جرعة من الهرمونات مع دودج تشارجر SRT8

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 02 يوليو 2013 آخر تحديث: الثلاثاء، 08 فبراير 2022
جرعة من الهرمونات مع دودج تشارجر SRT8

أخيراً، قررت دودج البدء بتسويق سيارتها تشارجر SRT8 في المنطقة. وفي هذا التقرير، نلقي الضوء على أبرز ما يحوّل هذه السيارة الى سيدان أميركية بعضلات رياضية

مع بدء الأزمة الإقتصادية التي لا تزال تأثيراتها تطاول كافة بقاع العالم، كانت بلاد العم سام من أكثر البلدان تأثراً، الأمر الذي أدى الى إغلاق عدد من شركات السيارات، في وقت شد البعض الآخر أحزمته وأعلن سياسة التقشف من خلال البدء بتوفير سيارات ومحركات صغيرة، خصوصاً في ظل الإرتفاع الذي طاول أسعار النفط والحملات المستمرة الهادفة الى توفير بيئة أكثر نظافة كما ولو أن السيارات هي مصدر التلوث الوحيد في العالم.

ومع كل ما سبق وفي ظل التوجه نحو المحركات الصغيرة والسيارات الصغيرة، إكتشفت صناعة السيارات الأميركية طريقة جديدة لتحريك الأسواق وذلك من خلال توفير سيارات كبيرة بمحركات كبيرة ولكن شرط أن تنفرد هذه السيارات بسمات لا تتوفر في الأسواق. ومن هنا، بدا أن إعادة إحياء سيارات العضلات الأميركية وتوفيرها بعدة نسخ تراوح بين تلك التي تركز على الشكل الرياضي الذي يخفي تأدية متواضعة وتلك التي تتباهى بتأديتها الرياضية وبمحركاتها الهائلة الحجم، أصبح واحداً من الحلول التي يمكنها تحسين حجم الأعمال. أما البداية، فكانت مع الصانعين الأميركيين الثلاث اللذين أطلقوا فئات حديثة من كل فورد موستانغ ودودج تشالنجر وشفروليه كامارو ولتمتد حمى سيارات العضلات الرياضية اليوم لتشمل مخيم كرايسلر بمعظم فروعه.

وفي هذا الإطار، قررت دودج أن لا تحصر العضلات الرياضية بسيارتها تشالنجر فقط معتمدة على طراز تشارجر الذي كان فيما مضى ينتمي الى فئة سيارات الكوبيه والذي تم التركيز عند إعادة إطلاقه عام 2005 في معرض ديترويت الدولي للسيارات على تحويله الى فئة السيدان التي تحمل خطوط سيارات الكوبيه. وعلى الرغم من أن دودج أطلقت فئة SRT8 من تشارجر عام 2006 وزودتها بمحرك هيمي من فئة V8 بسعة 6,1 ليتر، إلا أن هذه السيارة التي يولد محركها قوة 425 حصاناً عند 6200 دورة في الدقيقة مع 569 نيوتن متر من عزم الدوران الذي يتوفر عند مستوى 4800 دورة في الدقيقة لم تصل يوماً الى منطقة الشرق الأوسط حيث لا تزال أسعار الوقود متدنية نسبياً.

ومع إخضاع تشارجر عام 2011 لعملية إعادة تصميم لإنعاشها وتعزيز مواقعها في الأسواق، قررت إدارة كرايسلر بعد التشاور مع فرعها في منطقة الشرق الأوسط أن إسواق منطقتنا لا تزال حيوية وأن الطلب فيها على السيارات ذات التأدية الرياضية المتقدمة لا يزال مرتفعاً في ظل نسب الدخل المرتفعة. ومن هنا، لم تكتفي كرايسلر الشرق الأوسط بإستيراد تشارجر الجديدة وحسب، بل قررت توفيرها في منطقتنا بنسخة SRT8 الرياضية التي ما أن ينظر المرء اليها حتى يشعر وكأنها نالت جرعة كبيرة من الهرمونات أدت الى إنتفاخ عضلاتها المرئية وغير المرئية.

ولتمييز هذه السيارة عن شقيقاتها، كانت البداية مع المحرك الذي يزال ينتمي الى عائلة محركات هيمي التي تعتمد على مبدأ الأسطوانات الثماني على شكل V ولكن بعد رفع سعته من 6,1 الى 6,4 ليتر وهذا ما ساهم في زيادة قوته الحصانية الى 470 حصاناً يمكن إستخراجها عند 6000 دورة في الدقيقة وعزم دورانه الى 637 نيوتن متر يتم توفير حدودها القصوى عند مستوى 4300 دورة في الدقيقة. وفي سياق أدراك دودج أن هذا المحرك سيحتاج الى كميات كبيرة من الوقود بسبب سعته الكبيرة الموزعة على 8 أسطوانات، قامت بتزويده بتقنية صمامات العادم النشطة التي توقف نصف عدد أسطوانات المحرك عن العمل عن القيادة الهادئة في المدن أو على الطرقات السريعة وبحيث تعمل هذه التقنية على تحويل المحرك من V8 الى V4 عندما لا يكون هناك أي حاجة لإستخراج أي قوة إضافية. وبمجرد الضغط على دواسة الوقود، تقوم تقنيات المحرك بتفعيل الأسطوانات الأربع المتوقفة في وقت قياسي ومن دون أن يشعر السائق أو ركابه بذلك. وهنا، قام تقنيو المحركات لدى كرايسلر بالعمل على التحكم بإرتجاجات وطريقة عمل المحرك عندما يعمل عبر 4 أسطوانات بحيث تدنى الفارق بما يشعر به السائق عندما يعمل المحرك بواسطة 4 أسطوانات أو 8 أسطوانات. ومع هذه التقنية، إنخفض الإستهلاك الى حوالي 17 ليتر لكل 100 كلم خلال ظروف القيادة المختلفة التي تشمل القيادة في المدن المزدحمة والقيادة على الطرقات السريعة.

وعلى الرغم من حجمها الكبير، لا تشعرك تشارجر SRT8 بأنك خلف مقود سيارة كبيرة وبالأخص عندما تعتمد برنامج القيادة الرياضي وذلك عبر الشاشة الوسطية الموجودة في لوحة القيادة. حينها تتبدل معايير عمل معظم مكونات السيارة ومنها تجاوب المحرك الذي يصبح أسرع ونبض التعليق الذي يتحول الى قاس جداً ونقاط تبديل علبة التروس التي تبدأ بالمحافظة على النسب الدنيا ولا تبدأ بالتبديل إلا بعد وصول دوران المحرك الى الحدود القصوى المسموحة لكل نسبة من نسب علبة التروس الأوتوماتيكية العاملة من خلال خمس نسب يمكن التحكم بتبديلها بواسطة مقبض علبة التروس في الكونسول الوسطي أو عبر عتلات التبديل المثبتة خلف المقود.

وعلى الرغم من أن سيارات هذه الفئة باتت تتوفر مع علب تروس تتألف من عدد أكبر من النسب، إلا أن دودج تعلن أن علبة التروس الخماسية المتوفرة لـ تشارجر SRT8 مدروسة لتتحمل التأدية الرياضية وتوفر إعتمادية عمل متقدمة.

ومن ناحية أخرى وفي مواجهة توفير جهاز التحكم بالسيارة الذي يعمل عبر برنامج Normal للقيادة العادية وبرنامج Sport للقيادة الرياضية، زودت دودج سيارتها هذه بجهاز للتحكم بالتماسك يعمل عبر ثلاثة برامج يقوم الأول منها بالتحكم كلياً بتوازن السيارة ويمنع إنزلاقاتها، فيما يسمح البرنامج الثاني للسائق بالتمتع بإنزلاقات طفيفة قبل أن يتدخل لإعادة السيارة الى مسارها. أما البرنامج الثالث، فيمكن معه إيقاف عمل جهاز التحكم بالتماسك كلياً، الأمر الذي يمكن سائق تشارجر SRT8 من رسم خطوط سوداء طويلة جداً عند الإنطلاق بطريقة رياضية.

ولتمييز تشارجر SRT8 عن تشارجر القياسية، عمدت دودج الى تعزيز طابع الهجومية والشراسة وبالأخص في المقدمة حيث يمكن للواجهة الشبكية الأمامية وفي حال نظر اليها المرء عن بعد أن تبدو وكأنها تتشابه كثيراً مع واجهة نيسان GT-R الشبكية ولكن ما يقترب المرء من تشارجر SRT8 حتى يرى أن التشابه بين الواجهتين لا يتعدى الخطوط المحيطة بالشبك، خصوصاً أن الصادم الأمامي لا يزال يمر داخل الشبك الأمامي ولكن بعد طلاءه بلون أسود لماع مماثل للون الشبك تبدو معه الفتحتان العليا والسفلية وكأنهما عبارة عن فتحة واحدة.

كذلك، عدلت دودج في تصميم الصادم الأمامي الذي بات يحتوي على فتحتين جانبيتين نافرتين تحتويان في طرفيهما على مصابيح دائرية مخصصة للضباب. وفي الأمام أيضاً، نالت تشارجر SRT8 غطاء محرك متعدد المستويات جرى تزويده بمقطع وسطي نافر يحتوي على فتحات تساهم في تعزيز الطابعين الرياضي والهجومي للسيارة.

أما في الجوانب حيث تحمل السيارة شعارات SRT8، فقد تخلت السيارة عن العجلات القياسية لصالح عجلات معدنية رياضية التصميم تقوم على خمسة مقابض مزدوجة وبقطر يبلغ 20 إنشاً مع عجلات رياضية عريضة المداس ومنخفضة الجوانب.

وخلف هذه العجلات، إستعانت دودج بـ برمبو، صانع المكابح السباقية ليوفر لـ SRT8 مكابح تحمل توقيعه وتعمل من خلال مكابس رباعية حمراء اللون تعمل بالتناغم مع أسطوانات قرصية مهواة ومثقوبة بالعرض بقياس 360,68 ملم في الأمام و350,52 ملم في الخلف ولتتمكن تشارجر SRT8 على الأثر من التوقف من سرعة 100 كلم/س في 36,5 متر فقط يساعدها في ذلك جهاز منع غلق المكابح المتطور وجهاز مساعدة الكبح في الحالات الطارئة.

ومن ناحيتها، نالت الواجة الخلفية عاكس هواء أخذ لنفسه مكاناً على غطاء صندوق الأمتعة الذي يعلو المصابيح الخلفية التي باتت موصولة ببعضها البعض من خلال مقطع زجاجي عاكس أحمر اللون تتم إنارته من خلال 164 مصباح LED. أما في أسفل الواجهة الخلفية، فقد جرى تزويد تشارجر SRT8 بناشر هواء أسود اللون ذو تصميم سباقي لجهة تقطيعه العمودي الذي يتوسط مخرجي العادم الرياضي الملبسين بالكروم اللماع واللذين يبلغ قطر كل منهما 4 إنش.

في الداخل، نالت تشارجر SRT8 لوحة قيادة شقيقتها القياسية ولكن مع شعارات SRT8 ومقود رياضي ذو قاعدة مستقيمة (بشكل حرف D) مبطن بالجلد المزين بمقاطع من الكروم غير اللماع الذي طاول لوحة القيادة التي تم تزيين بعض أجزائها بمقاطع تتشابه مع الألياف الفحمية. أما المقاعد الأمامية، فتنفرد بحواف نافرة لتثبيت الأجسام عند القيادة الرياضية وقد تم تلبيسها بجلود نابا وببعض المقاطع المصنوعة من جلود سويد التي ترفع مستويات تثبيت الأجسام والتي طاولت أيضاً قسماً من بطانات الأبواب. وهنا جرى تزويد المقعدين الأماميين بشعارات SRT8 وبنظم تبريد مع مساند رأس نشطة.

ومن ناحية أخرى، زودت لوحة القيادة بشاشة وسطية بقياس 8,4 إنش وببرنامج إلكتروني يمكن عبره عرض عدد كبير من المعلومات شأن تأدية السيارات وتوقيت تسارعاتها من الصفر الى 100 كلم/س وتوقيت قطع ربع ميل أو ثمن ميل ومسافات التوقف وقوى الجاذبية (g) الأفقية والعمودية التي تتعرض لها السيارة وزوايا إلتفاف المقود ومستويات القوة الحصانية وعزم الدوران المستخرجة وغيرها من المعلومات التي تهم السائقين الرياضيين المتطلبين.

«من بعيد تبدو المقدمة وكأنها تعود الى نيسان GT-R ولكن ما أن تقترب منها حتى تجد أنها تتحلى بشخصية مستقلة عنوانها الشراسة»

«على الرغم من حجمها الكبير، لا تشعرك تشارجر SRT8 بأنك خلف مقود سيارة كبيرة وبالأخص عندما تعتمد برنامج القيادة الرياضي»

«أصبحت إعادة إحياء سيارات العضلات الأميركية وتوفيرها بنسخ عديدة، واحدةً من الحلول التي يمكنها تحسين حجم الأعمال»

«لتمييز تشارجر SRT8 عن شقيقاتها، كانت البداية مع المحرك الذي يزال ينتمي الى عائلة محركات هيمي التي تعتمد مبدأ V8 ولكن بعد رفع سعته الى 6,4 ليتر»