تـبـدل جذري نحو الأفضل

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 03 يوليو 2013 آخر تحديث: الثلاثاء، 08 فبراير 2022
تـبـدل جذري نحو الأفضل

يختلف جيب غراند شيروكي SRT8 الجديد كلياً عن الجيل الأسبق. فهو أكثر ترفاً وتطوراً وكفاءةً والأهم من ذلك أنه بات من سيارات فئته القلائل اللواتي يعشقن الطرقات.. المعبدة

مما لا شك فيه أن طراز العام 2011 من جيب غراند شيروكي ساهم بشكل كبير في مسيرة التجديد أو بالأحرى مسيرة إعادة الإحياء التي طاولت مجموعة كرايسلر التي قامت خلال السنتين الأخيرتين بتجديد أسطولها من السيارات ومنها سيارات جيب وتحديداً غراند شيروكي SRT8 الذي ما أن وصل الى منطقة الشرق الأوسط حتى وضعنا أيدينا عليه وأخضعناه لتجربة إمتدت لأربعة أيام كانت خلالها غراند شيروكي SRT8 متعة للقيادة بمختلف أنواعها. ويعود السبب بهذه المتعة وبالدرجة الأولى الى قاعدة هذه السيارة التي تحمل في كواليس مجموعة كرايسلر، تسمية WK2 والتي بدأ تطويرها منذ فترة. وتتميز هذه القاعدة التي تعتمدها مرسيدس أيضاً للجيل الجديد من سيارتها ML، بالتحسن الهائل الذي طاول صلابتها الإلتوائية والذي بلغ 146 بالمئة مقارنةً بقاعدة الجيل الأسبق وبمقصورة محركها الأمامية التي بات اليوم يشغلها محرك V8 إرتفعت سعته الى 6,4 ليتر ولترتفع بالتالي قوته الى 470 حصاناً يسيطر عليها علبة تروس بعتلات تبديل خلف المقود، جهاز مكابح يحمل توقيع برمبو، جهاز للتحكم بقساوة التعليق (أوتوماتيكي ورياضي) ونظام يمكن معه جر مقطورات بأوزان تصل الى 2268 كلغ.

ولكن قبل الإستمرار بما يميز هذه السيارة، لا بد من الإشارة الى أنها وعلى الرغم من روحها الرياضية البحتة وتجهيزات التأدية التي تتسم بها، إلا أنها وبالمقارنة مع الجيل مع الجيل الأسبق، تتمتع بإنقيادية يمكن القول أنها تحسنت مئات المرات. فالجيل الأسبق كان مزوداً بتعليق قاس لا يمكن تعديل معاييره، الأمر الذي يحول الرحلة على متنه الى مزعجة جداً. أما مع الجيل الجديد، فقد إعتمدت جيب في البداية على قاعدة WK2 المطورة وزودتها بنظام يمكن معه إعتماد برنامجي تعليق يحمل الأول منهما تسمية Auto ويوفر نبضاً يمكن معه لركاب غراند شيروكي SRT8 أن ينتقلوا على متنه لمسافات طويلة في جو من الراحة شبه الكلية. أما البرنامج الثاني، فيحمل تسمية Sport وتتحول معه هذه السيارة الى واحدة يمكن قيادتها بطريقة رياضية جداً سواء كان ذلك على الحلبات المخصصة للسباقات أو على الطرقات الملتوية حيث يظهر غراند شيروكي SRT8 مستويات تماسك مفاجئة جداً لا يمكن للسائق العادي أن يتوقعها.

وفي سياق الكلام عن الحلبات، تتوجب الإشارة الى أن جيب لم تشتهر يوماً بسياراتها القادرة على بلوغ سرعات عالية جداً، ذلك أن تركيزها الأساسي ينصب على ما يمكن لمركباتها أن تقوم به بعد الإبتعاد عن الطرقات المعبدة. وهنا لا تكتفي هذه السيارة بقدرتها على الوصول الى سرعة تزيد عن 250 كلم/س وحسب، بل تتألق بعامل لم يكن من مميزاتها في السابق. فهي من السيارات التي تعشق الطرقات المعبدة ذلك أنها تتحلى بتأدية رياضية متقدمة معززة بمستويات ثبات متفوقة ولدرجة تؤدي بك الى إغفال فكرة الذهاب بها الى المناطق الوعرة.

ويعود السبب الرئيسي بهذه التأدية الرياضية المتقدمة الى محرك هيمي الذي ينتمي الى نادي محركات الأسطوانات الثماني على شكل V والذي رفع فرع SRT التابع لـ كرايسلر سعته من 6,1 الى 6,4 ليتر ولترتفع قوته من 420 الى 470 حصاناً يمكن إستخراجها كاملة عند 6000 دورة في الدقيقة وذلك بالتناغم مع 630 نيوتن متر عن عزم الدوران الذي يتوفر عند مستوى 4300 دورة في الدقيقة. ومع هذه الأرقام يمكن لـ غراند شيروكي SRT8 أن يتسارع من حالة الوقوف التام الى 100 كلم/س في 4,8 ثانية وليصل بعدها الى سرعته القصوى البالغة 258 كلم/س. وهنا يتوجب الإبقاء على دوران يزيد عن 3000 دورة في الدقيقة لإستخراج كامل القوى والتمتع بالتأدية، مع العلم أن الإبقاء على هذا المستوى من دوران المحرك أمر سهل للغاية بفضل علبة التروس التي إعتمدتها جيب لسيارتها هذه والتي تتألف من خمس نسب أمامية متزامنة. وعند السؤال عن السبب بعدم توفر علبة التروس الجديدة ذات النسب الثماني لـ غراند شيروكي SRT8، جاءنا الجواب بأن هذه علبة النسب الخمس مدروسة لتحمل قوى المحرك الجديد ووزن السيارة البالغ حوالي 2350 كلغ، في وقت لا تزال علبة النسب الثماني بحاجة الى مزيد من التطوير قبل أن يتم إعتمادها في غراند شيروكي SRT8.

وفي مواجهة علبة التروس الخماسية النسب، كان لا بد من التساؤل عن الإستهلاك، خصوصاً أن زيادة عدد النسب يؤدي الى تدني مستويات دوران المحرك وبالتالي إنخفاض إستهلاكه. أما جيب، فقد أوجدت الحل من خلال نظام إيقاف نصف عدد أسطوانات المحرك عندما لا تستدعي الحاجة إستخراج كامل طاقات المحرك. ومع هذا النظام، يتم إيقاف 4 أسطوانات وليعمل المحرك وكأنه محرك V4 وبشكل لن يتمكن السائق العادي من معرفته إلا من خلال مصباح ECO الموجود في تجويف العدادات. أما السائق المحترف، فسيلاحظ عند عمل المحرك بأربع من أسطواناته أن هدير المحرك سيتبدل وكأنه مزود بمضخم للصوت تم إعتماد معيار عال فيه للترددات المنخفضة (Bass). ومع هذا النظام وفي حالات القيادة المنوعة، يسجل غراند شيروكي SRT8 إستهلاكاً يراوح بين 13,1 و20 ليتر لكل 100 كلم.

وعلى الرغم من تأديتها المتقدمة، إلا أن غراند شيروكي SRT8 تشعرك أنها أبطأ من الجيل الأسبق مع العلم أنها ليست كذلك. وهنا يكفي وكما ذكرنا آنفاً، أن لا تدع دوران المحرك يتدنى عن 3000 دورة في الدقيقة لتشعر بالقدرات التي تخفيها هذه السيارة الكبيرة والمعزز بهدير رياضي يبعث الحماس في النفوس.

ومن ناحية أخرى، تنتقل قوى منظومة دفع هذه السيارة الى العجلات الأربع بشكل مستمر من خلال علبة التروس التي يمكن التحكم بنقل نسبها الخمس عبر عتلات مثبتة خلف المقود وبالتعاون مع علبة تحويل من طراز سيلكت تراك التي يمكنها توزيع قوة الدفع مناصفة بين العجلات الأمامية والخلفية في حال إعتماد معيار القيادة على الثلج (Snow) وبنسبة 35 بالمئة للأمام و65 بالمئة للخلف في حال إعتماد معايير Auto أو Sport أو Track. وهنا يمكن لـ 100 بالمئة من قوة الدفع أن تصل الى إطار خلفي واحد في حال فقدت الإطارات الثلاثة الباقية تماسكها مع الطريق. ومن ناحية أخرى، جرى تطوير نظام برامج القيادة الذي يتحكم أيضاً بمستويات التماسك ونبض التعليق ونقاط تبديل علبة التروس وتوزيع العزم وطريقة عمل الترس التفاضلي الخلفي.

وعلى صعيد آخر، تم تحميل الأوزان غير المنبوضة على تعليق أمامي يعتمد على الأذرع الطويلة والقصيرة التي يقابلها في الخلف تعليق متعدد الوصلات. وهنا عزز فرع SRT هذا التعليق بماصات صدمات نشطة من بيلشتاين مع نوابض معدنية حلزونية وقضبان مقاومة للإنحناء والغوص. وعند إعتماد القيادة الهجومية، لا يمكن لسائق غراند شيروكي SRT8 إلا أن يقدر قيمة هذا التعليق والقاعدة التي تحمله كونهما يساهمان في توفير مستويات ثبات متقدمة جداً لسيارة بهذا الوزن يصل إرتفاعها الى 175,6 سم، الأمر الذي يدفع السائق الى رفع وتيرة قيادته في محاولة لإكتشاف الحدود القصوى لسيارته وهذا أمر لا يحصل كثيراً في هذه الفئة من السيارات، خصوصاً في ظل تحلي هذه السيارة بجهاز مكابح من برمبو بمكابس سداسية مع أسطوانات قرصية بقطر 15 إنش في الأمام و13,7 إنش في الخلف يتميز بقدرة إيقاف ممتازة يمكن الإحساس بها عند الوصول الى أي منعطف بسرعة تزيد عن حدود المنطق.

وفي سياق الحديث عن المنعطفات، لا بد من الإشارة الى أن مقود غراند شيروكي SRT8 يتميز ببعض القساوة وهذا أمر إنتقده البعض، إلا أنه بالنسبة لنا جيد عند القيادة الرياضية إذ يساهم في زيادة ثقة السائق بالسيارة ويوفر له إحساساً بأن إنغماسه في عملية التوجيه هو أمر حيوي. أما الناحية السلبية في هذه القساوة، فتظهر عند ركن غراند شيروكي SRT8 أو عند المناورة على متنه في الأماكن الضيقة. وفي هذه الحالات التي تشمل القيادة اليومية، يمكن القول أن هذه السيارة صالحة مئة بالمئة إذ يكفي أن يعتمد سائقها على معيار Auto لتتحول غراند شيروكي SRT8 الى سيارة رياضية متعددة الإستعمال قياسية يمكنها نقل العائلة وعدد كبير من الأمتعة براحة تامة ولمسافات طويلة. ويعود السبب في هذه الراحة الى معايير التعليق وهندسة بناء السيارة التي تركز على الراحة والترف والعملانية.

ومع أن غراند شيروكي SRT8 رياضية جداً إلا أنها ليست واحدة من تلك السيارات التي سينتقل مالكوها بها الى الحلبات في عطلات نهاية الأسبوع وهذا هو السبب الرئيسي الذي أدى بـ جيب الى تعزيز عوامل الراحة والترف فيها. ففي البداية، تعتمد هذه السيارة على مقصورة ركاب يمكنها إستيعاب خمسة بالغين براحة تامة مردها مساحات داخلية أكثر من كريمة ومقاعد مدروسة لتوفير مستويات متقدمة من الراحة ولأوقات طويلة. ولتمييز مقصورة هذه السيارة عن مقصورات شقيقاتها، تم تزويدها بمقاعد أمامية رياضية ذات حواف نافرة لتثبيت الأجسام في المنعطفات كما تم تلبيس هذه المقاعد بجلود فاخرة مع مقاطع كبيرة من جلود السويد بالإضافة الى مقود ذو إطار سميك ولوحة قيادة مبطنة بالجلد ذو القطب البارزة، في وقت جرى تلبيس قسم من لوحة القيادة وبطانات الأبواب بمقاطع من الألياف الفحمية الحقيقية. كذلك زودت غراند شيروكي SRT8 بنظام موسيقي متطور يتميز بنقاوته الصوتية وبجهاز للتحكم النشط بالسرعة وبباب خلفي كهربائي لمقصورة الأمتعة التي يمكن زيادة حجمها بعد طي المقعد الخلفي كلياً.

أما من الخارج، فتنفرد غراند شيروكي SRT8 بمظهر رياضي يبرز في الأمام حيث نالت المقدمة غطاء محرك نافر تم تزويده بفتحات إضافية لتعزيز مستويات تبريد مقصورة المحرك، فتحات هجومية في الصادم الأمامي، مصابيح نهارية تعمل بتقنية LED، عاكس هواء أمامي سفلي بتصميم رياضي هجومي ومعاصر يمتد في الجوانب على شكل تنانير جانبية تعمل بالتعاون مع تصاميم سفلية غير مرئية على التحكم بطريقة تدفق الهواء حول وتحت السيارة بهدف زيادة قوى الدفع السفلية على السرعات العالية. وترتفع قوى الدفع السفلية في الخلف أيضاً من خلال عاكس الهواء الخلفي الذي أخذ لنفسه مكاناً فوق الزجاج الخلفي الذي يعلو الواجهة الخلفية المزودة بناشر للهواء يلعب دوره الإنسيابي والجمالي، خصوصاً أنه يحتوي على مخارج العادم الرياضية التي يبلغ قطرها 4 إنشات.

أخيراً وعلى الرغم من أن غراند شيروكي SRT8 معد لمنافسة سيارات عريقة في ميدان الـ SUV الرياضية التأدية شأن بي ام دبليو X5 M وبورشه كايين توربو ومرسيدس ML 63 AMG، إلا أنه يتفوق على المنافسة لجهة السعر الذي نعتقد أنه يتوجب على وكلاء كرايسلر أن يدعموه بعروض صيانة مجانية على غرار ما تفعله بعض الشركات الأخرى، خصوصاً أن هذه العروض مهمة للمستهلك العربي الذي بات يعلم جيداً أن صيانة سيارته وبغض النظر عن علامتها أصبحت تتطلب في هذه الأيام ميزانية خاصة.

«بالمقارنة مع الجيل مع الجيل الأسبق، تتمتع غراند شيروكي SRT8 الجديدة بإنقيادية يمكن القول أنها تحسنت بمعدل مئات المرات»

«أوجدت جيب الحل من خلال نظام يقوم بإيقاف نصف عدد أسطوانات المحرك عندما لا تستدعي الحاجة إستخراج كامل طاقات المحرك»

«لا تكتفي هذه السيارة بقدرتها على تعدي سرعة 250 كلم/س وحسب، بل تتألق بعامل لم يكن من مميزاتها في السابق. فهي من السيارات التي تعشق الطرقات المعبدة»

«مع أنها رياضية جداً، إلا أنها ليست من السيارات التي سينتقل مالكوها بها الى الحلبات وهذا هو السبب الرئيسي الذي أدى بـ جيب الى تعزيز عوامل الراحة والترف والعملانية فيها»

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار عالم السيارات