رانغلر.. بلا حدود

 لا يختلف إثنان حول موقع جيب رانغلر كرمز في عالم صناعة سيارات الدفع الرباعي. ومع رانغلر أنليميتد،   وجد بهجت الحمصي أن هذه السيارة تضيف الى طابعها الخشن الكثير من التمدن

إذا نظرت الى جيب رانغلر أنليميتد، فستعتقد أنه لا يزال على حاله منذ إطلاقه الأول. ففي الأمام، لا يزال الشبك العمودي المؤلف من سبع فتحات عمودية موجوداً شأنه للمصابيح الأمامية الدائرية والسقف الذي يتوفر بفئة قاسية وأخرى قماشية والذي يمكن معه لـ رانغلر أنليميتد أن يتحول الى سيارة دفع رباعي مكشوفة. كذلك لا تزال هذه السيارة تعتمد تصميماً صندوقياً يقوم على مساحات معدنية مسطحة بعيدة عن التصاميم المتعددة المستويات بإستثناء المقدمة التي طالما كان غطاء المحرك فيها مثبتاً بوضعية أكثر إرتفاعاً منها لوضعية الرفاريف.

وعلى الرغم من أن تصميمه قاس وأنه لا يحتوي على عدد كبير من تجهيزات الراحة والترف، ولكن رانغلر أنليميتد يتميز بتعليق مرن وطيع ينعكس على شكل تماسك جيد. كما أنه من سيارات الدفع الرباعي القليلة التي تجمع بين مواصفات السيارات ذات السقف القاسي ومميزات السيارات المكشوفة. فسقفه مصنوع من خليط من المواد البلاستيكية المعالجة لتوفير صلابة عالية من خلال وزن خفيف. ويتألف هذا السقف من ثلاثة قطع تغطي الأولى منها المنطقة التي تعلو مقعد السائق، فيما تعمل الثانية على توفير غطاء للراكب بجانب السائق. ويمكن نزع هاتين القطعتين بسهولة بالغة وتوضيبهما في مقصورة التحميل الخلفية لتحويل رانغلر أنليميتد الى سيارة نصف مكشوفة. أما القطعة الثالثة، فتغطي المقعد الخلفي ومقصورة التحميل الخلفية، إلا أنه لا يمكن توضيبها في الخلف ذلك أن حجمها يتطلب منك تركها في مرآب منزلك. حينها، تتحول رانغلر أنليميتد الى سيارة مكشوفة كلياً، خصوصاً أن نزع أبوابها أمر سهل للغاية، شأنه لزجاجها الأمامي القابل للطي. وفي هذا السياق وفي حال أردت أن تخفض ميزانيتك المخصصة لشراء هذه السيارة، يمكنك طلبها مع سقف قماشي قياسي، تماماً كما يمكنك أن تطلبها مع سقف قماشي بتصميم معاصر من جيب أو حتى من بعض الشركات الأميركية المزوِدة التي توفر تصاميم شخصية لهذا النوع من السقوف القماشية.

وعلى الرغم أنه ليس من السيارات المميزة بتجهيزاتها المترفة، إلا أن رانغلر أنليميتد هو أفضل ما وفرته جيب في هذا القطاع من سيارات الدفع الرباعي. فـ لوحة القيادة مثلاً، تخلت عن المقاطع المعدنية المطلية بلون الهيكل لصالح لوحة قيادة عصرية التصميم وعملانية الإستعمال دخلت خلائط البلاستيك المطور والجلد المطاطي الصناعي على خط مكوناتها. وهنا، تتوجب الإشارة الى أن هذه السيارة تخلت عن المواد البلاستيكية الرخيصة لصالح مواد أفضل لجهة المظهر والملمس مع التركيز على إعتماد مواد جديدة تتميز بجودتها وبقدرتها العالية على مقاومة الأوساخ ومياه الأمطار. وفي وقت قام قسم التصميم لدى جيب بإعادة رسم خطوط لوحة القيادة التي تخلت عن الطابع القاسي لصالح تصميم معاصر نسبياً، تم معه إعادة رسم تجويف العدادات الذي بات يحتوي على عدادين كبيرين للسرعة ولدوران المحرك يبرز فيهما شاشات رقمية سفلية توفر الى جانب العدادين الصغيرين المخصصين لدرجة حرارة المحرك وكمية الوقود المتبقية في الخزان، عدداً من المعلومات التي يحتاجها السائق والتي عززتها جيب بمجموعة من المصابيح التحذيرية. ومع التجديد الذي ناله تجويف العدادات، كان التعديل الأكبر من نصيب الكونسول الوسطي الذي أعيد تصميمه بالكامل بهدف رفع مستويات عملانية إستعماله وزيادة سهولة الوصول الى مختلف مفاتيح التشغيل فيه والتي تم وضع تلك التي يتم إستعمالها بشكل دائم في مقبضي المقود الأفقيين.

ومن ناحية أخرى، لم تكتفي جيب بإعادة رسم لوحة القيادة، بل عمدت الى تزويد المقصورة بصفين من المقاعد التي تتميز بتصميمها المدروس لتوفير مستويات راحة متقدمة يعود السبب الرئيسي فيها الى الرغوات الإسفنجية المتفاوتة القساوة التي عززتها جيب بأقمشة مقاومة للأوساخ تتميز بقدرتها على المساهمة في زيادة مستويات تثبيت الركاب اللذين سيتمتعون بمساحات داخلية رحبة في الأمام ولكنها تتدنى نسبياً في الخلف حيث تعتبر المساحات جيدة لراكبين وأقل من المعدل لثلاثة منهم، في وقت جرى التركيز على مقصورة التحميل الخلفية التي يبلغ حجمها 1314 ليتراً يمكن زيادتها الى 2456 ليتر في حال تم طي المقعد الخلفي كلياً.

وهنا تجدر الإشارة الى أن ما لا يعرفه العديد هو أن جيب لم تكتفي بتزويد رانغلر أنليميتد بمقصورة جديدة وحسب، بل قامت بتطوير تعليق سيارتها هذه على الرغم من إستمراره في الإعتماد على مبدأ المحاور الإلتوائية في الأمام والخلف ولكنها هنا زودت تعليق هذه السيارة التي تعتمد مبدأ الهيكل المثبت الى شاسي على شكل السلم، بماصات صدمات عاملة بضغط الغاز مع نوابض معدنية حلزونية إنخفضت معها مستويات وصول إرتجاجات الطريق الى المقصورة التي تم تحسين مستويات عزلها الصوتي أيضاً.

وعلى صعيد آخر، قررت جيب أن تتخلى عن محرك الـ 3,8 ليتر القديم لصالح الفئة الأحدث من محركها الذي يحمل تسمية بنتاستار. ويتألف هذا المحرك من 6 أسطوانات على شكل V سعة 3,6 ليتر. وعلى الرغم من تدني السعة، إلا أن التطوير الذي ناله المحرك الجديد يمكنه من توليد قوة 285 حصان (مقابل 195 لمحرك الـ 3,8 ليتر) تتوفر عند 6400 دورة في الدقيقة. أما عزم الدوران الذي يمكن للمحرك الجديد أن يوفره، فيصل الى 353 نيوتن متر (مقابل 315 نيوتن متر للمحرك الأسبق) يمكن إستخراجها عند إيصال المحرك الى 4800 دورة في الدقيقة.

وتنتقل قوى هذا المحرك عبر علبة تروس أوتوماتيكية خماسية النسب الى العجلات الدافعة ولكن من خلال نظام كوماند تراك الذي يمكن التحكم بطريقة نقله لقوى الدفع بواسطة مقبض جرى تثبيته الى جانب مقبض علبة التروس بعد أن تم ربطه الى علبة تحويل يمكن معها إعتماد الدفع الخلفي أو الدفع الرباعي السريع أو الدفع الرباعي البطئ.

في المدينة وعلى الرغم من كونه مصمم للطرقات الوعرة، يوفر رانغلر أنليميتد إنقيادية جيدة يتخللها إرتجاجات هيكل خفيفة في حال عبور المطبات أو عندما يكون التعبيد سيئاً. وعند الإنتقال الى الدروب الوعرة والمسالك السيئة، تبرز مواهب رانغلر أنليميتد الذي لا يتوقف عن التأكيد أنه من طينة الأبطال وأنه قادر على إيصالك الى وجهتك مهما بلغت وعورة الدرب التي تقطعها. أما على الكثبان الرميلة، فقد أثبت رانغلر أنليميتد نفسه كواحد من أفضل سيارات الدفع الرباعي. ومن ناحية أخرى، يتميز رانغلر أنليميتد بسكون مقصورته بالمقارنة مع شقيقه المزود بسقف قماشي، كما أن جيب عملت على عزل ضجيج المحرك والإطارات بشكل فعال.

وعلى الرغم من أن رانغلر أنليميتد يتواجه مع كل من تويوتا FJ كروزر ونيسان إكس تيرا، إلا أنه يتفوق عليهما في الدرجة الأولى من خلال سعره المنافس. أما عامل تفوقه الآخر، فيعود الى المبدأ الذي يقوم عليه. فبالإضافة الى أنه يتوجه الى العائلات ويملك قدرات متفوقة على الدروب والمسالك الوعرة، إلا أنه مصنف أيضاً ضمن قطاع سيارات المتعة وهذا سبب رئيسي في تواجده بشكل كبير على الطرقات.

أخيراً، لا بد من القول أن سيارات جيب لا تتوجه الى السائق العادي، بل الى السائق المحب للمغامرات الذي يركز في سيارته على القدرات قبل كل شيء. وهنا تبرز الأوزان غير المنبوضة ومنها زاوية إقترابه البالغة 40,6 درجة مقابل 37,4 درجة لزاوية إبتعاده و17,8 درجة للزاوية التي تربط بين مقدمة السيارة ومنتصف القاعدة ومؤخرة السيارة والتي تمكن رانغلر أنليميتد من عبور الحفر العميقة والمنحدرات القاسية يدعمه في ذلك خلوص مرتفع.

«هو واحد من سيارات الدفع الرباعي القليلة التي تجمع بين مواصفات السيارات العائلية الممتعة ذات السقف القاسي ومميزات السيارات المكشوفة»

«في المدينة، يوفر رانغلر أنليميتد إنقيادية جيدة تركز على الراحة التي يتخللها إرتجاجات هيكل خفيفة في حال عبور المطبات أو عندما يكون التعبيد سيئاً»

«أضافت جيب ماصات صدمات عاملة بالغاز لزيادة راحة التعليق وإستبدلت المحرك بآخر أصغر سعة ولكن أقوى لجهتي القوة وعزم الدوران»

المواصفات

جيب رانغلر أنليميتد

3,6 ليتر ـ 6 أسطوانات بشكل V ـ دفع خلفي / رباعي

285 حصان عند 6400 دورة في الدقيقة

353 نيوتن متر عند 4800 دورة في الدقيقة

من صفر الى 100 كلم/س: 8,7 ثانية

السرعة القصوى: 150 كلم/س، الوزن: 1970 كلغ

الإستهلاك: حوالي 20 ليتر لكل 100 كلم

الطول: 440,4 سم، العرض: 187,6 سم، الإرتفاع: 179,9 سم