مترفة وقيادتها.. ممتعة

  • تاريخ النشر: الأحد، 07 يوليو 2013 آخر تحديث: الثلاثاء، 08 فبراير 2022
مترفة وقيادتها.. ممتعة

أودي بنتها مع التركيز على ما يريده ركاب الخلف ولكن محرك الأسطوانات الـ 12 أدى بـ حسان بشور الى قضاء خمسة أيام خلف مقودها

في حال سألت العموم عن وسيلة الإنتقال المثالية لأصحاب الثروات الطائلة، سيأتيك الجواب بأنها الطائرات النفاثة الخاصة. ولكن ما هي وسيلة النقل في حال كان أصحاب هذه الثروات يريدون الإنتقال بين مكانين لا وجود لمدرجات الطائرات فيهما؟ الجواب هنا هو السيارة وتحديداً سيارات شأن رولس رويس فانتوم أو بنتلي كونتيننتال فلايينغ سبور أو مايباخ 62 و57 وغيرها من سيارات هذه الفئة التي لا يمكن للمرء أن يتخيلها من دون وجود سائق خاص يقودها، فيما يتمتع مالكوها بالإنتقال على متنها من خلال المقعد الخلفي الذي يكون عادةً أشبه بصالون مترف وكبير.

ولكن هل حقاً تعتقدون أن الأغنياء يحبون أن ينتقلوا على متن سيارات يقودها سائق خاص؟

الجواب: لا، وهذا هو بالتحديد جزء من السبب الذي أدى بعدد كبير من شركات صناعة السيارات الى توفير سيارات سيدان تنفيذية مترفة ورياضية يمكن الإستمتاع بترفها البالغ من القسم الخلفي من المقصورة، تماماً كما يمكن للمرء أن يتمتع بقيادتها من خلال جلوسه خلف مقودها. ومن هذه السيارات التي تخدم الهدفين المذكورين، كبيرة أودي، والمقصود هنا، A8 بفئتها المبنية على قاعدة عجلات مطولة والمزودة بمحرك W12 هو عبارة محركي V6 تم دمجهما معاً.

فهذه السيارة التي أطلقت أودي عليها تسمية A8 L W12 تتشابه كثيراً مع A8 القياسية ولدرجة قد تتطلب ركن السيارتين جنباً الى جنب كي يتمكن المستهلك العادي من التمييز بينهما. ولكن A8 L W12 تتميز عن شقيقتها A8 القياسية بعدد من المكونات التي يشكل أبرزها قيامها على قاعدة عجلات أطول بحوالي 13 سم تم حشرها بين المحورين الأمامي والخلفي وإعتمادها على محرك يولد قوة تزيد عنها لقوة A8 القياسية بمعدل 130 حصان تقريباً. أما السبب بهذه القوة، فيعود الى المحرك الذي يتألف من 12 أسطوانة على شكل حرف W بسعة 6,3 ليتر (أضافت اليه أودي 0,3 ليتر من السعة خلال العام الماضي). ويمكن لهذا المحرك أن يولد قوة 500 حصان عند مستوى 6200 دورة في الدقيقة تترافق مع 625 نيوتن متر من عزم الدوران الذي يمكن إستخراجه كاملاً عند إيصال المحرك الى مستوى 4750 دورة في الدقيقة. أما إنتقال قوى هذا المحرك، فيتم من خلال علبة تروس أوتوماتيكية متتالية من ثماني نسب أمامية متزامنة تحمل توقيع الصانع ZF بإتجاه العجلات الأربع وبالإعتماد على نظام كواترو الشهير لدى أودي. ومع هذه المعطيات، تقول أودي أن A8 L W12 التي يصل وزنها الى 2159 كلغ، قادرة على الإنطلاق من حالة الوقوف التام الى سرعة 100 كلم/س في خلال 4,7 ثانية ولتصل بعدها الى سرعتها القصوى المحددة بـ 250 كلم/س بواسطة رقاقة إلكترونية خاصة.

والى جانب فارق المحركات والسنتمترات الـ 13 الإضافية، يمكن تمييز A8 L W12 عن شقيقتها القياسية من خلال كمية الكروم الإضافية التي تطاول الواجهة الأمامية ومخارج جهاز العادم في الخلف. وهنا، قد يقول البعض أن ما سبق أن أوردناه من فوارق بين السيارتين لا يبرر فارق السعر الذي يبدأ في حالة A8 L W12 من حوالي 145250 دولار في الإمارات العربية المتحدة ولكن يكفي أن يجلس المرء على المقعد الخلفي من المقصورة ليبدأ بينه وبين نفسه بتبرير سعر A8 L W12 المرتفع. ففي البداية، إستغل مهندسو أودي السنتمترات الـ 13 في صالح القسم الخلفي من المقصورة التي تعتبر كبيرة في A8 القياسية والتي تحولت في A8 L W12 الى غرفة تتساءل ما أن تجلس في قسمها الخلفي عن السبب بغياب طاولة القهوة التي توضع عادةً أمام الأريكة.

وفي الخلف حيث يتواجد مقعد خلفي، تتوفر A8 L W12 بخيار يعتمد على مقعدين رياضيين جرى تزويدهما بنظام تدفئة وتبريد خاص بكل منهما. ويفصل بين هذين المقعدين اللذين يتوفران إضافياً مع جهاز تدليك خاص، كونسول وسطي يمكن تزويده إضافياً بطاولة قابلة للطي مع براد صغير. ولمن يريد المزيد من التميز والفرادة، يمكن الحصول على مقعد خلفي أيمن خاص يتشابه بشكله مع مقاعد الدرجة الأولى في الطائرات وهو مزود بأنظمة تبريد وتدفئة وتدليك مع مسند كهربائي للقدمين. ومع هذا المقعد، يحصل المستهلك على شاشتين بقياس 10,2 إنش يجري تثبيتهما خلف مسندي الرأس الأماميين. ومن خلال هاتين الشاشتين اللتين تعملان من خلال سماعات رأس لا سلكية، يمكن التمتع بمشاهدة الأفلام عبر قارئ DVD أو من خلال بطاقات SD، كما يمكن إستعمال هاتين الشاشتين لعرض البرامج التلفزيونية أو للتعامل مع نظام MMI المتعدد الوسائط والذي يضم أيضاً جهاز الملاحة. كذلك يحصل مالكو A8 L W12 في البلدان المجهزة، على نظام Navigation Plus الذي يضم شاشة أمامية صغيرة يمكن إستعمال الأصابع للكتابة عليها وعلى طريقة محدثة للبحث عبر موقع Google وعلى نظام يحول السيارة الى مركز إتصال بشبكة الإنترنت.

أما في القسم الأمامي من المقصورة، فسيشعر السائق أو الراكب بجانبه أنهما داخل مقصورة A8 القياسية. وهنا، لا بد من الإشارة الى أن مقصورة A8 L W12 وشأنها لباقي سيارات أودي تتحلى بجودة تصنيعية متفوقة تحسدها عليها كل شركات صناعة السيارات في العالم. وقد عززت أودي ذلك بجلود فاخرة تتميز بنوعيتها الممتازة مع تلبيسات خشبية وأخرى معدنية. وهنا أيضاً، يتوجب التوقف عند المقاعد التي تنفرد بقدرة تثبيت جيدة جداً وبمستويات الراحة التي يمكنها أن توفرها حتى ولو إمتد الإنتقال على متن السيارة لساعات وساعات يدعمها في الفئات المزودة بمستوى تجهيز الراحة قدرة تحريك كهربائية بـ 22 إتجاهاً.

خلال التجربة وعلى الرغم من أن إنتقالي على متن هذه السيارة كان بمعظمه من خلف مقودها، إلا أنني جلست قليلاً في الخلف محاولاً التمتع بمستويات الراحة والترف العالية. وعلى الرغم من أن الإنتقال عبر المقعد الخلفي يعتبر متعة بحد ذاتها، إلا أنني من أولئك الناس اللذين لا يمكنهم رؤية أي شخص آخر خلف المقود وهذا ما أدى بي بالتالي الى قضاء أيام التجربة خلف مقود A8 L W12.

ومن خلف مقود هذه السيارة، لا يمكنك إلا أن تحسد من سيستأجره مالك هذه السيارة ليقودها. فالشعور بمستويات الترف من خلف المقود لا يقل عن ما يحصل عليه ركاب الخلف بل يتعداه في بعض الأحيان وبالأخص عندما يبدأ الضغط على دواسة التسارع. فمحرك الأسطوانات الـ 12 الذي عدلت أودي قطر أسطواناته بهدف رفع سعته يتحلى بتجاوب فوري يعود الفضل فيه بالدرجة الأولى الى عزم دورانه المرتفع والبالغ 625 نيوتن متر والى علبة التروس التي تقوم بنقل نسبها الثماني بطريقة سلسة وناعمة جداً ولدرجة يكاد السائق وركابه لا يشعرون بها. وهنا لا بد من الإشارة الى أن هذه العلبة قادرة على التكيف مع أسلوب القيادة لدرجة أنها في حال القيادة الرياضية الهجومية، يمكنها أن تطيع أوامر السائق وأن تبدل من النسبة الثامنة الى الثانية.

ومن ناحية أخرى، يساهم التعليق الهوائي في توفير إنقيادية جيدة جداً، في وقت يستمر نظام إختيار أسلوب القيادة بمراقبة تمايلات الهيكل ويسيطر عليها. ويعمل جهاز إختيار أسلوب القيادة عبر خمس برامج (مريح، رياضي، أوتوماتيكي، يدوي ودايناميكي) تتحكم بقساوة المقود وبنبض التعليق الهوائي ومستويات تجاوب المحرك وعلبة التروس. وهنا، أشير أنه خلال قيادتي لهذه السيارة على الطرقات المختلفة، بدا لي أن معيارا «كومفورت» و«أوتوماتيك» هما الأنسب ذلك أن الشاسي والمقود يقومان حينها بتوفير راحة عالية ولا يضحيان بالروح الرياضية وهذا جيد بالنسبة الى معظم أنواع السائقين وممتاز بالنسبة لمن يريد الإنتقال على متن هذه السيارة من خلال  المقعد الخلفي. أما عند الإنتقال الى معيار «دايناميك» الرياضي، فترتفع القساوة والخشونة وتبدأ بالتفكير أنك في حال كنت تريد سيارة بهذه القساوة، فلن تحتاج الى سيارة من عيار A8 L W12 التي تتميز أصلاً بمستويات إنقيادية جيدة جداً إن لم أقل ممتازة، تم تعزيزها بعلبة تروس لا يمكنك إلا أن تلاحظ سرعة تجاوبها مع الضغط على دواسة التسارع. وهنا، يمكن القول أن مزيج الراحة والتماسك الذي توفره هذه السيارة ممتاز ويلبي متطلبات السائق الرياضي كما السائق الذي يركز علي الراحة.

على صعيد التأدية، قد لا تكون هذه السيارة بمستوى المنافسة المباشرة وأقصد هنا كل من مرسيدس وبي ام دبليو ولكن هذه السيارة تتميز بمحركها الذي يشعرك على الدوام أنه جاهز لتوفير قوته وعزم دورانه يساعده في ذلك سيارة مبنية على قاعدة من الألومنيوم المعالج الذي يساهم في خفض الوزن وعلبة تروس جاهزة بدورها لخفض نسبها بمعدل عدة نسب دفعة واحدة لرفع دوران المحرك الى ما بين 4000 و5000 دورة في الدقيقة بهدف إستخراج أكبر قدر ممكن من العزم.

أما المقود، فيوفر دقة توجيهية عالية ولكن الشعور بالطريق الذي ينقله الى يدي السائق متدن قليلاً. وهنا أعتقد أن السبب يعود الى الوزن الإضافي لمحرك W12 مقارنة بمحرك V8 الذي يتوفر لـ A8 القياسية. ومع ذلك وعلى الرغم من أنني شعرت أن مساعدة المقود عالية، إلا أن هذا المقود يشجعك على دفع A8 L W12 أكثر ويشعرك على الدوام أنه يلبي متطلباتك بدقة وسرعة.

وهنا، يبقى أخيراً أن أقول أنني عندما كنت في الطريق الى مكاتب أودي الإقليمية، كنت أتساءل بيني وبين نفسي عن ما سيؤدي بالمستهلك الى إختيار A8 L W12 بدلاً من A8. أما عند تسليم السيارة بعد قيادتها لخمسة أيام، فقد تساءلت عن ما سيعطي الأفضلية لهذه السيارة على حساب منافستيها اللتين تحملان شعار مرسيدس وبي ام دبليو واللتين لا يمكن إغفالهما في حال أراد المرء سيارة من هذا المعيار. وهنا، يمكنني القول أنه في حال كان المرء يركز على الروح والسمعة الرياضية، فلا بد له حينها من التوجه الى مخيم الشركة البافارية. أما إذا كان يشدد على الصورة الراقية التي تعكسها السيارة، فكبيرة مرسيدس ستكون هدفه الأول. أما مع A8 L W12 التي تم بناؤها حول حاجات ركاب المقعد الخلفي ومن دون إغفال متطلبات السائق التي تتوفر في A8 القياسية، فلا يجمع المرء بين الطابع الرياضي والصورة الراقية وحسب، بل يضيف اليهما ـ وعلى الأقل من وجهة نظري الخاصة ـ متعة يشعر بها كلما إتجه الى سيارته مصدرها تصميم لا يختلف إثنان حول قوته.. الجمالية.

«تتشابه A8 L W12 كثيراً مع A8 القياسية ولدرجة قد تتطلب ركن السيارتين جنباً الى جنب كي يتمكن المستهلك العادي من التمييز بينهما»

«تحولت المقصورة الخلفية في A8 L W12 الى صالون كبير تتساءل ما أن تجلس فيه عن السبب بغياب طاولة القهوة الكبيرة الحجم التي توضع عادةً أمام الأريكة»

«على الرغم من أن الإنتقال عبر المقعد الخلفي يعتبر متعة بحد ذاتها، إلا أنني من أولئك الناس اللذين ما أن يروا مقوداً حتى يجدوا أنفسهم

لا شعورياً.. خلفه»

«خلال قيادتي على الطرقات المختلفة، بدا لي أن معيارا «كومفورت» و«أوتوماتيك» هما الأنسب ذلك أن الشاسي والمقود يقومان حينها بتوفير راحة عالية ولا يضحيان بالروح الرياضية»

المواصفات

أودي ‏A8 L W12

الأرقام

6,3 ليتر، 12 أسطوانة بشكل W ، دفع رباعي

500 حصان عند 6200 دورة في الدقيقة

625 نيوتن متر عند 4750 دورة في الدقيقة

من صفر الى 100 كلم/س: 4,7 ثانية

السرعة القصوى: 250 كلم/س، الوزن: 2159 كلغ

الإستهلاك: 12,4 ليتر لكل 100 كلم

الطول: 526,7 سم، العرض: 194,9 سم، الإرتفاع: 147,1 سم

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار عالم السيارات