بنتلي كونيننتال GTC V8 ممتعة بروح.. خضراء

  • تاريخ النشر: الإثنين، 08 يوليو 2013 آخر تحديث: الثلاثاء، 08 فبراير 2022
بنتلي كونيننتال GTC V8 ممتعة بروح.. خضراء

إذا كنت تريد الإنتقال برقي على متن سيارة تجمع بين التأدية الرياضية المتقدمة والترف المطلق وفي سيارة تلفت الأنظار مع التركيز على مراعاة البيئة، فـ كونتيننتال GTC V8 خيار لا بد من منه.

يوم تم الفصل بين رولس رويس وبنتلي البريطانيتين عام 1998 وتحديداً من قبل بي ام دبليو وفولكسفاكن الألمانيتين، إعتقد البعض أن مستقبل الشركتين البريطانيتين غامض وأن غيابهما عن ساحة صناعة السيارات باتت وشيكة ولكن المالكين الألمانيين قررا أن يضخا الأموال في شركتيهما البريطانيتين اللتين لم تتوقفا عن الإثبات بأنهما قادرتين على التألق من خلال سيارات متفوقة على كافة الأصعدة. وفي هذا السياق، إنطلقت بنتلي بدعم من مجموعة فولكسفاكن وبدأت بإعادة هيكلة نفسها وعملت على تصميم سيارة جديدة من فئة السيارات السياحية الكبرى قدمتها عام 2003 تحت تسمية كونتيننتال GT وزودتها بمحرك من 12 أسطوانة يتميز بتأدية رياضية متقدمة كانت بالإضافة الى إسم بنتلي العريق سبباً رئيسياً في تحقيق مبيعات جيدة عادت بنتلي لتعززها بفئتين من هذه السيارة إحداهما رباعية الأبواب والثانية مكشوفة. ومع حلول العام 2010، جددت بنتلي شباب كونتيننتال GT ولتعود بعد ذلك بعامين فتقدم فئة من هذه السيارة تخلت عن محرك الأسطوانات الـ 12 لصالح محرك تمت إستعارته من أودي (مجموعة فولكسفاكن تملك أودي أيضاً) يعتمد على مبدأ الأسطوانات الثماني بشكل V سعة 4,0 ليترات يعمل بالتعاون مع توربو مزدوج على توفير 500 حصان.

وهنا، تساءل الجميع عن السبب في توجه بنتلي الى المحركات الصغيرة، خصوصاً أن سيارات هذه الشركة تتميز بأسعارها العالية وبتوجهها الى المستهلك الغني الذي لا يهتم لحجم المحرك ولا لمستويات إستهلاكه وليبدو أن بنتلي أرادت في ظل التوجه الأوروبي ـ الأميركي الأعمى نحو السيارات الخضراء التي يفترض بها أن تلحق ضرراً طفيفاً بالبيئة، أن تؤكد للجميع أنها واحدة من شركات صناعة السيارات الرياضية الفاخرة التي تُعنى بشؤون بالبيئة وأن سيارتها هذه ليست إلا إثباتاً على أن سيارات بنتلي صديقة للبيئة، خصوصاً أنها لم تكتفي بإعتماد محرك بعدد أسطوانات أقل وحسب، بل زودت هذا المحرك بنظام لإيقاف نصف عدد أسطواناته عندما لا تتطلب القيادة أو الطريق إستخراج كامل طاقة المحرك ولتصبح كونتيننتال سيارة بنتلي الأولى التي تندفع بمحرك.. V4!

نظرياً، أعتقد أن خطة بنتلي هذه ذكية جداً. فهي لم تثبت للجميع أن بنتلي تهتم لأومور البيئة وحسب، بل يفترض بها أن تساهم في إستقطاب شريحة جديدة من المستهلكين اللذين قرروا الإبتعاد عن السيارات ذات الإستهلاك المرتفع وبالتالي الإصدارات العالية لأنهم يصنفون أنفسهم ضمن أولئك اللذين يريدون القيام بكل الخطوات الضرورية لحماية البيئة. أما بالنسبة لنا كمحبين للسيارات وللقيادة، هناك سؤال يتوجب طرحه والتأكد من جوابه وهو: هل سيوفر محرك الأسطوانات الثماني هذا متعة القيادة والتأدية الرياضية التي يتوقعها محبو سيارات بنتلي؟

للإجابة على هذا السؤال، كان لا بد لي من تجربة كونتيننتال، إلا أنني إخترت الفئة المكشوفة منها والتي تحمل تسمية GTC، خصوصاً أن السيارات المكشوفة توفر معلومات أدق لسائقيها كونها تمكنهم من التمتع بالهدير الرياضي وتسمح لهم بإختبار تماسك الهيكل مع بعضه البعض ناهيك عن أنها تشكل مقياساً لجهة عمليات العزل الصوتي وضجيج السير و..

وما أن إستلمت كونتيننتال GTC V8 وضغطت مفتاح تشغيل محركها حتى سمعت هديراً رياضياً مميزاً  يعود السبب فيه الى عادم رياضي توفره بنتلي ضمن لائحة التجهيزات الإضافية. وما أن يصل المحرك الى درجة حرارته التشغيلية حتى ينخفض الهدير الرياضي بشكل يتطلب سماعه من جديد أن يقوم المرء بالضغط على دواسة التسارع لرفع دوران المحرك الذي ينتج عنه هدير رياضي.

ومع صوت العوادم الرياضية، لم يكن بإمكاني إلا أن أستمر بالضغط على دواسة التسارع كلما سمحت لي ظروف الطريق بذلك وليتبين لي أن موسيقى العوادم تحافظ على عذوبتها لغاية وصول المحرك الى 3000 دورة في الدقيقة حيث يرتفع هذا الهدير رافعاً بالتالي وتيرة الحماس في نفس السائق. أما بعد تعدي حدود الـ 5000 دورة في الدقيقة، فيتحول الهدير الرياضي الى مرتفع جداً وهذا ما يؤدي بك كسائق لـ كونتيننتال GTC V8 الى خفض نسب علبة التروس للمحافظة على دوران مرتفع للمحرك وبالتالي على الهدير الرياضي المميز الناتج عن محرك تمت إستعارة قاعدته السفلية من الشريك أودي الذي يعتمد هذا المحرك لطرازي S7 وS8. ومع هذا المحرك الذي يتألف من صفين من الأسطوانات المتتالية، قررت بنتلي أن ترفع القوة من خلال الإعتماد على جهاز توربو مزدوج وجد لنفسه مكاناً بين صفي الأسطوانات ولينتج عن ذلك محرك مدمج الحجم يتميز بمركز ثقل وجاذبية منخفض ساهم فيه مشاعب سحب وعدم قصيرة لجهة طولها وعريضة لناحية قطرها.

ومع التخلي عن الأسطوانات الـ 12 لصالح 8 أسطوانات وعلى الرغم من أن محرك الأسطوانات الثماني يتمتع بطول يزيد عنه بمعدل 1,25 سم منه لطول محرك W12، فقد تمكن مهندسو بنتلي من خفض الوزن الإجمالي للمحرك بمعدل 24,94 كلغ، مما يعني أن خفض الوزن كان محصوراً بما يحمله المحور الأمامي للسيارة. وهذا ما سمح لمهندسي القواعد والشاسي بزيادة قساوة القضيب الأمامي المقاوم للإنحناء والغوص وتعديل هندسة جهاز مساعدة المقود ومعايير التعليق النشط.

وفي هذا الصدد، ألغت هذه التعديلات قسماً كبيراً من الميل نحو إنزلاق المقدمة الذي كانت الشقيقة كونتيننتال GT المزودة بمحرك W12 تعاني منه تحت تأثير التسارعات المفاجئة في المنعطفات. أما القسم الآخر من هذا الميل، فقد قضى عليه نظام الدفع الرباعي الذي نال بدوره عملية تطوير بات على أثرها ينقل 60 بالمئة من قوة الدفع بإتجاه عجلتي المحور الخلفي مقابل 40 بالمئة للأمام، في وقت كان توزيع قوة الدفع يتم مناصفة بين الأمام والخلف في الطرازات السابقة من كونتيننتال GT وGTC.

ويولد محرك كونتيننتال GTC V8 وبالتعاون مع التوربو المزدوج، قوة 500 حصان تتوفر عند 5000 دورة في الدقيقة وتترافق مع 660 نيوتن متر من عزم الدوران الذي يمكن إستخراجه إبتداءً من 1700 ولغاية 5000 دورة في الدقيقة والذي ينتقل شأنه للقوة الى العجلات الأربع من خلال علبة تروس أوتوماتيكية متتالية تعمل عبر 8 نسب أمامية متزامنة وتحمل توقيع الصانع الشهير ZF. ومع هذه المعطيات، يمكن لـ كونتيننتال GTC V8 أن تتسارع من حالة الوقوف التام الى سرعة 100 كلم/س في 5 ثواني ترتفع الى 11,4 ثانية في حال كان التسارع الى 160 كلم/س ولتصل بعدها الى سرعتها القصوى البالغة 301 كلم/س.

ومع هذه السيارة، تقول بنتلي أنها تهدف الى خفض مستويات الإستهلاك بمعدل 40 بالمئة مقارنة بإستهلاك محرك الأسطوانات الـ 12. ومن هنا، زودت محرك V8 بجهاز لإيقاف نصف أسطواناته عن العمل. وعند تفعيل هذا النظام (يتم ذلك أوتوماتيكياً)، تستمر مكابس الأسطوانات الأربع المتوقفة عن العمل بالتحرك لأن التحكم بها يتم من خلال عمود الكامة السفلي ولكن قبل إغلاق الصمامات العلوية، يتم ضخ الهواء الى غرف الإحتراق التي تعلو الأسطوانات التي يفترض بها أن تكون غير فعالة ولكن من دون ضخ وقود ومن دون شرارة إشعال. وهنا يعمل ضخ الهواء لوحده على خفض ضغط الأسطوانات التي يكون عملها حينها مشابهاً لعمل النوابض الهوائية، الأمر الذي يخفض الطاقة المطلوبة لتشغيل المكابس وهذا ما يرفع بالتالي من فعالية وكفاءة عمل المحرك، خصوصاً أن مستويات ضياع الضغط في داخل المحرك تتدنى كثيراً فيما يقابلها ضغط للتوربو المزدوج يصل الى 33 psi.

ومع هذه المعطيات، كانت القيادة على مجموعة مختلفة من الطرقات راوحت بين السريعة والفرعية التي شكلت إثباتاً قاطعاً على مدى التوازن الذي تتمتع به كونتيننتال GTC V8 سواء كان ذلك في الخطوط المستقيمة على الطرقات السريعة أو عند الإنتقال الى الطرقات الفرعية المليئة بالمنعطفات السريعة. وعلى هذه الطرقات، كان تبديل نسب علبة التروس يتم بنعومة عالية وبسرعة في حالتي التبديل الأوتوماتيكي واليدوي، في وقت كان هدير العادم الرياضي يصدر وكأنه مقطوعة موسيقية مميزة، مما دعاني الى التفكير بأن بنتلي التي طالما توجهت سياراتها الى كبار السن، وفرت من خلال كونتيننتال GTC V8 هذه سيارة تتوجه الى جيل أكثر شباباً.

وخلال التجربة، كان المحرك ينتقل بين العمل عبر 8 أسطوانات و4 أسطوانات ومن دون أن أشعر بذلك وهذا ما أدي بي الى مراقبة مستويات الإستهلاك التي راوحت بين 55 ليتر لكل 100 كلم في حالات القيادة الهجومية والتسارعات المفاجئة وبين 11 ليتر لكل 100 كلم عند القيادة على الطرقات السريعة على سرعات تراوح في حدود 120 كلم/س بالإعتماد على النسبة الثامنة من علبة التروس التي يتدنى معها دوران المحرك الى حوالي 1900 دورة في الدقيقة. وهنا، لم تكتفي بنتلي بخفض الإستهلاك، بل عملت أيضاً على تزويد هذا المحرك بجهاز بخاخ مباشر يوفر إحتراقاً مثالياً للوقود وبمولد كهرباء تمت برمجته لشحن بطارية السيارة خلال تباطؤ السرعة. وهنا، تتوجب الإشارة الى أن مقصورة GTC V8 كانت هادئة خلال مختلف ظروف القيادة ذلك أن قسم الإنسيابية صممها بحيث كان تلاعب الهواء في داخلها متدنياً وهذا ما ساهم في زيادة هدوئها ومنع قسماً كبيراً من ضجيج الهواء والإطارات من الوصول اليها. أما عند إعادة السقف الى مكانه، فتتحول المقصورة الى مكان معزول بشكل شبه كلي عن العالم الخارجي ذلك أن السقف القماشي مؤلف من عدة طبقات عازلة للصوت والحرارة كما أن نقاط إلتقائه مع الهيكل والمساحات الزجاجية مغلقة بإحكام يساهم بدوره في جعل من يتواجد داخل السيارة يشعر وكأنه في سيارة ذات سقف معدني.

من الخارج ولتمييز كونتيننتال GTC V8 عن شقيقتها المزودة بمحرك W12، إستبدلت بنتلي شعاراتها ذات الخلفية السوداء والموجودة على الواجهتين الأمامية والخلفية وفي منتصف العجلات المعدنية التي يبلغ قطرها 20  إنشاً (تتوفر إخيارياً بقياس 21 إنش)، بشعارات مماثلة ولكن ذات خلفية حمراء. كذلك تنفرد V8 بشبك أمامي أسود اللون يعلو صادماً أمامياً يحتوي على ثلاث فتحات تهوئة يقابلها مخرجي عادم خلفيين أخذ كل منهما لنفسه شكل الرقم 8 ولكن بوضعية أفقية، في وقت تعتمد V8 على عجلات معدنية حصرية لا تتوفر للشقيقة ذات المحرك الأكبر.

أخيراً، يمكنني شخصياً القول أن كونتيننتال GTC V8 أفضل من شقيقتها التي تندفع بمحرك W12. فهي أكثر توازناً وتملك من القدرات ما يمكنها من جعلك تنغمس في عملية قيادتها. وبمعنى آخر، كنت أشعر كلما قدت أي من سيارات بنتلي أنني كبير في السن ولكن مع GTC V8، إختفى جزء كبير من هذا الشعور ذلك أن هذه السيارة قادرة على تحويلك الى جزء أساسي من عملية قيادتها. أما بالنسبة لي وفي حال كان عليّ أن أختار بين محركي V8 وW12 وعلى الرغم من أن هذا الأخير تتحلى بقوة أعلى بـ 75 حصان وبعزم يزيد بنسبة 40,7 نيوتن متر وبتسارع يقل بمعدل 0,6 ثانية وبسرعة قصوى تزيد بـ 13 كلم/س، إلا أن كونتيننتال GTC V8 هي التي أود أن أتواجد خلف مقودها.

«زُود المحرك بنظام لإيقاف نصف عدد أسطواناته عندما لا تتطلب القيادة أو الطريق إستخراج كامل طاقة المحرك ولتصبح كونتيننتال هذه سيارة بنتلي الأولى التي تندفع بمحرك.. V4»

«مع صوت العوادم الرياضية، ستستمر بالضغط على دواسة التسارع كلما سمحت لك ظروف الطريق بذلك وستتأكد أن الموسيقى التي تصدرها العوادم عذبة وممتعة»

«تتسارع كونتيننتال GTC V8 الى سرعة 100 كلم/س في 5 ثواني ترتفع الى 11,4 ثانية في حال كان التسارع الى 160 كلم/س وتصل بعدها الى سرعتها القصوى البالغة 301 كلم/س»

«ينتقل المحرك بين العمل عبر 8 و4 أسطوانات من دون أن تشعر بذلك مخفضاً الإستهلاك، خصوصاً دوران المحرك عند 120 كلم/س يراوح في حدود 1900 دورة في الدقيقة»

المواصفات

بنتلي كونتيننتال GTC V8

الأرقام

4,0 ليتر ـ 8 أسطوانة بشكل V ـ، دفع رباعي

500 حصان عند 6000 دورة في الدقيقة

660 نيوتن متر عند 1700 دورة في الدقيقة

من صفر الى 100 كلم/س: 4,7 ثانية

السرعة القصوى: 301 كلم/س، الوزن: 2900 كلغ

الإستهلاك: 10,9 ليتر لكل 100 كلم

الطول: 480,6 سم، العرض: 194,4 سم، الإرتفاع: 140,3 سم