لماذا ترفض الولايات المتحدة بيع هذه الطائرة الحربية لأي دولة
F 22 Raptor Elephant Walk 1024x576
F 22 Raptor At Air Show 2021
x2ja8afda80e1
Raptor 1080x771 min
F 22 Raptor Fighter from the USAF
F 22 Raptor edit1
F 22 1
-
1 / 7
تعد مقاتلة لوكهيد مارتن F-22 رابتور مثالاً بارزًا على التفوق الجوي الأمريكي، وهي مقاتلة من الجيل الخامس لطالما اعتبرت الأكثر تقدمًا من نوعها.
ومع ذلك، وعلى الرغم من قدراتها الهائلة، تتبع الولايات المتحدة سياسة صارمة وثابتة بعدم بيع F-22 لأي دولة أخرى، حتى لأقرب حلفائها.
هذا القرار، الذي تم إقراره في القانون، ليس مجرد سهو بسيط ولكنه استراتيجية مدروسة ومحسوبة تهدف إلى الحفاظ على التفوق التكنولوجي، والأمن القومي، والعقيدة العسكرية.
إن سياسة عدم تصدير مقاتلة F-22 رابتور هي حجر الزاوية في السياسة الخارجية الأمريكية، ووسيلة لحماية تفوقها العسكري ضد الخصوم المحتملين والحفاظ على هيمنتها في الحرب الجوية العالمية.
أحد أهم العوامل وراء حصرية F-22 هو حماية تكنولوجيتها المصنفة على أنها شديدة السرية.
إن F-22 ليست مجرد مقاتلة؛ بل هي نظام معقد من الابتكارات المتطورة والمترابطة. فقدراتها على التخفي، على سبيل المثال، هي سر يخضع لحراسة مشددة، حيث تعتمد على مزيج من المواد المتقدمة، وهندسة هيكل الطائرة الفريدة، والطلاءات المتخصصة للتهرب من كشف الرادار.
وبالمثل، تمنحها إلكترونيات الطيران، ودمج المستشعرات، ونظام رادار APG-77 القوي وعيًا غير مسبوق بالوضع يسمح لها بالاشتباك مع التهديدات من مسافات بعيدة.
إن تصدير F-22، حتى لحليف موثوق به، من شأنه أن يعرض هذه التكنولوجيا الحساسة لخطر الوقوع في الأيدي الخطأ. إن احتمال قيام الخصوم بهندسة عكسية لمكوناتها، أو تعرض التكنولوجيا للاختراق من خلال التجسس أو تسرب البيانات، هو خطر لم تكن حكومة الولايات المتحدة على استعداد لتحمله.
في عالم تعمل فيه دول مثل الصين وروسيا بنشاط على تطوير مقاتلاتها من الجيل الخامس، يعد الحفاظ على هذا التفوق التكنولوجي ضرورة استراتيجية.
شاهد أيضاً: كيف تتم مقارنة طائرتي "يوم القيامة" في العالم؟
علاوة على ذلك، يتم تعزيز سياسة عدم التصدير بالحواجز القانونية والسياسية. في عام 1998، أقر الكونجرس الأمريكي "تعديل أوبي"، وهو إجراء تشريعي حظر صراحة بيع F-22 لأي حكومة أجنبية.
كان هذا القانون ردًا مباشرًا على مخاوف المشرعين والمسؤولين العسكريين الذين اعتقدوا أن مشاركة قدرات رابتور من شأنه أن يقلل من التفوق العسكري الأمريكي. وفي حين جادل البعض بأن مثل هذا الحظر يقوض التحالفات وكان من الممكن أن يوفر قدرات تفوق جوي حاسمة لشركاء مثل اليابان أو أستراليا، فإن الموقف الرسمي ظل ثابتًا.
فقد تم تصميم F-22 منذ بدايتها لتكون أصولًا أمريكية فريدة، وأداة لضمان الهيمنة الجوية المطلقة في صراع رفيع المستوى. كان قرار جعلها غير قابلة للتصدير خيارًا استراتيجيًا لتعزيز عقيدة الحصرية هذه، بدلاً من إضعاف قوتها من خلال التوزيع على نطاق واسع.
أخيرًا، لعبت العوامل الاقتصادية والصناعية أيضًا دورًا حاسمًا في مصير F-22. كانت الطائرة باهظة التكلفة لتطويرها وإنتاجها. وتم إغلاق خط الإنتاج في نهاية المطاف في عام 2011 بعد تصنيع 187 وحدة فقط، وهو أقل بكثير من الخطة الأصلية لأكثر من 700 طائرة.
ستكون تكلفة إعادة تشغيل خط الإنتاج لتلبية طلب أجنبي باهظة للغاية، وهي عملية تقدر تكلفتها بمليارات الدولارات وتستغرق سنوات. وبحلول الوقت الذي أعرب فيه العديد من الحلفاء عن اهتمامهم بمقاتلة من الجيل الخامس، كان برنامج F-35 لايتنينج II قد بدأ بالفعل.
تم تصميم F-35 من الألف إلى الياء لتكون طائرة متعددة المهام أكثر مرونة وقابلة للتصدير، وقدمت خيارًا أكثر فعالية من حيث التكلفة وجدوى لوجستيًا للشركاء الدوليين.
في نهاية المطاف، فإن التكلفة الباهظة لمقاتلة F-22 وإغلاق خط إنتاجها جعل أي مبيعات تصدير محتملة غير مجدية، مما رسخ وضعها كأصل حصري يتم تشغيله محليًا.