كيا كوريس قفزة نوعية.. جداً

  • تاريخ النشر: الخميس، 11 يوليو 2013 آخر تحديث: الثلاثاء، 08 فبراير 2022
كيا كوريس قفزة نوعية.. جداً

مع كوريس، لم تكتفي كيا بالدخول الى قطاع السيارات التنفيذية وحسب، بل وفرت سيارة ذات جودة متقدمة وحضور لافت لا يمكن إغفالهما

منذ أن بدأت الأخبار بالوصول حول إنتاج كيا لسيارة تنتمي الى قطاع سيارات السيدان التنفيذية والكبيرة الحجم وأنا أتساءل عن السبب في قرار عدد من الشركات بالتوجه نحو هذا القطاع الذي تسيطر عليه صناعة السيارات الألمانية. وهنا لا يمكنني إلا أن أذكر فولكسفاكن وسيارتها فايتون التي قدتها عدة مرات إنتهت جميعها بقناعتي التامة بأنها واحدة من السيارات المميزة والممتازة في قطاعها. ومع ذلك، كنت ولا أزال على يقين تام بأنها لن تتمكن يوماً من إحتلال موقع مشرف لنفسها في قطاع السيارات التنفيذية الكبرى وذلك لسبب بسيط هو أنها تحمل تسمية فولكسفاكن التي تعتبر بالنسبة للعموم بمثابة رديف لصناعة السيارات الألمانية الشعبية، خصوصاً أن كلمتا Volks وWagen تعنيان سيارة الشعب.

ومن هنا، أنتقل الى موضوع هذه التجربة، أي كيا كوريس التي ما أن أطلقتها شركتها في منطقة الشرق الأوسط حتى سارعت لطلب واحدة للتجربة، خصوصاً أن مشاهدتي لهذه السيارة خلال حفل إطلاقها الإماراتي في فندق أتلانتيس، أثار حشريتي بشكل كبير. فهذه السيارة وعلى الأقل بالنسبة لي، جميلة جداً في الصور الفوتوغرافية ورائعة الجمال عندما تراها بشحمها ولحمها ولدرجة أنك لن تتوقف عن الدوران حولها لتأمل تفاصيلها التصميمية الجذابة.

فمن الخارج وعلى الرغم من أنها تتبع المدرسة التصميمية الجديدة لـ كيا والتي قام المصمم بيتر شرايير الذي عمل سابقاً لدى أودي، بوضع ملامحها العامة بالتعاون مع فريق عمله ومع أن كيا تعلن أنها تشكل إستمراراً للغة التصميمية لطراز GT كونسبت الإختباري، إلا أن مجرد تأمل الواجهة الأمامية لـ كوريس يوحي للمرء أنها مستوحاة من الواجهة الأمامية لـ بي ام دبليو فئة 7 مع بعض الملامح المستعارة من سيارات مازيراتي وبالأخص لجهة المقابض العمودية لشبك فتحة التهوئة. فالمصابيح الأمامية التي تعمل بالكامل بتقنية LED والتي تقوم بتعديل زوايا وقوة إنارتها تبعاً لظروف الطريق وسرعة السيارة، تبدو وكأنها تصلح لأن تكون مصابيح الجيل الجديد من بي ام دبليو فئة 7، في وقت يعتمد شبك التهوئة الأمامي تصميماً مماثلاً لما يتوفر لباقي سيارات كيا ولكنه هنا يقوم على قياسات تجعله يذكر بشبك فئة 7 المزدوج. أما الصادم الأمامي، فهو من الحجم الكبير والمدمج ويحتوي في أسفله على فتحة طولية تذكر بدورها بالفتحات الأمامية السفلية لسيارات بي ام دبليو الجديدة ولكنها مع كوريس تنتهي بمصابيح LED للضباب تأخذ شكلاً أفقياً يميل في الجوانب.

أما في الخلف حيث التصميم لا يقل جمالاً عن المقدمة، فهناك واجهة خلفية يشعر من يراها للوهلة الأولى أنها تعود الى إحدى الأجيال الحديثة من سيارات لكزس، في وقت لا تتشابه الجوانب مع أي سيارة أخرى بإستثناء فتحتي التهوئة الجانبيتين اللتين تبدوان وكأنهما تعودان لـ مازيراتي (مع هذه الأخيرة، هناك ثلاث فتحات) وخط الوسط الذي يبدأ من هذه الفتحات بإتجاه الخلف والذي يعتمد تصميماً مقلوباً على غرار سيارات بي ام دبليو. وفي الجوانب، تم دفع العمود A الذي يحمل الزجاج الأمامي قليلاً الى الخلف وهذا ما مكن المصممين من الخروج بمقدمة طويلة ذات أوزان غير منبوضة أمامية منخفضة وهنا، قد يثير هذا التصميم بعض الجدل ولكنه بالنسبة لي جميل جداً ويمكن كوريس من التحلي بحضور لافت لا يمكن إغفاله وهذا أمر لم أتوقف عن ملاحظته طيلة فترة التجربة التي كان المتواجدون على الطريق خلالها يتوقفون لتأمل كوريس. وبكلمات أخرى وعلى الرغم من أنني عادةً ضد التقليد، إلا أنني أعتقد أنه في حالة كوريس عمل ممتاز وذلك لسبب واحد وبسيط هو أن النتيجة كانت عبارة عن سيارة لا يمكنك أن تتجاهل وجودها حتى ولو شعرت أنه قد سبق لك أن رأيتها.

إقترب من كوريس ولن تحتاج لإستعمال مفتاحها لأن مستشعرات السيارة تلتقط إشارات المفتاح وتفتح أقفال السيارة أوتوماتيكياً. إفتح أي من أبواب كوريس الأربعة وستلاحظ أن فتحات الأبواب كبيرة وأن عملية الدخول والخروج الى ومن المقصورة سهلة للغاية ومريحة. تجول بنظرك في المقصورة ولن تتمكن إلا من الشعور بالمفاجأة التي يعود السبب فيها الى الإحساس بالجودة العالية. فكل ما في المقصورة مبطن بالجلود الفاخرة ومزين بمقاطع بلاستيكية سوداء ولماعة مع تلبيسات مطلية بلون الستانلس ستيل. أما ملمس مكونات المقصورة، فهو ناعم ويؤكد لك أن كيا أولت عملية إختيار المواد الداخلية أهمية قصوى، خصوصاً أن معظم مكونات القسم السفلي من المقصورة مبطن بجلود جيدة أو مصنوع من رغوات مطاطية ناعمة الملمس ولائقة المظهر.

إجلس خلف المقود ولن تتمكن إلا من ملامسة الجلود التي تغطي المقاعد المدفأة والمبردة والقابلة للتعديل بكل الإتجاهات المنطقية، خصوصاً أنك ستشعر أن هذه المقاعد مريحة جداً ومعززة بمساحات داخلية كريمة جداً في كل الإتجاهات. إلمس المقود الجلدي المزود بمجموعة من مفاتيح التشغيل المخصصة لأكثر أجهزة السيارة إستعمالاً وستشعر أن سماكة إطاره مناسبة وأن قطره مثالي، خصوصاً أنك ستتمكن من رؤية تجويف العدادات من خلاله بسهولة.تأمل العدادات وستكتشف أن كوريس إستغنت عن العدادات التقليدية لصالح شاشة TFT توفر معلومات حول السرعة ودوران المحرك وكمية الوقود المتبقية في الخزان ودرجة حرارة المحرك مع مجموعة أخرى من المعلومات الرقمية والمنبهات المرئية التي يمكن التحكم بنوعيتها من خلال مفتاح دائري خاص في الجهة اليمنى من المقود. أنظر الى الأمام وستلاحظ أن هناك فجوة في أعلى تجويف العدادات مهمتها عرض بعض المعلومات على الزاوية اليسرى السفلية من الزجاج الأمامي منها السرعة وإرشادات جهاز الملاحة ونظام التحكم بالمسافة التي تفصل بين كوريس والسيارة التي تسير أمامها عند تفعيل جهاز التحكم النشط بالسرعة.

تابع التجول بنظرك وستجد أن كوريس محشوة بالتجهيزات التي تشمل بالإضافة الى جهاز التحكم النشط بالسرعة، نظام إدارة السلامة المتقدم الذي يتوقع الحوادث ويقوم بشد أحزمة الأمان ويجهز مضخة المكابح لتوفير قدرة كبح عالية. وتتوفر كوريس أيضاً مع 9 أكياس هواء وأنظمة التحذير عند تبديل خط السير والتحذير من وجود عائق ما في الزوايا الميتة ومنع السيارة من التحرك الى الخلف عند الإقلاع على طريق تتجه صعوداً وإيقاف السيارة أوتوماتيكياً في الزحمة من دون الحاجة الى الإستمرار بالضغط على المكابح والكثير غيرها من التجهيزات.

أما الكونسول الوسطي، فيبدأ كما العادة بشاشة بقياس 12,3 إنش تعمل باللمس وعبر مفتاح دائري قرب مقبض علبة التروس تم تخصيصها بشكل أساسي لجهاز الملاحة مع العلم أنها توفر بعض المعلومات الأخرى ومنها عرض بزاوية 360 درجة للكاميرات الأربعة المحيطية وهي تعلو مجموعة مفاتيح تشغيل مكيف الهواء الإلكتروني العامل بمنطقتي تبريد منفصلتين والنظام الموسيقي المتطور وهو من نوع ليكسيكون من هارمن تم ربطه الى 17 مكبر صوت تم نشرها في مختلف أنحاء المقصورة لتوفر نوعية صوت متفوقة، خصوصاً عند إعتماد الأسطوانات المدمجة أو جهاز iPod أو الملفات الموسيقية الرقمية من خلال مقبسي USB وAUX. ولأن كوريس تنقلك الى عالم بي ام دبليو بطريقة لاشعورية، لا يمكنك إلا أن تلاحظ مقبض علبة التروس المشابه لذلك الذي يتوفر للسيارة البافارية لجهة طريقة عمله.

إنتقل الى الخلف وستجد أن هناك مقعدين منفصلين بكونسول وسطي مرتفع يوحي شكلهما أنهما يوفران مستويات راحة إستثنائية. إجلس في الخلف وستجد أن الراحة عالية جداً وأن المساحات الداخلية المخصصة للرؤوس والأكتاف والأوراك والأرجل والأقدام كبيرة جداً. إنتقل الى الكونسول وستجد مجموعة من المفاتيح الوسطية التي يتم معها التحكم بوضعية المقعدين الخلفيين وبمدى تدفئة وتبريد هذين المقعدين. وفوق هذه المجموعة، هناك مفاتيح وشاشة للتحكم بمكيف الهواء، في وقت جرى وضع مجموعة أخرى من المفاتيح السفلية مهمتها التحكم بالنظام الموسيقي وبجهاز الـ DVD الخلفي المربوط الى شاشتين بقياس 9,2 إنش جرى تثبيتهما خلف مسندي رأس المقعدين الأماميين بطريقة يبدوان وكأنهما يطفوان في الفراغ.

ومن ناحية أخرى، تندفع كوريس التي تم بناؤها على قاعدة عجلات إبنة العم هيونداي سنتانيال الطويلة، عبر محرك من 6 أسطوانات سعة 3,8 ليتر يعمل بالتناغم مع عواميد كامة علوية مزدوجة و4 صمامات لكل أسطوانة علي توليد قوة 294 حصان تتوفر عند 6200 دورة في الدقيقة. ويمكن لهذا المحرك أن يوفر 358 نيوتن متر من عزم الدوران عند مستوى 4500 دورة في الدقيقة مع العلم أن حوالي 85 بالمئة من عزم الدوران الإجمالي يتوفر إبتداءً من 1500 دورة في الدقيقة وهذا ما يمكن كوريس من التسارع نحو 100 كلم/س إنطلاقاً من حالة الوقوف التام في 7,3 ثانية ولتصل بعدها الى سرعتها القصوى المحددة بـ 240 كلم/س من خلال هدوء تشغيلي متقدم يعود السبب الرئيسي فيه الى علبة التروس التي نالتها كوريس والتي تعمل من خلال 8 نسب أمامية متزامنة تساهم في خفض مستويات الإستهلاك الذي يمكن التحكم به أيضاً من خلال برامج القيادة التي حددتها كيا بأربع تبدأ ببرنامج Eco المخصص للتوفير في إستهلاك الوقود وتمر ببرنامجي Normal المخصص للقيادة العادية وSport  للقيادة الرياضية وصولاً الى برنامج Snow للقيادة على الثلج.

على الطرقات وبغض النظر عن برنامج القيادة المعتمد، لا يمكن للمرء إلا أن يلاحظ الهدوء الذي يسيطر على السيارة. فالمحرك ناعم وعلبة التروس تبدل نسبها بسلاسة، في وقت يعمل التعليق بكفاءة عالية موفراً إنقيادية مميزة تشدد على الراحة حتى ولو تم الإعتماد على برنامج Sport. أما المقود، فهو دقيق ويوفر شعوراً معتدلاً بالطريق يساعده في ذلك توزيع مثالي للوزن بين الأمام والخلف، في وقت تعمل المكابح بطريقة آمنة خلال ظروف السير العادية. أما الإنتقال على متن كوريس من خلال المقعد الخلفي، فهو مميز جداً ذلك أن الشعور بالرحابة العالية والفخامة المطلقة والراحة القصوى وكثافة التجهيزات هو أمر لن يتمكن راكبا المقعد الخلفي من إغفاله أبداً. كما أن الجلوس في الخلف، يمكن الراكبين من تحقيق خصوصيتهما بفضل مجموعة من الستائر الخلفية والجانبية الخلفية.

بإختصار وعلى الرغم من أن تجربة هذه السيارة لم تستمر إلا لثلاثة أيام، إلا أن كوريس كانت ممتعة. فهي من السيارات الجميلة ذات الحضور المميز. كما أنها تتحلى بتجهيزات ترف غنية ومقصورة رحبة ومترفة وتندفع بمحرك يمكن القول أنه جيد جداً وذلك على الرغم من إبتعاده عن التأدية الرياضية. وبكلمات أخرى، يمكن القول أنه يتوجب ومن دون أي شك على من يريد سيارة سيدان تنفيذية مترفة ومميزة ولا يكترث للتأدية الرياضية، أن يضع كوريس ضمن إعتباراته.

«هي جميلة جداً في الصور الفوتوغرافية ورائعة الجمال عندما تراها بشحمها ولحمها ولدرجة أنك لن تتوقف عن الدوران حولها لتأمل تفاصيلها التصميمية الجذابة»

«تم دفع العمود A الذي يحمل الزجاج الأمامي قليلاً الى الخلف وهذا ما مكن المصممين من الخروج بمقدمة طويلة ذات أوزان غير منبوضة أمامية منخفضة»

«إقترب من كوريس ولن تحتاج لإستعمال مفتاحها لأن مستشعرات السيارة تلتقط إشارات المفتاح وتفتح أقفال السيارة أوتوماتيكياً»

«إنتقل الى الخلف وستجد أن هناك مقعدين منفصلين بكونسول وسطي مرتفع يوحي شكلهما أنهما يوفران مستويات راحة إستثنائية»

المواصفات

كيا كوريس

الأرقام

3,8 ليتر ـ 6 أسطوانات بشكل V ـ دفع خلفي

294 حصان عند 6200 دورة في الدقيقة

358 نيوتن متر عند 4500 دورة في الدقيقة

علبة التروس: 8 أوتوماتيكية متتالية

من صفر الى 100 كلم/س: 7,3 ثانية

السرعة القصوى: 240 كلم/س ـ الوزن: 1910 كلغ

الطول: 509 سم، العرض: 190 سم، الإرتفاع: 149 سم

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار عالم السيارات