يجوز.. الوجهان

  • تاريخ النشر: الأحد، 07 يوليو 2013 آخر تحديث: الثلاثاء، 08 فبراير 2022
يجوز.. الوجهان

مع ML63 AMG، قرر حسان بشور أن يختبر حياة مالك هذه السيارة اليومية على متنها وليكتشف أنها ذات وجهين وأن كلاهما.. ممتاز

منذ أن قدمت مرسيدس سيارتها فئة M عام 1997، لم تتمكن هذه السيارة من إحتلال مكانة مميزة في الأسواق وفي مواجهة المنافسة وبالأخص الألمانية منها. فالجيل الأول من هذه السيارة والذي إستمر في الخدمة لغاية العام 2005 لم يتمتع يوماً بمواصفات الجودة والإعتمادية التي طالما كانت عنواناً لكل ما يحمل شعار النجمة الثلاثية. أما الجيل الثاني الذي وضع في الخدمة بين العامين 2005 و2011، فقد عملت مرسيدس من خلاله على تبديل صورة ML في الأذهان ولدرجة تمكن هذا الجيل مع إقترابه من نهاية عمره الخدماتي من خلق صورة شبه جديدة عن نفسه في عقول الناس ولتتمكن ML بجيلها الثاني من إقتطاع حصة لا يستهان بها من قطاع سيارات الـ SUV المتوسطة الحجم الذي كانت تسيطر عليه حينها كل من بي ام دبليو X5 وبورشه كايين وراينج روفر سبورت.

ومع بداية العام الجاري، أطلقت مرسيدس الجيل الثالث من ML وألحقته على الفور بنسخة رياضية التأدية حملت توقيع الشريك AMG. وعلى الرغم من أنه سبق لي أن قدت ML63 AMG على حلبتي أوتودروم في دبي وياس مارينا في العاصمة الإماراتية، أبوظبي، إلا أنني كنت أريد أن أقودها لعدة أيام على الطرقات العادية. فعلى الحلبة وعلى الرغم من أن قيادتي لها لم تتعدى حدود الساعتين على كل حلبة، إلا أنني إستمتعت بتأديتها الرياضية وبمستويات تماسكها العالية وبقدراتها المتقدمة خلال القيادة الهجومية. ولكن يتوجب هنا أن أشير الى أن قيادة هذه السيارة على حلبة خاصة ذات مواصفات سباقية كانت مع إعتماد معايير رياضية لكل الأجهزة التي زودتها AMG بقدرة تحكم بمعايير عملها وهي معايير تركز على زيادة قساوة السيارة ككل ورفع حدة ردات أفعالها.

وقبل الدخول بمجريات تجربتي لـ ML63 AMG التي إمتدت لأربعة أيام متواصلة قطعت خلالها مئات الكيلومترات، تتوجب الإشارة الى أن هذه السيارة تخلت عن محرك الـ 6,2 ليتر الموزعة على ثماني أسطوانات وإستبدلته بمحرك من 8 أسطوانات بشكل V أيضاً ولكن بسعة 5,5 ليتر جرى تزويده بجهاز توربو مزدوج وهو المحرك نفسه الذي يتوفر للشقيقة الرياضية CLS 63 AMG التي سبق لـ توب جير العربية أن إختبرتها (راجع العدد 134). وينفرد هذا المحرك بطريقة عمله التي تعتمد على جهازي توربو رفعا قوته الى 525 حصاناً يمكن إستخراجها عند 5250 دورة في الدقيقة وعزم دورانه الى 700 نيوتن متر تتوفر بين 1750 و5000 دورة في الدقيقة. ولزيادة هذه التأدية، توفر AMG مجموعة تجيزات تطلق عليها تسمية «مجموعة التأدية» ترتفع معها القوة الإجمالية الى 557 حصاناً عند 5750 دورة في الدقيقة وعزم الدوران الى 760 نيوتن متر تتوفر بين 2000 و4500 دورة في الدقيقة.

ومع مجموعة AMG للتأدية ينخفض الوقت الذي تتطلبه هذه السيارة للتسارع من الصفر الى سرعة 100 كلم/س من 4,8 الى 4,7 ثانية، في وقت تبلغ السرعة القصوى وهي بالمناسبة محددة إلكترونياً، 250 كلم/س. وفي هذا السياق، لن يتوجب عليك إلا أن تضغط على دواسة التسارع لغاية ملامستها لأرضية السيارة، لتشعر بقوة التأدية التي يتحلى بها هذا المحرك الذي تم ربطه الى علبة تروس «سبيدشيفت بلس 7G-tronic» أوتوماتيكية سباعية النسب يتم نقلها آلياً وتبعاً لبرنامج القيادة المعتمد وبطريقة سلسة وناعمة. ويمكن التحكم بنقل هذه النسب يدوياً عبر عتلات مثبتة خلف المقود تزداد سرعة تجاوبها في حال تم الإعتماد على برنامج القيادة الرياضي (Sport). وهنا، لن تكتف بالسعادة التي تشعرك بها تسارعات هذه السيارة وحسب، بل ستتمتع أيضاً بهدير العوادم الرياضية التي تحكمت مرسيدس بمعايير ضبطها لتوفر صوتاً مميزاً يعيد الى الذاكرة صوت محرك الـ 6,2 ليتر. أما إنتقال القوى التي ينتجها المحرك، فيتم بإتجاه العجلات الأربع التي يتحكم بها نظام 4Matic للدفع الرباعي المستمر الذي يوزع القوة بنسبة 60 بالمئة بين عجلتي المحور الخلفي، مقابل 40 بالمئة للعجلتين الأماميتين. وفي هذا السياق، لم أتمكن من إغفال مستويات التماسك الممتازة التي تتحلى بها هذه السيارة. فقد قامت AMG بتعديل عدد من مكوناتها شأن طريقة عمل ومستويات تجاوب القضبان النشطة والمقاومة للإنحناء ومعايير عمل ماصات الصدمات النشطة وغيرها من التجهيزات التي مكنت ML63 AMG من التحلي بمستويات تماسك قد تحسدها عليه سيارات السيدان الرياضية.

ولأن هدفي من هذه التجربة تمثل منذ البداية بإختبار الحياة على متنها، كان لا بد لي من تجربتها محاكياً الحياة اليومية لأي مالك لسيارة من هذا المعيار وهذا ما أدى بي الى التركيز على مقصورتها وهي المكان الذي يقضى المرء الوقت الأطول فيه طيلة فترة إمتلاكه للسيارة. ففي البداية، تتميز المقصورة بفتحات أبواب أمامية وخلفية عريضة تمكن الركاب من الدخول والخروج الى ومن المقصورة بسهولة بالغة يساعدهم في ذلك إرتفاع العتبات الذي عوضته مرسيدس من خلال دواسات جانبية جرى تثبيتها تحت الأبواب بوضعية تنخفض معها المسافة بين عتبات الأبواب والأرض. أما في الداخل، فلا يمكن إغفال مستويات الترف التي تبدأ بمساحات كبيرة من الجلود الفاخرة التي تطاول المقاعد ولوحة القيادة وبطانات الأبواب وتمر بسجاد فاخر للأرضية وتنتهي بتلبيسات من الكروم والأخشاب المصقولة غير اللماعة التي تضفي المزيد من الفخامة على المقصورة التي تشعر المرء أنها مدروسة لتوفير عملانية وسهولة الإستعمال، خصوصاً أنها معززة بمجموعة هائلة من تجهيزات الراحة التي تشمل مكيفاً للهواء بمنطقتي تبريد منفصلتين يتميز بكفاءة عمله، مقاعد مبردة ومدفأة لن تتمكن من مواجهة المفاجأة التي تقدمها لك لجهة قدراتها المتفوقة على تثبيت الأجسام وهو أمر لاحظته بشكل مستمر في المنعطفات. وعلى الرغم من ذلك، تستمر هذه المقاعد بتوفير مستويات راحة عالية في المقاطع المستقيمة وخلال الرحلات الطويلة.

وعلى صعيد آخر، تتميز المقصورة المبنية على قاعدة عجلات بطول 291,6 سم والتي تمكن معها مهندسو مرسيدس من الخروج بهيكل يتحلى بـ 481,5 و194 و173,5 سم لكل من طوله وعرضه وإرتفاعه على التوالي، بمساحات داخلية أكثر من رحبة وهذا ما يمكن هذه المقصورة من إستضافة أربعة ركاب من أصحاب القامات الطويلة براحة إستثنائية. ويمكن لعدد الركاب أن يزداد الى خمسة ولكن الجالسون منهم على المقعد الخلفي، قد يشعرون ببعض الضيق في حال كانوا من ذوي الأحجام الكبيرة. أما حجم التحميل الخلفي الذي يمكن الوصول اليه من خلال الباب الخلفي الذي يفتح كهربائياً، فيمكنه أن يصل الى 2273,8 ليتر بعد طي المقعد الخلفي كلياً (يمكن طي هذا المقعد جزئياً بنسبة 60 و40 بالمئة). وفي هذا الإطار، يتمتع صندوق الأمتعة بأرضية تحميل مسطحة كلياً مما يسمح بتحميله وتفريغه بسهولة تساهم فيها حافة التحميل المنخفضة. والى جانب قدرات التحميل التي تتميز بها ML63 AMG، زودتها مرسيدس بعدد آخر من أماكن التوضيب العملانية التي وجدت لنفسها مكاناً في بطانات الأبواب والكونسول الوسطي ولوحة القيادة، كما جهزتها بعدد من حاملات الأكواب المنتشرة في الأمام والخلف.

ومن داخل المقصورة التي تتحلى بوضعيات جلوس ممتازة بالإضافة وضعية قيادة جيدة جداً، سيلاحظ المرء أن هناك مساحات زجاجية محيطية لا تساهم في زيادة الشعور برحابة المقصورة وحسب، بل تعمل أيضاً على تحسين مجالات الرؤية خلال مختلف أنواع القيادة. وفي هذا الإطار، لا بد أيضاً من الإشارة الى أن المقصورة تتحلى بعزل صوتي متقدم وبالأخص عند إعتماد برنامج القيادة الموجه الى زيادة راحة الإنتقال أو عند إعتماد برنامج Eco الذي يركز على تبديل سريع لنسب علبة التروس بهدف خفض مستويات الإستهلاك الى أقصى الحدود والذي يتم معه تفعيل جهاز توقف / إنطلاق بشكل أوتوماتيكي. وهنا يذكر أن ML63 AMG تحقق توفيراً في الإستهلاك يبلغ 28 بالمئة بالمقارنة مع الجيل الأسبق منها.

قيادة ML63 AMG بطريقة هجومية ممتعة للغاية ذلك أن سائق هذه السيارة يشعر أن AMG ومرسيدس قامتا بكل ما يمكنهما لجعله ينغمس في عملية القيادة، سواء كان ذلك لجهة المقود ذو الإطار السميك الذي يوفر شعوراً عالياً بما تتعرض له الإطارات الأمامية أو لجهة علبة التروس التي ما أن تلامس إحدى عتلتيها حتى تشعر بسرعتها في تبديل النسب أو حتى لناحية هدير العوادم الرياضي الذي ينقلك الى عالم مختلف من الحماس الذي يؤدي بك الي زيادة الضغط على دواسة التسارع.

أما القيادة العادية التي تعتمدها الأكثرية العظمى من السائقين، فهي مع ML63 AMG مختلفة عن ما يختبره المرء في السيارات الأخرى. فعلى الرغم من الطابع الرياضي الذي تتحلى به السيارة، إلا أنها قادرة وعلى غرار باقي سيارات مرسيدس، على جعلك تشعر بإحساس الإختلاف عن باقي السائقين والذي يعود جزء من السبب فيه الى مستويات الترف المتقدمة والمعززة بالهدوء التشغيلي العالي الناتج عن قدرة المحرك علي توفير قسم كبير من قوته وعزم دورانه قبل وصوله الى 3000 دورة في الدقيقة. كذلك توفر ML63 AMG لسائقها شعوراً عالياً بالأمان الذي يمكن رده الى بنية السيارة التحتية الصلبة والمعدة بشكل يرفع مستويات السلامة في مقصورة توفرها مرسيدس مع عدد من أكياس الهواء التي تم دعمها بمجموعة كبيرة من الإلكترونيات التي تساعد في زيادة سيطرة السائق على هذه السيارة وتمكنه أيضاً من تفادي التعرض لإصطدام ما والتي يعمل بعضها الآخر على مراقبة مستويات تركيز السائق على القيادة.

وبكلمات أخرى، يمكن القول أن الجيل الثالث من هذه السيارة حقق قفزة كبيرة الى الأمام، خصوصاً أن ML63 AMG وكما يوحي إسمها سريعة ورياضية ومتماسكة مع العلم أنها وعلى غرار كل السيارات الأخرى،  لن تتمكن أبداً من التغلب على قوانين الفيزياء. أما سمتها الأفضل، فتكمن بقدرتها على التحول السريع من سيارة تريد صب جام غضبها على الطريق الى سيارة أقل ما يمكن أن يقال فيها هو أنها من أرقى سيارات الـ SUV المتوسطة الحجم. وفي كلتا الحالتين، تظهر ML63 AMG وجهين جميلين.

«لا يمكن إغفال مستويات الترف التي تبدأ بمساحات من الجلود التي تطاول المقاعد ولوحة القيادة وبطانات الأبواب وتمر بسجاد فاخر للأرضية وتنتهي بتلبيسات من الكروم والأخشاب»

«على الحلبة، إستمتعت بتأديتها الرياضية وبمستويات تماسكها العالية وبقدراتها المتقدمة خلال القيادة الهجومية»

مع مجموعة AMG للتأدية ينخفض الوقت الذي تتطلبه ML63 AMG

للتسارع من الصفر الى سرعة 100 كلم/س من 4,8 الى 4,7 ثانية»

«على الرغم من الطابع الرياضي الذي تتحلى به السيارة، إلا أنها قادرة كما في باقي سيارات مرسيدس، على جعلك تشعر بإحساس الإختلاف عن باقي السائقين»

مرسيدس ‏ML63 AMG

الأرقام

5,5 ليتر، 8 أسطوانات بشكل V، دفع رباعي

525 حصان عند 5250 دورة في الدقيقة

700 نيوتن متر عند 1700 الى 5000 دورة في الدقيقة

من صفر الى 100 كلم/س: 4,8 ثانية

السرعة القصوى: 250 كلم/س، حوالي 2355 كلغ

الإستهلاك: غير متوفر

الطول: 481,5 سم، العرض: 194 سم، الإرتفاع: 173,5 سم

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار عالم السيارات