مرسيدس GL 500

  • تاريخ النشر: الأحد، 07 يوليو 2013 آخر تحديث: الثلاثاء، 08 فبراير 2022
مرسيدس GL 500

نالت GL الجديدة تعديلات تصميمية وأخرى ميكانيكية وإلكترونية وتحولت الى SUV كبيرة وسريعة ونحن نتوقع أن تحقق رواجاً كبيراً في منطقة الشرق الأوسط

في منطقة الشرق الأوسط وتحديداً في دول الخليج العربي، لم تنل مرسيدس GL حقها. أما السبب، فلا يعود الى أن هذه السيارة ليست جيدة، بل لأن المستهلك الخليجي واقع في غرام شقيقتها فئة G التي تلاقي رواجاً عالياً وبالأخص الفئات الممهورة منها بتوقيع الشريك الرياضي AMG. ومع ذلك، يكفي أن تسأل أي من مالكي GL عن رأيه بسيارته ليأتيك الرد بأن هذه السيارة تتمتع بكل ما يميز فئة G بإستثناء التصميم الخارجي القاسي والحضور اللافت الذي تنفرد به هذه الأخيرة. ويضيف مالكو GL بأنهم سعيدون بسياراتهم لدرجة أن قسماً كبيراً منهم لن يقوم بتبديل هذه السيارة إلا في حال قدمت مرسيدس جيلاً جديداً منها أو على الأقل جيلاً خضع لعملية إنعاش.

وفي الواقع، يمكن القول أن هذا هو بالضبط ما فعلته مرسيدس مع GL التي أعتقد أنه من العدل أن أقول أنها فئة مطولة من الشقيقة الأصغر M وهذا إن دل على شئ، فهو يشير الى أن GL الجديدة تقف على قاعدة تتقارب كثيراً مع تلك التي تعتمدها مرسيدس لفئة M وكل من جيب ودوج لسيارتيهما غراند شيروكي ودورانغو، خصوصاً أن مرسيدس كانت يوم تطوير هذه القاعدة، تملك مجموعة كرايسلر، الأمر الذي يعني ـ نظرياً ـ أن GL تتحلى بشاسي متطور مع إنقيادية متقدمة تجمع بين عوامل الراحة القصوى ومستويات التماسك المتقدم.

وعلى غرار الجيل الحالي من GL، توفر مرسيدس سيارتها هذه بخيار بين ثلاثة محركات يمكن القول أنها جديدة. وتبدأ هذه المحركات مع GL 350 العامل على المازوت وتنتهي بطراز القمة المعدل لدى AMG والمزود بمحرك من 8 أسطوانات بشكل V سعة 5,5 ليتر بقوة 557 حصاناً، إلا أننا هنا سنتناول طراز القمة القياسي منها (من دون تعديلات AMG)، كوننا نعتقد أنه سيكون الأكثر رواجاً في منطقتنا، خصوصاً أنه يجمع بين التأدية الجيدة والتجهيزات الغنية والحضور اللافت الذي يعكس طابعاً راقياً ولينافس بالتالي سيارات شأن كاديلاك إسكالايد وإنفينيتي QX56 ولكزس LX570.

ومن النظرة الأولى، يمكن لأي كان أن يميز بين GL الحالي وGL الجديد. فمن الخارج، ركزت مرسيدس على «تنعيم» خطوط GL بهدف إبعاد طابع الشاحنات الخفيفة عنها وتزويدها بمواصفات سيارات الـ SUV التصميمية، الأمر الذي عزز حضورها على الطريق، خصوصاً أن الهيكل الخارجي بات يتحلى بتناسق وتناسب جميل يربط بين أسطحه المعدنية ومساحاته الزجاجية. ومن ناحية أخرى، نالت الواجهة الأمامية لـ GL الجديد مصابيح أمامية بدت وكأنها فئة مطورة من مصابيح فئة M وبالأخص لجهة مصابيح التوقف الأنبوبية التصميم التي تحيط بالمصابيح الأمامية. وكما في كل سيارات مرسيدس الجديدة، بات شبك فتحة التهوئة الأمامية مؤلفاً من شفرتين أفقيتين يتوسطهما شعار مرسيدس ذو الحجم الكبير الذي يعلو الصادم الأمامي المدمج الذي تم تزويده بفتحة وسطية سفلية مهمتها المساهمة في تبريد مقصورة المحرك مع فتحتين جانبيتين تتحكمان بتدفق الهواء حول القسم السفلي من السيارة وتوجهان بعض هذا الهواء الى منطقتي المكابح الأمامية للمساهمة في تبريدهما. وفي أسفل الصادم الأمامي، وضعت مرسيدس «شفة» نافرة تتألف من ثلاثة مقاطع أفقية لا توفر مظهراً رياضياً وحسب، بل تعمل على التحكم بتدفق الهواء تحت السيارة عند القيادة على سرعات عالية.

أما في الجوانب، فقد نال GL قسماً سفلياً نافراً لا يشكل إمتداداً للصادمين الأمامي والخلفي وحسب، بل يساهم في تعزيز طابع الصلابة الذي تتحلى به GL وبالأخص في الفئات المزودة بدواسات جانبية سفلية لتسهيل الدخول والخروج الى ومن المقصورة. أما التناسب التصميمي الهندسي لفتحات الإطارات، فقد تم التركيز عليه وتزويده بأقسام علوية نافرة ترفع الشعور بالطابع الرياضي لـ GL الذي نال عجلات معدنية رياضية تمت صناعتها من خليط من المعادن القوية والخفيفة التي ساهمت في خفض الأوزان غير المنبوضة من ناحية وعززت فعالية عمل التعليق من ناحية أخرى. وعلى صعيد الخلف، نال GL مصابيح خلفية ذات تصميم جديد تعمل بتقنية LED وقد تم الربط بينها من خلال خط كرومي يبدو وكأنه يربط بين مصباحي الرجوع الى الخلف، خصوصاً أن مصممي مرسيدس كرروا الخط الكرومي في أعلى الصادم الخلفي وتحديداً بين الصادم وباب مقصورة التحميل الخلفية الذي زود القسم العلوي منه بجناح خلفي كبير نسبياً.

ومن ناحية أخرى، تم بناء GL على قاعدة عجلات بطول 307,5 سم تم تزويدها بمحاور عريضة نسبياً يصل طولها في الأمام الى 165,5 سم مقابل 167,5 سم في الخلف. وعلى هذه القاعدة، رسم مهندسو مرسيدس خطوط الهيكل الذي يتمتع بـ 512 و193,4 و185 سم لكل من طوله وعرضه وإرتفاعه. ومع هذه الأبعاد، قامت مرسيدس بتقصير المسافات التي تربط بين الإطارات الأمامية ومقدمة السيارة وتلك التي تصل بين الإطارات الخلفية ومؤخر السيارة على حساب المسافة التي تصل بين مركز الإطارين الأماميين ومركز الإطارين الخلفيين، الأمر الذي ساهم في الإيحاء بأن السيارة أقصر مما هي عليه في الواقع ولينعكس ذلك بالإيجاب على صعيد زاويتي الإقتراب والإبتعاد اللتان بات GL معها قادراً على عبور عوائق بزوايا أكبر عند الذهاب به الى الدروب والمسالك الوعرة.

وتندفع GL 500 موضوع التجربة التي يفترض بثمنها أن يراوح بين 90 و100 ألف دولار في دول الخليج العربي، عبر محرك جديد يتألف من 8 أسطوانات بشكل V تم خفض سعته من 5,5 ليتر في GL الحالي الى 4,7 ليتر في GL الجديد ولكن بعد تعديل عدد من مكوناته وتزويده بجهاز توربو مزدوج، الأمر الذي مكنه من توفير قوة 435 حصاناً يمكن إستخراجها كاملة عند إيصال المحرك الى مستوى 5250 دورة في الدقيقة. وتترافق هذه القوة مع 700 نيوتن متر من عزم الدوران الذي يتوفر بين مستويي 1800 و3500 دورة في الدقيقة. ومع وزنه البالغ 2445 كلغ وعلبة تروسه الأوتوماتيكية السباعية النسب التي تنقل قوى المحرك بإتجاه العجلات الأربع، يمكن لـ GL 500 أن ينطلق من حالة الوقوف التام الى سرعة 100 كلم/س في خلال 5,4 ثانية وليصل بعدها الى سرعته القصوى المحددة إلكترونياً بـ 250 كلم/س.

وهنا تعلن مرسيدس أن التطوير الذي نالته هذه السيارة لم ينعكس بالإيجاب على تأديتها وحسب، بل على إستهلاكها للوقود الذي تحسن بنسبة 18 بالمئة وليراوح في حدود 11,5 ليتر لكل 100 كلم وهو إستهلاك معتدل جداً لسيارة من هذا الحجم الكبير القادر على نقل 7 ركاب.

وفي سياق الكلام عن الركاب، لا بد من الإشارة الى أن مقصورة GL الجديد تتشابه مع تلك التي توفرها مرسيدس للشقيقة M وبالأخص لجهة لوحة القيادة التي ما أن تنظر اليها حتى تشعر أنها تتمتع بجودة متفوقة عززتها مرسيدس بثلاثة صفوف من المقاعد التي يتحلى الأمامي والوسطي منهما بمساحات داخلية رحبة تمكن 5 ركاب من الإنتقال براحة كلية. أما صف المقاعد الخلفي والذي يكون مخصصاً للأطفال، فالمساحات المحيطة به تتدنى قليلاً ولكنها تبقى ضمن المعدل. وتتميز هذه المقاعد بقدرتها على توفير مستويات راحة عالية يساهم بها مجموعة من التجهيزات الغنية منها مكيف هواء فعال جداً وبثلاث مناطق تبريد وتدفئة مع نظام موسيقي متطور ممهور بتوقيع بانغ أند أولفسن جرى ربطه الى 14 مكبر صوت لتوفير نوعية صوت مميزة. وفي سياق الكلام عن الصوت، لا بد من الإشارة الى أن هذه المقصورة وعلى غرار مقصورات سيارات مرسيدس تتحلى بعزل صوتي متقدم بعيد عن ضجيج المحرك والإطارات والهواء.

وعلى صعيد آخر ومن خلال تعزيز مستويات العزل الصوتي، تحسنت الإنقيادية بشكل كبير، خصوصاً أن GL يتوفر مع ماصات صدمات نشطة تعدل نبضها بإستمرار تبعاً لنوعية الطريق وأسلوب القيادة، بالإضافة الى تعليق هوائي ونظام هيدروليكي نشط للتحكم بتمايلات الهيكل في المنعطفات يعمل عبر تعديل قساوة القضبان المقاومة للإنحناء والغوص في الأمام والخلف.

وفي هذا الإطار، جرى تزويد GL الجديد أيضاً بجهاز التحكم بأسلوب القيادة الذي يقوم في حال إعتماد برنامج الراحة بتوفير إنقيادية تدعو في بعض الأحيان الى الإعتقاد بأن المرء يقود فئة S كونه يمتص تموجات الطريق وإنحناءاتها بفعالية قصوى. أما عند إعتماد البرنامج الرياضي، فتزداد حدة معايير العمل الرياضية ومستويات تجاوب التعليق والمقود مع السائق الذي ترتفع متعته في القيادة ولكن بشكل نسبي، خصوصاً أن هذه السيارة تنتمي في النهاية الى فئة سيارات الـ SUV العائلية الكبيرة الحجم. وفي حال إنسجم السائق في القيادة الرياضية، فسيكتشف أن GL ستعاني من بعض الإنزلاقات الأمامية التي يسيطر عليها جهاز التحكم بالتماسك. وهنا يمكن القول أن هذه الإنزلاقات الطفيفة طبيعية في سيارة يراوح وزنها بحدود طنين ونصف لم تصمم في الأساس للقيادة السوبر.. الرياضية.

بإختصار، يمكن القول أن GL 500 بحلتها الجديدة، لن تكتفي بما حققه الجيل الحالي منها، بل سيضيف اليه مزيداً من المبيعات وبالأخص في منطقتي الخليج العربي وأميركا الشمالية حيث لا يزال المستهلك يرغب بسيارات SUV من الحجم الكبير.

«لا تزال GL كبيرة الحجم ولكن تصميمها يوحي أنها أصغر مما هي عليه في الحقيقة»

مرسيدس GL 500

الأرقام

4,7 ليتر – 8 أسطوانات بشكل V ـ توربو مزدوج ـ دفع رباعي ـ 435 حصان – 700 نيوتن متر – 11,5 ليتر لكل 100 كلم - 262 غرام Co2/كلم - من صفر الى 100 كلم/س في 5,4 ثانية - السرعة القصوى: 250 كلم/س - 2445 كلغ

الحكم

تجمع بين مميزات أهم سيارات الدفع الرباعي الكبيرة الحجم ولا تتخلى عن أي من عوامل الترف والفخامة والراحة والعملانيج

8

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار عالم السيارات