مرسيدس فئة C رفعت سـقـف المنافسة

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 09 أبريل 2014 آخر تحديث: الثلاثاء، 08 فبراير 2022
مرسيدس فئة C

صحيح أنها من سيارات مرسيدس الصغيرة، إلا أن شركتها قررت أن تزيد من إنتمائها الى عالم مرسيدس عبر تطويرها على كافة الأصعدة

تقول مرسيدس أن الجيل الخامس من سيارتها العائلية الصغيرة فئة C يعتبر بمثابة قفزة نوعية الى الأمام كونه ليس مجرد سيدان عائلية صغيرة وحسب، بل هو واحدة من السيارات القلائل اللواتي تركزن على الكفاءة والتطور والديناميكية وبشكل لم يسبق له التواجد في هذا القطاع. فهذه السيارة التي حملت تسمية W205 خلال فترة تطويرها خلف الكواليس، تعتمد على هندسة بناء قواعد MRA الدوارة التي تندفع بالعجلتين الخلفيتين والتي يفترض أن تنطلق منها كل سيارات مرسيدس الكبيرة والجديدة خلال السنوات الخمس القادمة. وهنا تلعب هذه القاعدة دوراً مهماً لدى مرسيدس كونها جاهزة لإستضافة الطرازات الهجينة وتلك الكهربائية، بالإضافة الى الطرازات المندفعة بالعجلات الأربع، ناهيك عن أنها قادرة على إستيعاب عدد منوع من الهياكل من خلال بنيتها القابلة للتأقلم مع نوع السيارة التي سيتم إعتمادها لها.

مرسيدس فئة C رفعت سـقـف المنافسة

وخلال تصميم فئة C الجديدة التي يفترض أن تكون قد أطلقت رسمياً مع موعد كتابة هذه السطور، قررت مرسيدس أنه يتوجب على هذه السيارة أن لا تتخلى عن المعالم التصميمية الخاصة بها وبالأخص تلك التي تميز بها الجيل الحالي ولكن شرط أن يتم ربط هذه المعالم الى العناصر التصميمية التي تم إطلاقها مع الجيل الجديد من فئة S الكبيرة التي يعتمدها جميع صانعي السيارات كمقياس لصناعة سياراتهم المنافسة. ومن هنا، يكفي أن ينظر المرء الى جوانب فئة C الجديدة ليجد أن التشابه بينهما وبين الجيل الحالي كبير وبالأخص لناحية طريقة تقوس الخط العلوي لإطارات النوافذ الجانبية الذي تم تعديله بشكل طفيف إزداد معه التشابه مع الخطوط المماثلة في فئتي E وS. أما في القسم السفلي من الجوانب، فقد نالت فئة C خطين أفقيين يتقوس العلوي منهما نحو الأسفل عند وصوله الى الخلف، في وقت يرتفع الخط السفلي في القسم الخلفي من الجوانب وبحيث يعمل هذان الخطان النافران على توجيه الهواء بطريقة مسبقة التحديد عند إرتفاع السرعة ولينعكس ذلك على صعيد مستويات التماسك الإجمالي من ناحية وعلى مستويات العزل الصوتي في المقصورة من ناحية أخرى.
أما في الأمام والخلف، فيبدو التشابه بشكل أوضح مع فئة S الجديدة وبالأخص لجهة الزوايا والتقوسات المعتمدة في تصميم المصابيح الخلفية والأمامية وبالأخص هذه الأخيرة التي نالت مصابيح LED أنبوبية التصميم مماثلة لتلك التي بتنا نراها في عدد من سيارات مرسيدس شأن فئات SLK وA وS وSL وغيرها. وعلى الرغم من التشابه الكبير بين C وS، إلا أن صغيرة النجمة الثلاثية تبدو وكأنها أنعم وأكثر تناسقاً، خصوصاً أن حجمها المدمج يبعدها عن الضخامة التي تتحلى بها شقيقتها الكبرى. أما في الداخل وعلى الرغم من التعديل التصميمي، إلا أن التغيير الأبرز يتمثل بعاملي التجهيزات والجودة اللذان ذهبت بهما مرسيدس الى أبعد الحدود رافعة سقف المنافسة في قطاع فئة C الى بعد قد يصعب على بعض الصانعين غير الألمان الوصول اليه من دون رفع أسعار سياراتهم بشكل كبير.

مرسيدس فئة C رفعت سـقـف المنافسة


وفي هذا الإطار، نشير أن فئة C تركز على الوزن الخفيف سواء كان ذلك لجهة الشاسي أو مكونات السيارة الأخرى ومنها الهيكل الذي أصبح نصفه مصنوعاً من الألومنيوم. وعلى الرغم من أن القاعدة نالت 95 ملم إضافياً لطولها و40 ملم أخرى لعرضها، إلا أن التركيز على الوزن الخفيف مكن مهندسي ومصممي فئة C من خفض وزنها الإجمالي بمعدل 100 كلغ تقريباً بالمقارنة مع فئة C الحالية.
وتبدو الجودة سواء كانت متعلقة بالتصنيع أو بالمواد المستعملة في المقصورة بوضوح في شاشات TFT التي أخذت واحدة منهن مكاناً لها في وسط تجويف العدادات مقابل القسم العلوي من الكونسول الوسطي للثانية. وتتسم هاتان الشاشتان بقدرة عرض متفوقة ومعززة بألوان قوية ورسومات غرافيكية بغاية الوضوح. وفي هذا السياق، يذكر أن الشاشة الموجودة في أعلى الكونسول الوسطي تعتمد تصميماً مشابهاً للكمبيوترات اللوحية وتبدو وكأنها معلقة في الهواء فوق فتحات إخراج هواء المكيف الثلاثية التي تعتمد تصميماً دائرياً يتماشى مع تصميم العدادات الأسطوانية الشكل. وهنا، لا بد من الإشارة الى أن التصميم الجديد للوحة القيادة لا يركز على الشكل الحسن وحسب، بل يشدد على بساطة التصميم الذي يؤدي الى سهولة الإستعمال، الأمر الذي يمكن السائق من التركيز على القيادة بدلاً من رفع نظره عن الطريق عند إستعمال مكونات اللوحة.
والى جانب المقاعد الأمامية التي تتميز بقدرتها على توفير مستويات راحة عالية مع تثبيت متقدم للأجسام عند القيادة بسرعة على طرقات متعرجة، توفر هذه المقاعد مساحات داخلية أكثر من جيدة لشخصين من أصحاب القامات الطويلة والأجسام العريضة، خصوصاً أن مساحات تحرك المقعدين الأماميين طويلة نسبياً كما أن إمكانية تعديل وضعية المقود أفقياً وعمودياً تساهم في زيادة عملانية وضعية جلوس السائق. وفي إطار زيادة الإحساس بالطابع الرياضي للسيارة، زودتها مرسيدس بمقعدين أماميين يمكن خفض إرتفاعهما العمودي بمعدل 20 ملم. أما في الخلف، فقد إستفادت المقصورة من الزيادة التي طرأت على طول قاعدة العجلات موفرةً بالتالي مساحات داخلية أفضل لأرجل الجالسين على المقعد الخلفي الذي ركزت مرسيدس أيضاً على المساحة المخصصة لرؤوس الجالسين عليه، في وقت ترفع المساحات الزجاجية الخلفية التي إزداد حجمها والألوان الداخلية الفاتحة، الإحساس برحابة المقصورة الخلفية التي يمكن القول أنها تستوعب راكبين براحة تامة تتدنى قليلاً في حال إرتفع عدد ركاب الخلف الى ثلاثة. وفي سياق الكلام عن الخلف، تجدر الإشارة أيضاً الى أنه مزود بتمديدات لإيصال هواء المكيف الى القسم الخلفي من المقصورة التي يليها صندوق أمتعة تعلن مرسيدس أن سعته تراوح في حدود 480 ليتراً يمكن زيادتها عبر طي ظهر المقعد الخلفي.

مرسيدس فئة C رفعت سـقـف المنافسة


وعلى الصعيد الميكانيكي وبالإضافة الى خيار الديزل (C220 بلو تك)، ستتوفر صغيرة مرسيدس الجديدة هذه بفئتي C180 وC200 وبحيث تندفع الأولى بمحرك من 4 أسطوانات متتالية سعة 1.6 ليتر يمكنه توليد قوة 154 حصاناً ترتفع الى 184 حصاناً مع C200 التي تم تزويدها بمحرك رباعي الأسطوانات أيضاً ولكن بسعة 2.0 ليتر يمكن معه لـ C200 أن تتسارع من حالة الوقوف التام الى سرعة 100 كلم/س في خلال 7.5 ثانية. وفي هذا السياق، يذكر أن مرسيدس ستوفر خيارات أخرى من المحركات بعد وصول فئة C الى صالات العرض منها محرك ينتمي الى نادي محركات الأسطوانات الست على شكل V يُعتقد أنه سيكون بسعة 3.5 ليتر وأنه سيولد قوة 330 حصاناً، في وقت تفيد الأنباء أن نسخة AMG من فئة C ستندفع بمحرك V8 لم يعرف لغاية موعد كتابة هذه السطور أي معلومات عن سعته أو عن ما إذا كان من خانة محركات السحب العادي أو تلك المزودة بنظم تلقيم إضافية. وهنا يذكر أيضاً أن فئة C ستتوفر مع علبة تروس يدوية سداسية النسب أو أخرى أوتوماتيكية من طراز 7 G-Tronic بلس المطورة والعاملة من خلال 7 نسب أمامية متزامنة تنقل قوى المحركات الى العجلات الخلفية، في وقت تفيد أنباء مرسيدس أنها تعمل على تطوير علبة تروس أوتوماتيكية جديدة من 9 نسب أمامية وأن هذه العلبة قد تجد لنفسها طريقاً الى فئة C الجديدة بمجرد الإنتهاء من تطويرها والتأكد من فعالية عملها. أما جديد فئة C في هذا السياق، فيتمثل بتوفرها لأول مرة في تاريخها مع نظام 4Matic للدفع الرباعي المستمر الذي ستتشارك به مع الجيل الجديد من GLK الذي يفترض أن يتم إطلاقه خلال العام القادم. أما السبب بتوفير نظام الدفع الرباعي لـ C الجديدة، فيعود على حد قول مرسيدس الى نيتها بمنافسة طرازات أودي المزودة بنظام كواترو وسيارات بي ام دبليو الصغيرة المندفعة بنظام xDrive.
ولفئة C الجديدة، قررت مرسيدس الإعتماد على تعليق جديد تمت إستعارته من الشقيقة الأكبر فئة S وهو يعتمد في الأمام على محور بوصلات رباعية منفصلة عن القائمة الإنضغاطية، الأمر الذي ينعكس بالإيجاب على صعيد تماسك المقدمة التي يفترض أن تبتعد عن الإنزلاقات الأمامية تحت تأثير الضغط الإضافي في المنعطفات. أما التعليق الخلفي، فيقوم على تقنية الوصلات الخماسية التي سبق لها أن أثبتت مدى تأثيرها الإيجابي على التماسك في المقاطع المستقيمة. وهنا زودت مرسيدس سيارتها هذه بمقود ذو مساعدة إلكترونية يساهم في زيادة التماسك على السرعات العالية ويتميز على حد قول مرسيدس بقدرته على توفير إحساس جيد بالطريق تم تعزيزه ببنية تحتية تم التركيز على زيادة صلابتها الإلتوائية. وسيتوفر التعليق بثلاثة معايير تبدأ بواحد يركز على الراحة وتمر بتعليق أفان غارد الذي يجمع بين مزايا الراحة ومواصفات التعليق الرياضي وتنتهي بتعليق رياضي قاس نسبياً يتم معه خفض إرتفاع السيارة عن الأرض بمعدل 15 ملم. ومن ناحية أخرى، تعلن مرسيدس أنها ستوفر تعليق “إيرماتيك” الهوائي الذي يقوم بتعديل أرتفاع السيارة أوتوماتيكياً تبعاً لعدد ركابها وثقل حمولتها والقوى التي تتعرض لها أثناء القيادة ولكن هذا التعليق لن يتوفر إلا لطرازات القمة فقط.

مرسيدس فئة C رفعت سـقـف المنافسة


وشأنها لسيارات مرسيدس الأكبر حجماً، ستتوفر فئة C الجديدة مع نظم مساعدة عديدة منها منها جهاز “أتنشن أسيست” الذي يراقب مستويات تركيز السائق على القيادة ويقوم بتحذيره في حال وجدت مستشعراته أن السائق لا يركز على القيادة والطريق. كذلك ستتوفر فئة C مع أجهزة “كوماند” و”كوماند بلس” ونظام مساعد الكبح المتكيف ونظام المساعدة في تفادي الإصطدامات الذي يمكنه إيقاف السيارة من سرعات عالية تصل الى 200 كلم/س وجهاز ديسترونيك بلس الذي يمكنه اللحاق بالسيارة التي تسير أمام فئة C في زحمة السير ولغاية سرعة 60 كلم/س يقوم خلالها بإيقاف السيارة كلياً في حال توقفت السيارة الأمامية وجهاز BAS بلس الذي يراقب السير العابر أمام فئة C ويقوم بإيقافها ونظام “بري سايف” الذي يقوم بتفعيل أحزمة الأمان وتجليس ظهري المقعدين الأماميين ويقفل النوافذ وفتحة السقف ويعمل على كبح السيارة في حال إعترضتها سيارة أخرى أو عابر على الأقدام. كذلك ستتوفر فئة C مع جهاز الركن النشط وكاميرا محيطية بزاوية 360 درجة وجهاز المساعدة في رصد الإشارات المرورية الذي ينبه السائق حول السرعات المحددة والطرق ذات الإتجاه الأحادي والمناطق التي يمنع فيها التجاوز ونظام الإنارة العالي النشط الذي يمكن معه للسائق الإبقاء على النور العالي من دون أن يؤثر ذلك على مجالات رؤية السائقين القادمين بالإتجاه المعاكس.
يذكر أخيراً أن فئة C ستصل الى صالات العرض الأوروبية خلال شهر مارس (آذار القادم). أما في منطقتنا وعلى الرغم من عدم إعلان المكتب الإقليمي لـ مرسيدس الشرق الأوسط عن أي معلومات في هذا الخصوص، إلا أننا نرجح أن وصول فئة C الجديدة الى منطقتنا سيتم خلال أواخر الصيف القادم.