اقتصاد الوقود: هل السيارة المانيوال أفضل أم الأوتوماتيك؟

عند شراء سيارة جديدة، يولي المستهلكون اهتمامًا كبيرًا لعدة عوامل مثل التكلفة، وقيمة إعادة البيع، والأداء، والوظائف العملية. ولكن من بين هذه العوامل، يعد استهلاك الوقود بالتأكيد أحد أهم تلك النقاط التي يبحث عنها العميل.

خاصة مع الارتفاع المستمر في أسعار الوقود، يميل السائقون بشكل أكبر إلى اختيار المركبات التي تساعدهم على توفير المال عند محطات التعبئة.

وهذا بدوره يشعل النقاش القديم حول اقتصاد الوقود، هل السيارة المانيوال أفضل أم الأوتوماتيك؟ في تلك النقطة تحديدًا.

إليك في هذا التقرير كل ما تود معرفته حول استهلاك الوقود، وأي السيارات أفضل وأكثر كفاءة في الاستهلاك.

كيف يتم احتساب استهلاك الوقود؟

يشير استهلاك الوقود إلى كمية الوقود التي تستهلكها السيارة في المتوسط لقطع مسافة معينة. ويعبر عنه عادةً بوحدة اللتر لكل مائة كيلومتر، أو بوحدة الجالون لكل مائة ميل (في الدول التي تستخدم النظام الإمبراطوري).

عند الحديث عن استهلاك الوقود، فإن المعدلات الأقل تعني توفيرًا أكبر عند محطة التعبئة.

كيف أعرف نسبة استهلاك الوقود؟

على سبيل المثال، سيارة تستهلك 5 لترات من الوقود لكل 100 كيلومتر تعتبر أكثر كفاءة وأقل ضررًا على البيئة مقارنة بسيارة أخرى تستهلك 10 لترات لقطع نفس المسافة. وهذا إجابة على سؤال كم معدل استهلاك البنزين لكل 100 كيلو؟

بشكل عام، تتمتع السيارات الجديدة بمعدلات استهلاك وقود أفضل من السيارات القديمة.

عوامل تؤثر على استهلاك الوقود

بغض النظر عما إذا كنت تقود سيارة جديدة أو قديمة، فإن استهلاك الوقود يتأثر بشكل كبير بعادات القيادة وعوامل ملموسة أخرى.

يستخدم ما يقرب من 3% إلى 11% من وقود السيارة للتغلب على مقاومة التدحرج، مما يعني أن جزءًا صغيرًا من الوقود لا يستخدم بشكل مباشر لدفع السيارة.

مقاومة التدحرج هي نوع من الاحتكاك أو القوة التي تعاكس حركة جسم مستدير، مثل إطار السيارة.

الإطارات

يساهم أداء الإطارات بنسبة تتراوح بين 5% و 15% من استهلاك الوقود في المركبات الخفيفة. بالإضافة إلى ذلك، تشير بيانات وزارة الطاقة الأمريكية إلى أن السائقين يمكنهم تحقيق تحسين بنسبة 3% في استهلاك الوقود الإجمالي عند استخدام مجموعة من الإطارات المنفوخة بشكل صحيح.

ظروف الطريق

كذلك يتطلب الانطلاق من وضع التوقف التام أو التباطؤ ثم التسارع مرة أخرى في الزحام المروري طاقة أكبر ويستهلك وقودًا أكثر بكثير من القيادة بثبات على الطريق السريع.

وهذا هو السبب وراء ضعف كفاءة استهلاك الوقود التي تظهرها معظم المركبات (باستثناء الهجينة) داخل المدن.

فمركبة قد تقطع 24 ميلاً بالجالون الواحد على الطريق السريع قد لا تقطع سوى 12 ميلاً بالجالون في المدينة لهذا السبب تحديدًا.

ما هو الاقتصاد في استهلاك الوقود في السيارات؟

غالبًا ما يستخدم مصطلحا استهلاك الوقود واقتصادية استهلاك الوقود بالتبادل، على الرغم من أنهما مفهومان مختلفان تمامًا.

استهلاك الوقود

بينما يشير استهلاك الوقود إلى كمية الوقود المستهلكة عند قطع مسافة معينة، تتعلق اقتصادية استهلاك الوقود بالمسافة التي يمكن أن تقطعها المركبة بوحدة واحدة من الوقود (كيلومتر لكل لتر أو ميل لكل جالون).

اقتصاد استهلاك الوقود

هناك علاقة عكسية بين استهلاك الوقود واقتصادية استهلاك الوقود. ففي حين يفضل أن تكون أرقام استهلاك الوقود منخفضة، تشير الأرقام المرتفعة إلى تقييم جيد لاقتصادية استهلاك الوقود.

تحدد ثلاثة أنماط قيادة تقييم اقتصادية استهلاك الوقود للمركبة: القيادة داخل المدينة، والقيادة على الطرق السريعة، والقيادة المجمعة. وتستند تقييمات اقتصادية استهلاك الوقود للمركبات إلى متوسط توافقي.

هذا يعني أن شركات السيارات يمكنها استخدام جميع طرازاتها لتحقيق توازن في تقييمات اقتصادية استهلاك الوقود، مما قد يستفيد من الوحدات التي لا تحقق مبيعات كبيرة. ونتيجة لذلك، ينخفض تقييم الكفاءة الفعلية في استهلاك الوقود للمركبة المتوسطة.

ما هو متوسط استهلاك الوقود للسيارة؟

يعتمد متوسط استهلاك الوقود للسيارة على نوعها ومواصفاتها الأخرى، لذلك لا توجد معايير ثابتة ودقيقة في هذا الشأن.

حجم السيارة واستهلاك الوقود

على سبيل المثال، من المفترض أن تستهلك سيارة هاتشباك صغيرة حوالي ستة إلى سبعة لترات من الوقود لكل مائة كيلومتر.

بينما تستهلك سيارات الدفع الرباعي متوسطة الحجم كمية وقود أكبر قليلًا لقطع نفس المسافة، والتي يجب أن تكون حوالي ثمانية أو تسعة لترات.

في الوقت نفسه، تستهلك سيارات الدفع الرباعي ذات الكابينة المزدوجة، أو تلك المزودة بمحركات الديزل حوالي عشرة لترات من الوقود لكل مائة كيلومتر في المتوسط.

هل السيارة المانيوال أفضل أم الأوتوماتيك؟

صحيح أن نوع ناقل الحركة في سيارتك يلعب دورًا حاسمًا في تحديد أرقام استهلاك الوقود وتقييمات كفاءة استخدامه، ولكن من المهم أن ندرك أن هناك عوامل أخرى تؤثر في ذلك أيضًا.

لقد ساد الاعتقاد لفترة طويلة بأن سيارات ناقل الحركة اليدوي أكثر كفاءة في استهلاك الوقود من السيارات الأوتوماتيكية.

في السيارات القديمة، كان أحد أهم الأسباب وراء ذلك هو الاتصال المباشر بين المحرك وناقل الحركة عبر قابض (كلتش) السيارة ذات ناقل الحركة اليدوي.

وعند إضافة ترس خامس علوي (Overdrive) يجعل دوران العجلات أسرع من دوران المحرك، يتحسن اقتصاد الوقود بشكل كبير.

في السيارات القديمة، كانت ناقلات الحركة الأوتوماتيكية تهدر الكثير من الطاقة التي لا تنتقل مباشرة إلى صندوق التروس، وذلك بسبب وصلة السوائل في محول عزم الدوران.

ففي الأنواع القديمة من ناقلات الحركة الأوتوماتيكية التي لا تحتوي على محول عزم دوران بقفل، لا يوجد اتصال ميكانيكي مباشر بين المحرك وناقل الحركة.

لكن بدءًا من أواخر الثمانينيات، بدأت ناقلات الحركة الأوتوماتيكية تجهز بمحولات عزم دوران ذات قفل.

هذه التقنية تسمح في الغيار الثالث بالاشتباك لتوفير اتصال مباشر بين المحرك ومدخل ناقل الحركة. وعندما أضيف نطاق السرعة الفائقة (الغيار الرابع)، تقلص الفرق في استهلاك الوقود بين ناقلات الحركة اليدوية والأوتوماتيكية ليصبح ضئيلاً جدًا وغير مهم.

هل السيارات الأوتوماتيكية تستهلك وقودًا أكثر؟

في الوقت الحاضر، يمكن للمركبات ذات ناقل الحركة الأوتوماتيكي أن تحقق نتائج ممتازة في استهلاك الوقود بفضل نسب التروس الفعالة عند القيادة بسرعات منخفضة.

في السيارات الأوتوماتيكية الحديثة، يتم استخدام نسبة التروس الأكثر كفاءة ممكنة تلقائيًا، لذا فإن تقليل استهلاك الوقود مدمج بالفعل في تصميم هذه الأنظمة.

علاوة على ذلك، يمكن تقليل استهلاك الوقود في السيارات الأوتوماتيكية بشكل أكبر إذا كانت مجهزة بتقنيات أمان متقدمة مثل نظام التوقف والتشغيل التلقائي للمحرك، ونظام تثبيت السرعة التكيفي، وأنظمة نقل الحركة الإلكترونية، وغيرها.

استهلاك الوقود في السيارات المانيوال

أما بالنسبة للسيارات ذات ناقل الحركة اليدوي، فإن انخفاض استهلاك الوقود يكون واضحًا عند القيادة بترس أعلى عند عدد دورات أقل للمحرك مقارنة بالقيادة بترس أقل عند عدد دورات أعلى.

إن معرفة كيفية استخدام ناقل الحركة اليدوي بالطريقة الصحيحة لا يوفر فقط الوقود، بل يحقق فوائد أخرى أيضًا، بما في ذلك تقليل انبعاثات العادم وتسارع أكثر سلاسة.