شفروليه ماليبو الحصان رابح

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 02 يوليو 2013 آخر تحديث: الثلاثاء، 08 فبراير 2022
شفروليه ماليبو الحصان رابح

مع الجيل الجديد من ماليبو وفي ظل المنافسة العاتية في قطاع سيارات السيدان المتوسطة الحجم، يعتقد حسان بشور أن شفروليه لم توفر سيارة ناجحة وحسب، بل باتت تملك حصاناً.. رابحاً

خلال القرن الماضي، حققت شفروليه ماليبو مبيعات متقدمة في القارة الأميركية الشمالية حيث كانت بمثابة سيارة العائلة المتوسطة الحجم المثالية. وعلى الرغم من أن هذه السيارة لم تتمكن من تصدر مبيعات فئتها في منطقة الشرق الأوسط حيث كان الطلب على السيارات الكبيرة الحجم مسيطراً على الأسواق، إلا أن ماليبو كانت محط أنظار الصانعين المنافسين اللذين تمكنوا مع مرور الأيام من التفوق على ماليبو، خصوصاً أن تركيز شفروليه الكبير كان حينها يصب في خانة سياراتها الكبيرة شأن كل من كابريس ويوكون وسابربان اللواتي كن يسجلن أرقاماً قياسية لجهة المبيعات. وفي العام 2009 وبعد غياب طويل عن ساحات منطقة الشرق الأوسط، أعادت شفروليه سيارتها هذه التي لم تتمكن من مقارعة المنافسة وبالأخص اليابانية منها وذلك على الرغم من كل التطوير التي كانت قد نالته.

حينها، تمثلت مشكلة ماليبو الرئيسية بتصميمها الذي كان مميزاً ولكن من دون إستقلالية في الشخصية أو حضور لافت بين السيارات الأخرى وهذا أمر واحد من أمور كثيرة تنبهت لها شفروليه عندما بدأت عملها على الجيل الجديد من ماليبو الذي يحمل الرقم 8 والذي إنطلق في الأسواق منذ حوالي 35 عاماً. فلجهة الشكل الخارجي، كان القرار بالإعتماد على بعض من معالم الشقيقة كامارو ذات العضلات الرياضية التي أعتقد شخصياً أنها أجمل سيارة عضلات أميركية موجودة في الأسواق اليوم ولكن في إطار كلاسيكي معاصر يتوجه الى أصحاب العائلات. ففي الخلف، نالت ماليبو الجديدة مصابيح خلفية تتشابه مع مصابيح كامارو الخلفية المخصصة للأسواق الأوروبية ولكن بحجم أكبر وبجوانب خارجية تتداخل مع جوانب الهيكل الذي إعتمد خط وسط نافر يزداد نفوره في منطقتي غطاء صندوق الأمتعة وغطاء المحرك مشكلاً واجهتين (أمامية وخلفية) متعددتي المستويات، الأمر الذي إنعكس بالإيجاب أيضاً لجهة إنسيابية ماليبو وليظهر ذلك خلال التجربة على شكل تماسك متقدم للقسمين الأمامي والخلفي وعلى شكل هيكل مدروس لخفض مستويات ضجيج الهواء وبالأخص على السرعات العالية.

وفي سياق الكلام عن الإنسيابية، لا بد من الإشارة الى أن ماليبو وعلى الرغم من حجم واجهتها الأمامية الكبير وبالأخص لجهة الإرتفاع، تتحلى بنسبة جر تبلغ 0,28. وهنا، لم يقف ذلك حجر عثرة أمام المصممين اللذين ركزوا على تعزيز شكل ماليبو بعدد من العناصر «الرجولية» ومنها المستويات المتعددة التي طاولت الواجهة الأمامية بشبكها النافر وصادمها الأمامي الذي يتميز بعدد من الزوايا المعززة بأسطح ملساء توحي بأن ما تخفيه ماليبو من مكونات ميكانيكية يتسم بالقوة والتأدية الرياضية، خصوصاً في طرازات القمة التي تعتمد عجلات معدنية رياضية التصميم وخفيفة الوزن بقياس 18 إنش.

وهنا، لن نستفيض بالكلام حول تصميم ماليبو 2013 الخارجي مفضلين ترك الأمر للصور المرفقة بهذا الموضوع وسننتقل الى مقصورة الركاب التي شددت شفروليه على وجوب تمتعها بجودة تصنيعية عالية مع الإعتماد على مواد ذات نوعية متقدمة جداً، خصوصاً أن ماليبو ستضطر عند البدء بتسويقها الى مواجهة سيارات عريقة في فئتها شأن تويوتا كامري ونيسان ألتيما وهوندا أكورد ومازدا 6 وفورد فيوجن وهيونداي سوناتا وغيرها من سيارات هذه الفئة التي تسيطر على الأسواق منذ فترة ليست بالقصيرة. ومن هنا وبمجرد دخول المرء الى مقصورة ماليبو، لن يتمكن من إغفال الجودة التي تتحلى بها مقصورة هذه السيارة حتى ولو كانت من طرازات القاعدة. فالقسم العلوي من لوحة القيادة وبطانات الأبواب ملبس بطبقة جلدية مطاطية ذات نقشة ناعمة توحي بالجودة العالية. أما الأقسام السفلية من المقصورة، فتعتمد على أنواع متقدمة من البلاستيك الجيد. أما التصميم العام للوحة القيادة، فيبدأ بتجويف للعدادات يبدو وكأنه نسخة جديدة من ما يتواجد أمام مقود الشقيقة كامارو ولكنه في ماليبو يقوم على روح تميل الى الرقي الذي يبدو أنه طاول معظم مكونات لوحة القيادة التي يبرز فيها كونسول وسطي طويل نسبياً يبدأ بفتحات تهوئة تمنينا لو لم تكن كلاسيكية التصميم وهي تعلو شاشة بقياس 7 إنش عالية النقاوة لجهاز الملاحة وعدد من أجهزة السيارة.

وتتميز هذه الشاشة بمفتاح مثبت في أسفلها يكفي أن تحركه بإتجاه اليمين كي تفتح  الشاشة بإتجاه الأعلى لتكشف عن مساحة توضيب مخبأة ومُضاءة تتميز بعمقها البالغ 152 ملم، الأمر الذي يمكنها من إستيعاب هاتفين خليويين، محفظة أو أي من الحاجيات التي يريد المرء تركها في السيارة من دون لفت الأنظار اليها. وتحت هذه الشاشة، وضع قسم التصميم الداخلي مفاتيح التحكم بالنظام الموسيقي ومكيف الهواء، فيما إستغل القسم السفلي من الكونسول لوضع بعض المفاتيح التي لا يتم إستعمالها بشكل متواصل. وهنا، لا بد من الإشارة الى أن شفروليه ركزت على أن تكون مفاتيح التشغيل كبيرة الحجم وذات ملمس ناعم وراق وفصلت فيما بينها بحواف رقيقة جرى تلبيسها بالكروم اللماع الذي طاول قاعدة مقبض علبة التروس التي جرى تزيين جوانبها بمواد رمادية اللون طاولت عدداً من مكونات اللوحة وبطانات الأبواب معززة بذلك طابع الترف الذي طاول معظم ما يتوفر في المقصورة وبالأخص في الفئات المزودة بمقصورة مبطنة بالجلود الصناعية الفخمة. وهنا، جرى تزويد لوحة القيادة بإنارة محيطية بلون أزرق تنير مفاتيح التحكم بمختلف أجهزة السيارة وأماكن التوضيب وتطاول تجويف العدادات وبطانات الأبواب من خلال تقنية الإنارة الأنبوبية.

وفي الداخل أيضاً، تتحلى ماليبو بمساحات داخلية كبيرة في الأمام تنخفض نسبياً في الخلف وبالأخص عند تحريك المقاعد الأمامية الى أقصى الخلف. أما في حال تثبيت هذه المقاعد بوضعية قيادة طبيعية، فتزداد المساحات الداخلية وتمكن ثلاثة بالغين من الإنتقال من خلال المقعد الخلفي لمسافات طويلة في جو من الراحة التي تزيد عن المعدل. وبالإضافة الى رحابة المقصورة التي تعلن شفروليه أنها إزدادت بمعدل 113 ليتراً مقارنة بحجم مقصورة الجيل الأسبق والتي يعود السبب فيها الى بناء ماليبو على قاعدة إبسيلون المعتمدة أيضاً لكل من بيويك ريغال وأوبل إنسيغنيا ولكن بعد تعديلها لزيادة صلابتها ورفع حجم قسمها الذي يستضيف مقصورة الركاب، كان هناك تركيز كبير جداً من قبل إدارة شفروليه على توفير مقاعد مريحة تم تحقيقها بعد قيام مسؤولي قسم إختبار المقاعد بقضاء مئات الساعات وإجتياز آلاف الكيلومترات على متن نماذج إخبارية بهدف تقييم مستويات الراحة التي توفرها المقاعد.

قيادتنا لـ ماليبو كانت بمعظمها مع طراز LTZ الذي يعتبر طراز القمة لجهة التجهيزات والمزود بمحرك القمة الذي ينتمي الى نادي محركات الأسطوانات الأربع المتتالية بسعة 2,4 ليتر. ويعمل هذا المحرك بالتناغم مع جهاز للتحكم بتوقيت عمل الصمامات ليولد قوة 170 حصاناً عند 5800 دورة في الدقيقة تنخفض الى 4600 دورة في الدقيقة عندما يتعلق الأمر بعزم الدوران الذي يمكن لهذا المحرك أن يوفره والذي يبلغ 230 نيوتن متر. وقد ربطت شفروليه هذا المحرك الى علبة تروس أوتوماتيكية سداسية النسب يمكن معها لـ ماليبو أن تتسارع من حالة الوقوف التام الى سرعة 100 كلم/س في 10,2 ثانية تتدنى الى 8,1 ثانية مع ماليبو المزودة بمحرك الأسطوانات الست على شكل V والذي تبلغ سعته 3 ليترات. ويمكن لمحرك القمة هذا أن يولد 260 حصاناً عند 6900 دورة في الدقيقة تترافق مع 290 نيوتن متر من عزم الدوران الذي يمكن إستخراج حدوده القصوى عند 5600 دورة في الدقيقة تنتقل الى العجلات الأمامية الدافعة عبر علبة تروس أوتوماتيكية سداسية النسب.

وسواء كنت خلف مقود ماليبو المزودة بمحرك الـ 2,4 ليتر أو الـ 3 ليترات، فإن أول ما سيسترعي إنتباهك هو الهدوء التام الذي يسيطر على المقصورة وهو أمر لن نتمكن إلا من ملاحظته خلال التجربة التي تمت خلال الفترة التي كانت تتعرض فيها المنطقة الخليجية الى عواصف الغبار الكثيف التي ترافقت مع رياح بسرعات تزيد عن المعدل.

وفي ظل هذه الظروف المناخية القاسية وعلى الرغم من الرياح الجانبية العالية، إلا أن ماليبو بفئتيها تؤكد أنها تملك من عناصر الثبات ما يمكنها من التحلي بمستويات تماسك مفاجئة أدت بنا الى زيادة الضغط على دواسة الوقود ولنتأكد مراراً وتكراراً أن ماليبو تسير بخطىً واثقة مهما كانت الظروف. وهنا يعود جزء من السبب الى هندسة الشاسي المتطورة والى أجهزة التعليق التي تعتمد قوائم ماكفرسون الإنضغاطية في الأمام مقابل تقنية الوصلات المتعددة في الخلف والتي عززتها شفروليه بمعايير عمل قاسية نسبياً تركز على التماسك ومن دون التضحية بأي من عوامل الراحة. وعلى الرغم من أن طريق التجربة خلت من المنعطفات، إلا أن ماليبو تشعر سائقها بثقة عالية يساعدها في ذلك جهاز مكابح متطور وقادر على لعب دوره بنجاح وهو أمر إختبرناه خلال التجربة حين إعترضتنا جمال كانت تعبر الطريق فيما كنا نسير على سرعة تزيد عن 100 كلم/س. حينها وعلى الرغم من كمية الرمال الكبيرة التي كانت الرياح قد قذفتها الى الطريق، تمكنا من إيقاف ماليبو بسرعة وتجنب الإصطدام بسهولة بالغة.

بإختصار، يمكن القول أن ماليبو تملك معظم مقومات النجاح إن لم نقل كلها وقد عززت شفروليه ومن خلفها جنرال موتورز الشرق الأوسط هذه المقومات بلائحة تسعيرية منافسة حيث ستتوفر ماليبو في دولة الإمارات العربية المتحدة بسعر يبدأ بـ 73 ألف درهم لطراز القاعدة يرتفع مع طرازات القمة الى 99,500 درهم. وعلى الرغم من أننا لم نحظى بالوقت الكافي للسؤال عن ما سيترافق مع هذه السيارة من عروض، إلا أننا متأكدون أن شفروليه ستوفرها مع كفالات شاملة وخدمات صيانة متقدمة ونتأمل أيضاً أن تحصل ماليبو على ما تحصل عليه شقيقاتها الأصغر من عروض وكلاء شفروليه الخاصة التي تضمن للمستهلك أن يحصل على سعر مرتفع عند إعادة بيع ماليبو كسيارة مستعملة، خصوصاً أن هذه السيارة وبالمقارنة مع المنافسة، لا بد من أن تكون على رأس لائحة خيارات المستهلك نظراً لقيمتها العالية مقابل ثمنها المعتدل.

«كان القرار بالإعتماد على بعض معالم الشقيقة كامارو ذات العضلات الرياضية التي أعتقد شخصياً أنها أجمل سيارة عضلات أميركية موجودة في الأسواق اليوم»

«لم تقف عوامل الإنسيابية المتقدمة حجر عثرة أمام مصممي ماليبو اللذين ركزوا على تعزيز الجيل الجديد من هذه السيارة بعدد من العناصر الرجولية»

«إزداد حجم المقصورة بفضل بناء ماليبو على قاعدة إبسيلون المتطورة ولكن بعد تعديلها لزيادة صلابتها ورفع حجم قسمها الذي يستضيف مقصورة الركاب»

«على الرغم من ظروف التجربة المناخية القاسية والرياح الجانبية العالية، إلا أن ماليبو أكدت أنها تملك من عناصر الثبات ما يمكنها من التحلي بمستويات تماسك مفاجئة»

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار عالم السيارات