بعد تحطم الطائرة الهندية: ما يحدث بعد الكوارث الجوية الكبرى

تحطمت رحلة الخطوط الجوية الهندية رقم 171 المتجهة إلى لندن لينجو منها شخص واحد فقط

  • تاريخ النشر: الجمعة، 13 يونيو 2025
بعد تحطم الطائرة الهندية: ما يحدث بعد الكوارث الجوية الكبرى

بالأمس تحطمت رحلة الخطوط الجوية الهندية رقم 171 المتجهة إلى لندن، والتي كانت تشغلها طائرة بوينغ 787 دريملاينر، بعد دقائق قليلة من إقلاعها من مطار أحمد أباد الدولي،

من بين 242 شخصاً كانوا على متن الطائرة، نجا شخص واحد فقط، يعد هذا الحادث على الأرجح واحداً من أسوأ الكوارث الجوية في تاريخ الطيران الهندي، وهو أول خسارة كاملة لهيكل طائرة من طراز دريملاينر.

ورغم أن حوادث الطائرات الكبرى كهذه تظل نادرة في قطاع الطيران التجاري الحديث، إلا أن تبعاتها تكون مدمرة عندما تحدث.

بعد تحطم الطائرة الهندية: ما يحدث بعد الكوارث الجوية الكبرى

بعد تحطم الطائرة الهندية: ما يحدث بعد الكوارث الجوية الكبرى

تتطلب حوادث الطيران بهذا الحجم استجابة عالمية عالية التنسيق، ففور وقوعها، تبدأ فرق متخصصة من شركات الطيران، والجهات التنظيمية، ومصنعي الطائرات في تجميع قطع اللغز لمعرفة الأسباب التي أدت إلى الكارثة.

يمكن أن تمتد عملية التحقيق برمتها لأسابيع أو أشهر، وربما سنوات في بعض الأحيان، وعلى الرغم من أن معظم مراحل هذا التحقيق تتم بعيداً عن أعين الجمهور، إلا أن كل مرحلة تؤثر بشكل مباشر على ما يليها.

الاستجابة الأولية وتأمين موقع التحطم

تعد الأولوية القصوى بعد وقوع أي حادث طيران هي تأمين موقع التحطم بشكل فوري، تعمل السلطات المحلية بسرعة على تطويق المنطقة، وتقييد الوصول إليها، وحماية حطام الطائرة من أي عبث أو تغيير.

بالتوازي مع ذلك، يتم جمع البيانات من مراقبة الحركة الجوية، وتتبع الرادار، وإفادات شهود العيان، لتدعم التحقيق الأولي الذي يهدف إلى بناء تسلسل زمني دقيق للأحداث.

عمليات البحث والإنقاذ

بعد ذلك، تبدأ فرق الاستجابة للطوارئ، التي تشمل فرق الإطفاء، الشرطة، والوحدات الطبية، وعمليات البحث والإنقاذ، ينصب تركيزهم المباشر على انتشال رفات الضحايا الموجودين على متن الطائرة، ونقل أي ناجين أو متضررين إلى المستشفيات القريبة.

في الوقت ذاته، يعملون على تثبيت موقع التحطم وإزالة الحطام حيثما أمكن، مع الحرص الشديد على ترك الأدلة الرئيسية دون مساس لضمان سلامة عمل سلطات التحقيق.

التحقيق في حوادث الطيران: إجراءات وآليات دولية

بمجرد بدء الاستجابة الأولية لحادث الطيران، يتم إخطار الهيئات التحقيقية الرسمية، في غالبية الحالات، تتولى سلطة الطيران المدني في الدولة التي وقع فيها الحادث زمام التحقيق.

أما بالنسبة للحوادث التي تشمل طائرات مصنعة في الخارج أو تقل رعايا أجانب، فيبدأ التنسيق الموازي مع الوكالات الدولية بموجب إرشادات الملحق 13 لمنظمة الطيران المدني الدولي.

استعادة الصناديق السوداء وبداية التحقيق

بعد تحطم الطائرة الهندية: ما يحدث بعد الكوارث الجوية الكبرى

عند وقوع أي حادث طيران، يكون أول إجراء تتخذه سلطات التحقيق هو إرسال فريق متخصص إلى موقع التحطم، تبدأ مهام هذا الفريق الأولية بتوثيق شامل للمشهد، والذي يشمل التقاط الصور للموقع، وتسجيل تفاصيل الحطام، بالإضافة إلى التحدث مع أفراد فرق الطوارئ التي كانت موجودة.

تشرع هذه العملية فور تسلم الموقع من المستجيبين المحليين، ويتم الحفاظ على السيطرة الكاملة على المكان لضمان حماية الأدلة المادية الهامة.

أولوية قصوى لاستعادة الصندوقين الأسودين

من بين الأولويات القصوى للمحققين في حوادث الطيران، تبرز مهمة تحديد موقع واستعادة الصندوقين الأسودين للطائرة.

هما مسجل بيانات الرحلة (FDR) ومسجل صوت قمرة القيادة (CVR)، وقد صممت هذه الأجهزة خصيصاً لتحمل الصدمات الشديدة ودرجات الحرارة القصوى، مما يضمن بقاءها سليمة في ظروف الحوادث القاسية.

يقوم مسجل بيانات الرحلة (FDR) بتسجيل المعلومات الفنية الحيوية، مثل الارتفاع، وسرعة الطيران، ومدخلات التحكم من الطيارين.

أما مسجل صوت قمرة القيادة (CVR)، فيقوم بالتقاط المحادثات الدائرة بين الطيارين، بالإضافة إلى أي تحذيرات صوتية صادرة داخل قمرة القيادة.

صندوق الطائرة الهندية

عثر على مسجل بيانات رحلة الطائرة الهندية خلال حوالي 28 ساعة فقط من وقوع الحادث، وقد عثر عليه فوق سطح أحد المباني بالقرب من موقع التحطم، وأعلن المكتب فوراً بدء عمله في التحقيق بكامل قوته.

الصناديق السوداء مفتاح كشف أسرار حوادث الطائرات

بمجرد استعادة الصناديق السوداء، يبدأ المحققون عملية فك تشفير وتحليل البيانات المخزنة بداخلها، تجرى هذه العملية في مختبرات متخصصة، وغالباً ما تكون تحت إشراف وكالة التحقيق الرئيسية والسلطات الدولية ذات الصلة.

تساعد البيانات في إعادة بناء اللحظات الأخيرة من الرحلة، ومطابقة المدخلات التقنية مع ما تم تسجيله من أصوات ومحادثات داخل قمرة القيادة، أي تفاصيل غير طبيعية.

مثل فقدان مفاجئ للارتفاع، أو أصوات تحذير، أو تعليمات متضاربة بين الطيارين، يمكن أن توجه مسار التحقيق وتساعد في تحديد سبب الحادث.

مراحل جمع الأدلة وتحليل الأسباب

يجمع المحققون، ضمن إطار عملهم، مجموعة واسعة من البيانات تشمل سجلات الصيانة، وسجلات التدريب، وبيانات الطقس، وتسجيلات الاتصال بين الطائرة والمراقبة الجوية.

بالإضافة إلى إفادات الشهود، وفي الحالات الأكثر تعقيداً، قد تتطلب التحقيقات إجراء المزيد من عمليات المحاكاة والاختبارات التفصيلية.

مراحل التحقيق

تقسم عملية التحقيق بأكملها إلى مراحل تبدأ بجمع البيانات الموثوقة والتحقق منها، تليها مرحلة التحليل الشامل لتحديد الأسباب المحتملة للحادث.

عادةً ما يتم نشر التقرير الأولي للحادث في غضون 30 يوماً من وقوعه، وذلك امتثالاً للمتطلبات المنصوص عليها في الملحق 13 لمنظمة الطيران المدني الدولي.

ومع ذلك، غالباً ما تصدر النتائج الأولية الرسمية، المستندة إلى البيانات الأولية (مثل تسجيلات الصندوق الأسود أو الأدلة المجمعة من موقع التحطم)، للجمهور في غضون أيام قليلة من وقوع الحادث.

صيانة وتدابير السلامة للطائرات الأخرى

عندما تشير الأدلة الأولية إلى وجود مشكلة محتملة تتعلق بالسلامة، قد تقوم سلطات الطيران المدني بإصدار توجيهات استشارية أو تعليمات مؤقتة خلال أيام قليلة من وقوع الحادث.

وفيما يتعلق بالرحلة رقم 171، أصدرت المديرية العامة للطيران المدني في الهند أمراً لشركة الخطوط الجوية الهندية (إير إنديا) بتنفيذ أعمال صيانة وفحوصات إضافية على أسطولها من طائرات بوينغ 787-8 و 787-9.

وقد استهدفت التعليمات بشكل خاص الطائرات المجهزة بمحركات GEnx من شركة جنرال إلكتريك، وتضمنت ضرورة التحقق من معايير الوقود، وأنظمة التحكم بالمحرك، والوظائف الهيدروليكية، وضواغط هواء المقصورة، وبيانات أداء الإقلاع.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار عالم السيارات