رفضته فيات: مشوار إنزو فيراري بين النجاح والكفاح

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 15 ديسمبر 2020
رفضته فيات: مشوار إنزو فيراري بين النجاح والكفاح

إحدى الأساطير التي كافحت في عالم السيارات ووصل إلى قمة، والذي بدأت قصته في عشق عالم المحركات منذ نعومة أظافره، وتحديدًا من سن العاشرة حينما حضر أول سباق سيارات في حياته، ليضع هدفًا وحلم أمامه "سأكون سائقًا لسباقات السيارات"، إنه الأسطورة "إنزو فيراري".

البداية في وظيفة عادية في ألفا روميو

ولد في عائلة تعشق عالم السيارات، والده هو ألفريدو فيراري الذي كان يمتلك ورشة لصيانة السيارات، وعمل إنزو معه في مقابل أن يعلمه والده قيادة السيارات.

واندلعت الحرب العالمية الأولى في عام 1914 لتغير كل شئ في حياة إنزو فيراري للمرة الأولى في مشواره الحافل، حيث اضطر والده وأخيه الإلتحاق في الجيش الإيطالي، وفي نفس التوقيت ضربت البلاد جائحة الإنفلونزا.

وبعد عامين من المعاناة، توفي والده وأخاه في عام 1916، وانتظر إنزو فيراري حتى بلغ السن القانوني للالتحاق بالجيش الإيطالي هو الآخر.

وبعد انتهاء هذه الفترة السلبية في حياته، قرر إنزو فيراري أن يتقدم لإحدى الوظائف في الشركة الإيطالية العريقة لصناعة السيارات فيات، ولكنه رفضته، ليجد نفسه ذاهبًا للعمل في شركة سي ام أن وهي شركة صناعة سيارات صغيرة تميل إلى السباقات، منها إلى شركة ألفا روميو الشهيرة في وظيفة سائق سباقات سيارات وفني صيانة ليبدأ طريق جديد نحو حلمه.

تأسيس فريق سباق

قام إنزو فيراري بتأسيس فريق سباق في عام 1928 لشركة ألفا روميو، وضم في وقتها أفضل سائقي سيارات في القارة الأوروبية العجوز، وعرف هذا الفريق باسم سكوديريا فيراري، وكلمة سكوديريا تعني "إسطبل" في اللغة الإيطالية، ومن هنا جاءت اللمحة الأولى لشعار فيراري الشهير "الحصان".

واستطاع فريق سكوديريا فيراري في عام 1935 أن يربح سباق ألمانيا الكبرى، وخلال نفس العام صنع إنزو لنفسه طراز بمحركين أمامي وخلفي بقوة حصانية إجمالية تصل إلى 540 حصان، وكان هذا رقمًا غير عادي في قطاع صناعة السيارات، خاصة طرازات السباق.

شعار الحصان

بعد اللمحة الأولى لشعار الحصان في تسمية فريق ألفا روميو، جاءت اللمحة الثانية والرسمية لبزوغ نجم شعار "الحصان"، والذي ولد من براثن الحرب العالمية الثانية.

حين كان سائق الطائرات الايطالي فرانشيسكو باراكا يضع على طائرته شعار حصان محاط باللون الأصفر، وبعد عدة أعوام من وفاته إلتقى إنزو بوالدة الطيار التي طلبت منه وضع صورة الحصان على سياراته لجلب الحظ الجيد، ولم يتردد إنزو في فعل ذلك.

إنزو فيراري يؤسس شركته الخاصة

بعد حصول مشاكل بينه والفاروميو ترك انزو الشركة وأسس شركته الخاصة وكانت تستورد قطع للسيارات وصنع أول سيارة "اوتو افيو كوستروزيوني 815. لكن كان هنالك بند من عقده مع الفاروميو لا يسمح له إنتاج السيارات بإسمه أو يستخدم شعار الحصان لمدة 4 سنوات. وفي عام 1947 أطلق أول سيارة من صنعه بعد إنتهاء مفاعيل العقد وكانت فيراري 125.

فيراري أقوى علامة تجارية في العالم

أصبحت شركة السيارات الإيطالية "فيراري" في الوقت الحاضر أقوى علامة تجارية في العالم. حيث أظهر التقرير أن الشركة الإيطالية تفوقت على كل من شركات "ماكدونالدز" و"كوكاكولا" و"ليغو" و"ديزني"، في مؤشر قوة العلامة التجارية.

وبحسب التقرير، فقد ارتفع مؤشر قوة العلامة التجارية لشركة "فيراري"، بمقدار ثلاث نقاط، حيث كان سابقاً 91.5 نقطة، ليصير بالوقت الحالي 94.8 نقطة، وذلك من أصل 100 نقطة في آخر 12 شهر، حيث اعتبرت "فيراري" واحدة من 14 علامة تجارية فقط في التقرير، كانوا قد حصلوا على أعلى تصنيف "AAA+".

بالرغم من وجود علامات تجارية أخرى قوية وشهيرة في التقرير، إلا أنه كان هناك علامات تجارية من مجال السيارات والتي اقتربت من "فيراري" لكنها لم تتفوق عليها أو حتى تعادلها، مثل الصانعتين الألمانيتين "بي إم دبليو" و"بورش"، وكلاهما حصل على تصنيف "AAA".

كما ارتفعت قيمة "فيراري" بنسبة 27% إلى 8.3 مليار دولار، أي ما يعادل تقريباً 31.125 مليار ريال سعودي، وبيعت معظم السيارات التي من المقرر إنتاجها في عام 2019 قبل الصيف الماضي، وأُعلن عن 15 موديل جديد من ضمنهم سيارات كهربائية. كما احتفظت ميشيلان بتصنيف أغلى العلامات التجارية قيمة في مجال تصنيع الإطارات، وتفوقت على بريدجستون في العام الماضي.

وكانت شركة "فيراريكانت إحدى شركات تصنيع السيارات الراقية وفقط، لكنها الآن تجاوزت سوق السيارات لتضم بعض خطوط الملابس والبضائع ومدن الملاهي والفنادق بالإضافة إلى تصنيع السيارات الرياضية والفاخرة

الفيراري أغلى سيارة في التاريخ: لكن لماذا؟

جمعينا نعلم أن السيارات الخارقة وفائقة الفخامة تتخطى أسعارها ملايين الدولارات بسبب ندرتها وما تقدمه من أداء ورفاهية مذهلة، لكن في الواقع لا توجد أي سيارة في العالم تنافس سيارة الفيراري وبالأخص فيراري 250 GTO موديل 1963 والحاصلة على لقب أغلى سيارة في العالم حتى الآن.

ولكن لماذا هذه السيارة رائعة لدرجة أنها تستحق هذا المبلغ الضخم الذي قد يتخطى قيمة الكثير من الشركات الكبرى؟

السر الأساسي في ذلك هو أنها تُعامل مثل لوحة الموناليزا في عالم السيارات، حيث أنه لم يصنع منها سوى 39 نسخة فقط، وهذه النسخة تحديداً فازت بسباق Tour de France لعام 1963 تحت قيادة السائق الأبرز انذاك جان جويشيه.

بالتالي، هي تمنح مالكها فرصة الجلوس في نفس مكان جلوس أساطير عالم السباقات، إضافة لفرصة سماع طرب محركها الذي لم يسمعه سوى عدد قليل للغاية من الأشخاص، ما يعني أن مالك هذه السيارة ببساطة يمتلك جزء من التاريخ، وليس مجرد سيارة سباقات إيطالية قديمة.

من الجدير بالذكر أن طراز 250GTO  يتمتع بمحرك V12 سعة 3 ليتر يولد 300 حصان وموصول بناقل حركة يدوي من 5 سرعات.

شاحن لاسلكي من مارمول مع مستشعر لمس تلقائي بمشبك قابل للسحب، مستشعر شحن سريع وحامل هاتف محمول فضي