انخفاض مبيعات تويوتا الكهربائية محليًا رغم النجاح عالميًا

مقالات ذات صلة

ستيلانتيس لن تبيع مازيراتي على الرغم من انخفاض المبيعات

انخفاض مبيعات السيارات الكهربائية في أوروبا

انخفاض مبيعات تويوتا بسبب تخفيضات الأسعار من قبل BYD

شهدت شركة تويوتا واحدة من أفضل أدائها في السنوات الأخيرة على الصعيد العالمي خلال عام 2025، حيث واصلت تحقيق نمو قوي في المبيعات. ومع ذلك، فإن المبيعات المحلية في اليابان أثارت تساؤلات كبيرة، خصوصًا مع الأداء الضعيف لقطاع السيارات الكهربائية. في المقال التالي سوف نستعرض حيثيات هذه المشكلة بشكل أعمق.

نمو عالمي استثنائي لمبيعات تويوتا

بحسب تقارير رسمية، ارتفعت مبيعات مجموعة تويوتا، التي تشمل علامات تويوتا ولكزس ودايهاتسو وهينو، بنسبة 6.2% لتصل إلى أكثر من 7.4 مليون سيارة بين بداية العام وشهر أغسطس عام 2025، مما يعكس الطلب المرتفع على مختلف طرازات الشركة في الأسواق العالمية. ويأتي هذا الأداء القوي مدفوعاً بابتكارات مستمرة في التقنيات الهجينة والكهربائية، بالإضافة إلى التوسع في أسواق ناشئة وتقديم تحسينات في كفاءة الإنتاج وسلسلة التوريد. وإذا استمر هذا الزخم، يُتوقع أن تتجاوز الشركة حاجز الـ10.8 مليون سيارة الذي سجلته في عام 2024، ما يعزز مكانتها كأحد أكبر شركات تصنيع السيارات عالمياً.

قفزة في مبيعات السيارات الكهربائية عالميًا

• بلغ إجمالي مبيعات السيارات الكهربائية الكاملة (EV) عالميًا 117,031 سيارة منذ بداية عام 2025، مسجلًا ارتفاعًا بنسبة 20.6% مقارنة بالعام السابق، مما يعكس زيادة الاهتمام العالمي بالتحول نحو وسائل النقل المستدامة. ويُعزى هذا النمو إلى التوسع في البنية التحتية لمحطات الشحن، وزيادة التنوع في طرز السيارات الكهربائية المعروضة في الأسواق.
• خلال شهر أغسطس وحده، تم بيع 17,056 سيارة كهربائية، بزيادة بلغت 34.5% مقارنة بشهر أغسطس 2024. هذا الأداء الشهري المميز يُبرز تأثير الحوافز الحكومية على تشجيع المستهلكين، إلى جانب التحسين المستمر في كفاءة السيارات الكهربائية ومدى سيرها.

الأداء المحلي في اليابان: تدهور ملحوظ

على الرغم من الأداء العالمي القوي، عانت مبيعات تويوتا في السوق اليابانية من تراجع واضح. يعكس هذا التناقض فجوة كبيرة بين النجاح الدولي للشركة وتحدياتها في السوق المحلي، حيث تواجه تويوتا منافسة متزايدة من شركات محلية ودولية تقدم عروضًا مبتكرة تلائم تطلعات المستهلك الياباني المتغيرة. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون للتغيرات الاقتصادية والاجتماعية في اليابان، مثل انخفاض معدلات الولادة وشيخوخة السكان، دور في تغير أنماط الاستهلاك وتقليل الطلب على السيارات الجديدة، ما يضع تويوتا أمام تحديات تكيف غير مسبوقة في استراتيجياتها المحلية.

تراجع في المبيعات الإجمالية

• انخفضت مبيعات مجموعة تويوتا في اليابان بنسبة 10.2% خلال شهر أغسطس.
• سجلت علامتا تويوتا ولكزس انخفاضًا أكبر بنسبة 12.1%، حيث بلغت مبيعاتهما 96,269 وحدة فقط.

وتُعزى هذه الانخفاضات إلى مشاكل تشغيلية متعددة تضمنت تأخيرًا في عمليات التسليم بسبب تحديات لوجستية ونقص في الموارد، بالإضافة إلى التداعيات الممتدة الناتجة عن استدعاء طراز "بريوس" سابقًا، مما أثر بشكل سلبي على سمعة الشركة وأدى إلى تراجع الثقة لدى العملاء الحاليين والمحتملين. كما أن التحديات الهيكلية في سلسلة التوريد ساهمت في زيادة التعقيدات، مع تصاعد المنافسة من الشركات الأخرى التي استطاعت الاستفادة من هذه المشكلات لتعزيز حصتها السوقية. وبالتزامن مع ذلك، برزت مخاوف بخصوص استدامة النهج الحالي للشركة، الأمر الذي دفع بعض المحللين إلى التشكيك في قدرة الشركة على التعافي السريع.

الطلب الضعيف على السيارات الكهربائية في اليابان

الأكثر إثارة للجدل كان الانخفاض الحاد في مبيعات السيارات الكهربائية الكاملة (BEVs) من تويوتا داخل اليابان:

• تراجعت المبيعات بنسبة 84.9% في أغسطس، حيث تم بيع 18 سيارة فقط.
• منذ بداية العام 2025، بلغ إجمالي السيارات الكهربائية المباعة في اليابان 469 سيارة فقط، بانخفاض قدره 71.1% مقارنة بالعام الماضي.

في المقابل، تظهر الأرقام أن السائقين اليابانيين لا يزالون يفضلون تقنيات أخرى:

• بيع 603,676 سيارة هجينة (Hybrid).
• بيع 13,551 سيارة هجينة قابلة للشحن من الخارج (PHEV).
• بيع 251 سيارة تعمل بخلايا وقود الهيدروجين (FCEV).

الثقافة المحلية تحد من انتشار السيارات الكهربائية في اليابان

بينما تستمر تويوتا في تعزيز مكانتها في سوق السيارات الكهربائية عالميًا، يظل السوق الياباني أكثر تحفظًا تجاه التحول إلى السيارات الكهربائية. وفقًا للخبراء، يعود ذلك إلى مجموعة من العوامل التي تشمل اعتماد اليابان الكبير على التكنولوجيا الهجينة كخيار وسيط بين الوقود التقليدي والكهرباء، بالإضافة إلى القلق بشأن كفاءة البطاريات الكهربائية ومدى ملاءمتها للبيئة والبنية التحتية المتوفرة حاليًا. كما يلعب الحذر الثقافي والتركيز على الابتكار التدريجي دورًا هامًا في تباطؤ وتيرة التحول الكامل إلى هذه التقنية. هناك عوامل عدة تؤدي إلى هذا الإقبال الضعيف، من بينها:

• اعتماد المستهلك الياباني بشكل كبير على التقنيات الهجينة التي توفر التوازن بين الكفاءة والعملية.
• محدودية البنية التحتية للشحن السريع للسيارات الكهربائية، مما يثير مخاوف بشأن القدرة على استخدام السيارات الكهربائية بكفاءة.
• التغيير البطيء في الثقافة العامة بين سائقي السيارات اليابانيين مقارنة بالمستهلكين في أوروبا وأمريكا.

وبالرغم من التحديات التي تواجهها تويوتا في السوق المحلي، فإن نجاحها العالمي يشير إلى أن الشركة قادرة على التكيف بسرعة مع متطلبات الأسواق الدولية المختلفة، حيث تعتمد على استراتيجيات مرنة تستهدف تلبية احتياجات العملاء المتنوعة وتقديم تقنيات مبتكرة تلبي المعايير العالمية. من خلال التركيز على الجودة والكفاءة، استطاعت تويوتا أن تحافظ على مكانتها الريادية وتوسع نطاقها في الأسواق الناشئة والاقتصادات المتقدمة على حد سواء.