خلية سلامة الركاب في السيارة: ما هي وما أهميتها؟

تحتل خلية سلامة الركاب مكانة محورية باعتبارها الهيكل الأساسي الذي يهدف إلى توفير منطقة آمنة لشاغلي السيارة في لحظات الاصطدام.

  • تاريخ النشر: الخميس، 15 مايو 2025
خلية سلامة الركاب في السيارة: ما هي وما أهميتها؟

مع وجود ملايين من السيارات على الطرق في كل أنحاء العالم، ومع صعوبة الحوادث التي تقع وتأثيراتها كبيرة على السلامة، تولي شركات السيارات الكثير من الاهتمام لزيادة فعالية أنظمة الأمان داخل سياراتها، لحماية السائقين والركاب معهم، ومن على الطريق أيضًا.

من هذه التقنيات هي خلية سلامة الركاب في السيارة أو ما تعرف باسم Passenger Safety Cell، ربما تعرفها أو لم تسمع عنها من قبل، لذا إليك ما هي وأهميتها وغيرها من المعلومات الهامة.

ما هي خلية سلامة الركاب في السيارة؟

خلية سلامة الركاب في السيارة: ما هي وما أهميتها؟

في عالم يشهد تزايدًا مستمرًا في حركة المرور على الطرق، تبرز أهمية أنظمة السلامة في المركبات كحائط صد أساسي لحماية الأرواح وتقليل الإصابات الناجمة عن حوادث السير.

ومن بين هذه الأنظمة الحيوية، تحتل خلية سلامة الركاب مكانة محورية باعتبارها الهيكل الأساسي الذي يهدف إلى توفير منطقة آمنة لشاغلي السيارة في لحظات الاصطدام.

ما هي خلايا الركاب؟

تعرف خلية سلامة الركاب في السيارة بأنها المنطقة المصممة لحماية السائق والراكبين داخل السيارة في حالة وقوع حادث. وهي تشكل هيكلاً قويًا وصلبًا، غالبًا ما يشار إليه باسم "قفص السلامة"، يحيط بمقصورة الركاب.

تصنع خلية سلامة الركاب عادةً من مواد عالية القوة مثل الفولاذ المقوى، وتصمم هندسيًا لتحمل قوى الاصطدام المختلفة من الأمام والخلف والجانبين والأعلى.

باختصار، تعتبر خلية سلامة الركاب عنصرًا حيويًا في تصميم السيارات الحديثة، حيث تلعب دورًا حاسمًا في تقليل خطر الإصابات الخطيرة أو الوفاة في حوادث السيارات.

أهمية خلية سلامة الركاب في السيارة

خلية سلامة الركاب في السيارة: ما هي وما أهميتها؟

تكمن أهمية خلية سلامة الركاب في السيارة في كونها حجر الزاوية في منظومة السلامة الشاملة للمركبة، حيث تلعب دورًا حيويًا ومباشرًا في حماية حياة وسلامة الركاب أثناء حوادث السير.

الحفاظ على حيز البقاء الآمن

الوظيفة الأساسية لخلية سلامة الركاب هي مقاومة التشوه والانهيار في منطقة مقصورة الركاب أثناء الاصطدام.

من خلال بنيتها القوية والمصممة هندسيًا، فإنها تحافظ على مساحة كافية للركاب لتجنب الاصطدام المباشر بأجزاء السيارة المتحطمة أو الأجسام الخارجية. هذا "الحيز الآمن" يقلل بشكل كبير من خطر الإصابات الخطيرة أو المميتة.

توزيع وامتصاص قوى الاصطدام

تعمل خلية سلامة الركاب بالتكامل مع مناطق امتصاص الصدمات Crumple Zones الموجودة في مقدمة ومؤخرة السيارة.

بينما تمتص هذه المناطق الخارجية جزءًا كبيرًا من طاقة الاصطدام عن طريق التشوه التدريجي، فإن خلية السلامة الصلبة تساعد في توزيع القوة المتبقية عبر هيكل السيارة وتقليل القوة التي تصل إلى الركاب.

الحماية في حالات الانقلاب

في حوادث الانقلاب، تصبح قوة السقف الضاغطة خطرًا كبيرًا على الركاب. تعمل الأعمدة القوية المكونة لخلية السلامة مثل أعمدة A و B و C على دعم سقف السيارة ومنعه من الانهيار فوق الركاب، مما يوفر لهم حماية حيوية في مثل هذه السيناريوهات الخطيرة.

توفير قاعدة صلبة لأنظمة السلامة الأخرى

تعتبر خلية سلامة الركاب ركيزة أساسية لعمل أنظمة السلامة الأخرى في السيارة. على سبيل المثال، تعتمد فعالية الوسائد الهوائية وأحزمة الأمان بشكل كبير على سلامة وصلابة هيكل المقصورة. فإذا تعرضت المقصورة لتشوه كبير، فقد لا تعمل هذه الأنظمة بالشكل الأمثل.

تقليل الإصابات الخطيرة

تقلل خلايا سلامة الركاب من وقوع إصابات خطيرة، من خلال الحفاظ على حيز البقاء وتوزيع قوى الاصطدام، تساهم خلية سلامة الركاب بشكل مباشر في تقليل احتمالية الإصابات الخطيرة مثل إصابات الرأس والصدر والعمود الفقري والأطراف.

زيادة فرص النجاة

في الحوادث الشديدة، يمكن لخلية سلامة الركاب القوية أن تكون الفرق بين الحياة والموت للركاب.

قدرتها على الحفاظ على سلامة المقصورة تزيد بشكل كبير من فرص نجاة الركاب حتى في أقسى الظروف.

ما الذي يستخدم لحماية الركاب في حالة وقوع حادث؟

خلية سلامة الركاب في السيارة: ما هي وما أهميتها؟

لحماية الركاب في حالة وقوع حادث، تستخدم مجموعة متكاملة من الأنظمة والميزات في السيارات الحديثة.

يمكن تقسيم هذه الوسائل إلى فئتين رئيسيتين: أنظمة الحماية النشطة التي تهدف إلى منع وقوع الحادث في المقام الأول، وأنظمة الحماية السلبية التي تعمل على تقليل الإصابات في حال وقوع حادث بالفعل.

أنظمة الحماية السلبية

تعمل أنظمة الحماية السلبية أثناء وبعد وقوع الحادث، من أجل الحفاظ على سلامة الركاب، وتشمل العديد من الوسائل وهي:

  • خلية سلامة الركاب :كما ذكرنا سابقًا، هي الهيكل القوي والصلب الذي يحيط بمقصورة الركاب ويهدف إلى الحفاظ على حيز بقاء آمن وتقليل التشوه أثناء الاصطدام.
  • مناطق امتصاص الصدمات: هي مناطق مصممة خصيصًا في مقدمة ومؤخرة السيارة لامتصاص طاقة الاصطدام عن طريق التشوه التدريجي، مما يقلل من القوة التي تنتقل إلى مقصورة الركاب.
  • الوسائد الهوائية: تنتفخ بسرعة عند وقوع اصطدام قوي لتوفير بطانة واقية بين الركاب وأجزاء السيارة الداخلية الصلبة مثل عجلة القيادة ولوحة العدادات والأبواب. هناك أنواع مختلفة من الوسائد الهوائية لحماية الرأس والصدر والركب والجوانب.
  • أحزمة الأمان: تعمل على تثبيت الركاب في مقاعدهم ومنعهم من الاندفاع للأمام أو الاصطدام بأجزاء السيارة الداخلية أو الخروج منها أثناء الحادث.
  • غالبًا ما تكون مزودة بشداد أولي يقوم بشد الحزام بسرعة عند الاستشعار بالاصطدام ومحدد قوة للحد من قوة الضغط على الصدر.
  • مساند الرأس: مصممة لدعم الرأس والرقبة وتقليل خطر إصابات الرقبة أثناء الاصطدام الخلفي.
  • مقاعد مصممة لامتصاص الصدمات: بعض المقاعد مصممة لامتصاص جزء من طاقة الاصطدام وتقليل القوة المنتقلة إلى الركاب.
  • مواد داخلية ماصة للصدمات: استخدام مواد مبطنة في لوحة العدادات والأبواب وغيرها لتقليل حدة الإصابات عند الاصطدام بها.
  • نظام قطع الوقود التلقائي: يعمل على قطع إمداد الوقود للمحرك بعد وقوع حادث لتقليل خطر نشوب حريق.
  • فتح الأبواب تلقائيًا بعد الحادث: في بعض السيارات، يتم فتح الأبواب تلقائيًا بعد الاصطدام لتسهيل خروج الركاب وعمليات الإنقاذ.

أنظمة الحماية النشطة

تحتوي السيارات على أنظمة الحماية النشطة من أجل منع وقوع الحادث، ومن أبرز الأنظمة النشطة التي تلعب دورًا في تجنب الحوادث وبالتالي حماية الركاب:

  • نظام الفرامل المانعة للانغلاق ABS: يمنع انغلاق العجلات أثناء الفرملة الشديدة، مما يسمح للسائق بالحفاظ على التحكم في التوجيه.
  • نظام التحكم الإلكتروني بالثبات ESC/ESP: يساعد في الحفاظ على استقرار السيارة ومنعها من الانزلاق أو فقدان السيطرة.
  • نظام توزيع قوة الفرملة إلكترونيًا EBD: يوزع قوة الفرملة بين العجلات بشكل فعال لتحقيق أقصى قدر من الكبح.
  • نظام المساعدة على صعود المرتفعات HAC: يمنع السيارة من التراجع عند البدء في التحرك على طريق منحدر.
  • نظام مراقبة النقطة العمياء: يحذر السائق من وجود مركبات في المناطق التي يصعب رؤيتها في المرايا.
  • نظام التحذير من مغادرة المسار: ينبه السائق إذا بدأت السيارة في الانحراف عن مسارها دون استخدام إشارة الانعطاف.
  • نظام تثبيت السرعة التكيفي: يحافظ على مسافة آمنة بين سيارتك والسيارة التي أمامك ويقوم بتعديل السرعة تلقائيًا.
  • نظام الفرملة التلقائية في حالات الطوارئ: يمكنه اكتشاف عوائق أو مشاة أمام السيارة وتطبيق الفرامل تلقائيًا لتجنب الاصطدام أو تقليل شدته.

حماية الركاب في حالة وقوع حادث هي نتيجة لتصميم هندسي متكامل يجمع بين هيكل قوي للسيارة وأنظمة سلامة سلبية متطورة تعمل معًا لامتصاص الصدمات والحفاظ على سلامة المقصورة وتوفير حماية مباشرة للركاب.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار عالم السيارات