بورشه كايمان RS من الصعب مقاومتها

  • تاريخ النشر: الإثنين، 03 يونيو 2013 آخر تحديث: الثلاثاء، 08 فبراير 2022
بورشه كايمان RS من الصعب مقاومتها

إذا سألتم محبي بورشه عن السبب بتعلقهم بهذه العلامة، في وقت تتواجد الكثير من السيارات الرياضية الأخرى المنافسة، يأتيك الجواب بأن محبي بورشه يشعرون أن هناك نوع من صلة ما تربط بين الإنسان والآلة  لا يمكن لأي سيارة أخرى أن توفره لمحبيها بإستثناء بورشه. ويضيف هؤلاء أنه كلما كانت بورشه بعيدة عن عوامل الراحة والترف وكلما خلت من التجهيزات، ستزداد قوة هذا الصلة وهذه هي نقطة قوة كايمان R التي تملك مقدرة هائلة على دمج السائق بها وعلى جعله يشعر أنه جزء من ميكانيكياتها مؤكدةً له في الوقت نفسه أنها لن تتمكن أبداً من إبراز ما تخفيه خلف هيكلها من قدرات إلا إذا كان هناك سائق خلف مقودها.

ولأن قوة هذا الرابط تشكل عاملاً أساسياً في نجاح كايمان R ولأن إبتعاد هذه الأخيرة عن عالم الترف والفخامة مهم جداً، قرر مهندسو بورشه إخضاع هذه السيارة المبنية أصلاً على قاعدة كايمان S، الى عملية خفض وزن بلغت حصيلتها حوالي 55 كلغ وذلك عبر نزع عدد من التجهيزات وإستبدال بعض المكونات بأخرى ذات وزن أخف، شأن المقاعد القياسية والأبواب الحديدية والعجلات المعدنية ومقابض فتح الأبواب من الداخل وحاملات الأكواب وغيرها من الإضافات والتجهيزات والتي تدنى معها الوزن الإجمالي لـ كايمان R  ليبلغ 1292 كلغ للفئة المزودة بعلبة التروس اليدوية مقابل 1317 كلغ للفئة المجهزة بعلبة تروس PDK المتتالية والعاملة عبر قابض فاصل مزدوج.

وفي هذا الإطار، أبقت بورشه على محرك الأسطوانات الست المنبطحة والمتضادة بسعة 3,4 ليتر ولكنها أضافت اليه عادماً تم تزويده بمشاعب ذات قطر أكبر بعد أن عدلت معايير عمل جهاز إدارة المحرك. أما النتيجة، فقد جاءت على شكل 10 أحصنة إضافية إرتفعت معها القوة الإجمالية للمحرك الى 330 حصاناً عند 7400 دورة في الدقيقة، في وقت بقي عزم الدوران البالغ 370 نيوتن متر عند مستوى 4750 دورة في الدقيقة، على حاله. ومع هذه التعديلات، أصبحت عملية رفع دوران المحرك أسرع وبالأخص في حال طلب كايمان R مع علبة التروس اليدوية التي تعتمد على 6 نسب أمامية والتي تتحلى معها هذه السيارة بنسبة قوة الى الوزن تحسدها عليها السيارات الرياضية الأخرى وهو أمر لم نتمكن من التمتع به لأن كايمان R موضوع تجربتنا هذه، كانت مزودة بعلبة تروس PDK ذات القابض الفاصل المزدوج والتي كانت متعتنا معها كبيرة بسبب تجاوبها المستمر وسرعتها في نقل نسبها السبع.

وفي هذا السياق، شعرنا بسعادة بالغة مصدرها أن كايمان R تخلت عن مفاتيح تبديل النسب المثبتة في المقود والتي يعمل كل منها بإتجاهين متعاكسين على التبديل صعوداً ونزولاً، بعتلات تقوم اليمنى منها بالتبديل صعوداً، فيما تعمل اليسرى على نقل النسب نزولاً. وتنتقل قوى محرك كايمان R من خلال علبة التروس بإتجاه الخلف وتحديداً الى إطاري المحور الخلفي الدافعين واللذين يربط بينهما ترس تفاضلي بقدرة إنزلاق محدودة يساهم في توزيع قوة الدفع بين إطاريه بكفاءة عالية ليوفر أفضل مستوى ثبات ممكن.

وهنا، لم تكتفي بورشه بهذه التعديلات إذ وصلت أنامل مهندسيها الى جهاز تعليق كايمان R التي إنخفض إرتفاعها الإجمالي بمعدل 20 ملم ومركز ثقلها بمقدار 22 ملم مقارنة بـ كايمان S. وفيما تم تزويد التعليق بقضبان مقاومة للإنحناء والغوص بقطر أكبر مع نوابض معدنية حلزونية أقصر وماصات صدمات بنبض أقسى، أجريت أيضاً بعض التعديلات الأخرى التي أدت الى تدني قوى الرفع الأمامية التي تتعرض لها السيارة على السرعات العالية بنسبة 15 بالمئة قابلها إرتفاع بنسبة 40 بالمئة فيما خص قوى الرفع الخلفية ولتنعكس هذه التعديلات على شكل توازن متقدم جداً وبالأخص عند قيادة كايمان R بطريقة رياضية.

في الداخل، إستبدلت بورشه المقاعد القياسية بأخرى رقيقة مصنوعة من الألياف الفحمية وبطنتها بجلود ألكانتارا تخفي تحتها رغوة مطاطية بقساوة متدرجة. وعلى الرغم من سماكتها المتدنية، تتميز هذه المقاعد بقدرتها على توفير مستويات تثبيت متقدمة لجسمي مستعمليها وذلك من دون إغفال راحة الجلوس التي يعيقها مقاعد لا يمكن التحكم بإرتفاعها ولا بدرجة ميلان ظهرها.

ولزيادة تمايز المقصورة، قامت بورشه بطلاء غطاء القسم الأفقي من الكونسول الوسطي والخط الأفقي الذي يقطع لوحة القيادة من اليسار الى اليمين بلون السيارة الخارجي، في وقت تم التخلي عن مقابض فتح الأبواب من الداخل لصالح ملاقط سحب قماشية بلون مماثل للون أحزمة الأمان وذلك على غرار ما يتوفر لـ GT3 RS. ومن ناحية أخرى، جرى تلبيس المقود بجلد ألكانتارا لمنع إنزلاق اليدين عنه، خصوصاً أن آليته نالت تعديلات رفعت دقته التوجيهية بشكل هائل وليتميز بالتالي بتوازن متقدم وسرعة عمل معززة بتجاوب مباشر. وعلى الرغم من تزويد جهاز المقود بنظام مساعدة هيدروليكية، إلا أن هذه المساعدة متغيرة بحيث تنخفض فعاليتها كلما إزدادت سرعة السيارة. وهنا لا بد من الإشارة الى أن هذا المقود قادر أيضاً على نقل تموجات الطريق الى يدي السائق بطريقة لم نشهد لها مثيلاً في أي من السيارات الأخرى وبالأخص المنافسة.

وبالعودة الى المقصورة، لا بد من الإشارة الى أن كايمان R وعلى الرغم من قلبها الرياضي، تبقى سيارة عملانية. ففي الداخل، هناك متسع من المكان لراكبين، خصوصاً أن لا وجود لأي أماكن جلوس في الخلف وقد عززت بورشه هذه الرحابة بحجم تحميل جيد في الأمام وآخر في الخلف يمكن الوصول اليه من خلال باب مقصورة التحميل الخلفية التي يتوفر لها شبك خاص يعمل عند إستخدامه على منع قذف ما يتواجد في الخلف بإتجاه راكبي الأمام في حالات الكبح المفاجئة، مما يعني أن بورشه ربما لا تمانع أن يعتمد المستهلك على كايمان R للقيام بالتسوق الأسبوعي لمنزله!

أما من الخارج، فيمكن تمييز كايمان R عن باقي فئات كايمان من خلال مخارج العادم المطلية باللون الأسود الذي طاول أيضاً إطارات المصابيح الأمامية. وهنا، يمكن الحصول على مخارج عادم مطلية بالكروم في حال تم طلب السيارة مع العادم الرياضي الذي يصدر هديراً رياضياً مميزاً يساهم في زيادة الحماس أثناء القيادة الرياضية وهذا أمر ننصح به كل من يتطلع الى إمتلاك كايمان R. أما عاكس الهواء الخلفي الكبير، فيطغى عليه اللون الأسود الذي يطاول أيضاً شعارات بورشه وكايمان R التي يمكن طلبها باللون الكرومي أيضاً. ويمكن أيضاً لمحبي الأجيال القديمة من سيارات الكوبيه الرياضية اللذين يريدون العودة بالذاكرة الى الماضي، أن يطلبوا غطاء صندوق الأمتعة الأمامي باللون الأسود.

ولإخضاع كايمان R الى إختبار فعلي، قمنا بالإنتقال بها الى طرقات جبلية متعرجة حيث أظهرت مستويات تماسك متقدمة جداً حتى على الطرقات السيئة التعبيد التي تتميز بأسطحها الزلقة والتي كانت شاهداً على العمل المستمر والفعال لجهاز التحكم بالتماسك الذي ما أن أوقفنا عمله حتى أصبحت محاولات قيادة كايمان R في خطوط مستقيمة من الأمور الصعبة التي تتطلب تركيزاً هائلاً على القيادة.

ومع التحول الى المقاطع ذات التعبيد الجيد، إنخفضت تدخلات جهاز التحكم بالتماسك وعادت كايمان R لتثبت أنها سيارة متماسكة وملتصقة بالطريق والأهم من ذلك، أكدت أنها متعة في القيادة، خصوصاً عند تفعيل مفتاح العادم الرياضي الذي يعمل على تعديل عمل صمامات العادم الداخلية ويحول هدير المحرك «المكبوت» الى «زمجرة» رياضية تشعر السائق وكأنه في سيارة فورمولا واحد مخصصة للمبتدئين. وعلى هذا النوع من الطرقات التي تتطلب إنغماساً كاملاً من السائق في عملية القيادة، تفاجأنا بأننا لا نقوم بتبديل النسب كما كنا نتوقع لأن برنامج «سبورت بلس» كان في وضعية العمل. عندها، بدا لنا أن علبة تروس PDK تتحلى بردات فعل أسرع بكثير من ردات فعلنا وبالأخص عند خفض السرعة تحضيراً لدخول منعطف ما ولدرجة أنها قامت بنقل النسب نزولاً بمعدل ثلاث نسب دفعة واحدة وقبل أن تصل يدنا اليسرى الى عتلة التبديل.

وفي مواجهة هذا التفوق، تتحلى كايمان R بإنقيادية جيدة «للسائق الرياضي». ويمكن لهذه الإنقيادية أن تسوء كثيراً عند الإنتقال الى الطرقات المليئة بالحفر والمطبات وذلك لسبب بسيط هو أن التعليق المعتمد لها أحادي الوظيفة، أي أنه ليس مزوداً بجهاز إلكتروني للتحكم بنبضه. وهذا ما يظهر على شكل سيارة قاسية نسبياً وبالأخص عندما يكون التعبيد غير متساوي وهذا أمر طبيعي لسيارة لم تصنع في الأساس لتكون سيارة مترفة، مع العلم أنه يمكن وصف عملية شراء هذه السيارة بالمترفة. فـ كايمان R مصنوعة ليقودها المرء وكأنها عبارة عن بورشه رياضية وكلاسيكية يساعدها في ذلك محرك تشعر أنه يطالبك على الدوام برفع دورانه. وعلى الرغم من أنه يمكنك أن تقودها في المدينة عند دوران يراوح في حدود 2000 دورة في الدقيقة، إلا أنك حينها تكون قد فقدت المعنى منها.

وعلى الرغم من أننا قمنا بإختبار هذه السيارة على عدة أنواع من الطرقات، إلا أن كايمان R تشعرك أن مكانها المفضل هو الحلبة. فهي عبارة عن الفئة الأكثر تطوراً من سيارة تطمح الى التحول من فئة R الى فئة RS وهذا أمر شعرنا به عندما قمنا بتجربتها يوم أطلقتها بورشه على حلبة خيريز الإسبانية بحضور سائق الراليات الأسطوري، والتر روهل.

في النهاية، لا يمكن لأحد أن يشكك بجودة المواد المعتمدة لـ كايمان R ولا يمكن لأحد إلا أن يضع علامة عالية لطريقة بناء هذه السيارة الألمانية التي يمكن القول أن أحد عناوينها الرئيسية هو الجودة الألمانية المتفوقة. كذلك لا يمكن لأي كان أن ينكر مدى المتعة التي يمكن لهذه السيارة أن تولدها في نفس سائقها ونحن في توب جير أحببناها كثيراً ولكن بالنسبة لنا، تعاني هذه السيارة لجهة عدم توفرها بمعايير ضبط تركز على الراحة وبالتالي على الإستعمال اليومي، مع العلم أنها في هذه الحالة تتحول الى كايمان S وتفقد الهدف منها. ومن هنا نصل الى نتيجة مفادها أنك في حال كنت تريد بورشه للتباهي والقيادة اليومية، فالأفضل أن تغض النظر عن هذه السيارة. أما إذا كانت لذة القيادة الرياضية السباقية على رأس لائحة أولوياتك، فـ كايمان R واحدة من السيارات التي يتوجب عليك تجربتها قبل أن تقرر هوية سيارتك الجديدة.

«كلما كانت بورشه بعيدة عن عوامل الراحة والترف وكلما خلت من التجهيزات، ستزداد قوة الصلة بينها وبين سائقها»

«عند تفعيل مفتاح العادم الرياضي، يتحول هدير المحرك «المكبوت» الى «زمجرة» رياضية تشعر السائق وكأنه في سيارة فورمولا واحد مخصصة للمبتدئين»

«تخلت كايمان R عن مفاتيح تبديل النسب المثبتة في المقود والتي يعمل كل منها على التبديل صعوداً ونزولاً، بعتلات أحادية الوظيفة»

«تم طلاء غطاء القسم الأفقي من الكونسول الوسطي والخط الوسطي الذي يقطع لوحة القيادة أفقياً بلون السيارة الخارجي»

«كايمان R مصنوعة ليقودها المرء وكأنها بورشه رياضية وكلاسيكية يساعدها في ذلك محرك تشعر أنه يطالبك على الدوام برفع دورانه»

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار عالم السيارات