ركوب الدراجات الهوائية يستهوي الأفغانيات رغم التقاليد

  • بواسطة: الإمارات اليوم تاريخ النشر: الأربعاء، 17 يونيو 2015 آخر تحديث: الثلاثاء، 08 فبراير 2022
ركوب الدراجات الهوائية يستهوي الأفغانيات رغم التقاليد

عندما بدأت الطالبة الجامعية زهرة حسيني ركوب الدراجة الهوائية قبل ثلاث سنوات، حرصت على ألا تجذب الانتباه، لأنها كانت ترتدي لباساً رياضياً رجالياً. وهكذا اختارت الشابة الأفغانية أن تمارس هوايتها من دون إثارة القلاقل في مجتمعها المحافظ. وقد تعلمت زهرة قيادة الدراجة في إيران، حيث ولدت في مخيم للاجئين هناك، وعندما انتقلت إلى موطن أجدادها غرب أفغانستان، أصبحت زهرة تستخدم الدراجة لمسافات قصيرة عند زيارتها صديقاتها أو أقاربها.

وحصلت النساء على الكثير من حقوقهن بعد سقوط حكم «طالبان» في 2001، إلا أن الشعور بالقلق مازال موجوداً مع تزايد العنف ضد المرأة، ومع عدم تمثيلها بشكل مناسب في السياسة. ولتفادي النظرات التي تلاحقهن وهن يرتدين السراويل الطويلة والقمصان الفضفاضة من أجل التدريب، تقوم الشابات الأفغانيات بوضع دراجاتهن في سيارات تنقلهن خارج المدن، وأثناء التدريب يتقدم مدرب الفريق اللاعبات وهو داخل سيارة. ويعد الكثيرون في هذا البلد المحافظ ركوب فتيات أفغانيات الدراجات تحدياً للتقاليد في بلادهن.

وفي 2012 قررت زهرة أن تقوم برحلة على دراجتها في منطقة باميان الجبلية غرب العاصمة كابول، وفي صباح أحد الأيام الشتوية ركبت الدراجة وراحت تجول على طول الطريق الجليدية، وقالت إنها أول مرة تشعر بالخوف، «الطريق كان زلقاً واصطدمت دراجتي برجل عجوز يقف في الشارع»، فأجابها الرجل «إذا كنت لا تعرفين كيفية ركوب الدراجة فاتركي عنك ذلك»، معتقداً أن من كان يركب الدراجة شاباً وليس فتاة.

ومع مرور الوقت شعرت زهرة (23 عاماً) براحة أكبر وبدأت في ارتداء لباس يناسبها كفتاة، وفي بعض الأحيان كان الشباب يسخرون منها أو يضحكون عند رؤيتها على الدراجة الهوائية، قائلين: «انظروا إلى تلك الفتاة»، كما لو أنها وافدة من مكان غريب. وتتجاهل الطالبة هذه السلوكيات، وتؤكد أنها لم تتعرض في أي يوم للإهانة المباشرة.

كان تعلمها ركوب الدراجة في إيران بسبب الانبهار والرغبة في فعل ما يفعله الأولاد، أما في باميان فاستخدام هذه الوسيلة كان ضرورياً. ويوجد في المنطقة عدد قليل من سيارات الأجرة، الأمر الذي يجبر النساء على المشي. وفي جامعة باميان، تواجه الطالبات، مثل زهرة، مشكلات إضافية نظراً لبعد المساكن أميالاً عدة عن الحرم الجامعي. وفي أغسطس قامت خمس شابات بإنشاء فريق الدراجات الهوائية الوطني في أفغانستان.

وعلى الرغم من نجاح الفتيات في إطلاق الفريق، والبدء في تلقي طلبات التدريب من العديد من الفتيات، واجهت الفكرة انتقادات من قبل بعض المسؤولين ورجال الدين. وأطلقت زهرة ورفيقاتها حملة «ركوب الدراجات من حقنا». وفازت متسابقتان من المتدربات عند زهرة بالمركزين الأول والثاني، في منافسات الدراجات بين المحافظات العام الماضي. وفي غضون ذلك بدأ الرجال والنساء في باميان الإقبال على ركوب الدراجات، ولم تلق دعوات بعض الزعماء الدينيين المعارضين صدى كبيراً في المنطقة.

ولم يتوقف طموح الطالبة الأفغانية عند هذا الحد، فهي تعمل حالياً على جلب رياضات جديدة إلى المنطقة، بما في ذلك «الطيران المظلي» الذي يتيح، حسب تعبيرها، «استكشاف كنوز أفغانستان الأثرية والطبيعية من أعلى، من دون إحداث أضرار بالبيئة». وتنتشر هذه الرياضة في العديد من البلدان حول العالم، وتتمنى الأفغانيات أن يحلقن في السماء ذات يوم للاستمتاع بالمناظر الكثيرة التي تزخر بها بلادهن.

وتأمل زهرة أن تحلق فوق متنزه أفغانستان الوطني، وتماثيل بوذا الشهيرة والبحيرات الزرقاء، من دون أن تلحق صرراً بها. وعلى الرغم من جهودها الكبيرة، لم تستقطب الشابة الأفغانية الكثير من الاهتمام في بلدها أو مقاطعتها. وتأمل زهرة أن ينضم إليها مزيد من الفتيات لممارسة ركوب الدراجات، حيث تقول «هذه الرياضة جيدة للبيئة، وآمل في التحاق الكثير بها من النساء في كل مكان».

المصدر: ركوب الدراجات الهوائية يستهوي الأفغانيات رغم التقاليد

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار عالم السيارات