حصاد سوق السيارات في الإمارات لعام 2025: التغيرات والإتجاهات

شهد سوق السيارات في الإمارات خلال عام 2025 عاماً استثنائياً، فالمعطيات تغيرت، والطلب تطور، والخيارات توسعت، ليصبح القطاع أحد أكثر القطاعات نشاطاً وتحولاً في الدولة. ومع الزيادة الملحوظة في تفضيل السيارات الكهربائية، وارتفاع الطلب على الـSUV، ودخول علامات جديدة تنافس بقوة، اتخذ قطاع السيارات مساراً جديداً يضع الإمارات في مقدمة أسواق السيارات الأكثر تطوراً في الشرق الأوسط.

في هذا المقال الموسّع، نستعرض حصاد سوق السيارات في الإمارات لعام 2025، ونحلل أبرز الظواهر، ونكشف تأثير التكنولوجيا، والاقتصاد، والبنية التحتية على قرارات الشراء.

التحول نحو السيارات الكهربائية والهجينة:

أحد أبرز مظاهر التغيير في سوق السيارات خلال عام 2025 كان التحول الكبير نحو السيارات الكهربائية والهجينة. هذا التحول لم يكن وليد العام فقط، بل هو نتيجة استراتيجية طويلة المدى تبنتها الحكومة الإماراتية وفقاً لرؤيتها للاستدامة البيئية. حسب تقرير صادر عن وزارة الطاقة والبنية التحتية، زادت مبيعات السيارات الكهربائية بنسبة 40% مقارنة بالعام الماضي، مدعومة بحوافز ضريبية ومبادرات حكومية لتعزيز التحول الأخضر.

أمثلة عملية لدعم السيارات الكهربائية:

لتعزيز هذا التحول، تمت مضاعفة عدد محطات شحن السيارات الكهربائية في معظم المدن الكبرى، مثل دبي وأبوظبي، مما أسهم في توفير البنية التحتية اللازمة لدعم السيارات الكهربائية. على سبيل المثال، افتتحت "شركة شمس للطاقة" أكثر من 100 محطة شحن جديدة هذا العام، ما جعل عملية شحن السيارات أكثر سهولة للسائقين.

أولاً: مبيعات السيارات الجديدة في 2025 – عام الانتعاش القوي.

شهد سوق السيارات الجديدة انتعاشاً واضحاً خلال 2025، حيث ارتفعت نسبة المبيعات الإجمالية بمعدل يتراوح بين 8% و12% مقارنة بعام 2024. ويُعد هذا الارتفاع الأعلى خلال آخر ثلاث سنوات، مما يعكس تحسن ثقة المستهلك واستمرار تعافي الاقتصاد الإماراتي.

أسباب نمو المبيعات بشكل ملحوظ:

1. اقتصاد مستقر يعزز ثقة الشراء:

ساهم نمو الناتج المحلي وارتفاع مستويات التوظيف في تعزيز قدرة المستهلكين على اتخاذ قرار شراء سيارة جديدة، سواء كبديل للسيارات القديمة أو كخيار أول لراغبي التجربة.

2. تطور تقنيات الأمان والذكاء الاصطناعي:

أصبح المستهلك الإماراتي أكثر اهتماماً بالتكنولوجيا. فالسيارات الجديدة أصبحت مجهّزة بأنظمة أمان تعتمد على الذكاء الاصطناعي مثل:

• نظام منع التصادم.

• المحافظة على المسار.

• المساعدة في الركن الذكي.

• القيادة شبه الذاتية.

وهو ما يجعل السيارات الأحدث خياراً جذاباً أكثر من أي وقت سابق.

3. عروض تمويل مغرية مثل 0% فائدة:

شهد السوق منافسة شرسة بين الوكلاء، مما أدى لظهور عروض تمويلية قوية مثل:

• 0% فوائد.

• دفعات أولى منخفضة.

• باقات صيانة مجانية.

• ضمانات ممتدة تصل إلى 5 سنوات.

هذه العروض لعبت دوراً محورياً في جذب مشترين جدد للسوق الجديدة بدلاً من التوجه للمستعمل.

4. طرح موديلات كهربائية وهجينة بأسعار مناسبة:

أسعار السيارات الكهربائية أصبحت أكثر ملاءمة، خصوصاً من العلامات الصينية مثل BYD وMG، مما ساعد على انتشارها بين فئات جديدة من المستهلكين.

ثانياً: سوق السيارات المستعملة – صعود غير مسبوق في 2025.

سوق السيارات المستعملة في الإمارات كان نجم عام 2025 بدون منازع، حيث حقق نمواً وصل إلى 20% مقارنة بالعام السابق.

أسباب ازدهار سوق المستعمل:

1. ارتفاع أسعار السيارات الجديدة لبعض العلامات:

بسبب تكاليف الشحن والتصنيع، ارتفعت أسعار سيارات معيّنة، مما دفع شريحة من المستهلكين إلى اللجوء للسوق المستعملة.

2. زيادة السيارات المتداولة بعد نزول موديلات 2025:

طرح موديلات جديدة جذابة جعل الكثيرين يعرضون سياراتهم للبيع، وبالتالي:

• ارتفاع المعروض.

• تنوع الخيارات.

• تنافس كبير بين البائعين.

3. انتشار خدمات الفحص والضمانات:

وجود خدمات مثل:

• فحص شامل قبل الشراء.

• ضمان لمدة سنة.

• إمكانية التقسيط.

جعل المستهلك أكثر ثقة في شراء المستعمل.

4. المنصات الإلكترونية أصبحت المرجع الأول:

مثل dubizzle ومواقع الوكلاء نفسها، حيث أصبحت عملية الشراء تتم بسهولة عبر:

• مشاهدة الصور.

• مراجعة التقارير.

• حجز موعد للفحص.

• مقارنة الأسعار.

ثالثاً: طفرة السيارات الكهربائية – 2025 عام الانتشار الكبير.

لا يمكن الحديث عن 2025 دون الإشارة إلى الانتشار الواسع للسيارات الكهربائية في الإمارات. فقد ارتفع الطلب عليها بنسبة 35%، وهو أعلى معدل نمو منذ دخول السيارات الكهربائية إلى السوق.

أسباب هذا النمو السريع:

1. توسع البنية التحتية للشحن:

زاد عدد محطات الشحن في دبي وأبوظبي والشارقة بنسبة 40%، بما في ذلك:

• محطات الشحن السريع.

• المحطات المنزلية.

• محطات شحن المواقع التجارية.

2. ظهور موديلات كهربائية بأسعار مناسبة:

علامات مثل BYD وMG وTesla قدمت سيارات كهربائية بأسعار أقل من السنوات الماضية، مما جعل التجربة أكثر سهولة للمستخدم الإماراتي.

3. انخفاض تكاليف التشغيل:

السيارات الكهربائية توفر الكثير من المال على المدى الطويل بسبب:

• عدم الحاجة لصيانة المحرك التقليدي.

• عدم وجود زيت أو فلتر زيت.

• توفير كبير في تكلفة الوقود.

4. التوجه الحكومي نحو تخفيض الانبعاثات:

الإمارات تواصل دعم السيارات الكهربائية ضمن خطتها الطموحة للحياد المناخي 2050.

رابعاً: تغيّر تفضيلات المستهلك في 2025 – ماذا يريد المشترون؟

1. هيمنة السيارات الـSUV مستمرة:

لا تزال الـSUV هي الفئة الأكثر مبيعاً، خصوصاً:

• الـSUV المتوسطة.

• الـSUV الكهربائية.

• سيارات العائلة ذات 7 مقاعد.

ويرجع ذلك لكونها:

• آمنة.

• مرتفعة عن الأرض.

• مناسبة للطرق داخل المدن والصحراوية.

2. انخفاض الطلب على السيدان:

رغم التطورات، شهدت فئة السيدان تراجعاً بنسبة 6–10%، بسبب المنافسة القوية من الـSUV.

3. الطلب الأكبر أصبح على التجهيزات التكنولوجية:

من أبرز ما يبحث عنه المشترون اليوم:

• شاشات ضخمة (12–15 إنش).

• أنظمة ملاحة ذكية.

• دعم CarPlay اللاسلكي.

• أنظمة الصوت الفاخرة.

• كاميرات 360 درجة.

• القيادة الذاتية الجزئية.

خامساً: قرارات حكومية ساهمت في تغيير السوق خلال 2025.

لعبت التنظيمات الحكومية دوراً مهماً في تشكيل السوق خلال 2025، ومن أبرزها:

1. تعزيز معايير الانبعاثات:

أدت القوانين الجديدة إلى تقليل السيارات ذات الانبعاثات العالية، وبالتالي دعم سيارات:

• Hybrid.

• Electric.

2. تسهيلات ترخيص المركبات الكهربائية:

في بعض الإمارات أصبحت:

• الرسوم أقل.

• الإجراءات أسرع.

• الفحص أبسط.

3. تنظيم الاستيراد الموازي:

تم التشديد على استيراد السيارات غير المطابقة للمواصفات الخليجية، بهدف حماية المستهلك.

سادساً: العلامات الأكثر مبيعاً في الإمارات خلال 2025.

الفئات الاقتصادية والمتوسطة:

• تويوتا.

• نيسان.

• ميتسوبيشي.

• MG.

• BYD.

الفئات الفاخرة:

• مرسيدس.

• بي إم دبليو.

• لكزس.

• أودي.

فئة السيارات الكهربائية:

• Tesla.

• BYD.

• Hyundai Ioniq.

• Mercedes EQ.

سابعاً: أهم التحديات التي واجهها سوق السيارات في 2025.

1. ارتفاع تكاليف الشحن العالمية:

أدى ذلك لزيادة أسعار بعض الطرازات الجديدة.

2. نقص التوريد العالمي:

بعض الموديلات شهدت تأخرات بسبب مشكلات سلاسل الإنتاج.

3. المنافسة الشديدة بين العلامات الصينية واليابانية:

العلامات الصينية قدمت قيمة عالية مقابل السعر، مما أجبر اليابانيين على تقديم عروض أقوى.

ثامناً: توقعات 2026 – هل سيستمر التغير؟

من المتوقع أن يشهد عام 2026:

• استمرار نمو السيارات الكهربائية بنسبة 25–35%.

• المزيد من موديلات الذكاء الاصطناعي.

• زيادة الطلب على السيارات المستعملة المعتمدة.

• تطوير أكبر في أنظمة القيادة الذاتية.

الخلاصة:

عام 2025 لم يكن عاماً عادياً في سوق السيارات الإماراتي؛ بل كان عاماً مليئاً بالتغيرات العميقة التي أعادت تشكيل توجهات المشترين، ودفعت العلامات التجارية إلى تطوير منتجاتها بسرعة أكبر. ارتفاع مبيعات السيارات الجديدة، الازدهار الهائل في سوق السيارات المستعملة، والانتشار المتسارع للسيارات الكهربائية كلها علامات تؤكد أن الإمارات أصبحت واحدة من أكثر الأسواق نضجاً وتطوراً في المنطقة.

وإن كنت تخطط لشراء سيارة في عام 2026، فهذا الحصاد يمنحك رؤية واضحة لمستقبل السوق وتوجهاته، لتتخذ قراراً واعياً يناسب احتياجاتك وميزانيتك.