مرسيدس A250 سبورت 2013

  • تاريخ النشر: الإثنين، 10 يونيو 2013 آخر تحديث: الثلاثاء، 08 فبراير 2022
مرسيدس A250 سبورت 2013

خطوة ناجحة.. جداً

مع A250 سبورت، لم تدخل مرسيدس الى قطاع الهاتشباك الرياضية وحسب، بل وفرت سيارة لا يمكن إغفالها أبداً. فهي بكل بساطة.. رائعة

تصوير: خورخي فيراري

من يعرف مرسيدس خلال النصف الثاني من القرن الماضي يعلم أن هذه الشركة كانت متخصصة بصناعة السيارات المتوسطة والكبيرة الحجم التي تتميز بجودة تصنيعية متفوقة وقدرة هائلة على التحمل ولكن إحتدام المنافسة ألزم شركة النجمة الثلاثية على البدء بالتفكير جدياً بتغطية قطاعات أكبر من السيارات وهذا ما أدى الى دخولها في عالم سيارات السيدان المتوسطة الصغيرة مع سيارتها فئة C التي حققت نجاحات هائلة في مختلف الأسواق العالمية. ومع هذا النجاح، كان القرار بدخول عالم السيارات الرياضية المتعددة الإستعمال التي باتت مرسيدس تنافس في مختلف قطاعاتها من خلال أربع سيارات رئيسية تتوفر كل منها بعدة فئات ونسخ. وعلى الرغم من هذه التعددية لناحية حجم أسرة مرسيدس من السيارات، كان لا بد من دخول قطاع السيارات المدينية المدمجة من خلال فئتي A وB اللتان لم تتمكنان يوماً من تحقيق النجومية في أسواق منطقة الشرق الأوسط.

ففي الدرجة الأولى كانت هاتان السيارتان وبالأخص فئة A صغيرة جداً، ناهيك عن أنها كانت تعتمد هيكلاً خارجياً يبدو عند النظر اليه وكأنه ينتمي الى فئة سيارات الميني فان المدمجة الحجم. وعلى الرغم من أن هذه السيارة لاقت بعض النجاح في القارة الأوروبية، إلا أن معاناتها الرئيسية تمثلت بكونها لم تتحلى يوماً بالروح الألمانية المميزة التي طالما إتسمت بها السيارات التي تحمل شعار النجمة الثلاثية.

ومن هنا، قررت مرسيدس أنه يتوجب على هذه السيارة أن تحقق النجاح في كافة الأسواق. ولتحقيق هذا الهدف، كان لا بد من «نسف» كل ما قامت عليه هذه السيارة منذ إطلاقها الأول عام 1998 وإستبداله بمبدأ جديد كلياً قررت مرسيدس بعد دراسات مكثفة للأسواق العالمية أنه يجب أن يركز على قطاع سيارات الهاتشباك الرياضية القلب والقالب التي كان لها عز لا يستهان به خلال السبعينات والثمانينات والتسعينات والتي بدأت خلال العقد الأخير بإستعادة مواقعها في مختلف الأسواق نظراً لأحجامها المدمجة التي تخفي خلفها مستويات متقدمة جداً من العملانية.

ولكي يتمكن المرء من تقبل فئة A الجديدة، سيتوجب عليه أن ينسى كلياً كل ما كانت هذه السيارة عليه في السابق وأن يفكر بها وكأنها سيارة جديدة كلياً تحمل تسمية مغايرة تماماً لفئة A. فالجيل الجديد من هذه السيارة والذي تم إطلاقه قبل أيام معدودة من موعد كتابة هذا الموضوع، لا يمت الى الجيلين السابقين منه بصلة بإستثناء أنه لا يزال يندفع بالعجلتين الأماميتين. ففئة A الجديدة، جديدة بكل ما لهذه الكلمة من معنى، سواء كان ذلك لجهة التصميم أو المفهوم الذي تقوم عليه أو لناحية الشخصية التي تعتمدها، خصوصاً أنها لم تعد تتوجه الى المستهلك ذو العمر المتوسط الراغب بسيارة صغيرة ولكن بمنتهى الجدية توفر له وضعية جلوس عالية. فهي اليوم تريد أن تكون غالبية سائقيها ومالكيها من الجيل الشاب الذي يتطلع الى إقتناء سيارة عنوانها الديناميكية المتقدمة شرط أن تكون مليئة بالتجهيزات الإلكترونية المتطورة وأن تكون قادرة على توفير متعة قيادة عالية مردها مجموعة ميكانيكية تتمتع بالنشاط وتختفي تحت هيكل معاصر ذو روح رياضية ومعالم قادرة على تحريك أحاسيس كل من يراها.

ولتحويل فكرة فئة A الجديدة الى واقع ملموس، توجب على مهندسي ومصممي مرسيدس أن يبدأوا من الصفر. فبالمقارنة مع فئة A السابقة، أصبح الجيل الجديد أطول وأعرض مع إرتفاع أقل (429,2 و 178 و143,3 سم لكل من طولها وعرضها وإرتفاعها على التوالي) ولتتحول فئة A من ميني فان مدمجة الى هاتشباك خماسية الأبواب تعتمد تصميماً جانبياً للمساحات الزجاجية تم إستيحاؤه من الشقيقة الأكبر CLS ولكن بعد تعديل مدى تقوس قسمه العلوي بحيث بات متناغماً مع طول قسمه السفلي من ناحية ومع الأسطح المعدنية في القسم السفلي من السيارة التي تم تزويدها أيضاً بخط وسط نافر يزداد عرضه في الخلف بسبب المصابيح الثلاثية الأبعاد التي لم تتوقف عن تذكيري بمصابيح سيتروين DS3 الخلفية لجهة تصميمها العام. أما في الأمام، فهناك غطاء محرك متعدد المستويات تعمل أطرافه الخارجية ـ كما في القسم العلوي من المصابيح الخلفية ـ على زيادة قوى الدفع السفلية كلما إرتفعت سرعة السيارة ولتساهم بالتالي في زيادة قدراتها التماسكية.

وفي سياق الكلام عن الأمام، لا بد من الإشارة الى أن الواجهة الأمامية تعتمد علي فتحة وسطية ذات تصميم أنيق وجميل جرى تزويدها بشبك مطعم بمعينات كرومية تبدو من بعيد وكأنها قطع من الألماس اللماع، خصوصاً عندما تكون تحت أشعة الشمس المباشرة. وهنا عززت مرسيدس إحساس الترف عبر مصابيح أمامية تعتمد بكثافة على الكروم اللماع وهي مشابهة لتلك التي تتوفر للشقيقة SL لجهة حجمها الكبير وطريقة تداخلها مع غطاء المحرك والرفاريف. أما الصادم الأمامي، فهو رياضي الشكل ويحتوي على فتحات ثلاثية مع شفرة سفلية نافرة يعلوها خط أحمر يرفع الإحساس بالطابع الرياضي. وفي هذا الإطار، كررت مرسيدس الخط الأحمر في ناشر الهواء الخلفي السفلي، في وقت إعتمدت على اللون الأحمر أيضاً لمكابس المكابح وفي القطب التي تطاول جلود المقود والمقاعد وفي إطارات فتحات إخراج هواء المكيف في لوحة القيادة.

ويعود السبب في التشديد على المظهر الرياضي الى أن فئة A موضوع التجربة تنتمي الى النسخة الرياضية التي تطلق عليها مرسيدس تسمية A250 سبورت والتي لن يتوفر سواها في منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً أن دراسات مرسيدس للأسواق أكدت أن من سيتوجه الى هذا النوع من السيارات وفي حال كان مستعداً لدفع ثمن مرتفع نسبياً (حددت مرسيدس سعر سيارتها هذه بحوالي 37 ألف دولار في الخليج) لسيارة تحمل شعار مرسيدس، فهو لن يتردد بالإبتعاد عن مخيم هذه الشركة الألمانية إن لم تكن سيارته معززة بطابع رياضي مختلف عن ما يتوفر لدى المنافسة. وهنا يمكن القول أن مرسيدس سجلت من خلال سيارتها هذه هدفاً في مرمى المنافسة، خصوصاً أنها ليست سيارة جميلة وحسب، بل واحدة من أجمل السيارات التي خرجت من ستوديوهات تصميم مرسيدس.

في الداخل، تتميز A250 سبورت كما ذكرنا بطابع رياضي مميز يظهر بمجرد فتح أي من أبواب السيارة. فالمقاعد الأمامية رياضية التصميم وتبدو وكأنها تعود لسيارة سباق مخصصة للتدريب، خصوصاً أنها مزودة بحواف نافرة جانبية وسفلية تقوم بتثبيت الأجسام خلال القيادة الرياضية والمناورات. وعلى الرغم من أن قيادتنا لـ A250 سبورت لم تتعدى اليوم الواحد، إلا أن المقاعد الأمامية برهنت أنها قادرة على توفير مستويات راحة عالية جداً تتدنى قليلاً في الخلف حيث توفر المقصورة مساحات داخلية رحبة في كافة الإتجاهات، بإستثناء تلك المخصصة لرؤوس الجالسين في الخلف ولكن فقط في حال كانت السيارة مزودة بفتحة سقف بانورامية.

ويستمر الطابع الرياضي في لوحة القيادة التي تعتمد على جلود مطاطية علوية تتميز بملمسها الناعم وشكلها الأنيق. أما في وسط اللوحة، فقد إعتمدت مرسيدس على تزيينات جلدية ذات نقشة مدمجة تتشابه كثيراً مع نقشة الألياف الفحمية. والى جانب جودة المواد المستعملة في المقصورة، لا يمكن إغفال تصميم لوحة القيادة التي يمكن التعامل مع تجويف عداداتها بسهولة بالغة ومن خلال مقود رياضي ذو قسم سفلي مسطح. وخلف المقود، إعتمدت A250 سبورت على مقبض علبة تروس صغير مماثل لما يتوفر في سيارات مرسيدس مع عتلات صغيرة يمكن التحكم معها بنقل نسب علبة التروس يدوياً، في وقت تمت الإستفادة من مكان مقبض علبة التروس التقليدي في أرضية الكونسول الوسطي لوضع حاملات أكواب مدمجة وأماكن مخصصة لتوضيب الحاجيات الصغيرة. وفي أعلى الكونسول الذي يتشابه بتصميمه مع باقي سيارات مرسيدس، ثبتت مرسيدس شاشة جهاز الملاحة التي تتشابه بشكلها مع أجهزة الكمبيوتر اللوحية، بواسطة حامل خاص بدت معه الشاشة وكأنها تطفو في الفراغ. وفي سياق الكلام عن الحجم الداخلي، لا بد من الإشارة الى أن A250 سبورت تتميز بحجم تحميل خلفي يصل الى 341 ليتر يمكن زيادتها الى 1157 ليتر في حال طي المقعد الخلفي كلياً.

ولسيارتها هذه، إعتمدت مرسيدس على محرك بسعة ليترين تم توزيعها على 4 أسطوانات متتالية وتعزيزها بجهاز توربو إرتفعت معه القوة الى 211 حصاناً يمكن إستخراجها عند إيصال المحرك الي مستوى 5500 دورة في الدقيقة ولتترافق هذه القوة مع 350 نيوتن متر من عزم الدوران الذي يتوفر بين مستويي 1200 و4000 دورة في الدقيقة. وتنتقل قوى هذا المحرك الي العجلتين الأماميتين الدافعتين بالتعاون مع علبة تروس سباعية النسب تعمل بقابض فاصل مزدوج علي تسريع نقل النسب وبحيث يمكن لـ A250 سبورت أن تتسارع من حالة الوقوف التام الى سرعة 100 كلك/س في 6,6 ثانية ولتصل بهدها الى سرعتها القصوى البالغة 240 كلم/س.

وخلال التجربة، لم يكتفي محرك A250 سبورت بإخراج ما لديه بسهولة بالغة معتمداً على ليونته المدروسة، بل أكدت علبة التروس أنها تنقل النسب بنعومة بالغة عند الإعتماد على النظام الأوتوماتيكي لتبديل النسب. أما الإنتقال الى التبديل اليدوي، فيؤكد أن القابض الفاصل المزدوج لا يكتفي بالإبقاء على سلاسة التبديل بل يساهم في زيادة سرعته وهذا ما يرفع الحماس في نفس السائق. ومن ناحية أخرى، لا يمكن إغفال التعليق المعتمد لـ A250 سبورت والذي يقوم في الأمام على قوائم إنضغاطية مع شعب مزدوجة يقابلها في الخلف شعب مزدوجة وأذرع تحكم مع ماصات صدمات نشطة ونوابض معدنية حلزونية في الأمام والخلف. فهذا التعليق قادر على إمتصاص تموجات الطريق بسهولة وبنعومة ويمنع وصولها الى المقصورة التي تتسم بهدوء بالغ لا يعكر صفوه شئ بإستثناء ضجيج إطارات خفيف عند القيادة على طرقات سيئة التعبيد. وهنا يقوم هذا التعليق بتوفير مستويات تماسك متقدمة قمنا بالتحقق منها بأنفسنا على حلبة أعدت خصيصاً لهذه الغاية. حينها، بدت مقدمة A250 سبورت متماسكة بقوة وبحيث يعترضها ميل طفيف للإنزلاق الجانبي الخفيف في حال قام السائق بضغطها الى أكثر من حدودها القصوى وهذا أمر عادي في سيارات الإندفاع الأمامي ولا يتطلب من السائق أكثر من رفع قدمه عن دواسة التسارع وإعادة الضغط بشكل تدريجي. وهنا يساهم نظام XTC للتحكم الإضافي بالتماسك في زيادة ثبات المقدمة في المنعطفات من خلال تحكمه بزاوية ميلان الإطارين الأمامي والخلفي الداخليين.

بإختصار، يمكن القول أن ما قامت به مرسيدس من خلال هذه السيارة يؤكد أنها على الطريق الصحيحة نحو إقتطاع حصة من سوق سيارات الهاتشباك الرياضية التأدية. فمن ناحية التصميم، تتميز هذه السيارة بحضور لافت وجاذبية عالية تخفي مقصورة تتسع لأربعة ركاب من أصحاب القامات الطويلة أو خمسة من الحجم المتوسط وتتميز بعملانية إستعمال متقدمة وجودة عالية بإستثناء القسم السفلي من لوحة القيادة والكونسول الوسطي حيث البلاستيك القاسي. أما لجهة التجهيزات الميكانيكية، فهناك تأدية رياضية قريبة جداً من ما توفره فولكسفاكن غولف GTI، وهذا ما سيساهم في توفير متعة قيادة عالية.

ومع إقتناعنا بأن A250 سبورت لا بد من أن تكون على رأس لائحة من يرغب بسيارة من هذه الفئة، إلا أننا سنبقى بإنتظار A45 التي طاولتها أنامل مهندسي AMG.

المواصفات

مرسيدس A250 سبورت

2,0 ليتر ـ 4 أسطوانات متتالية ـ دفع أمامي

211 حصان عند 5500 دورة في الدقيقة

350 نيوتن متر عند 1200 الى 4000 دورة في الدقيقة

علبة التروس: 7 أوتوماتيكية متتالية

من صفر الى 100 كلم/س: 6,6 ثانية

السرعة القصوى: 240 كلم/س ـ الوزن: 1445 كلغ

الطول: 492,2 سم، العرض: 178 سم، الإرتفاع: 143,3 سم

مرسيدس A250 سبورت 2013

مرسيدس A250 سبورت 2013

مرسيدس A250 سبورت 2013

مرسيدس A250 سبورت 2013

مرسيدس A250 سبورت 2013

مرسيدس A250 سبورت 2013

مرسيدس A250 سبورت 2013

مرسيدس A250 سبورت 2013

مرسيدس A250 سبورت 2013

مرسيدس A250 سبورت 2013

مرسيدس A250 سبورت 2013

مرسيدس A250 سبورت 2013

مرسيدس A250 سبورت 2013

مرسيدس A250 سبورت 2013

مرسيدس A250 سبورت 2013

مرسيدس A250 سبورت 2013