كاديلاك ATS 2013

  • تاريخ النشر: الإثنين، 10 يونيو 2013 آخر تحديث: الثلاثاء، 08 فبراير 2022
كاديلاك ATS 2013

أميركية بروح.. عالمية

بعد تجربة مطولة لـ كاديلاك ATS، بات حسان بشور على قناعة تامة أن هذه السيارة الأميركية القلب والقالب، تجمل في جيناتها طابعاً عالمياً.. جداً

تصوير: مصطفى حلواني

منذ أن أطلقت بي ام دبليو سيارتها الصغيرة فئة 3 وهذه السيارة تحقق النجاح تلو النجاح في مختلف الأسواق العالمية ولدرجة أن هذه السيارة تحولت الى مقياس يقتدي به كل صانعو السيارات في العالم بما فيهم الألمان وتحديداً مرسيدس وأودي. ومن هنا، كان قرار كاديلاك الأميركية التي طالما كانت سيارتها CTS تلعب دور طراز المدخل ـ مع العلم أنها أقرب الى فئة 5 منها الى فئة 3 ـ أن الوقت حان لدخول قطاع سيارات السيدان الصغيرة التي تحتكر فئة 3 صدارتها من سنين وسنين معلنة وبصراحة مطلقة أنها ستستهدف فئة 3 من خلال سيارتها الجديدة ATS وهذا أمر ليس بالغريب عن كاديلاك التي أعلنت منذ مطلع الألفية الحالية وتحديداً عندما إعتمدت فلسفة «الفن والعلم» كأساس إنطلق من خلاله كل إنتاجها، أنها في الطريق نحو القمة.

وقبل أن تقدم كاديلاك سيارتها ATS، أعلنت أن المقياس الذي إعتمدته لسيارتها هذه ليس فئة 3 حسب، بل طراز E46 الذي كان يعتبر قبل تقديم النسخة التالية (F30) أفضل سيدان صغيرة أنتجتها بي ام دبليو في تاريخها وأفضل سيدان صغيرة موجودة في الأسواق. ولأنني أملك طراز العام 2006 من CTS الذي يعاني من بعض المتاعب التي تتطلب من المرء أن يعايشها ويغض النظر عنها، قررت أنه يتوجب عليّ أن أختبر ATS بنفسي ولأطول فترة يمكن لـ جنرال موتورز الشرق الأوسط أن توفر لي هذه السيارة. ومن هذا المنطلق، طلبت من إدارة جنرال موتورز أن توفر لي ATS المزودة بمحرك الأسطوانات الست بسعة 3,6 ليتر، خصوصاً أنه سبق لي أن إختبرت فئة 3 وتحديداً 335i (راجع العدد 148) وتأكدت بنفسي أن التطوير الذي نالته هذه السيارة سيرفع حظوظها في البقاء في صدارة فئتها وهذا ما أدى بي الى التساؤل عن ما إذا كانت كاديلاك مسؤولة عن كلامها وليأتي الجواب خلال وبعد التجربة بأنها قامت مع ATS بعمل ممتاز. فهذه السيارة رائعة وتتحلى بكل الأرقام الصحيحة بدءاً من أبعادها الخارجية وطول قاعدة عجلاتها وأطوال محوريها الأمامي والخلفي والتي يمكن القول أنها قريبة جداً من تلك التي تتسم بها فئة 3 وتحديداً 335i.

أما على الصعيد الميكانيكي، فـ ATS مزودة بمحرك من 6 أسطوانات بسعة 3,6 ليتر يعمل بعامودي كامة علويين مع 24 صماماً وجهاز بخاخ إلكتروني ونظام VVT للتحكم بتوقيت عمل الصمامات ليولد على الأثر قوة 321 حصاناً تترافق مع 373 نيوتن متر من عزم الدوران الذي ينتقل الى العجلات الخلفية الدافعة بالتعاون مع علبة تروس أوتوماتيكية سداسية النسب يمكن التحكم بنقلها يدوياً من خلال مقبض علبة التروس أو عبر العتلات المثبتة خلف المقود والتي شعرت أنها بعيدة نسبياً عن المقود، الأمر الذي أدى بي الى الإعتقاد بأن من قرر وضعية تثبيتها لا بد وأنه من أصحاب اليدين الكبيرتي الحجم.

وعلى الطريق، بدت ATS ناعمة وقادرة على منع إنتقال إرتجاجات الطريق وإنحناءاتها الى مقصورة الركاب وبالأخص عند القيادة على طريق خشنة أو سيئة التعبيد وذلك مع العلم أن الإنقيادية لا تميل الى النعومة، بل تركز على التخميد القاسي نسبياً حتى عند إعتماد معيار الراحة وهذا إن دل على شئ، فهو يشير الى نوايا كاديلاك بتوفير سيارة ذات روح رياضية يمكنها أن توفر مستويات تماسك جيدة وهذا أمر لمسته بنفسي في المنعطفات حيث بدت ATS ثابتة وطيعة في آن وأشعرتني بأنها تتحلى بالصلابة اللازمة لسيدان متوسطة ـ صغيرة ورياضية وهذا ما يؤدي بسائقها في حال كان من محبي القيادة الرياضية الى زيادة وتيرة قيادته الهجومية لها. أما عند إعتماد المعيار الرياضي للقيادة، فيشعر بالمرء بالقساوة التي تطرأ على عمل ماصات الصدمات التي تمكنه من زيادة حدة هجومه في القيادة، خصوصاً في ظل قدرة ATS على إشعاره أن إطاراتها ملتصقة جيداً بالطريق وهذا ما يرفع ثقة السائق بها.

حينها، لن يتمكن المرء من إغفال ميل المقدمة الطفيف للإنزلاق في المنعطفات ولكن تحت تأثير التسارع المفاجئ. أما السبب، فلا أعتقد أنه يعود الى خطأ ما، بل الى مدى الفعالية التي يتميز بها جهاز التحكم بالتماسك الذي يسيطر على الإطارين الخلفيين الدافعين. فعند ضغط ATS في المنعطفات، شعرت أن قسمها الخلفي يرفض الإنزلاق، إلا عندما يقوم السائق بفرض ظروف إستثنائية، كأن يتأكد من أن أحد الإطارين الخلفيين يقف على أرض زلقة بسبب الرمال أو الغبار. وفي هذا الإطار، قامت كاديلاك بعمل جيد جداً لجهة توضيبها لمكونات ATS في قاعدتها وبحيث تمكنت من توزيع الوزن مناصفة بين الأمام والخلف وهذا ما ساهم في زيادة مستويات الثبات والتماسك وبمساعدة من مركز ثقل السيارة المنخفض والمعزز بترس تفاضلي خلفي ذو قدرة إنزلاق محدودة مع أجهزة التعليق المتطورة التي تعتمد في الأمام على قوائم إنضغاطية مع أذرع سفلية تلعب دور الشعب التي تأخد لنفسها شكل عظمة الترقوة. هذا وقد زود التعليق بماصات صدمات ممغنطة تعدل مستويات نبضها تبعاً لنوعية الطريق وأسلوب القيادة وتساهم في زيادة مستويات ثبات السيارة التي يقف قسمها الخلفي على تعليق وجد لنفسه طريقاً لأول مرة في سيارات كاديلاك ويقوم على تقنية الوصلات الخماسية التي تجمع بين القدرات التماسكية ومواصفات الراحة.

أما المقود وعلى الرغم من أنه مزود بنظام مساعدة كهربائية، فهو قادر على توفير شعور جيد بالطريق مع دقة توجيهية عالية ويؤكد عند القيادة الرياضية أنه متجاوب على الدوام ويعمل بفعالية عالية مع التعليق الأمامي الذي يعلو ـ شأنه للخلفي ـ مكابح تحمل توقيع صانع المكابح الشهير برمبو وتوفر توقفات آمنة وسريعة من خلال قدرات كبح متقدمة بعيدة عن إنخفاض فعالية العمل الناتجة عن الإستعمال المتكرر والحرارة العالية ولدرجة يمكنها على حد قول كاديلاك، أن توقف ATS من سرعة 100 كلم/س في مسافة تبلغ 39,3 متر.

ومن ناحيتها، تعتمد علبة التروس الأوتوماتيكية المتتالية السداسية النسب على معايير عمل رياضية. فنقلها للنسب صعوداً سريع وفوري لدرجة قد توحي للبعض أن علبة التروس تعتمد على قابض فاصل مزدوج، في وقت قررت كاديلاك أن تزودها بمحول للعزم يؤخر التبديل نزولاً بشكل طفيف ولكنه يعمل بفعالية مطلقة عند التبديل صعوداً وبسرعة عالية يمكن معها لـ ATS أن تتسارع من حالة الوقوف التام الى سرعة 100 كلم/س في خلال 5,4 ثانية يقوم السائق خلالها بضغط دواسة التسارع الى الحدود القصوى مستمتعاً بالهدير الرياضي الصادر عن عادم السيارة.

الدخول الى مقصورة ATS والخروج منها سهل بفضل فتحات أبوابها الأربع الكبيرة نسبياً والتي تكشف عن مقصورة يبدو أن كاديلاك أرادت من خلالها أن توجه لكمة الى بي ام دبليو فئة 3. فجودة المواد المستعملة في مقصورة ATS ممتازة شأنها للجودة التصنيعية. كما أن الجلود المعتمدة فيها فاخرة والتلبيسات ممتازة والفواصل بين مكونات المقصورة دقيقة وثابتة، في وقت يبرز التصميم الداخلي المميز الذي يسير في نهج تصاميم مقصورات كاديلاك والذي يعتمد على الإبتعاد عن التعقيد وزيادة العملانية وسهولة الإستعمال. وهنا، تشكل لوحة القيادة برهاناً ساطعاً على ذلك. فهي ذات تصميم أنيق ومتطور وشبابي لا يخلو من عوامل الترف والفخامة والجودة التي تبدأ من القسم العلوي من المقصورة والمبطن بجلود مترفة يربط بينها قطب نافرة وظاهرة تطاول بطانات الأبواب والمقاعد الأمامية والخلفية. وفي سياق الكلام عن لوحة القيادة، تم تزويدها بتجويف للعدادات أخذ لنفسه تصميماً عملانياً يتميز بسهولة إستعماله وقراءته ولكنني تمنيت لو إعتمد تصميماً ذو طابع رياضي يقوم على عدادات دائرية بدلاً من أنصاف الدوائر التي أشعرتني أنها تعود الى سيارة أميركية قديمة. وفوق تجويف العدادات، وضعت كاديلاك جهاز HUD لعرض المعلومات على الزاوية السفلية اليسرى من الزجاج الأمامي والذي نال عملية تطوير لا يمكنني إلا أن أهنئ كاديلاك عليها، خصوصاً أن التحكم بالمعلومات ووضعيتها سهل للغاية. أما الكونسول الوسطي، فقد تم تزويده بشاشة بقياس 8 إنش لجهاز CUE الذي نال عملية تحديث لطريقة عمله. وعلى الرغم من الإنتقادات التي نالها هذا الجهاز في بلاد العم سام، إلا أنني وجدت أن إستعماله سهل ومريح، خصوصاً لكل اللذين تأقلموا مع طريقة عمل الكمبيوترات اللوحية، سواء كانت تعمل بنظام iOS أو Android. فتشغيله لا يتطلب أكثر من اللمس بنعومة على رمز الوظيفة المراد تشغيلها أو التحكم بها وذلك على عكس مفاتيح التشغيل المثبتة تحت الشاشة والتي قصدت كاديلاك أن يتطلب تفعيلها ضغطاً أقوى لأنها عرضة لإصطدام الأصابع بها. وخلف مجموعة المفاتيح هذه، وضعت كاديلاك علبة توضيب كبيرة الحجم يمكنها إستيعاب الهاتف النقال ومحفظة النقود وغيرها من الحاجيات التي يحملها المرء معه على الدوام وهي مماثلة بطريقة عملها لتلك التي تتوفر لإبنة العم شفروليه ماليبو.

ومن ناحية أخرى، تتميز المقاعد الأمامية بقدرتها على توفير راحة عالية بفضل إمكانية تعديل وضعيتها بكافة الإتجاهات، بما في ذلك التحكم بالأجزاء المنتفخة في طرفي منطقة الظهر. أما المساحات المحيطة بهذين المقعدين، فهي رحبة للغاية وتمكن بالغين من أصحاب القامات الطويلة جداً من الإنتقال على متن ATS براحة قصوى. أما في الخلف، فالمساحات الداخلية متدنية نسبياً بسبب تصميم خط السقف الذي ينحني الى الأسفل في الخلف كما أن المساحات المخصصة للأقدام صغيرة نسبياً ولكن هذا هو حال كل سيارات هذه الفئة بدءاً من فئة 3 ووصولاً الى لكزس IS. ومن جهتها، تعتبر مجالات الرؤية الأمامية والجانبية ممتازة وهي تتدنى قليلاً في الخلف بسبب صندوق الأمتعة المرتفع، إلا أن كاديلاك عوضت الأمر من خلال تزويد ATS بكاميرا خلفية مع مؤشرات تتحرك مع حركة المقود للدلالة الى الإتجاه الذي ستسلكه السيارة تبعاً لزاوية ميلان مقودها.

وبالإجمال، يمكنني القول أن كاديلاك ATS سيارة جيدة جداً. فهي تتحلى بتصميم مميز وجاذبية عالية وشخصية فريدة. أما مقصورتها، فمصممة بطريقة تشعرك أنك في سيارة من حجم أكبر وبالأخص لجهة تجهيزاتها وجودتها التصنيعية وترفها المتقدم وعملانية إستعمالها وهدوئها العالي أثناء القيادة. أما محركها، فيولد تأدية رياضية متقدمة عززتها كاديلاك بتعليق متوازن يجمع بين مواصفات الراحة ومقومات التماسك وعناصر السلامة العامة المعززة بأكياس هواء عديدة وبأجهزة إلكترونية تساعد السائق في زيادة سيطرته على ATS على الطرقات الزلقة ومن دون أن يؤثر ذلك على متعة القيادة التي يمكنها أن توفرها، مما يعني أنها تجمع بين متعة القيادة الرياضية وبالأخص عند إعتماد معيار سبورت للقيادة مع التبديل اليدوي لنسب علبة التروس وبين المقومات التي تركز عليها العائلات الصغيرة.

بإختصار وبكلمات أخرى، يمكن القول أنه مع الأنباء التي تفيد أن هناك فئة V من ATS قيد التحضير بالإضافة الى فئة كوبيه، أعتقد أن ATS ليست مجرد ضربة حظ، بل هي خطوة متمكنة في الإتجاه الصحيح يمكن أن يطلق عليها تسمية السيارة العالمية القادمة من أميركا.

المواصفات

كاديلاك ATS

3,6 ليتر ـ 6 أسطوانات بشكل V ـ دفع خلفي

321 حصان ـ 373 نيوتن متر بين 1700 و5500 دورة في الدقيقة

علبة التروس: 6 أوتوماتيكية متتالية

من صفر الى 100 كلم/س: 5,4 ثانية

السرعة القصوى: 250 كلم/س ـ الوزن: 1570 كلغ

الطول: 464,3 سم، العرض: 180,5 سم، الإرتفاع: 142,1 سم

كاديلاك ATS 2013

كاديلاك ATS 2013

كاديلاك ATS 2013

كاديلاك ATS 2013

كاديلاك ATS 2013

كاديلاك ATS 2013

كاديلاك ATS 2013

كاديلاك ATS 2013

كاديلاك ATS 2013

كاديلاك ATS 2013

كاديلاك ATS 2013

كاديلاك ATS 2013

كاديلاك ATS 2013

كاديلاك ATS 2013

كاديلاك ATS 2013

كاديلاك ATS 2013

كاديلاك ATS 2013

كاديلاك ATS 2013

كاديلاك ATS 2013

كاديلاك ATS 2013

كاديلاك ATS 2013

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار عالم السيارات