الجلوس الطويل في السيارة. أضرار لصحتك ولسيارتك انتبه لها

ما هي أضرار الجلوس الطويل في السيارة؟ يُعد الجلوس الطويل في السيارة تجربة شائعة للكثيرين، سواءً كان ذلك خلال رحلات طويلة، التنقل اليومي إلى العمل، أو حتى ازدحامات مرورية لساعات طويلة.

رغم الفائدة الكبيرة للتنقل بالسيارة، إلا أن الجلوس لفترات طويلة داخلها يعرض الجسم والذهن لمجموعة من الأضرار الصحية والنفسية.

في هذا المقال، سنتناول تأثير الجلوس الطويل على الصحة الجسدية، النفسية، والمخاطر البيئية التي قد تصاحب تلك العادة.

ما هي أضرار الجلوس الطويل في السيارة؟

الجلوس لفترات طويلة داخل السيارة يُشكل ضغطًا كبيرًا على الجهاز العضلي والهيكل العظمي. تؤدي وضعية الجلوس الثابتة إلى توتر العضلات، خاصةً في منطقة الرقبة، الكتفين، وأسفل الظهر.

هذا التأثير يصبح أسوأ إذا لم تكن وضعية الجلوس صحيحة أو إذا كنت تقود السيارة لفترات طويلة من دون فواصل استراحة.

أظهرت دراسات طبية أن الأشخاص الذين يقضون أكثر من 6 ساعات متواصلة يوميًا في الجلوس، بما في ذلك أثناء القيادة، يعانون من أمراض مثل داء القرص التنكسي (Degenerative Disc Disease) وألم الفقرات العنقية.

ولهذا السبب، يُنصح السائقون بأخذ استراحات متكررة وتمارين تمديد العضلات لتخفيف الضغط الجسدي.

الآثار على منطقة أسفل الظهر

يعاني الكثير من السائقين، خاصة المهنين مثل سائقي الشاحنات أو سيارات الأجرة، من آلام أسفل الظهر بسبب الوضعية غير الملائمة واهتزازات السيارة المستمرة. أظهرت أبحاث نُشرت في مجلة "Spine Health" الطبية أن التعرض لهذه الاهتزازات مع الجلوس لفترات طويلة يزيد من خطر الإصابة بآلام العمود الفقري والأقراص المنزاحة.

هل قيادة السيارة لفترة طويلة أمر سيء على الدورة الدموية؟

الجلوس الطويل يُعيق تدفق الدم بشكل طبيعي، خصوصًا إلى الأطراف. يؤدي هذا إلى مخاطر صحية مثل تورم الساقين، تخثر الأوردة العميقة (Deep Vein Thrombosis)، وحتى الإصابة بالجلطات. المخاطر تكون أكبر عند القيادة لمسافات طويلة دون أخذ استراحة للتحرك أو تغيير الوضعية.

وفقًا لدراسات أجرتها "American Heart Association"، فإن الأشخاص الذين يجلسون باستمرار لأكثر من أربع ساعات في اليوم لديهم فرصة أعلى بنسبة 125% للإصابة بمشاكل في القلب والأوعية الدموية مقارنةً بأولئك الذين يتحركون بانتظام.

كيف يمكن تجنب مشاكل الدورة الدموية أثناء القيادة؟

لتقليل خطر الإصابة بمشاكل الدورة الدموية أثناء القيادة، يُنصح بالآتي:

• التمدد والتوقف كل ساعتين خلال السفر.
• تحريك القدمين برفق أثناء القيادة لتحسين الدورة الدموية.
• ارتداء الملابس الفضفاضة لتقليل الضغط على الجسم.

هل قيادة السيارة لفترة طويلة مضر للصحة النفسية؟

إضافة إلى الأضرار الجسدية، فإن القيادة لمسافات طويلة تؤثر أيضًا على الصحة النفسية. التعرض المستمر للضغط النفسي الناتج عن تركيز القيادة، الازدحام المروري، والخوف من الحوادث، يُسبب مستويات عالية من التوتر. هذا التوتر المزمن قد يؤدي مع الوقت إلى اضطراب القلق المزمن أو حتى الاكتئاب.

على سبيل المثال، أظهرت دراسة أجرتها "University College London" أن الأشخاص الذين يقضون أكثر من 90 دقيقة في التنقل بالسيارة يوميًا يعانون من مستويات أعلى من القلق ويشكون من انعدام الرضا عن حياتهم اليومية مقارنة بأولئك الذين ينقلون عبر وسائل النقل الأخرى.

طرائق تقليل التوتر أثناء القيادة

للمساعدة في تقليل تأثير القيادة الطويلة على الصحة النفسية، يمكن اتباع التوصيات التالية:

• الاستماع إلى موسيقى مريحة أو بودكاست يعزز من الترفيه والتعلم.
• تحسين بيئة السيارة من خلال الحفاظ على ترتيبها وتهويتها.
• استخدام تطبيقات الملاحة لتجنب الازدحام المروري.

هل يمكن أن يؤدي الجلوس المطول إلى السمنة وزيادة الوزن؟

من المعروف أن الجلوس لفترات طويلة يقلل من معدل حرق السعرات الحرارية ويؤدي إلى تراكم الدهون، مما يزيد من خطر الإصابة بالسمنة. عند الجلوس في السيارة، تقل الحركة الجسدية إلى حد كبير، مما يضعف عملية التمثيل الغذائي.

وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن الأشخاص الذين يقضون ساعات طويلة في وضعية الجلوس لديهم معدلات أعلى من زيادة الوزن، وخاصةً حول منطقة البطن، مما يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري.

كيفية تجنب زيادة الوزن المرتبطة بالجلوس الطويل

للمساعدة في السيطرة على الوزن أثناء فترة القيادة الطويلة، يمكن القيام بالآتي:

• تناول وجبات خفيفة صحية بدلاً من الأطعمة السريعة.
• استخدام تقنيات التمارين البسيطة أثناء الجلوس مثل تمارين شد العضلات.
• الاستفادة من الاستراحات لممارسة أنشطة بدنية خفيفة.

هل تؤثر المسافات الطويلة على السيارة؟

لا تتوقف أضرار القيادة الطويلة على الشخص فحسب، بل يمكن أن تؤثر أيضًا على السيارة. القيادة المستمرة لمسافات طويلة تُسرّع من تآكل أجزاء السيارة المهمة مثل الإطارات، نظام الفرامل، والمحرك. إضافة إلى ذلك، فإن الاحتكاك المستمر للعجلات بالرصف قد يؤدي إلى ارتفاع حرارة المكابح ويُضعف أداؤها مع الوقت.

وفقًا لتقارير صادرة عن "AAA Automotive Services"، فإن السيارات التي تسير لمسافات طويلة دون صيانة دورية قد تواجه مشاكل كبيرة مثل انخفاض كفاءة استهلاك الوقود وتزايد الأعطال الميكانيكية.

العناية بالسيارة أثناء استخدام طويل المدى

لتقليل الأضرار المتعلقة بالسيارة أثناء القيادة لمسافات طويلة، ينبغي:

• التأكد من ضغط الهواء في الإطارات قبل الرحلة.
• تغيير زيت المحرك وصيانة السيارة بانتظام.
• التأكد من عمل نظام التبريد بكفاءة لمنع ارتفاع حرارة السيارة.

هل يمكن أن يؤدي البقاء في السيارة لفترة طويلة إلى إصابتك بالمرض؟

الجلوس لفترات طويلة يُضعف من أداء الجسم العام، حيث يؤثر سلبًا على الهضم، الرئتين، وحتى العينين. التعرض المستمر لبيئة مقفلة مثل السيارة يزيد من تراكم ثنائي أكسيد الكربون ويُقلل من جودة الهواء داخل المركبة، مما يُسبب الإرهاق والصداع.

من ناحية أخرى، فإن القيادة المفرطة قد تُؤدي إلى إرهاق العينين بسبب التركيز المستمر على الطريق. يُنصح السائقون بالقيام بتمارين استرخاء للعين كل فترة أثناء القيادة.

نصائح لتحسين الصحة أثناء القيادة الطويلة

لتجنب التأثيرات السلبية على الصحة العامة للجسم، يُفضل اتباع النصائح التالية:

• تهوية السيارة بانتظام لإدخال الهواء النقي.
• استخدام وسائد داعمة للظهر لتخفيف الضغط.
• التوقف لتناول وجبات صغيرة وصحية على فترات.

في النهاية، الجلوس الطويل في السيارة يحمل مخاطر جمة على الصحة الجسدية والنفسية وعلى السيارة نفسها.

من الضروري اتخاذ تدابير وقائية لتخفيف الآثار السلبية المرتبطة بهذه العادة، سواء كان ذلك من خلال تحريك الجسم بانتظام، ترتيب جدول القيادة، أو حتى تحسين وضعية الجلوس.

الاهتمام بهذه التفاصيل يُمكن أن يُحسن من جودة الحياة ويُحافظ على صحة الجسم وسلامة السيارة على المدى البعيد.