السيارات الكهربائية تنقذ إسبانيا من الغرق في الظلام

شهدت إسبانيا والبرتغال مؤخرًا انقطاعًا كبيرًا في التيار الكهربائي ترك عشرات الملايين من السكان بلا كهرباء لمعظم اليوم.

انطفأت الأنوار، وتعطلت الأجهزة، وتوقفت أجهزة توجيه الواي فاي عن العمل، وكل ما يتبع ذلك من فوضى.

لكن بالنسبة لعدد قليل من الأشخاص، استمرت الحياة كالمعتاد، والسبب وراء قدرتهم على الاستمرار يرجع لامتلاكهم سيارات كهربائية أنقذتهم من الظلام.

السيارات الكهربائية تنقذ إسبانيا من الغرق في الظلام

نشر العديد من مالكي السيارات الكهربائية في إسبانيا على وسائل التواصل الاجتماعي صورًا ومقاطع فيديو توضح كيف كانوا يستخدمون بطاريات سياراتهم لتزويد منازلهم بالطاقة الكهربائية.

بعض السيارات الكهربائية، مثل هيونداي أيونيك 5، تتميز بما يعرف بوظيفة V2H أو من السيارة إلى المنزل، مما يعني أنها تستطيع نقل طاقتها المخزنة إلى النظام الكهربائي للمنزل.

السيارات الكهربائية تمد المنازل بالطاقة

بشكل أساسي، يمكن للسيارات الكهربائية المزودة بتقنية V2H أن تعمل كنسخ عملاقة من بطاريات الطاقة المحمولة التي يعتمد عليها الكثيرون منا لشحن هواتفهم الذكية أثناء التنقل.

أو مثل بطاريات تخزين الطاقة التي يستخدمها بالفعل بعض أصحاب المنازل الذين لديهم ألواح شمسية على أسطح منازلهم لتخزين الطاقة الزائدة التي يتم توليدها خلال النهار.

لا تدعم جميع السيارات الكهربائية تقنية V2H (من السيارة إلى المنزل)، على الرغم من أن هذه التقنية موجودة منذ سنوات.

ولكن وفقًا لدراسة أجراها مركز الأبحاث البريطاني وحدة استخبارات الطاقة والمناخ (ECIU)، فإن متوسط السيارة الكهربائية المزودة ببطارية سعة 71 كيلووات في الساعة وقدرة V2H يمكن أن يزود منزلًا بالطاقة لمدة ستة أيام تقريبًا باستخدام 60% فقط من شحنها.

قدرات السيارات الكهربائية

وقال كولين ووكر، رئيس قسم النقل في ECIU: "بالإضافة إلى تقليل الانبعاثات وتوفير مئات الجنيهات على مالكيها في تكاليف التشغيل، فإن السيارات الكهربائية قادرة أيضًا على إضافة مرونة لإمداد الطاقة في منازلهم".

وتابع: "المزيد من السيارات الكهربائية القادرة على إعادة الطاقة إلى المنزل تصل إلى السوق. في حالة انقطاع التيار الكهربائي غير المسبوق مثل الذي شهدناه للتو في إسبانيا، ستسمح هذه السيارات الكهربائية للناس بإبقاء أضوائهم مضاءة، وثلاجاتهم باردة، وأجهزة التوجيه اللاسلكية الخاصة بهم تعمل لعدة أيام".

انقطاع الكهرباء في إسبانيا والبرتغال

شهدت إسبانيا والبرتغال انقطاعًا كبيرًا في التيار الكهربائي أثر على مناطق واسعة من شبه الجزيرة الأيبيرية. بدأ الانقطاع حوالي الساعة 12:30 ظهرًا بالتوقيت المحلي لإسبانيا (11:30 صباحًا في البرتغال) واستمر لساعات طويلة.

مما أدى إلى تعطيل أنظمة النقل، واضطراب الاتصالات المتنقلة، وتأجيل بعض الإجراءات الطبية. كما تأثرت أجزاء من جنوب فرنسا بشكل وجيز.

أفادت تقارير بأن سبب الانقطاع يعود إلى خلل في شبكة الكهرباء الإسبانية، حيث ذكر مشغل شبكة الكهرباء البرتغالي أن "ظاهرة جوية نادرة" تسببت في تذبذبات حادة في خطوط الجهد العالي (400 كيلو فولت) في إسبانيا، وهو ما يعرف باسم "الاهتزاز الجوي المستحث". وأكد رئيس الوزراء البرتغالي أن المشكلة نشأت في إسبانيا.

تحقيقات في سبب الانقطاع

على الرغم من أن التحقيقات في سبب الانقطاع لا تزال جارية، فقد استبعد المركز الوطني للأمن السيبراني في البرتغال فرضية الهجوم السيبراني، مشيرًا إلى عدم وجود أي دليل على ذلك. وبالمثل، ذكر رئيس الوزراء البرتغالي أنه لا يوجد ما يشير إلى هجوم سيبراني.