السيارات المتصلة بالإنترنت أداة مخيفة يستخدمها الأزواج التوكسيك

قد لا يعرف ضحايا العنف المنزلي أن سياراتهم تُستخدم لتعقبهم وقد يجدون صعوبة في منع حدوث ذلك

  • تاريخ النشر: الأحد، 07 يناير 2024
السيارات المتصلة بالإنترنت أداة مخيفة يستخدمها الأزواج التوكسيك

للتكنولوجيا وجه آخر مخيف على الرغم من كل المزايا والراحة التي توفرها، وهو ما كشفه تقرير أنه مع تزايد اتصال المركبات ببعضها البعض، ظهرت مخاوف بشأن الطريقة التي تتعامل بها مع بياناتنا. إذ لا أحد يعتبر هذه المخاوف أكثر إلحاحا من ضحايا العنف المنزلي.

في حين أن المركبات ليست الأدوات الوحيدة التي يمكن استخدامها لتتبع الأشخاص، إلا أن ثروة المعلومات التي توفرها لأي شخص يمكنه الوصول إليها يمكن أن تكون مثيرة للقلق.

في العام الماضي، ذكرت موزيلا أن شركات صناعة السيارات لديها إمكانية الوصول إلى جميع أنواع البيانات غير المتوقعة، من موقع السيارة، إلى عدد الركاب فيها، إلى لقطات من الكاميرات الموجودة على متن السيارة.

في حين أنه من المثير للقلق أن يتمكن أي شخص من الوصول إلى هذه المعلومات، إلا أنه عندما يحصل الشركاء التوكسيك (المسيئون) عليها، فقد يكون الأمر مسألة حياة أو موت.

السيارات المتصلة بالإنترنت أداة مخيفة يستخدمها الأزواج التوكسيك

على سبيل المثال، ذكرت وكالة رويترز في ديسمبر/كانون الأول أن مالكة سيارة تسلا موديل X عثرت على مضرب بيسبول من الألومنيوم استخدمه زوجها السابق في السابق لتهديدها في المقعد الخلفي لسيارتها.

وزعمت أيضاً في دعوى قضائية أن زوجها السابق استخدم تطبيق الهاتف المحمول الخاص بسيارة الدفع الرباعي لمضايقتها.

وزعمت أنه قام بتشغيل مكيف الهواء في الأيام الباردة، والتدفئة في الأيام الحارة، وأطلق بوق السيارة أثناء وقوفها في المرآب.

ومع ذلك، ليست كل الحالات واضحة جداً. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن كريستين دودال فرت من منزلها في سبتمبر 2022 بعد مشاجرة مع زوجها تحولت إلى أعمال عنف. لقد غادرت في سيارة مرسيدس بنز C300 وبعد ذلك بوقت قصير بدأت ترى رسائل غريبة على نظام المعلومات والترفيه الخاص بها حول خدمة تسمى بشكل مخيف "mbrace".

تتيح هذه التقنية، وهي جزء من مجموعة "Mercedes me" للخدمات المتصلة، للمالكين التحكم في سياراتهم عن بُعد.

يمكن للأشخاص الذين لديهم إمكانية الوصول تتبع موقع السيارة، وبعد الحصول على سجلات الإنترنت الخاصة به، وجد المحقق كيلي داوني من مكتب عمدة بوسير باريش في النهاية دليلاً على أن زوج دودال كان يستخدمه لتتبعها.

وفي كلتا الحالتين، رفضت شركات صناعة السيارات طلبات حظر الوصول إلى هذه التطبيقات.

رد فعل الشركات على استخدام بيانات سياراتها

في قضية تسلا، حكم القاضي بأنه سيكون من الصعب على شركة صناعة السيارات تحديد النشاط الذي يعتبر مسيئاً وغير مسيئ.

وفي الوقت نفسه، قالت مرسيدس إنها لا تستطيع إزالة زوج دودال من التطبيقات لأنه كان اسمه على القرض (كان لديه تصنيف ائتماني أفضل، لكنها كانت تسدد جميع المدفوعات). حتى بعد أن حصلت على أمر تقييدي ضد زوجها، وتم منحها حق استخدام السيارة بمفردها أثناء إجراءات الطلاق، قالت شركة صناعة السيارات إنها لا تستطيع مساعدتها.

في النهاية، أخذت دودال سيارتها إلى متجر مستقل لتعطيل وظائف التتبع على حساب إمكانية استخدام الملاحة.

حوادث منتشرة بسبب تتبع السيارات

وفقاً لآدم دودج، محامي قانون الأسرة السابق والذي يعمل الآن مدرباً للسلامة الرقمية، فإن استخدام تطبيقات المركبات لمطاردة الضحايا يعد بمثابة "نقطة عمياء" لكل من الضحايا وشركات صناعة السيارات.

ولا يدرك معظم الضحايا أنه يمكن استخدام سيارتهم لمتابعتهم، مما يعني أنهم لا يستطيعون حماية أنفسهم منها.

ويعتقد هو وغيره من خبراء العنف المنزلي أن الحل المحتمل يمكن أن يأتي من الحكومة. وهو يعتقد أن التشريع الخاص بالمركبات يمكن أن يستند إلى قانون الاتصالات الآمنة، وهو قانون اتحادي يمنح ضحايا العنف المنزلي الحق في قطع اتصال شركائهم بسهولة بحسابات الهاتف المشتركة معهم.

قال دودج: "إن الحصول على سيارة للضحية هو بمثابة شريان الحياة". "لا ينبغي لأي ضحية أن تختار بين أن تلاحقها السيارة أو لا تملك سيارة. لكن هذا هو مفترق الطرق الذي يجد الكثير منهم أنفسهم فيه”.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار عالم السيارات