محطات بارزة في تاريخ عزم الدوران لشاحنات شفروليه

محركات مميزة وتكنولوجيا متقدمة تسرد حكاية 100 عامٍ من القدرة الفائقة

  • تاريخ النشر: الخميس، 23 نوفمبر 2017 آخر تحديث: الإثنين، 09 نوفمبر 2020
محطات بارزة في تاريخ عزم الدوران لشاحنات شفروليه

يعدّ عزم الدوران تجسيداً للقوة، حيث يمثل قوة التدوير الناتجة عن المحرك. وعلى امتداد 100 عام، نالت 85 مليون شاحنة من شفروليه، بفضل أدائها وعزمها المتفوق، ثقة العملاء في مختلف أنحاء العالم وأثبت قدراتها العالية في نقل مختلف الحمولات وتنفيذ عمليات السحب والقطر على مدار الساعة بكفاءة استثنائية في مختلف ظروف القيادة.

وفي هذا الصدد، قال دان نيكلسون، نائب الرئيس لأنظمة الدفع العالمية في شفروليه: "نقلت شاحنات شفروليه حمولات مختلفة على مدى قرن من الزمان، ولم يقدّم أحد عزم دوران يضاهي ما قدمته شفروليه، حيث اعتمدت أجيالٌ متعاقبة على شاحناتنا لإنجاز هذه المهمة بثقة".

وقطعت شاحنات البيك أب من شفروليه شوطاً كبيراً منذ أن قدمت الشركة طرازها الأول عام 1918 بحمولة 1 طن مع محرك رباعي الأسطوانات سعة 2.8 لتر يولد عزم دوران يقدر بـ 45 رطل للقدم. ولعلّ المحرك المعاصر الأقرب لذلك الطراز هو المحرك القياسي سداسي الأسطوانات سعة 4.6 لتر في شاحنة سيلفرادو WT، والذي تم تصنيف عزم الدوران الخاص به عند 304 رطل للقدم، أو 66 رطل للقدم لكل لتر - بزيادة تقدر بـ 312 في المائة عن محرك عام 1918.

وتتويجًا لهذه المسيرة التاريخية الحافلة، تأتي شاحنة سيلفرادو 3500HD العصرية بحمولة واحد طن ومحرك ديزل ثُماني الأسطوانات من نوع دوراماكس المزود بشاحن هواء (سوبرتشارجد) سعة 6.6 لتر. وتتمتع هذه الشاحنة بعزم دوران يبلغ 910 رطل للقدم، وهو ما يعادل 138 رطل للقدم لكل لتر، ما يمنح السائق ثقة كبيرة حتى في أصعب الظروف والتضاريس.

شفروليه سيلفرادو 3500HD

ويضيف نيكلسون: "إن التطورات التقنية الجديدة مثل الحقن المباشر وشاحن الهواء تساعد محركات الشاحنات المعاصرة من شفروليه على توليد عزم دوران أكبر من أي وقت مضى لكل لتر من سعة المحرك، وهذا يعني أن بوسع العملاء أن ينجزوا أعمالهم وينقلوا حمولات غير مسبوقة ولم تكن ممكنة في الطرازات القديمة".

ولعلّ أبرز العوامل التي ساهمت في تعزيز قدرة شاحنات شفروليه على مدى عقود، هو الأداء الثابت والقوي للعديد من عائلات المحركات البارزة، التي تقاسمت بنية الصمامات العلوية الأنيقة التي تساهم في إنتاج عزم دوران أعلى لكل دورة في الدقيقة، فضلاً عن قلة تعقيدها وصغر حجمها. 
وبمناسبة احتفال العلامة التجارية بـمرور 100 عام على إنتاج شاحناتها المتفوقة من نوع بيك أب، نقدم فيما يلي لمحة عامة عن أهم المعالم التي ميزت قوة عزم الدوران التي قدمتها شفروليه خلال مسيرتها الحافلة.

1929: أول محرك "ستوفبولت" سداسي الأسطوانات

1929: أول محرك "ستوفبولت" سداسي الأسطوانات

بدأ إنتاجه في عام 1929، وهو أول محرك طولي سداسي الأسطوانات ذو صمامات علوية من شفروليه يعطي عزم دوران كبير مقابل الكتلة. وقد ساهمت سعة أسطواناته البالغة 194 بوصة مكعبة (3.2 لتر)، وتصميمه الجديد كلياً، في إنتاج عزم دوران قوي عند عدد دورات أقل في الدقيقة: حوالي 120 رطل للقدم عند 800 دورة في الدقيقة فقط. وقد أتاح ذلك لشركة شفروليه أن ترفع تصنيف حمولة شاحنات بيك أب التي تصنعها من 1 طن إلى 1.5 طن. استُوحيت التسمية "ستوفبولت" من المثبتات الخارجية التي كانت تشبه المسامير الموجودة على مواقد الحطب، لكن سرعان ما أصبحت مرادفاً لمتانة المحرك وقوة تحمله. وتم تطوير أجيال عديدة من محرك شفروليه الطولي سداسي الأسطوانات ذي الصمامات العلوية استناداً إلى التصميم الأصلي، واستمر استخدامها في شاحنات شفروليه حتى أواخر ثمانينيات القرن الماضي.

1955: أول محرك V-8 ذو الحجرة الصغيرة

1955: أول محرك V-8 ذو الحجرة الصغيرة

قدمت شفروليه محركها الأسطوري V-8 ذو الصمامات العلوية، الذي أُطلق عليه فيما بعد اسم محرك الحجرة الصغيرة، ضمن الفئة الثانية من مجموعة شاحناتها التي تم إنتاجها في العام 1955. وقد أنتج هذا المحرك الأصلي سعة 265 بوصة مكعبة (4.3 لتر) عزم دوران قدره 238 رطل للقدم عند 2000 دورة في الدقيقة فقط، ويمكن تطويره ليصبح واحداً من هياكل المحركات الأكثر متانة ضمن فئة شاحنات البيك أب. وبعد مرور حوالي عِقد على إطلاق محرك الحجرة الصغيرة، ظهرت لأول مرة سلسلة محركات شفروليه ذات الحجرة الكبيرة، بصمامات علوية أيضاً، حيث ارتقت بقدرة المحرك إلى مستوى غير مسبوق للشاحنات التي تعمل بالبنزين. ويأتي محرك الحجرة الصغيرة حالياً في جيله الخامس ضمن شاحنات شفروليه 2018، بينما لا تزال العائلات القديمة من محركات الحجرة الصغيرة والحجرة الكبيرة عالية الأداء متاحة في السوق كمحركات منفصلة تُباع لوحدها.

1987: التكنولوجيا تساعد في تحسين عزم الدوران وزيادة الكفاءة

1987: التكنولوجيا تساعد في تحسين عزم الدوران وزيادة الكفاءة

حتى أوائل سبعينيات القرن الماضي، كانت زيادة سعة المحرك ورفع نسبة ضغطه بمثابة أسهل الطرق لزيادة القدرة الحصانية وعزم الدوران. وقد تغير هذا الأمر مع تغير التوجهات في عالم صناعة السيارات، والتي أثرت بشكل كبير على التقنيات التقليدية لزيادة قدرة المحرك. واستبدلت شفروليه طريقة زيادة ضغط المحرك بالوسائل التكنولوجية الحديثة، وقامت بتطوير نظام حقن الوقود الإلكتروني الذي ساعد على استعادة عزم الدوران القوي الذي تميز به أداء طرازات سياراتها السابقة مع زيادة الكفاءة في نفس الوقت. وعاد عزم الدوران في محرك الحجرة الصغيرة إلى 300 رطل للقدم في عام 1987، وتمت زيادة هذا العزم مرة أخرى بنسبة 10 في المائة بعد سنوات قليلة في محرك فورتيك ذو الحجرة الصغيرة سعة 5.7 لتر. واليوم، أصبح محرك الحجرة الصغيرة سعة 6.2 لتر متوفراً في شاحنات سيلفرادو 1500 لعام 2018، وتمت زيادة عزم دورانه إلى 460 رطل للقدم بفضل استخدام تقنيات حديثة، بما في ذلك نظام توقيت الصمامات المتغير وتقنية الحقن المباشر، مما يوفر أعلى عزم دوران مقارنة مع أي محرك ثُماني الأسطوانات في شاحنات بيك أب خفيفة.

2001: عصر الديزل الحديث يبدأ مع محرك دوراماكس

2001: عصر الديزل الحديث يبدأ مع محرك دوراماكس

تم توفير محرك الديزل سعة 6.6 لتر من نوع دوراماكس المزود بشاحن هواء وصمامات علوية مع عزم دوران قدره 520 رطل/ قدم لأول مرة في عام 2001 في شاحنات شيفروليه سيلفرادو HD للمهام الشاقة، حيث شكل آنذاك تصميماً جديداً كلياً وأرسى الأسس لحقبة جديدة من الاعتمادية والكفاءة والأداء العالي. وقد عززت التطورات التكنولوجية من أداء وقدرات هذا المحرك، حيث يوفر الجيل الثاني منه والمتاح اليوم في طراز سيلفرادوHD  2018 عزم دوران قدره 910 رطل للقدم، بزيادة مذهلة في العزم قدرها 75 في المائة من نفس السعة التي كانت في المحرك الأصلي بواقع 6.6 لتر، ليسهم في إرساء معايير جديدة لأداء شاحنات المهام الشاقة. وفي اختباراتها لشاحنة سيلفرادو التي تعمل بمحرك دوراماكس، سجلت مجلة "كار آند درايفر" تسارعاً من 0 إلى 60 ميل/ساعة خلال زمن قدرة 6.2 ثانية، وهو أسرع زمن تسجله شاحنة مهام شاقة من نفس النوع. أما في الاختبارات التي أجراها الموقع الإلكتروني TFLTruck المتخصص بأخبار ومعلومات وتقييمات الشاحنات، فقد تمكنت سيلفرادو من سحب 22800 رطلٍ صعوداً إلى أعلى نفق آيزنهاور في كولورادو خلال زمن وقدرة 10 دقائق و16 ثانية و99 جزءاً من الثانية، أي أسرع بحوالي 12 ثانية من أقرب منافس لها من نفس فئة الحمولة البالغة 1 طن.