رينو كوليوس خطوة رينو الرباعية... الأولى

  • تاريخ النشر: الخميس، 20 يونيو 2013 آخر تحديث: الثلاثاء، 08 فبراير 2022
رينو كوليوس خطوة رينو الرباعية... الأولى

مع كوليوس، سجلت رينو الفرنسية دخولها الأول الى عالم سيارات الكروس أوفر الصغيرة معتمدة على شريكتها اليابانية نيسان التي تملك خبرة عريقة في هذا الميدان.

إذا كنت تريد أن تتعلم كيف تصنع قطعة أثاث، فالحل الأفضل أمامك هو أن تذهب الى نجار خبير لأنك في حال أردت أن تصنع قطعة الأثاث من دون مساعدة، فقد تواجه الكثير من المشاكل التي لا تخطر ببالك، بينما ستستفيد من خبرة النجار في تفادي كل ما قد يعترضك أثناء عملية التصنيع أو بعدها. إنه مبدأ جيد يعتمد عليه الجميع وهذا ما أدى الى إنتشار المثل القائل: أعط خبزك للخباز ولو حرق نصفه.

في الحقيقة، هذا هو المبدأ الذي إعتمدت عليه رينو الفرنسية عندما قررت أن تطور سيارتها كوليوس التي تنتمي الى فئة السيارات الرياضية المتعددة الإستعمال والمندفعة بعجلاتها الأربع. ومن هنا، إستعانت بخبرة شريكتها، نيسان التي إذا أردنا أن نقيم ما تملكه في عالم سيارات الـ SUV، يمكننا القول أنه كثير وكبير ذلك أن نيسان تعتبر واحدة من الشركات القلائل التي لم تترك قطاعاً من قطاعات الـ SUV إلا ودخلته محققة لنفسها مرتبة متقدمة.

ولكن لنعد الآن الى رينو كوليوس التي إستعارت عدداً من المكونات من إبنتي عمها نيسان إكس ترايل وكشكاي والتي يبدو أن شركتها ستضطر الى العمل بجهد كبير لجعلها تحصل على موقع جيد في سوق يشهد منافسة عارمة ويتميز بعدد كبير من المحاربين القدامى.

وهنا لا بد من الإشارة الى كوليوس رأي النور عام 2008 وقد نال اليوم عملية إعادة تصميم طفيفة تم على أثرها تعديل تصميم واجهته الأمامية التي تبدو وكأنها مستوحاة من واجهة الشقيقة فلوانس وبالأخص لناحية المصابيح الأمامية الكبيرة التي تتداخل أقسامها العلوية مع غطاء المحرك. أما الشبك الأمامي الذي كان مقسوماً الى جزئين في السابق، فقد تم تعديله لصالح فتحة أحادية كبيرة تبرز فيها ثلاث شفرات أفقية يتوسطها شعار رينو الكبير الحجم. وبإستثناء المصابيح الخلفية، بقي التصميمين الجانبي والخلفي على حالهما. وهنا لا بد من الإشارة الى أن كوليوس ليس من السيارات التي تبدو جميلة في الصور الفوتوغرافية ذلك أن رؤيته على الطريق تؤكد أنه أجمل من ما يبدو عليه في الصور.

وتحت الهيكل وتحديداً القسم الأمامي منه، إعتمدت رينو محركاً من 4 أسطوانات متتالية بسعة 2,5 ليتر تم تزويده بجهاز توربو إرتفعت معه القوة الحصانية الى 170 حصاناً عند 6000 دورة في الدقيقة. وتترافق هذه القوة مع 226 نيوتن متر من عزم الدوران الذي يتوفر عند مستوى 4400 دورة في الدقيقة والذي ينتقل الى العجلات الدافعة من خلال علبة تروس أوتوماتيكية سداسية النسب مع نظام كهربائي للتحكم بالدفع. وعلى الرغم من أن تأدية هذا المحرك بالأرقام جيدة، إلا أن السائق يشعر أن كوليوس بحاجة الى قوة أعلى وبالأخص عند مستوى دوران متوسط للمحرك حيث تشعر أنه يتوجب عليك التبديل نزولاً للحصول على الدفع اللازم. ومع ذلك، لا يمكن إغفال مستويات الراحة التي توفرها كوليوس على الطرقات المعبدة. فتعليقها يتميز بقدرته العالية على إمتصاص تموجات الطريق ومنع وصولها الى المقصورة. وعلى الرغم من حجم كوليوس ووزنها الذي يراوح في حدود 1700 كلغ، إلا أن قيادتها سهلة للغاية يساعدها في ذلك شاسي تم تعديل معايير عمله ليتصرف وكأن كوليوس التي يحملها عبارة عن سيارة سيدان سياحية.

أما على الطرقات الوعرة وعلى الرغم من إعتقادنا أن كوليوس لن يتمكن من تحقيق الكثير، إلا أن مفاجأتنا كانت كبيرة إذ تمكنت هذه السيارة التي تخرج من مصانع سامسونغ ـ رينو في كوريا، من عبور عدد كبير من العوائق يساعدها خلوصها الذي يزيد عن 20 سم، في وقت كانت قادرة على نزول المنحدرات الشديدة الإنحدارات بشكل سلس وناعم بفضل جهاز التحكم بنزول المنحدرات.

في الداخل، ركزت رينو على الجودة من خلال إختيار مواد تتمتع بنوعية جيدة وهو أمر يمكن ملاحظته في القسم السفلي من الكونسول الوسطي وبطانات الأبواب البلاستيكية القاسية التي ما أن يلمسها المرء حتى يتأكد أنه تتحلى بجودة متقدمة. وفي هذا السياق، لا يمكن إغفال مكونات المقصورة. فالمقاعد توفر مستويات راحة تزيد عن المعدل وتتمتع بقدرة تثبيت جيدة للأجسام كما تتسم بوضعيات تثبيتها التي تم تعزيزها بمجالات رؤية متقدمة في كل الإتجاهات. أما المقعد الخلفي، فيوفر بدوره راحة تزيد عن المعدل ويتميز بطريقة طي سهلة جداً يتحول معها صندوق الأمتعة الى مساحة مسطحة وكبيرة يمكن إستعمالها لنقل الحاجيات الطويلة ذات الحجم الكبير. وهنا، كانت رينو ذكية إذ زودت كوليوس بباب خلفي يفتح قسمه العلوي الى الأعلى والسفلي الى الأسفل وهذا ما يمكن مستعمليه من تحميله وتفريغه بسهولة كما يقلل من المساحة الخلفية التي يحتاجها فتح الصندوق. ومن ناحيتها، تركز لوحة القيادة على سهولة الإستعمال شأنها لتجويف العدادات الذي يوفر كل المعلومات الضرورية للسائق. وهنا شددت رينو على زيادة العملانية للعائلة، فزودت مقصورة كوليوس بعدد كبير من أماكن التوضيب التي تم نشرها في كل أنحاء المقصورة التي تتوفر أيضاً مع مجموعة كبيرة من التجهيزات التي تشمل 6 أكياس هواء، جهاز التحكم بالسرعة، مستشعرات لكشف العوائق الخفية خلف السيارة، نظام دفع رباعي أوتوماتيكي، مستشعرات للنور الخارجي وأخرى للمطر ونظام موسيقي متطور يحمل توقيع Bose ويوفر نقاوة صوتية متقدمة من خلال 8 مكبرات صوت. كذلك تتوفر كوليوس مع مكيف هواء إلكتروني بمنطقتي تبريد مختلفتين ومأخذ USB لأجهزة الموسيقى الرقمية وجهاز لمنع تحرك السيارة الى الخلف على الطرقات المتجهة صعوداً.

في النهاية، يمكن القول أن كوليوس يشكل خياراً لا بد من التوقف عنده في حال كان المرء يسعى لشراء سيارة رياضية متعددة الإستعمال من الحجم الصغير ويركز على طابع الترف والتجهيزات الغنية. وبالنسبة لنا، لا بد لـ كوليوس من أن يحتل موقعاً جيداً في الأسواق الشرق أوسطية وذلك على الرغم من أنه سيكون بحاجة الى محرك أكبر بتأدية أعلى في دول الخليج العربي حيث تعتبر التأدية الرياضية من أولويات المستهلك الخليجي.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار عالم السيارات