تبدل جذري نحو الأفضل

  • تاريخ النشر: الإثنين، 08 يوليو 2013 آخر تحديث: الثلاثاء، 08 فبراير 2022
تبدل جذري نحو الأفضل

بعد تجربته لـ هيونداي سانتا فيه الجديدة في سلطنة عمان، بدّل حسان بشور نظرته كلياً الى هذه السيارة التي تحولت من عادية الى متفوقة وعلى كافة الأصعدة.. تقريباً

منذ أن إنطلق الكوريون في عالم صناعة السيارات وهم يحملون لواء السيارات الرخيصة الثمن التي تعتمد على كميات وكميات لا تنتهي من المواد العادية إن لم نقل الزهيدة النوعية وهذا ما مكنهم من إحتلال حصة لا يستهان بها من الأسواق، خصوصاً في ظل تواجد أعداد هائلة من المستهلكين اللذين لا يكترثون للتقنيات الحديثة أو للتصميم المميز أو للتأدية الكفيلة بتحقيق الإكتفاء أو حتى للنوعية الجيدة كونهم يرغبون بسيارات قادرة على نقلهم من مكان الى آخر من التعرض للأعطال وشرط أن تكون أسعار هذه السيارات متدنية ومنافسة ولا تتطلب توفير ميزانيات كبيرة.

وعلى الرغم من أن هذا الطابع لم يشكل أي عقبة أمام الكوريين وتحديداً العملاق الكوري، هيونداي، إلا أن هذا الأخير أدرك أنه سيتوجب عليه أن يرتقي الى مصاف السيارات الجيدة إن لم نقل الممتازة كي يتمكن من بناء الأسس القوية التي تؤمن له إستمراريته في عالم صناعة السيارات. ومع هذا المنطق، بدأت هيونداي مخططها الذي نتج عنه إطلاق لعدد من السيارات منها أكسنت وإيلانترا وسوناتا وأزيرا وفيلوستر وتوسان وصولاً الى سانتا فيه التي كان لنا معها لقاء في سلطنة عمان خلال إطلاقها الشرق أوسطي.

الحقيقة، يتوجب عليّ أن أقول أنني لم أكن يوماً أنصح من يريد شراء كروس أوفر متوسطة بالإقتراب من السيارات الكورية. وهنا لا يعود السبب الى أن هذه السيارات ليست جيدة، بل على العكس، فهي تتحلى بأسعار منافسة وتوفر ما صنعت من أجله. أما أنا، فلأنني من محبي السيارات، فأعتبر نفسي متطلباً وأركز على الكثير من الأشياء التي لا يراها المستهلك العادي ولا تخطر بباله. ولكن مع سانتا فيه الجديدة، لم يكن بإمكاني إلا أن أبدل نظرتي الى هذه السيارة التي تبدلت بشكل جذري وعلى كافة الصعد وبحيث تحولت من سيارة رياضية متعددة الإستعمال عادية الى واحدة تنفرد بعدد كبير من النقاط الإيجابية.

فمن الخارج وبعد أن كانت سانتا فيه تتميز بتصميم خارجي ممل جداً، قرر قسم التصميم لدى هيونداي أنه يتوجب على الجيل الجديد من هذه السيارة أن يسير في ركب النهج التصميمي لمدرسة هيونداي الجديدة وهذا بالفعل ما قام به قسم التصميم الذي تمكن من الخروج بسيارة أقل ما يمكن أن يقال فيها هو أنها جميلة. فهي تبدو وكأنها عبارة عن طراز فيلوستر العصري ولكن بعد أن تم إرساله الى النادي الرياضي وإعطائه بعض حقن الهورمونات التي أدت الى تضخمه وبروز عضلاته ولكن بشكل غير مبالغ وهذا ما وفر لـ سانتا فيه الجديدة حضوراً مميزاً على الطريق.

ففي الأمام، تعتمد سانتا فيه الجديدة على واجهة أمامية تطغى عليها مصابيح أمامية كبيرة الحجم تتداخل في الرفاريف الجانبية موفرة مع غطاء المحرك واجهة متعددة المستويات تم إستغلال جانبيها الخارجيين المنخفضين على الصعيد الإنسيابي بحيث يقوم هذان الجانبان عند إرتفاع السرعة بخلق قوى دفع سفلية تساعد في زيادة ثبات الجزء الأمامي مع الطريق وتساهم في الوقت نفسه بتسهيل إختراق سانتا فيه للهواء. ويستمر هذا الأمر في جوانب السيارة من خلال خط وسط نافر نسبياً يعمل بدوره على زيادة التماسك على السرعات العالية. وهنا لا يمكن إغفال تصميم هذه السيارة الخارجي الذي لا يخدم أهدافاً إنسيابية وحسب، بل يراعي الناحية الجمالية، خصوصاً أن التناسب بين الأسطح المعدنية والمساحات الزجاجية مميز ومريح للعين. ومن ناحية أخرى، قررت هيونداي أن تركز على المعالم التصميمية التي تميز سياراتها عموماً والتي تنفرد بها سياراتها الرياضية المتعددة الإستعمال والتي بدت جلية من خلال التقوسات البسيطة التي طاولت الأجزاء السفلية من المصابيح الأمامية والخلفية، تصميم إطارات المساحات الزجاجية الجانبية وبالأخص في القسم الخلفي منها، الواجهة الشبكية الكبيرة التي نالت في حالة سانتا فيه تلبيساً كرومياً لتعزيز روح الترف والكثير غيرها من معالم هيونداي الجديدة.

ولبناء سيارتها هذه، قررت هيونداي أن تعتمد على قاعدة الجيل الثاني من سانتا فيه التي يبلغ طولها 270 سم ولكن بعد أن أخضعتها لبعض التعديلات التي هدفت الى زيادة صلابتها وقدراتها الإلتوائية ولينعكس ذلك على شكل مزيد من الثبات والتماسك. ومع هذه القاعدة، إزداد طول سانتا فيه الجديدة وإنخفض عرضها بمعدل عدة سنتمترات ولتتحلى بالتالي بـ 469 و188,8 و168 سم لكل من طولها وعرضها وإرتفاعها على التوالي وهذا ما مكنها وبمساعدة عملية توضيب مكونات السيارة الذكية على متن القاعدة من التحلي بمساحات داخلية كريمة مقارنة بحجم السيارة الخارجي.

ففي الأمام، هناك متسع من المكان لراكبين من أصحاب القامات الطويلة والأجسام الممتلئة، في وقت يمكن للمقعد الخلفي أن يستوعب راكبين كبيري الحجم براحة قصوى يمكن لعددهما أن يرتفع الى ثلاثة ولكن مستويات الراحة حينها ستنخفض قليلاً ولكن من دون التسوية على صعيد راحة الجلوس والإنتقال، ذلك أن هيونداي ركزت على إستعمال رغوات مطاطية تمت تجربتها للتأكد من قدرتها على المساهمة في توفير راحة جلوس لمدة طويلة. أما صندوق الأمتعة، فيتحلى بحجم تحميل ممتاز يصل الى 969 ليتراً يمكن زيادتها الى 2247 ليتراً في حال طي المقعد الخلفي كلياً.

وفي الداخل، لا يمكن للمرء إلا أن يتوقف عند مستوى الجودة سواء كانت لجهة المواد المعتمدة في المقصورة أو لناحية الجودة التصنيعية التي ذهبت بها هيونداي الى بعد جديد لم يسبق لنا رؤيته في سيارات هذه الشركة. ويمكن ملاحظة الجودة من خلال لمس المقاعد وبطانات الأبواب ولوحة القيادة التي تم تغليق أقسامها السفلية بمواد بلاستيكية راقية قابلها في الأقسام العلوية جلود مطاطية ترفع الإحساس بالترف الذي عززته هيونداي من خلال تصميم داخلي عصري طاول كل ما في المقصورة من مكونات.

ويصل التصميم العصري الى لوحة القيادة التي يبرز فيها تجويق للعدادات يعتمد على عدادين منفصلين للسرعة ولدوران المحرك يحتوي كل منهما علي عداد دائري وسطي صغير الحجم يوفر عدداً من المعلومات. وبين العدادين الكبيرين، وضعت هيونداي لوحة رقمية توفر مجموعة من المعلومات الحيوية التي تمكن السائق من معرفة معظم المعلومات التي تتعلق بحالة سيارته. والى جانب هذا التجويف الذي يتميز بإنارة ليلية زرقاء للعدادات وبيضاء للأرقام والخلفيات، يتألق الكونسول الوسطي الذي نال قسمه العلوي فتحتين عموديتين ملتويتين لإخراج هواء المكيف يتوسطهما شاشة ملونة لعرض معلومات وخرائط جهاز الملاحة بالإضافة الى معايير عمل النظام الموسيقي الذي يتميز بنقاوة صوتية لافتة. وفي أسفل الشاشة التي تتميز بنقاوة صورتها، جمعت هيونداي مفاتيح تشغيل النظام الموسيقي ومكيف الهواء والتي قد يتطلب التأقلم مع وظيفة كل منها بعض الوقت. أما القسم السفلي من الكونسول الوسطي، فيضم مقابس لولاعة السجائر ولشاحن الهاتف الخليوي بالإضافة الى قابس USB يمكن معه ربط قارئ الملفات الموسيقية الرقمية الى نظام السيارة الموسيقي.

وفي سياق الكلام عن المقصورة، لا بد من الإشارة الى أن تجربة سانتا فيه الجديدة تمت على طرقات معبدة مع جزء بسيط تم على طرقات حصوية وترابية كانت خلالها مقصورة سانتا فيه هادئة ومعزولة بشكل جيد عن المحيط الخارجي سواء كان ذلك لجهة الضجيج الخارجي أو لناحية وصول إرتجاجات الطريق الى الداخل، في وقت كان مكيف الهواء يوفر مستويات تبريد ممتازة في ظل حرارة خارجية راوحت خلال فترة الظهيرة في حدود 40 درجة مئوية.

ولسيارتها هذه، قررت هيونداي الشرق الأوسط أن توفر خياراً بين ثلاثة محركات يتألف الأول منها والعامل بالديزل من 4 أسطوانات بسعة 2,2 ليتر قادر على توفير قوة 197 حصاناً تترافق مع 421 نيوتن متر من عزم الدوران. أما المحرك الثاني، فيعمل بالبنزين وينتمي الي عائلة محركات الأسطوانات الأربع المتتالية بسعة 2,4 ليتر يمكن للمستهلك أن يحصل معه على 176 حصاناً مع 227 نيوتن متر من عزم الدوران.

تجربتنا لـ سانتا فيه إنحصرت بالفئة المزودة بمحرك القمة الذي يعتمد تقنية V6 بسعة 3,3 ليتر ينتج عن إحتراق الوقود في داخله قوة 270 حصاناً يمكن إستخراجها مع عزم دوران أقصى يصل الى 318 نيوتن متر. ويعمل هذا المحرك بالتناغم مع علبة تروس أوتوماتيكية سداسية النسب يمكن التحكم بتبديلها للنسب بطريقة يدوية من خلال مقبض علبة التروس التي تعمل على نقل قوة الدفع الى العجلات الأربع بشكل مستمر. وخلال تجربة سانتا فيه هذه السريعة، بدت قيادة السيارة ممتعة في كافة ظروف القيادة. فالمحرك كان قادراً على توفير تأدية جيدة، في وقت كانت علبة التروس تبدل نسبها بطريقة ناعمة وبشكل قد لا يلاحظه السائق العادي. أما التماسك، فهو جيد ولكن جهاز التعليق مزود بمعايير تركز على الراحة، مما يعني بعض التمايلات التي كان الهيكل يخضع لها في المنعطفات. وعلى الرغم من أننا كنا نفضل أن تكون معايير التعليق أقسى مما هي عليه، إلا أنه لا يمكننا أن ننسى أن هذه السيارة موجهة للإستعمالات العائلية مما يلزم هيونداي بتوفيرها مع تعليق يشدد علي توفير الراحة وذلك مع العلم أن هيونداي توفر في الأسواق الأميركية فئة رياضية من هذه السيارة تندفع عبر محرك بسعة ليترين مع توربو وتعليق رياضي.

بإختصار، يمكن القول أن هيونداي سجلت مع سانتا فيه الجديدة قفزة نوعية لجهة الجودة والتجهيزات وقدمت سيارة لا بد لكل من يبحث عن SUV من هذا القطاع من أن يتوقف عندها لأنها تملك من المقومات ما يمكنها من الدخول في المنافسة الفعلية مع سيارات فئتها، خصوصاً أنها تتحلى بتصميم جميل ومقصورة رحبة وعملانية وذات جودة عالية مع تأدية جيدة وإستهلاك معتدل.

ويبقى أخيراً أن نشير أن هيونداي ستوفر فئة بقاعدة عجلات أطول من سيارتها هذه سيتم تزويدها بسبعة مقاعد وسيبدأ بيعها خلال العام 2013 حيث يفترض بها أن تأخذ مكان الشقيقة الأكبر فيراكروز. أما سانتا فيه موضوع التجربة والتي باتت تتوفر حالياً في الأسواق، فسيتم بيعها بسعر يبدأ بـ 24300 دولار أميركي للفئة المزودة بمحرك 2,4 ليتر وإندفاع ثنائي وصولاً الى 33500 دولار أميركي للفئة المزودة بمحرك 3,3 ليتر مع دفع رباعي.

«أدركت هيونداي أنه سيتوجب عليها أن ترتقي الى مصاف السيارات الجيدة إن لم نقل الممتازة كي تتمكن من بناء الأسس القوية التي تؤمن لها إستمراريتها في عالم صناعة السيارات»

«سجلت هيونداي مع

سانتا فيه الجديدة قفزة نوعية لجهة الجودة والتجهيزات وقدمت سيارة لا بد لكل من يبحث عن SUV من هذا القطاع من أن يتوقف عندها»

«على الرغم من حجمها المدمج، إلا أن عملية توضيب مكونات السيارة بطريقة ذكية على متن القاعدة مكنها من التحلي بمساحات داخلية كريمة مقارنة بحجم السيارة الخارجي»

«تبدو وكأنها عبارة عن طراز فيلوستر العصري ولكن بعد أن تم إرساله الى النادي الرياضي وإعطائه بعض حقن الهورمونات التي أدت الى تضخمه وبروز عضلاته ولكن بشكل غير مبالغ»

المواصفات

هيونداي سانتا فيه

الأرقام

2,4 ليت ـ، 4 أسطوانات متتالية ـ دفع أمامي

176 حصان ـ 227 نيوتن مترة

من صفر الى 100 كلم/س: 4,7 ثانية

السرعة القصوى: 190 كلم/س، الوزن: 1738 كلغ

3,3 ليتر ـ 6 أسطوانات بشكل V ـ دفع رباعي

270 حصان ـ 318 نيوتن مترة

من صفر الى 100 كلم/س: 4,0 ثانية

السرعة القصوى: 190 كلم/س، الوزن: 1808 كلغ

الطول: 469 سم، العرض: 188 سم، الإرتفاع: 168 سم

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار عالم السيارات