ستهز العصا فـــي وجـــه المنافسة

  • تاريخ النشر: الأحد، 07 يوليو 2013 آخر تحديث: الثلاثاء، 08 فبراير 2022
ستهز العصا فـــي وجـــه المنافسة

يعتقد حسان بشور أنه مع GS الجديدة، بات لدى لكزس سيارة من فئة السيدان المتوسطة التي تتمتع بمواصفات تمكّنها من «هز العصا» في وجه المنافسة وبالأخص.. الألمانية منها.

عندما بدأت لكزس بالتخطيط للجيل الجديد من GS، كانت على علم أنه سيتوجب عليها العمل بجهد كبير جداً كي تتمكن من اللعب في ميدان تحتكره سيارات السيدان المتوسطة الحجم الألمانية، أي كل من مرسيدس فئة E وبي ام دبليو فئة 5 وأودي A6 وهذا ما يبرر الوقت الذي إستغرقه تطوير GS والذي وصل الى أكثر من 4 سنوات تخلله إختبارات قيادة لـ GS راوحت في حدود 1,6 مليون كيلومتر. أما النتيجة، فتتمثل بالصور المرفقة بهذا الموضوع. إنها GS بفئة 350 التي كان لنا معها لقاء سريع يوم أطلقتها لكزس الشرق الأوسط (راجع العدد 140) من حلبة ياس الإماراتية والتي حصلنا عليها مؤخراً بنسخة F-Sport التي تنفرد بمجموعة من الإضافات الإنسيابية الخارجية التي تعزز الروح الرياضية، بالإضافة الى بعض التعديلات غير المرئية التي تعزز أيضاً التماسك.

وفي سياق الطابع الرياضي، يكفي أن تنظر الى الواجهة الأمامية لهذه السيارة التي يبرز فيها تصميم شبك فتحة التهوئة الأمامية ذو الزوايا الغريبة، بالإضافة الى مجموعة الإضافات الإنسيابية في الصادم الأمامي بزواياها القاسية ومستوياتها المتعددة لتشعر وكأن GS 350 F-Sport معدة لمواجهة سيارات شأن بي ام دبليو M5 ومرسيدس E63 AMG وأودي S6، في وقت تؤكد الأرقام التي أعلنتها لكزس حول تأدية سيارتها هذه أن GS جاهزة لدخول معترك سيارات السيدان المتوسطة والتنفيذية ولكنها معدة لمنافسة بي ام دبليو 535i ومرسيدس E350 وأودي A6. فـ GS 350 F-Sport تندفع بمحرك من 6 أسطوانات على شكل V بسعة 3,5 ليتر. ويعمل هذا المحرك بالتعاون مع أربعة عواميد كامة علوية و24 صماماً رأسياً وجهاز بخاخ إلكتروني مباشر بأربع مراحل عمل ليولد قوة 312 حصاناً تتوفر عند 6400 دورة في الدقيقة وتترافق مع 378 نيوتن متر يمكن إستخراج حدودها القصوى عند مستوى 4800 دورة في الدقيقة. وقد تم ربط هذا المحرك الى علبة تروس أوتوماتيكية سداسية النسب يمكن التحكم بنقلها يدوياً من خلال عتلات مثبتة خلف مقود السيارة التي يمكنها أن تتسارع من حالة الوقوف التام الى 100 كلم/س في خلال 5,5 ثانية تساهم فيها علبة التروس التي نالت تطويراً أدى الى سرعة تجاوبها عند نقل النسب، في وقت يتراوح إستهلاك هذا المحرك بين 12,3 ليتر لكل 100 كلم في حال كانت القيادة في المدينة ولتنخفض الى 8,4 ليتر لكل 100 كلم عند القيادة على الطرقات السريعة.

وهنا، قد يبدو أن GS تملك قدرات تسارعية، خصوصاً أنها مزودة بنظام يرفع هديرها الرياضي عند إرتفاع دوران المحرك ويوجه هذا الهدير من مقصورة المحرك الى مقصورة الركاب. وهنا أيضاً، تشعر GS سائقها أنها أسرع مما هي عليه في الواقع ولكن ليست هذه السيارة عبارة عن فئة «رياضية جداً» من GS ذلك أن تأديتها رياضية ولكنها ليست خارقة. ولكن في المقابل، لا يمكننا أبداً أن ننكر ما يمكن لهذه السيارة أن تقوم به عندما تتحول الطريق الى متعرجة. فقدرتها على التعامل مع المنعطفات متفوقة ودقيقة جداً وذلك بفضل جهاز التماسك الديناميكي وهو عبارة نظام توجيه للعجلات الأربع يمكن معه للإطارين الخلفيين أن يلتفا بعكس الإطارين الأماميين عندما تكون السرعة أقل من 80 كلم/س وليتدنى حينها قطر الإلتفاف وهذا ما يمكن السيارة من الإلتفاف بسرعة أعلى وفي دائرة ذات قطر أصغر. ويمكن للإطارين الخلفيين أن يلتفا بذات إتجاه العجلتين الأماميتين عند إرتفاع السرعة وهذا ما يرفع من مستويات الثبات بشكل كبير في المنعطفات، مع العلم أن زيادة الضغط على دواسة التسارع عند الخروج من المنعطفات تسمح للسائق الرياضي بالتمتع ببعض الإنزلاقات الخلفية المحدودة. وهنا تقول لكزس أن الإطارات الخلفية تلتف بمعدل درجتين في كل إتجاه وهذا ما يساهم في زيادة الثبات في المنعطفات. وفي هذا الإطار، كان أيضاً لزيادة عرض المحورين الأمامي والخلفي بمعدل 5 سم لكل منهما، فضل في إرتفاع مستويات التماسك الذي يمكن أن نرد جزءاً من السبب فيه الى التعليق الجديد الذي نالته GS والذي يعتمد على مبدأ الوصلات المتعددة في الخلف والتي يقابلها في الأمام نظام الشعب المزدوجة. وهنا، نال التعليق قضباناً أكثر قساوة من السابق لزيادة مقاومته للإنحناء والغوص كما حصل على نقاط إرتباط تمت تقويتها شأنها لخليط الألومنيوم الذي صنع منه التعليق والذي ساهم بطريقة مباشرة في خفض الأوزان غير المنبوضة في الأمام والخلف، خصوصاً بعد إعتماد نوابض معدنية حلزونية أمامية وخلفية ذات نبض أكثر قساوة منه لنوابض GS السابقة. وفي سياق الكلام عن الإلتفاف، لا بد لي من الإشارة الى أن الشعور المتدني بالطريق الذي كان يوفره المقود في سيارات لكزس السابقة غاب بشكل شبه كلي مع GS الجديدة التي أكدت لي قيادتها السريعة على الطرقات المتعرجة أن مقودها بات دقيقاً وحاداً ولكنه لا يزال يوفر شعوراً بالطريق أدنى من ما توفره أجهزة المقود في سيارات.. بي ام دبليو.

أما إنقيادية GS 350 F-Sport، فهي قابلة للتعديل ذلك أن لكزس زودتها بجهاز Drive Mode Select الذي يمكن معه إختيار معايير العمل تبعاً لبرامج مسبقة التحديد هي برنامج Eco للقيادة الإقتصادية وnornal للقيادة اليومية وsport للقيادة الرياضية وsport + للقيادة الرياضية جداً. ويعمل هذا الجهاز على تعديل معايير عمل كل من نبض التعليق، نسب إلتفاف المقود، مدى تجاوب دواسة التسارع، نقاط تبديل نسب علبة التروس ومستويات تجاوب جهاز التحكم بالثبات والتماسك.

ومن ناحية أخرى وبمجرد إنطلاقك بـ GS 350 F-Sport، لا يمكنك إلا أن تتفاجأ بمستويات العزل الصوتي التي نالتها هذه السيارة ولدرجة تدعوك عندما تكون متوقفاً عند أي من إشارات المرور الضوئية الى النظر الى عداد دوران المحرك لتتأكد من أن المحرك يعمل. أما عند الإنتقال الى الطرقات السريعة وعلى سرعات راوحت في حدود 140 كلم/س، فيستمر الهدوء «غير الطبيعي» في السيطرة على المقصورة التي تشكل الفخامة والعملانية عنوانين رئيسيين لها.

وهنا لن تتمكن من إغفال عدة عوامل تبدأ بالعمودين A اللذين يحملان الزجاج الأمامي واللذان تم تصميمهما بشكل رقيق يرفع مجالات الرؤية الأمامية الجانبية. وتمر هذه العوامل بالجودة التصنيعية التي تتحلى بها المقصورة بدءاً من المواد المعتمدة فيها ووصولاً الى طريقة تركيب قطع المقصورة التي توحي لك أن هذه المقصورة مصنوعة من قطعة واحدة. فالفواصل بين مكونات لوحة القيادة مثلاً دقيقة جداً شأنها لتلك الموجودة في بطانات الأبواب وتنجيد السقف والمقاعد. وفي لوحة القيادة، تبرز الشاشة الوسطية العلوية التي يمكن التحكم بمعروضاتها من خلال مفتاح على شكل فأرة الكمبيوتر جرى وضعه في الكونسول الوسطي وفي متناول يد السائق اليمنى. وتتميز هذه الشاشة بوضوحها ونقاوتها العالية وبحجمها الكبير الذي يبلغ 12,3 إنش، الأمر الذي مكن مهندسي لكزس من إستغلال ثلثيها لعرض معلومات جهاز الملاحة وخرائطه وترك الثلث الأيمن منها لعرض معلومات النظام الموسيقي أو جهاز التكييف وهذا ما يوفر للسائق عملانية عالية كونه لن يضطر الى الإنتقال بين معلومات جهاز التكييف أو النظام الموسيقي قبل العودة مجدداً الى معلومات جهاز الملاحة.

وفي سياق الكلام عن المقصورة، تتوجب الإشارة أيضاً الى مقاعد السيارة التي توفر مستويات راحة عالية مع عملانية متقدمة مردها إعتماد مجموعات مختلفة من الرغوات المطاطية المدروسة لتوفير الراحة على المدى الطويل. وهنا لا يمكن إغفال فضل إمكانية تحريك مقعد السائق في 12 إتجاهاً مختلفاً في زيادة مستويات الراحة. أما وضعية القيادة، فهي ممتازة ذلك أن لكزس لم تكتفي بتمكين كل سائق من إيجاد وضعية الجلوس المناسبة له وحسب، بل أضافت الى ذلك مقود يمكن تعديل وضعيتيه العمودية والأفقية وأضافت الى ذلك مساند جانبية مدمجة تعمل على تثبيت السائق على مقعده في حالات المناورة الرياضية والقيادة الملتوية السريعة.

أما عند الإنتقال الى المقعد الخلفي، فستكتشف أن المساحات المخصصة للرؤوس إزدادت بسبب وضعية الجلوس الخلفية المنخفضة نسبياً، في وقت تمت زيادة حجم التحميل في الخلف بنسبة 25 بالمئة تقريباً لتبلغ 405 ليترات.

وعلى صعيد آخر، أرادت لكزس أن تؤكد أن GS التي طالما تميزت بترفها البالغ، باتت اليوم تتمتع بجينيات رياضية متطورة وهو أمر لا يمكنك إلا أن تلاحظه بمجرد رؤيتك لـ GS الجديدة حيث تشعر أنه لا يمكنك إغفال ما يتمتع به هيكل هذه السيارة من تفاصيل تصميمية جديدة ستتوفر في الأجيال الجديدة من سيارات لكزس ومنها تصميم الواجهة الشبكية الأمامية بجوانبها المتعاكسة، شكل مصابيح LED النهارية، المصابيح الأمامية والخلفية ذات الزوايا القاسية وخط الوسط النافر والمساحات الزجاجية الجانبية التي تعلوه وتنتهي بزاوية قاسية في الخلف مع إطار كرومي سميك، الأسطح المعدنية الملساء التي تشعر الناظر اليها أن كل الهواء الذي يتدفق من حولها يقطع بنعومة وسلاسة عاليتين. أما أبرز ما يميز هذا التصميم، فهو الشعور بأنه المسيرة التطويرية التي إنطلقت من تصميم الشقيقة الأصغر IS التي لا يختلف إثنان على مدى تناسق أبعادها وجمال أشكالها.

بإختصار، يمكنني القول أن ما قامت به لكزس مع GS الجديدة شكل قفزة نوعية لهذه السيارة بشكل عام ولعلامة لكزس بشكل خاص. فلطالما وفرت لكزس سيارات مترفة وعملانية ذات إعتمادية عالية، إلا أنها كانت ومنذ إطلاقها منذ نحو 22 عاماً تفتقد للروح الرياضية التي تتميز بها المنافسة الألمانية وعلى رأسها بي ام دبليو التي ـ شئنا أم أبينا ـ توفر سيارات تؤهلها للتربع على عرش قطاع سيارات السيدان المتوسطة والتنفيذية. أما اليوم، فقد أثبتت لكزس ومن خلال GS الجديدة أنها قطعت شوطاً مهماً من الطريق الواجب سلوكها وهذا ما سيمكنها بالتالي من فرض نفسها ضمن خيارات أي مستهلك يبحث عن الأفضل ضمن مجموعة سيارات السيدان التنفيذية ـ الرياضية المتوسطة.

«يتمثل أبرز ما يميز تصميم GS بالإحساس بأنه نتيجة مسيرة تطويرية إنطلقت من تصميم الشقيقة الأصغر IS التي لا يختلف إثنان على مدى تناسق أبعادها وجمال أشكالها»

«عندما تكون متوقفاً عند أي من إشارات المرور الضوئية، ستضطر الى النظر الى عداد دوران المحرك لتتأكد من أن هذا الأخير لا يزال في حالة عمل»

«جرى تزويد المحرك بنظام يرفع هديره الرياضي عند إرتفاع دوران المحرك ويوجه هذا الهدير من مقصورة المحرك الى مقصورة الركاب وهذا ما سيرفع الحماس في نفسك»

«يكفي أن تنظر الى الواجهة الأمامية لـ GS 350 F-Sport لتشعر وكأن هذه السيارة معدة لمواجهة سيارات شأن M5 وE63 AMG وS6 ولكنها.. ليست كذلك»

المواصفات

لكزس ‏‏GS 350 F-Sport

الأرقام

3,5 ليتر، 6 أسطوانات بشكل V، دفع خلفي / رباعي

312 حصان عند 6400 دورة في الدقيقة

378 نيوتن متر عند 4800 دورة في الدقيقة

من صفر الى 100 كلم/س: 5,5 ثانية

السرعة القصوى: 250 كلم/س، حوالي 1735 كلغ

الإستهلاك: 8,4 الى 12,3 ليتر لكل 100 كلم

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار عالم السيارات