هوندا أكورد 2013

  • تاريخ النشر: الإثنين، 10 يونيو 2013 آخر تحديث: الثلاثاء، 08 فبراير 2022
هوندا أكورد 2013

أفضل على كل الأصعدة

قد يعتقد البعض أن التطوير والتعديل الذي نالته أكورد بجيلها التاسع الجديد قليل وضئيل ولكن بعد أن أمضى معها حسان بشور عدة أيام، لمس بنفسه أنها أفضل على كل الجبهات

خلال مطلع التسعينات، كانت هوندا تتمتع بسمعة ممتازة مكنتها من التحول الى العلامة اليابانية الوحيدة التي يتميز إنتاجها بفرادة تصميمية لا تتوفر في أي من العلامات الأخرى، خصوصاً أن سيارات هوندا كانت حينها تتحلى بجودة تصنيعية متفوقة مقارنة بمواطناتها اليابانيات، أضافت اليها حينها تركيز على جودة المواد المستعملة في بناء سياراتها. وعلى الرغم من أن هوندا إستمرت في هذا النهج وبالأخص مع سيارتها المتوسطة أكورد، إلا أن هذه السيارة فقدت قسماً من بريقها وفرادتها.

وهنا لا يعني هذا الكلام أن طرازات أكورد خلال العقدين الماضي والحالي لم تكن عبارة سيارات جيدة، بل على العكس ولكن هوندا كانت قد قررت في تلك المرحلة ولسبب لم نتمكن من وضع أيدينا عليه، أن تستمر في تقديم سيارات تمزج بشكل جيد بين التأدية والعملانية والإعتمادية والمساحات الداخلية الرحبة، في وقت كانت شخصيات أكورد قد تبدلت لتتحول الى مجرد سيارة عملانية أخرى. ومنطقياً يمكن القول أن هذا جيد لأن الجميع يرغبون بسيارات عملانية تؤدي مهامها من دون متاعب تذكر على أن تقوم بخدمة مالكيها بشكل فعال. أما نحن وأقصد هنا محبي السيارات، فنعتقد أن قسماً كبيراً من عملية الشراء لا يتعلق بالمنطق لا من قريب ولا من بعيد ونؤمن أن السيارة لا تعكس صورة معينة عن مالكها وحسب، إنما تشكل إمتداداً لشخصيته وتثير في نفسه مجموعة من الأحاسيس التي ينتج بعضها عن القيادة، فيما يحصل بعضها الآخر بمجرد رؤية السيارة. وفي ظل دخول عدد كبير من السيارات المنافسة على الخط ومنها نيسان ألتيما وتويوتا كامري وهيونداي سوناتا وكيا أوبتيما وفورد فيوجن وشفروليه ماليبو وغيرها وتركيز شركات هذه السيارات على المنطق والعاطفة في آن، كان لا بد لـ هوندا من أن تبدأ بإعادة حساباتها لإعادة ذلك البريق اليها.

ومن هنا، كان لا بد من التركيز على التصميم الخارجي كونه العامل الأول الذي يستقطب المستهلك في مختلف الأسواق العالمية، إلا أن هوندا وبسبب جنسيتها اليابانية قررت أن لا تقوم بخطوة كبيرة ينتج عنها تعديلات تصميمية جذرية وهذا ما يؤدي بكل من ينظر الى أكورد الجديدة لأول مرة الى التساؤل: ترى، ما هو الجديد في هذه السيارة وهل يستحق فعلاً الضوضاء التي أثارتها هوندا؟

الحقيقة، سيتوجب على المرء أن يتأمل أكورد الجديدة التي سيراوح سعرها في الإمارات بين 89 و135 ألف درهم، وعندها سيجد أن ما قامت به هوندا شدد على زيادة حدة الخطوط الخارجية وركز على عملية التناسب بين مختلف المساحات والأسطح التي يتألف منها الهيكل الخارجي وهذا ما مكن أكورد الجديدة من التحلي بحضور لافت يذكر بالحضور الذي كانت تتحلى به أكورد خلال مطلع التسعينات والذي لم يكن بالإمكان إغفاله أبداً. وهنا، عمدت هوندا الى تقصير الطول الإجمالي لـ أكورد بمعدل 9 سنتمترات وهذا ما بدلها بشكل كبير وبحيث باتت تشعر الناظر اليها أنها تتحلى بديناميكية عالية وبالأخص عند النظر اليها من الأمام حيث تم الإعتماد على شبك كرومي لماع ذو وضعية منخفضة وزوايا حادة تتداخل مع الصادم الأمامي وتتكرر في المصابيح الأمامية التي نالت في طرازات القمة نظام إنارة يعمل بتقنية LED التي طاولت أيضاً المصابيح النهارية. وفي الأمام أيضاً، لا يمكن إغفال فتحات الصادم السفلية وبالأخص الوسطية منها التي نالت خطاً كرومياً أضاف اليها طابعاً من الفخامة الذي تم تعزيزه بتصميم رياضي للفتحتين الجانبيتين اللتين إعتمدتا مصابيح إضافية للضباب بشكل مستطيل ساهم بالتعاون مع المصابيح العلوية ذات الإرتفاع المنخفض بزيادة الشعور بعرض أكورد.

أما في الجوانب، فقد حافظ الجيل التاسع من أكورد على معالمه العامة ولكنه أضاف اليها خط وسط مزدوج ونافر نسبياً تم إستغلاله إنسيابياً لزيادة قوى الدفع السفلية على السرعات العالية ولينعكس ذلك بالإيجاب على صعيدي الإستهلاك ومستويات الضجيج، خصوصاً أن خط الوسط هذا يصل الى الواجهة الخلفية التي إعتمدت مصابيح خلفية ثلاثية الأبعاد يربط بينها خط كرومي سميك تم تكراره في أسفل الصادم الخلفي حيث يعمل على الربط بين المصابيح الحمراء الرقيقة العاكسة للنور وبين مخرجي العادم اللذين يأخذان لنفسيهما مكاناً في طرفي ناشر الهواء الخلفي.

ومع تصغير حجم أكورد سيدان الخارجي، كان لا بد من أن تكون المقصورة أصغر حجماً من السابق. وهنا، تعلن هوندا أن المساحات المخصصة للرؤوس والأوراك إنخفضت قليلاً ولكن تلك المخصصة للأكتاف إزدادت، فيما بقيت المساحات المخصصة لأرجل الجالسين في الأمام على حالها. أما المساحات المخصصة لأرجل الجالسين على المقعد الخلفي، فقد إزدادت بمعدل 1,5 سم، مع العلم أن حجم التحميل في صندوق الأمتعة الخلفي إزداد ليبلغ 447,4 ليتر. أما السبب في هذه الزيادات، فيعود الى أن مهندسي هوندا وضعوا جهداً كبيراً في سبيل توضيب مكونات سيارتهم هذه بطريقة ذكية وفعالة خروجوا معها بمساحات كبيرة وكريمة تم إستغلالها في صالح مقصورة الركاب التي لن تتمكن سواء كنت تلعب دور السائق أو الراكب في الأمام أو الخلف، إلا من ملاحظة مدى الهدوء الذي يسيطر عليها، خصوصاً بعد الشكاوي المتتالية التي تلقتها هوندا حول العزل الصوتي في الجيل الأسبق من أكورد. وهنا أجرت هوندا عملية عزل صوتي مدروسة ولكن بعد أن زودت مقصورة سيارتها هذه بمقاعد جديدة تم التركيز عند تصميمها وتجربتها على زيادة مستويات راحتها سواء كان إستعمالها لوقت قصير أو خلال السفر لمسافات طويلة. وهنا لا بد من الإشارة الى أن المقاعد مريحة وواسعة في الأمام والخلف وتتميز بمساحات داخلية جيدة حولها وذلك على الرغم من أن قاعدة العجلات خسرت حوالي 1,5 سم من طولها الإجمالي مقارنة بقاعدة الجيل الأسبق. ومع ذلك، يمكن أيضاً القول أن مجالات الرؤية جيدة جداً في الأمام والجوانب، إلا أنها تتدني قليلاً عند النظر الى الزاوية الخليفة اليمنى بسبب تصميم العمود C المائل والعريض. وهنا عوضت هوندا ذلك من خلال نظام ذكي جداً لم يسبق أن توفر في أي من سيارات الإنتاج التجاري الأخرى تطلق عليه تسمية جهاز مراقبة المسار (LaneWatch) وهو عبارة عن كاميرا تعمل من خلال عدسة عريضة جرى تثبيتها في أسفل المرآة الخارجية اليمنى يتم تفعيلها أوتوماتيكياً بمجرد إستعمال إشارة الإلتفاف الى اليمين لتبث صورها الحية عبر شاشة جهاز الملاحة المثبتة في أعلى الكونسول الوسطي. وعلى الرغم من أن هذا الجهيز ذكي جداً ويساهم في زيادة عوامل الأمان أثناء القيادة، إلا أن مشكلته الكبيرة تظهر عند قيادة سيارة أخرى لا يتوفر فيها هذا النظام. وعند سؤال هوندا عن السبب بتوفيره للجهة اليمنى فقط، جاء الجواب بأن تبديل المسار الى اليمين يتطلب من السائق أن ينظر الى اليمين حيث تتواجد أيضاً شاشة العرض. أما عند تبديل المسار الى اليسار، فالسائق سينظر بالإتجاه المعاكس لمكان تواجد الشاشة. منطق صحيح مئة بالمئة.

ومن ناحية أخرى، نالت أكورد الجديدة لوحة قيادة جديدة كلياً تشكل الأناقة والعملانية عنوانيها الرئيسيين، خصوصاً أنها تخلت عن زحمة مفاتيخ التشغيل التي كانت تميز لوحات قيادة الجيل الأسبق. وتتسم اللوحة الجديدة بمفاتيحها المثبتة في أماكن ذكية وفي متناول اليد، تماماً كما تتميز بسهولة إستعمالها وقراءة عداداتها بإستثناء الشاشة الصغرى التي تم تثبيتها تحت شاشة الملاحة العليا والتي لا يمكن رؤيتها بوضوح عندما تكون تحت أشعة الشمس المباشرة.

وبالإنتقال الى منظومة الدفع المخصصة لـ أكورد الجديدة، ستتوفر هذه السيارة بفئتي كوبيه وسيدان (وكروس تور في المستقبل) وبخيار بين محركين يتألف الأول منهما من 4 أسطوانات متتالية سعة 2,4 ليتر تم تزويده بجهاز I-VTEC للتحكم بتوقيت عمل الصمامات الأمر الذي رفع قوته الى 173 حصاناً تتوفر عند مستوى 6200 دورة في الدقيقة وتترافق مع 225,5 نيوتن متر من عزم الدوران الذي يتوفر عند 4000 دورة في الدقيقة. وتنتقل قوى هذا المحرك الى العجلتين الأماميتين بمساعدة علبة تروس أوتوماتيكية خماسية النسب. أما السيارة موضوع التجربة، فكانت مزودة بالمحرك الثاني الذي ينتمي الى نادي محركات V6 بسعة 3,5 ليتر. ويعمل هذا المحرك عبر جهاز بخاخ إلكتروني وجهاز I-VTEC الذي يتحكم بتوقيت عمل الصمامات ليولد قوة 276 حصاناً عند 6200 دورة في الدقيقة تتدنى الى 4900 دورة في الدقيقة عندما يتعلق الأمر بعزم دوران هذا المحرك البالغ 339,3 نيوتن متر تنتقل أيضاً الى العجلتين الأماميتين عبر علبة تروس أوتوماتيكية متتالية تتألف من 6 نسب أمامية يمكن التحكم بنقلها يدوياً من خلال عتلات خلف المقود لتساهم في إنطلاق أكورد سيدان V6 من حالة الوقوف التام الى سرعة 100 كلم/س في 5,6 ثانية.

وعلى الرغم من أن تجاوب وسرعة تبديل علبة التروس معتدلين، إلا أن إعتماد معيار سبورت للقيادة يرفع مستوى تجاوب علبة التروس وحدة التبديل نسبياً ويزيد متعة القيادة ولو قليلاً. ولكن يتوجب هنا أن نتذكر أن أكورد سيدان سيارة عائلية ومعدة للإستعمالات اليومية وهذا أمر تحقق فيه أعلى النقاط، حيث يساعدها تعليق مدروس تخلى في الأمام عن تقنية أذرع التحكم لصالح قوائم ماكفرسون الإنضغاطية التي ظهرت فوائدها خلال التجربة على شكل سيارة ذات مقدمة ثابتة وقادرة على الإلتفاف بسلاسة ونعومة في مختلف أنواع المنعطفات، طالما تتم قيادتها ضمن حدود المنطق. أما عند الإنتقال الى القيادة الهجومية، فسيشعر سائق أكورد أن هناك ميلاً لإنزلاق المقدمة تحت تأثير التسارعات المفاجئة في المنعطفات أو الإنطلاقات السريعة عندما لا تكون الإطارات الأمامية في وضعية مستقيمة وهذا أمر متوقع من سيارات الإندفاع الأمامي وبالأخص عند تزويدها بمحركات V6 قوية. وفي هذا السياق، زودت أكورد بمعايير عمل مدروسة للتعليق ولنبض ماصات الصدمات، الأمر الذي إنعكس على شكل إنقيادية متقدمة تم معها التركيز على توفير مستويات راحة متقدمة، خصوصاً أن هذه المعايير تقوم بمواجهة تمايلات الهيكل وتخفضها الى الحدود الدنيا.

وفي النهاية يبقى أن نتساءل عن ما إذا كانت أكورد الجديدة جيدة.

أما الجواب، فهو بالإيجاب ذلك أن أكورد أصبحت أجمل وأكثر ديناميكية وتتحلى بحضور لافت. كذلك يمكن القول أن قيادتها لعدة أيام أكدت لنا أننا خلف مقود سيارة عائلية تشدد على توفير الراحة من دون التضحية بمستويات التماسك. أما مقصورتها، فهي واحدة من الأماكن التي سيسعد المرء بتواجده فيها، خصوصاً أنها تحقق مستويات إستهلاك وقود معتدلة إن لم نقل متدنية. وستعمل هذه المزايا على إستقطاب مزيد من المستهلكين الجدد ومن دون أن يؤثر ذلك على محبي أكورد اللذين لا نشك بأنهم سيحبونها أيضاً.

كيف لا وهي أفضل من ما كانت عليه أكورد السابقة؟

المواصفات

هوندا أكورد

3,5 ليتر ـ 6 أسطوانات بشكل V ـ دفع أمامي

276 حصان عند 6200 دورة في الدقيقة

339,3 نيوتن متر عند 4900 دورة في الدقيقة

علبة التروس: 6 أوتوماتيكية متتالية

من صفر الى 100 كلم/س: 6,5 ثانية

السرعة القصوى: 220 كلم/س

الوزن: حوالي 1600 كلغ

الطول: 480,8 سم، العرض: 184,9 سم، الإرتفاع: 143,5 سم

هوندا أكورد 2013

هوندا أكورد 2013

هوندا أكورد 2013

هوندا أكورد 2013

هوندا أكورد 2013

هوندا أكورد 2013

هوندا أكورد 2013

هوندا أكورد 2013

هوندا أكورد 2013

هوندا أكورد 2013

هوندا أكورد 2013

هوندا أكورد 2013

هوندا أكورد 2013

هوندا أكورد 2013

هوندا أكورد 2013

هوندا أكورد 2013

هوندا أكورد 2013

هوندا أكورد 2013

هوندا أكورد 2013

هوندا أكورد 2013

هوندا أكورد 2013

هوندا أكورد 2013

هوندا أكورد 2013

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار عالم السيارات