف، جهاز التحكم النشط بالسرعة الذي يقوم بخفض سرعة جنيسيس تبعاً لسرعة السيارة التي تسير أمامها، جهاز ملاحة متطور يعمل عبر شاشة عالية الوضوح تتوفر بقياسي 8 و9.2 إنش مع نظام موسيقي معاصر وآخر للتواصل اللاسلكي ولنقل الموسيقى عبر نظام بلوتوث والعديد غيرها من التجهيزات التي تزيد من قيمة السيارة مقابل ثمنها. أما الإنتقاد الوحيد لهذه المقصورة، فيتمثل بغياب القوابس المستعملة لربط أجهزة حفظ الموسيقى الرقمية من القسم الخلفي من المقصورة.

 


وللسيارة موضوع التجربة، وفرت هيونداي محركاً ينتمي الى نادي محركات V8 سعة 5 ليترات يمكنه أن يضع في تصرفك 425 حصاناً سيتوجب عليك إيصال المحرك الى مستوى 6000 دورة في الدقيقة للحصول عليها كاملةً، في وقت يولد هذا المحرك 519 نيوتن متر من عزم الدوران الذي تتوفر حدوده القصوى عند مستوى 5000 دورة في الدقيقة. وتبعاً لـ هيونداي، يمكن لـ جنيسيس المزودة بهذا المحرك أن تنطلق من حالة الوقوف التام الى سرعة 100 كلم/س في غضون 5.4 ثانية، خصوصاً أن إنتقال قوى هذا المحرك تتم بإتجاه عجلتي المحور الخلفي وبالتعاون مع علبة تروس أوتوماتيكية متتالية تتألف من 8 نسب أمامية متزامنة يمكن التحكم بنقلها يدوياً من خلال مقبض علبة التروس أو عبر عتلتين مثبتتين مباشرة خلف المقود.
وخلال التجربة، أكد محرك الليترات الخمس أنه يتمتع بليونة عالية وبالأخص في حال إبقائه في حالة دوران متوسط تراوح بين 4500 و6500 دورة في الدقيقة. أما من يريد مستويات تجاوب أعلى، فسيتوجب عليه إختيار برنامج القيادة الرياضي الذي تزداد معه مستويات تجاوب المحرك وعلبة التروس التي أظهرت نعومة تبديل عالية في مختلف ظروف القيادة. وسواء كانت قيادة جنيسيس في المدينة أو على الطرقات السريعة، لا تتوقف هذه السيارة عن جعلك تشعر أنك خلف مقود سيارة متماسكة مع بعضها البعض ومع الطريق يساعدها في ذلك مقود دقيق ومباشر وتعليق تم الوصول الى معايير عمله خلال تجارب مكثفة على حلبة نوربورغرينغ الألمانية مع مراعاة توفيره لإنقيادية ناعمة وسلسة معززة بمحرك يوفر الكثير من القوة والدفع والسرعة.

 


بالإجمال، أعتقد أن ما قامت به هيونداي مع جنيسيس الجديدة هذه ممتاز وعلى الرغم من أن هذه السيارة لا توفر الأحاسيس التي توفرها السيارات الألمانية المنافسة والمزودة بمحركات V8، لجهة الطابع الرياضي القاسي، إلا أن ما يحصل عليه المرء مقابل ثمن جنيسيس من تجهيزات ترف وجودة يعتبر بالنسبة للجميع.. كثيراً