طفل أردني يحترف تصميم السيارات من الأسلاك

تعتبر سيارات الأسلاك من الألعاب التراثية التي تفتخر بها الأردن وباقي البلدان العربية وهي مهددة بالانقراض. تكمن أهمية هذه اللعبة كونها تعتمد على إبداع صانعها إلى جانب أنها صديقة للبيئة حيث يتم صنعها من خلال جمع المخلفات مثل الأسلاك والعلب المعدنية وغيرها على عكس الألعاب البلاستيكية والتي تعمل على البطاريات والملوثة للبيئة والمكلفة مادياً.

الشاب خالد النواصرة والذي يبلغ من العمر 14 عاماً ويسكن في منطقة غور المزرعة "وتعتبر هذه البلدة من المناطق الأقل حظاً" لديه موهبة صنع مجسمات للسيارات والدراجات الهوائية من الأسلاك، وليس فقط تصميمها بالطريقة التقليدية (وأقصد بالتقليدية شكل السيارة بدون معالم مميزة أو يعبر عن ماركة مميزة) بل بتصاميم تشبه إلى حد كبير السيارات الواقعية حيث يمكن تمييز السيارة ونوعها بمجرد النظر إليها.

ليس هذا وحسب بل إن خالد يستعد الآن لإعطاء أول دورة تدريبية في عمان على كيفية صناعة السيارات والدراجات من الأسلاك بتنظيم من مبادرة ذكرى (Zikra Initiative) والتي يترأسها السيد ربيع زريقات الذي يعود إليه الفضل في اكتشاف موهبة خالد والأصح تقديم موهبة خالد للملأ.

متقبس من كلمات السيد ربيع زريقات

تعتبر هذه اللعبة من تراثنا الذي نعتز به ونريد احياءه ودعمه لأننا نؤمن بأن موروثنا العربي الأردني غني وفيه حلول للعديد من مشكلاتنا والتحديات التي تواجهنا. سيارات الأسلاك ليست مجرد لعبة فهي وسيلة تعليمية يمكن أن يتعلم خلالها الطفل الرياضيات لما فيها من أشكال وارتفاعات ومساحات وفيها فيزياء الحركة والميكانيك وإعادة التدوير وتشجع على الإبداع والإنتاج بدل الاستهلاك وغيرها الكثير.

لهذا السبب ترى مبادرة ذكرى أنه من الضروري إحياء الألعاب التقليدية القديمة من التراث الأردني عن طريق دمج المهارات والابداعات والموارد الخاصة، وقد أطلقت أول مسابقة  لصناعة سيارات الأسلاك عام 2011 والتي بدأتها المبادرة في الأغوار الجنوبية في محافظة الكرك حيث أعلنت شركة نقل للسيارات عن تعاونها ودعمها للمسابقة.