لماذا يشعر البعض بالغثيان داخل السيارة الكهربائية؟

  • تاريخ النشر: الإثنين، 30 يونيو 2025 آخر تحديث: الأربعاء، 02 يوليو 2025
لماذا يشعر البعض بالغثيان داخل السيارة الكهربائية؟

السيارات الكهربائية أكثر هدوءًا وسلاسةً ودقةً من سيارات البنزين، وطالما أنها تُوفر مدىً كافيًا، فهي أكثر راحةً للسائق.

لكن الأمر قد يختلف بالنسبة لمن يركب في الخلف، كما يتضح من منشوراتٍ متعددة على مواقع التواصل الاجتماعي من ركاب يسألون عما إذا كان من الطبيعي الشعور بدوار الحركة في المقعد الخلفي للسيارة الكهربائية.

وفقًا لعلماء تحدثوا لصحيفة الغارديان، فإن سائقي السيارات الكهربائية لا يتخيلون ذلك. قد يعاني البشر من دوار الحركة داخل سيارة كهربائية حتى مع عدم تشغيلها بكامل طاقتها، رغم أنهم قضوا عقودًا في قيادة سيارة تعمل بالاحتراق الداخلي دون أي مشكلة.

هناك عدة أسباب محتملة لذلك، بعضها يتعلق بطريقة تفاعل السائق مع أدوات التحكم في السيارة الكهربائية، والبعض الآخر يتعلق بكيفية معالجة أدمغتنا للإشارات التي نستقبلها أثناء التنقل.

لنبدأ بالسائق. إذا سبق لك قيادة سيارة كهربائية، فستعلم أنها على عكس سيارات محركات الاحتراق الداخلي، تُنتج عزم دورانها بالكامل فورًا، وهذه الميزة هي ما يمنحها هذا القدر الهائل من الطاقة عند الانطلاق وعند السرعات المنخفضة.

نتيجةً لذلك، عانت بعض السيارات الكهربائية المبكرة من تذبذبٍ حادٍّ في ضغط دواسة الوقود، وبينما توصلت معظم شركات صناعة السيارات الآن إلى كيفية ضبط استجابة دواسة الوقود الصحيحة لجعل الضغط على دواسة الوقود أكثر سلاسة، قد يواجه السائق الذي انتقل مؤخرًا من سيارة تعمل بالبنزين صعوبةً في الضغط على دواسة الوقود بسلاسة. أفضل خيارٍ له هو تفعيل وضع التوفير الاقتصادي، الذي يكون ضغط دواسة الوقود فيه دائمًا أبطأ.

الأمر مشابهٌ لتباطؤ السيارة الكهربائية بسبب نظام الكبح التجديدي، خاصةً إذا كان مستوى الكبح التجديدي مرتفعًا أو كان السائق يستخدم وضع الدواسة الواحدة. فبمجرد رفع السائق قدمه عن دواسة الوقود، تبدأ السيارة بالتباطؤ بشكل ملحوظ، مما يعني ضرورة توخي الحذر الشديد في حركات أقدام الركاب لتجنب شعورهم بالغثيان.

وحتى في هذه الحالة، فإن التباطؤ المستمر - والذي يختلف تمامًا عن التباطؤ القصير، ولكنه الأكثر حدة، الذي اعتدنا عليه في سيارات الاحتراق الداخلي - قد يُسبب لنا الغثيان.

جزء من المشكلة يكمن أيضًا في أن أدمغتنا معتادة على التقاط إشارات الصوت والاهتزازات والحركات الصادرة عن السيارات ذات محركات البنزين. وهو أمر تعلمناه لا شعوريًا لسنوات. لكن السيارات الكهربائية لا تُصدر هذه الإشارات نفسها.

وقال ويليام إيموند، طالب دكتوراه يبحث في دوار الحركة، لصحيفة الغارديان: "يمكن أن يُعزى المرض الأكبر في السيارات الكهربائية إلى الافتقار إلى الخبرة السابقة، سواء كسائق أو كراكب، حيث يفتقر الدماغ إلى الدقة في تقدير قوى الحركة لأنه يعتمد على الخبرة السابقة في أنواع أخرى من السيارات".

وأضاف: "عند اكتشاف بيئة حركة جديدة، يحتاج الدماغ إلى التعود عليها، إذ لا توجد معرفة سابقة بالتجارب في مثل هذه البيئة. وهذا، على سبيل المثال، هو سبب إصابة معظم الناس بالغثيان  في بيئات انعدام الجاذبية".

اقترح بعض الخبراء أن شركات صناعة السيارات يمكنها المساعدة في الحد من دوار الحركة لدى الركاب من خلال دمج إشارات بصرية داخل المقصورة، مثل تغيير الإضاءة المحيطة، لمساعدة أدمغتنا على فهم ما سيحدث.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار عالم السيارات