الإبنة الصغرى لـ.. SL

  • تاريخ النشر: الأحد، 23 يونيو 2013 آخر تحديث: الثلاثاء، 08 فبراير 2022
الإبنة الصغرى لـ.. SL

قد لا تكون مرسيدس SLK 350 سوبر رياضية ذات التماسك والتأدية والترف الأفضل في فئتها ولكنها باتت اليوم ناضجة لدرجة أصبح عدم وضعها ضمن الخيارات بمثابة خطأ كبير

بنهاية اليوم الأول لتجربة SLK 350، ذهبت لشراء بعض الحاجيات وتوجهت الى صغيرة مرسيدس التي كنت أقودها منذ الصباح للذهاب الى المنزل ولأجد شخصاً متوقفاً الى جانبها وهو يتأملها. وما أن إستعملت جهاز التحكم عن بعد لفتح الصندوق حتى إقترب مني هذا الشخص معرفاً عن نفسه ومضيفاً أنه يملك SLK منذ سنتين وأنه يريد أن يعلم ما هي الفوارق بين سيارته وسيارتي. وفي سياق الحديث أخبرني أنه قبل شراءه لسيارته، قام بتجربة بورشه بوكستر وبي ام دبليو Z4 وSLK 350 وأنه إختار هذه الأخيرة لأنها تناسب طريقة قيادته الهادئة.

صحيح أن SLK قد لا تتمكن من التفوق على منافساتها الألمانيات في حال كانت تتسابق ضدهن، إلا أنه يتوجب علينا الإعتراف بأن سائقي سيارات الرودستر الصغيرة لا يقضون وقتهم مع سياراتهم على الحلبات وهم يتسابقون لإحراز أفضل توقيت وذلك مع العلم أن تصميم هذا النوع من السيارات يوحي بأنها سيارات رياضية التأدية وأن سائقيها ينتمون الى النوع المتحمس. فالإحصائيات تشير الى أن سائقي سيارات الرودستر الصغيرة يقودون سياراتهم وكأنها سيارات عائلية عادية ويتمتعون بقدرتها على التحول الى سيارات مكشوفة وذلك بالإضافة الى أمانها وترفها والصورة الراقية التي يمكنها أن تعكسها عن سائقها.

ومع قيادة الجيل الجديد (الثالث) من SLK، يشعر المرء أن مرسيدس مكتفية بما فعلته مع سيارتها هذه التي يقول مسؤولو مرسيدس عنها أنها ليست سيارة هجومية أو سوبر رياضية، بل هي رودستر صغيرة الحجم توفر لراكبيها الراحة القصوى من خلال تصميم معاصر ورياضي يركز على مستويات الترف العالية وأن فئة AMG منها هي التي تتوجه الى السائقين اللذين يتحدون الوقت على الدوام.

في الواقع، هذا كلام صحيح كلياً. فمن ناحية التصميم، لا يمكننا إلا أن نقول أن تصميم SLK هذه هو الأنجح في تاريخ هذه السيارة الذي إنطلق عام 1998. فقد وجدت مرسيدس أن تصميم الواجهة الأمامية للشقيقة الأكبر SLS ناجح جداً وهذا ما دعاها الى إعتماد واجهتها الشبكية الأمامية النافرة عن مستوى الواجهة الأمامية والعمودية التصميم في معظم سياراتها التي تنتمي الى فئتي الكوبيه والرودستر ومنها SLK الجديدة التي نالت أيضاً مصابيح جديدة تتحلى بتفاصيل تصميمية داخلية رائعة ولكننا هنا تمنينا لو لم تكن هذه المصابيح متداخلة من الأعلى مع غطاء المحرك لأنها كانت حينها ستوفر شكلاً أكثر عدائية للواجهة الأمامية، في وقت نالت الواجهة الخلفية مصابيح مثلثة الشكل تتشابه مع تلك التي تتوفر للشقيقة C. أما في الوسط حيث السقف المعدني القابل للطي والذي كانت مرسيدس من رواده، فقد بقي هذا السقف على حاله، إلا أنه بات يتوفر بثلاثة خيارات تبدأ بالسقف المعدني (سيارة التجربة) وتمر بسقف زجاجي قاتم (بانورامي) وتنتهي بسقف زجاجي يمكن التحكم بشفافيته (ماجيك سكاي). ومع سقف سيارة التجربة المعدني، لا بد من الإشارة الى أنه عازل للصوت والضجيج بشكل شبه كلي يجعل المرء يعتقد أن داخل سيارة من فئة الكوبيه وبالأخص على الطرقات السريعة حين ترتفع السرعة الى ما يزيد عن 100 كلم/س. أما النقطة السلبية الوحيدة لهذا السقف، فتتمثل بالحجم الذي يحتله في صندوق الأمتعة عند كشف السيارة إذ يتدنى حجم التحميل حينها من 335 الى 225 ليتر، مما يعني أن إستعمال SLK للذهاب في عطلة نهاية الأسبوع قد يمنعك من أخذ كل الأمتعة التي تريدها إلا إذا كنت مستعداً لعدم كشف السيارة.

وفي حال كنت مستعداً لذلك، فسيتوجب عليك أن تعلم أن مقصورة SLK ستوفر لك ولمرافقك أو مرافقتك راحة جيدة مردها مقصورة رحبة لشخصين عززتها مرسيدس بمقعدين مدروسين لتوفير مستويات راحة عالية مع تثبيت جيد للأجسام في حال دب الحماس في نفسك على الطرقات الملتوية وقررت أن تعتمد القيادة الرياضية. وتوفر هذه المقاعد وضعية جلوس مرنة يمكن التحكم بها تبعاً لقامتك، تماماً كما توفر وضعية قيادة ممتازة معززة بمقود جرى تثبيته في وضعية جيدة بالنسبة لليدين والأكتاف. ويمكن أيضاً تعديل وضعية المقود أفقياً وعمودياً لزيادة راحة الجلوس والقيادة. وفي هذا السياق، تتوفر SLK أيضاً مع تجهيزين يمكنان السائق وراكبه من كشفها في الأيام الباردة نسبياً وهما: نظام Air Scarf وهو عبارة عن مخرج للهواء الساخن جرى تثبيته في ظهر المقعدين مباشرة تحت مساند الرأس ليعمل على تدفئة الرقبة والكتفين. أما التجهيز الثاني، فيحمل تسمية Air Guide، أو موجه الهواء وهو عبارة عن قطعة مثلثة ـ دائرية من البلكسي غلاس الشفاف جرى تثبيتها خلف الأقواس المانعة للإنطباق خلف مساند الرأس. ويمكن تحريك هاتين القطعتين على محور أفقي ليغلقا المساحة التي تفصل بين مسندي الرأس بهدف خفض نسبة تلاعب الهواء داخل المقصورة عند كشف السيارة.

وفي المقصورة، لن يتمكن المرء من إغفال الجودة التصنيعية التي تبدو بوضوح في كل أنحاء المقصورة المبطنة بالجلود والتي يمكن تزيينها بمقاطع خشبية أو معدنية مصقولة. أما لوحة القيادة التي تعتمد التصميم العام للوحات قيادة سيارات مرسيدس، فتتميز بتجويف عدادات يتألف من عدادين كبيرين مثبتين بوضعية عميقة داخل أسطوانتين تحتوي كل منهما أيضاً على عداد صغير للإشارة الى كمية الوقود المتبقية ودرجة حرارة المحرك. أما الكونسول الوسطي، فيبدأ بشاشة علوية لعرض معلومات جهاز الملاحة والنظام الموسيقي ومعايير عمل مكيف الهواء و.. والتي يمكن التحكم بعملها من خلال مفتاح دائري كبير في أرضية الكونسول الوسطي أو عبر عدد من مفاتيح التشغيل الموجودة في وسط الكونسول. وفي هذا السياق، لا بد من الإشارة الى أن عملية وضع مقبض علبة التروس على الوضع P تؤدي دوماً الى إرتطام أحد أصابع اليد اليمنى بمفتاح تشغيل الإشارات الأربع.

ولسيارتها هذه، قررت مرسيدس توفير محرك الشقيقة فئة C الذي ينتمي الى نادي محركات الأسطوانات الست على شكل V بسعة 3,5 ليتر والذي نال عملية تطويرية قبل إعتماده للفئة C الجديدة منها تزويده بجهاز بخاخ مباشر وليولد على الأثر 306 أحصنة عند 6500 دورة في الدقيقة تترافق مع 370 نيوتن متر من عزم الدوران الذي يتوفر إبتداءً من 3500 ولغاية 5250 دورة في الدقيقة. وعند ضغط دواسة التسارع حين يكون دوران المحرك في المدى المتوسط، سيلاحظ المرء على الفور أن الخمول الذي كان يميز هذا المحرك قبل التعديل، لم يعد موجوداً، خصوصاً أن SLK 350 باتت قادرة على الإنطلاق من حالة الوقوف التام الى سرعة 100 كلم/س في خلال 5,6 ثانية، أي أنها أبطأ بمقدار 0,3 ثانية من شقيقتها الكبرى SL 550. وهنا، قد يلاحظ المرء أن ليونة المحرك متدنية نسبياً عندما يكون دوران المحرك أقل من 2000 دورة في الدقيقة، إلا أن رفع الدوران ليس بالأمر العسير إذ يمكن تحقيقه بمجرد زيادة الضغط على دواسة التسارع.

ومع علبة التروس التي تتسم بنعومة عمل عالية والتعليق الذي يركز على الراحة، يمكن القول أن SLK 350 ليست سيارة سوبر رياضية لجهة تأديتها وذلك مع العلم أن تجاوبها الإجمالي مع متطلبات السائق سريع. ولكن من ناحية أخرى، لا يمكن إغفال ما توفره هذه السيارة من سهولة قيادة عززتها مرسيدس بمستويات تماسك جيدة وشعور بأن السيارة التي أنت خلف مقودها هي سيارة صلبة يمكنها أن تأخذك الى أي مكان في جو من الراحة والأمان والرقي.

وعلى الرغم من أنني حاولت الوصول بـ SLK 350 الى حدودها القصوى عدة مرات خلال التجربة، إلا أنني إكتشفت أن الهدف من هذه السيارة لا يتمثل بالقدرات الرياضية المتفوقة، بل بنقلك من مكان الى آخر في سيارة لا يمكنها أن تمر من دون أن تلفت النظر اليها، خصوصاً أنها قادرة وعلى غرار معظم السيارات التي تحمل النجمة الثلاثية في مقدمتها، على جعلك تشعر أنك مختلف وهذا هو بإعتقادي السر في نجاحها منذ تقديمها الأول ولغاية حينه.

«هي رودستر صغيرة الحجم توفر لراكبيها الراحة القصوى من خلال تصميم معاصر ورياضي يركز على مستويات الترف العالية»

«تبدو وكأنها محافظة وكلاسيكية ولكن يكفي أن تقودها لعدة أيام وستشعر حينها أنها واحدة من السيارات التي لن تود التخلي عنها»

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار عالم السيارات