بورشه باناميرا توربو S

  • تاريخ النشر: الأحد، 26 مايو 2013 آخر تحديث: الثلاثاء، 08 فبراير 2022
بورشه باناميرا توربو S

مع باناميرا توربو S، لم تكتف بورشه بزيادة القوة والتأدية، بل صبت الزيت على نار حرب الأحصنة في قطاع السيارات التنفيذية الرياضية التأدية  كنا في توب جير متأكدين أن ما لا تحتاج بورشه باناميرا اليه هو مزيد من السرعة لأنها سريعة أصلاً وبالأخص فئة توربو منها ولكن هذه هي بورشه التي ما أن توفر فئة توربو من أي من سياراتها حتى تسارع الى إنتاج فئة توربو S. وفي هذا السياق، كنا على قناعة تامة بأن بورشه في حال أرادت أن تعدل شيئاً، فسيصب في خانة التصميم الخارجي وبالأخص الخلفي منه وسيكون بعيداً كل البعد عن التأدية، خصوصاً أن محرك باناميرا توربو يولد 493 حصاناً نعتقد أنها أكثر من كافية لسيارة من هذا المعيار.

وفي هذا السياق، كان بإمكان بورشه أن تعتمد فتحات أكبر لإدخال هواء التوربو أو أن تعدل برمجة الكمبيوتر الذي يتحكم بإدارة المحرك للحصول على حوالي 50 حصاناً إضافياً، إلا أنها قررت أن لا تعتمد على الحل الرخيص. ولذلك أبقت على الغلاف الخارجي لجهاز التوربو ولكنها بدلت الضواغط الداخلية لجهازي التوربو  التي تأخذ لنفسها شكل عنفات خاصة، بأخرى جديدة صنعتها من خليط من الألومنيوم والتايتانيوم إنخفض معه وزنها بمعدل النصف، مما أدى الى إرتفاع كفاءة عملها من خلال تجاوبها الذي بات أسرع. وهنا تقول بورشه أن هذه الضواغط كانت تدور إنطلاقاً من الصفر الى 170 ألف دورة في الدقيقة في 1,2 ثانية. أما الضواغط الجديدة التي تم تخصيصها لـ باناميرا توربو S، فلا تستغرق إلا 0,8 ثانية.

وأدى هذا التعديل أيضاً الى إرتفاع قوة المحرك بمعدل 50 حصاناً ليصل الى 542 حصان تصدر بالتناغم مع 800 نيوتن متر من عزم الدوران وهذا ما يمكن باناميرا توربو S التي يبلغ وزنها 1995 كلغ من الإنطلاق من حالة الوقوف التام الى سرعة 100 كلم/س في 3,8 ثانية بفضل جهاز للتحكم بالإنطلاق ولتصل بعدها الى سرعتها القصوى البالغة 307 كلم/س.

ومن الخارج، نالت توربو S مجموعة من الإضافات لتمييزها عن شقيقاتها. وتشمل هذه الإضافات تنانير جانبية مدمجة، عجلات معدنية جديدة بقياس 20 إنش، حشيات بسماكة 5 ملم خلف الإطارين الخلفيين لزيادة طول المحور الخلفي، مقصورة محرك ذات تصميم معدل، مقصورة جلدية بلونين مختلفين وخيار طلبها بلون رمادي معدني حصري. ومع توربو S، يحصل المالك قياسياً على عادم رياضي وأنظمة التحكم بالتعليق النشط (PASM) والسيطرة الديناميكية على الشاسي (PDCC)، إضافة الى مجموعة سبورت كرونو الرياضية. وفي هذا السياق، يكفي أن يعتمد المرء معيار القيادة الرياضية وأن يقود باناميرا توربو S على طرقات جبلية ملتوية كي يكتشف أنها تتحلى بثبات متقدم جداً وبعيد عن تمايلات الهيكل المتوقعة من سيارة بهذا الحجم وهذا ما يؤدي بالسائق الى رفع وتيرة قيادته وإزدياد متعته من خلف المقود وبالأخص بعد القيادة لبرهة من الوقت ريثما يتأقلم مع حجم السيارة الكبير. وهنا لا بد من التوقف عند نظام التحكم في حركة الإطارات الدافعة والذي يعمل بكفاءة عالية لدرجة لا يمكن لهذه السيارة أن تنزلق في المنعطفات إلا في حال كان سائقها قد قرر تعدي حدود علم الفيزياء.

وهنا، قد يشعر المرء أن ردات فعل هذه السيارة تركز على الطابع الإصطناعي ولكن ما أن يفكر بالأمر حتى يجد أنه يقارن باناميرا توربو S بشقيقتها الأصغر 911 ذلك أن الإنطباع الأولى الذي تولده قيادة هذه السيارة يتمثل بأن المرء يقود 911 ولكن بحجم كبير. وما أن يحاول المرء أن لا يقارن هذه السيارة بـ 911 حتى يجد أنها ليست إصطناعية الطابع بالقدر الذي شعر به في بداية قيادته لها.

ومن ناحية أخرى، تعتبر علبة تروس هذه السيارة وهي من فئة PDK سباعية النسب من أفضل علب التروس كونها تبدل النسب بنعومة بالغة يساعدها في ذلك قابض فاصل مزدوج يبرز عمله السريع عند الإنتقال الى التبديل اليدوي للنسب. وتعمل علبة التروس هذه على نقل قوى المحرك الى العجلات الأربع بشكل مستمر مع العلم أن نقل الحركة يركز على الإطارين الخلفيين.

من الخارج وما أن تنظر الى باناميرا توربو S حتى تستعيد ذلك الشعور الذي أحسست به عندما رأيت باناميرا لأول مرة. فأنت ستشعر من جديد أن بورشه إستقدمت طراز 911 وقامت بزيادة عرضه بعد أن قطعت هيكله في الوسط وزودته بأبواب خلفية وعملت أيضاً على زيادة مدى التقوس الأفقي للسقف لزيادة المساحات المخصصة لرأسي راكبي الخلف ولتبدو خطوط السقف وكأنها عبارة عن قبة مقوسة. وهنا، نذكر أننا قبل رؤيتنا الفعلية لهذه السيارة، كنا نعتقد أنها تتحلى بنوع من القباحة التصميمية ولكن عند تأملنا لها ومع أننا لا نزال نجدها غريبة بعض الشئ، إلا أنه لا يمكن إغفال أن باناميرا وبكافة فئاتها تقوم على خطوط تصميمية مميزة مع تقوسات ناعمة ومساحات منسابة. وعند محاولة أخذ بعض الصور لها، يسود إنطباع مفاده أن الكاميرا الفوتوغرافية تجد صعوبة في إيجاد زوايا باناميرا توربو S الجميلة. وهنا، تشعرك هذه السيارة أنها تريد منك أن تقضي بعض الوقت معها كي تتمكن من التعرف على مكامن جمالها الذي ما أن يظهر الى العلن حتى يدوم لوقت طويل.

وعلى الرغم من أن باناميرا تندرج ضمن قطاع سيارات الهاتشباك ـ السيدان الرياضية التنفيذية والمترفة، ولكنها تحمل في طياتها معالم تصميمية تركز على عدد من معالم شقيقتها الأشهر 911 وبالأخص لجهة الواجهة الأمامية التي تقوم على مصابيح أمامية مزدوجة تم دمجها بالرفاريف الأمامية التي أخذت لنفسها وضعية أكثر إرتفاعاً منها لإرتفاع غطاء المحرك. ولا تقف معالم التشابه عند هذه الحدود، بل تشمل الواجهة الخلفية التي تقوم على خط كتف عريض ونافر يشعر الناظر اليه أنه يساهم في خلق قوى دفع سفلية كلما إزدادت سرعة السيارة وينتهي بمصابيح خلفية تقوم على خطوط سبق لها أن تواجدت في المصابيح الخلفية لسيارات بورشه.

وتستمر معالم 911 بالسيطرة على مقصورة باناميرا التي تعتمد في الأمام على مقعدين رياضيين من فئة الباكيت الرياضي يزيد إرتفاعهما بمعدل 3 سم عنه لإرتفاع مقاعد 911 ويقل عنه لإرتفاع المقاعد الأمامية في السيارات المنافسة شأن بي ام دبليو فئة 7، لكزس LS460، مازيراتي كواتروبورتي ومرسيدس فئة S. وتبدو معالم 911 أيضاً في تجويف العدادات الخماسي والقسم العمودي من الكونسول الوسطي الذي إعتمد مقطعاً أفقياً بوضعية مرتفعة وتصميم جديد يقوم على مجموعة كبيرة من مفاتيح التشغيل التي تتطلب من السائق بعض الوقت للتأقلم مع موقع ووظيفة كل منها. وتتحلى مفاتيح التشغيل في الكونسول بأناقة بالغة لدرجة تبدو وكأنها مستوحاة من هاتف Vertu المحمول.

أما في القسم الخلفي من المقصورة، فسيتفاجأ المرء بمستويات الرحابة الهائلة حول المقعدين الخلفيين اللذين يفصل بينهما كونسول وسطي يتشابه بتصميمه مع الكونسول الأمامي. وقد إزدادت المساحات الداخلية الخلفية عندما إضطر كبير المصممين مايكل ماور الى رفع السقف بمعدل 2 سم بعد أن إشتكى ويندلن فايديكينغ، رئيس بورشه الذي يبلغ طوله حوالي 188 سم، من ضيق المساحة المخصصة للرؤوس وهذا هو السبب في الغرابة التي تميز تصميم القسم الخلفي من باناميرا التي يصل عرضها الى 193 سم تساهم في زيادة الشعور بعرض المقصورة من ناحية وتساعد في توفير حجم تحميل خلفي يصل الى 425 ليتر يمكن زيادتها الى 1250 ليتر في حال طي المقعدين الخلفيين كلياً، أي ما يعادل تقريباً حجم التحميل الذي يخفيه شفروليه سابربان خلف صف مقاعده الثالث!

في النهاية، قد يشعر المرء أن لا حاجة منطقية من سيارة غالية الثمن ومن هذا المعيار ولكن بورشه تعلم جيداً أنه في هذا القطاع من السيارات التي تتوجه حصراً الى الأغنياء، لا وجود للمنطق وبالأخص عند شراء سيارة جديدة وهذا أمر لا يزال سارياً حتى مع الأزمة الإقتصادية الحالية، مما يعني أن هذه السيارة ستلاقي إقبالاً عالياً، خصوصاً إذا كان من يريد إمتلاكها من محبي التأدية الرياضية المتفوقة.

«بمجرد تبديل ضواغط جهازي التوربو وتعديل برمجة ومعايير بعض الإلكترونيات، تمكنت بورشه من رفع قوة سيارتها هذه بمعدل 50 حصاناً»

«يكفي أن تعتمد معيار القيادة الرياضية وأن تنتقل الى طرقات جبلية ملتوية كي تكتشف أنها بعيدة عن تمايلات الهيكل المتوقعة من سيارة بهذا الحجم»

«في الخلف، سيتفاجأ المرء بمستويات الرحابة الهائلة حول المقعدين الخلفيين اللذين يفصل بينهما كونسول وسطي يبدو وكأنه عبارة عن هاتف Vertu كبير»

«ما أن تنظر اليها حتى تستعيد ذلك الشعور بأن بورشه إستقدمت 911 وزادت عرضها وزودتها بأبواب خلفية وعملت على زيادة مدى التقوس الأفقي للسقف»

  أحببنا

   التسارع المتجاوب والمستمر

  لم نحب

  تصميم القسم الخلفي من السيارة

  حكم توب جير

   توربو معدل وفر لها تأدية

رياضية أفضل ومن دون أن يؤثر ذلك على مستويات الترف والفخامة والفرادة

  التأدية      من صفر الى 100 كلم/س: 3,8 ثانية ـ السرعة القصوى: 307 كلم/س ـ الإستهلاك: 24,6 ميل لكل غالون.

  المحرك   4806 سم3 ـ V8 ـ دفع رباعي ـ 542 حصان ـ 800 نيوتن متر ـ 1995 كلغ ـ 270 غرام Co2 لكل كلم 

  أطلبها مع  

  المكابح السيراميكية

  وتفادى  

  المقصورة المبطنة بجلد أزرق

  الفئة   هاتشباك ـ سيدان تنفيذية

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار عالم السيارات