صور قصة اختلاف مكان عجلة القيادة .. التاريخ والاستعمار السبب!

  • تاريخ النشر: الأحد، 14 أغسطس 2016
قصة اختلاف مكان عجلة القيادة

ربما لا يعرف الكثيرون قصة عجلة القيادة والتي يكون مكانها في بعض الدول على اليمين وفي البعض الآخر على اليسار، وسنستعرض هنا قصة مكان عجلة القيادة وتأثير تغييرها في دولة السويد.

يختلف مكان عجلة القيادة تبعا لاختلاف الجانب الذي تسير عليه السيارات في الطرق، فالدول التي تسير فيها السيارات على الجانب الأيمن يجب أن تصبح عجلة القيادة في سياراتها على اليسار، بينما الدول التي تسير فيها السيارات على الجانب الأيسر يجب أن تصبح عجلة القيادة في سياراتها على اليمين.

وحاليا يوجد نحو 66% من سكان العالم يعيشون في بلدان تسير السيارات فيها جهة اليمين، أبرزها الصين والولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وألمانيا والبرازيل وجميع الدول العربية، بينما 34% فقط في البلدان التي تسير السيارات فيها جهة اليسار، أبرزها بريطانيا والهند وإندونيسيا واليابان وتنزانيا وأستراليا ونيوزيلندا.

وسنستعرض هنا صورا لتأثير تغيير مكان عجلة القيادة من اليمين إلى اليسار في السويد، بعد أن تم تغيير جهة السير من اليسار إلى اليمين، حيث يتضح كيف تحولت الشوارع إلى فوضى.

ويعود هذا الاختلاف إلى أسباب تاريخية، فيقال أن معظم الناس كانوا يسيرون في الجهة اليسرى من الطريق، خاصة في المجتمعات الإقطاعية العنيفة التي تكثر بها نسبة الجرائم وقطاع الطرق. وترجع الفلسفة في ذلك إلى أن أغلب الناس يستخدمون يدهم اليمنى، وبالتالي كان من الضروري السير على الجهة اليسرى لكي يمسكوا أسلحتهم بأيديهم اليمنى، كما أن الفارس عندما كان يريد أن يمتطي جواده فإنه يفعل ذلك من جهة اليسار، نظرا لأن سيفه يكون على الجهة اليسرى من الخصر، وبالتالي من الصعب امتطاء الجواد من جهة اليمين، وبالتالي أيضا فإن عملية الترجل من الحصان يجب أيضا أن تكون من الجهة اليسرى.

استمر هذا الوضع في أوروبا ومعظم أنحاء العالم، إلى أن تغير تدريجيا في أواخر القرن الثامن عشر، لعدة عوامل، أبرزها: أنه لم يكن هناك مقعد للسائق على العربة نفسها، بل كان السائق يركب آخر حصان على الجهة اليسرى من العربة لكي يستخدم يده اليمنى في ضرب الخيول لكي تزيد من سرعتها، وبما أن الجميع يركب على اليسار، أصبح من الضروري أن يلتزم بالجهة اليمنى من الطريق لكي يستطيع رؤية العربات المقبلة وحتى لا تحجبها الخيول.

بالإضافة إلى أن الثورة الفرنسية كانت من أهم أسباب تغيير وتقنين القيادة جهة اليمين، فبينما كان الارستقراطيون يسيرون على الجانب الأيسر من الطريق وبالتالي يجبرون الطبقة الكادحة على السير على اليمين للترفع عنهم، أجبرت الثورة هؤلاء على مساندة الطبقة الكادحة والسير معهم ومنع السير على الجهة اليسرى من الطريق، وبعد ذلك بخمس سنوات صدر قانون المرور الفرنسي واعتمد الجهة اليمنى رسميا.

وحين قام نابليون باحتلال الكثير من الدول الأوروبية والعربية مثل هولندا، بلجيكا، ألمانيا، بولندا، سويسرا، وأجزاء من إسبانيا والبرتغال ومصر والجزائر، كان يفرض عليها القوانين الفرنسية ومنها الالتزام بالسير في الجهة اليمنى من الطريق.

وقاومت بريطانيا العظمى هذه الاتجاه وتستمر حتى الآن، وتوجه نصيحة مباشرة لزائري بريطانيا بأنه "على الزائر إدراك أن سير المركبات داخل المملكة المتحدة يكون على الجانب الأيسر من الطريق".

هل تبحث عن سيارة مستخدمة بمواصفات مميزة وأسعار رخيصة؟ انقر هنا!