قشور المحرك.. ما هي وأسبابها وتأثيرها على الأداء؟

ما هي قشور المحرك؟ قشور المحرك هي مشكلة شائعة تواجه العديد من مالكي السيارات، حيث تمثل تراكمات من الرواسب التي تتكون داخل أجزاء المحرك مع مرور الوقت.

هذه الرواسب قد تكون ناتجة عن الاحتراق غير الكامل للوقود، أو التفاعل الكيميائي بين زيت المحرك والحرارة العالية، أو حتى نتيجة تراكم الأوساخ والغبار الخارجي.

تؤدي هذه القشور إلى تقليل كفاءة المحرك وإضعاف أدائه، مما يجعل فهم أسباب ظهورها وكيفية التعامل معها أمرًا بالغ الأهمية.

ما هي قشور المحرك؟

قشور المحرك هي عبارة عن ترسبات صلبة أو لزجة تتراكم داخل المحرك بمرور الوقت. هذه الترسبات ليست جزءًا من مكونات المحرك الأصلية، بل هي نواتج ثانوية لعمليات تحدث داخله، وتؤثر سلبًا على كفاءته وأدائه. يمكن تشبيهها بالصدأ أو التكلسات التي تتراكم في الأنابيب وتعيق تدفق الماء.

هل لقشور المحرك أنواع؟

نعم، لقشور المحرك أنواع رئيسية تختلف في تكوينها ومصدرها ومواقع تراكمها، كل نوع من هذه القشور يتطلب أساليب مختلفة للوقاية منه أو تنظيفه، مما يبرز أهمية الفهم الدقيق لطبيعة المشكلة، وأبرزها:

الترسبات الكربونية

تتكون هذه الترسبات من الاحتراق غير الكامل للوقود والزيت داخل غرف الاحتراق. عندما لا يحترق الوقود أو الزيت بشكل كامل، تتبقى جزيئات كربونية دقيقة تترسب وتتصلب على الأسطح الداخلية.

غالبًا ما تتراكم في صمامات السحب والعادم، خاصة في محركات الحقن المباشر GDI حيث لا يمر الوقود عبر الصمامات لتنظيفها.

أو في رؤوس المكابس وغرف الاحتراق، مما يقلل من حجم الغرفة ويرفع نسبة الانضغاط بشكل غير مرغوب فيه، وقد يسبب طقطقة أو قرقعة.

كما تتراكم في البخاخات، حيث تسد الفوهات الدقيقة، مما يؤثر على نمط رش الوقود وكفاءة الاحتراق، وفي شمعات الإشعال تغطي الإلكترودات وتقلل من فعالية الشرارة.

تسبب تلك القشور ضعف الاحتراق، فقدان القوة، زيادة استهلاك الوقود، وزيادة الانبعاثات.

الحمأة/الوحل الزيتي

وترسبات لزجة، سميكة، وتشبه الوحل أو الطين، وتتكون نتيجة تأكسد وتدهور زيت المحرك بسبب الحرارة العالية، التلوث بالوقود، والرطوبة، خاصة عند تأخير تغيير الزيت أو استخدام زيت ذي جودة رديئة.

وتتراكم في قنوات الزيت والممرات الضيقة تؤدي إلى انسدادها، مما يمنع الزيت من الوصول إلى الأجزاء المتحركة لتزييتها وتبريدها.

وفي حوض الزيت، وغطاء الصمامات، ومرشح الزيت ، وتسبب نقص التزييت، زيادة الاحتكاك، ارتفاع درجة حرارة المحرك، وتآكل الأجزاء الداخلية، وقد يؤدي إلى تلف المحرك بشكل كامل.

الورنيش الزيتي

تلك القشور عبارة عن طبقة رقيقة، صلبة، ولامعة تشبه طبقة الورنيش الشفاف تتكون من بقايا الزيت المتأكسد على الأسطح المعدنية الساخنة. هي أقل خطورة من الحمأة، لكنها مؤشر على تدهور الزيت.

أماكن التراكم الشائعة الأسطح الداخلية المعدنية التي تلامس الزيت الساخن، مثل أجزاء عمود الكامات، والمكابس.

ويمكن أن تسبب التصاق بعض الأجزاء المتحركة البسيطة، لكن تأثيرها أقل حدة من الحمأة.

الترسبات الخارجية

ليست بالمعنى الدقيق قشور محرك داخلية، بل هي تراكم للأتربة، الغبار، الأوساخ، وبقايا الزيوت أو السوائل المتسربة على السطح الخارجي للمحرك.

أماكن التراكم الشائعة على غطاء المحرك الخارجي، حول الوصلات، وفي الشقوق.

لا تؤثر مباشرة على الاحتراق الداخلي، إلا أنها يمكن أن تعيق تبريد المحرك، وتسبب روائح كريهة عند ارتفاع حرارة المحرك، وتجذب الآفات، وتُخفي تسربات الزيت أو السوائل المهمة، مما يجعل اكتشاف المشاكل الصيانة أصعب.

ما سبب ظهور قشور على المحرك؟

أسباب ظهور القشور على المحرك متعددة وتعود إلى عوامل داخلية وخارجية تؤثر بشكل مباشر على حالة المحرك. ومن أبرز تلك الأسباب:

نوع الوقود الرديء

واحدة من الأسباب الرئيسية هي نوع الوقود المستخدم؛ الوقود منخفض الجودة قد يحتوي على شوائب تؤدي إلى تكون رواسب داخل أسطوانات المحرك.

بالإضافة إلى ذلك، زيت المحرك يمكن أن يلعب دورًا في ذلك إذا لم يكن من النوع المناسب أو إذا تم تأخير تغييره لفترة طويلة.

أشارت العديد من الدراسات إلى أن المحركات التي تعمل بالوقود منخفض الجودة تكون عرضة لتكوين قشور بنسبة تصل إلى 30% أكثر من المحركات التي تستخدم وقودًا عالي الجودة.

دراسة أجرتها شركة متخصصة في تصنيع المحركات وجدت أن استخدام زيت عالي الجودة وتصنيفات محددة يقلل من تراكم القشور بنسبة 40% على الأقل.

تراكم الأتربة والأوساخ

الأوساخ القادمة من البيئة الخارجية يمكن أن تؤدي أيضًا إلى تكوين القشور على سطح المحرك، خاصة إذا لم يتم تنظيف السيارة بانتظام. ملفات التهوية وانسداد الفلاتر يمكن أن يسرع أيضًا من عملية تراكم القشور، مما يجعل فحص السيارة الدوري واستبدال الفلاتر نشاطًا ضروريًا.

كما تم التأكيد في تقارير أخرى على أن القيادة في مناطق بها مستويات عالية من الأتربة والغبار يزيد من فرص انسداد الفلاتر وتكوين الرواسب داخل المحرك. هذا يبرز أهمية الفحص الدوري للسيارة خاصة إذا كنت تعيش في مناطق ذات بيئة قاسية مثل الصحاري.

تأثير قشور المحرك على أداء السيارة

قشور المحرك قد تؤدي إلى تأثيرات سلبية عديدة قد لا يلاحظها السائق على الفور ولكنها تؤدي في النهاية إلى تدهور أداء السيارة بشكل كبير.

ارتفاع الحرارة

أولاً، تؤدي هذه القشور إلى ارتفاع درجة حرارة المحرك، مما يزيد من احتمالية حدوث تلف في الأجزاء الداخلية. على سبيل المثال، قد يؤدي ارتفاع الحرارة إلى تلف حشوات الأسطوانات وفقدان ضغط المحرك.

صعوبة في التسارع

بالإضافة إلى ذلك، قد تواجه السيارة صعوبة في التسارع بسبب تراكم القشور على الأسطوانات، ما يؤثر على عملية الاحتراق الداخلي. يمكن أن يلاحظ السائق انخفاضًا في كفاءة الوقود وصعوبة في تشغيل السيارة، وهو ما يرفع من تكاليف الصيانة ويقلل من عمر المحرك الافتراضي.

كيفية التخلص من قشور المحرك بأمان

التخلص من القشور يحتاج إلى إجراءات دقيقة للحفاظ على سلامة المحرك ومنع أي أضرار إضافية. الخطوة الأولى هي الفحص الدوري للمحرك باستخدام تقنيات حديثة مثل كاميرات الفحص والتشخيص التي يمكن أن تكشف عن مدى تراكم القشور. بناء على النتائج، يمكن اتخاذ الإجراءات المناسبة.

استخدام منتجات تنظيف المحرك يعد خيارًا شائعًا وفعالًا لإزالة الرواسب. بعض هذه المنتجات تحتوي على مكونات كيميائية تستطيع إذابة القشور بفاعلية دون التأثير سلبًا على الأجزاء المعدنية داخل المحرك. يُفضل البحث عن المنتجات الموصى بها من قبل الشركات المصنعة للسيارات لضمان الأمان والفعالية.

أهمية الصيانة الوقائية لمحرك السيارة

الصيانة الوقائية تلعب دورًا كبيرًا في تجنب ظهور قشور المحرك والحد من تأثيراتها. تغيير زيت المحرك بانتظام واختيار الزيت المناسب لنوع السيارة يمكن أن يقلل بشكل كبير من احتمالية تكون الرواسب. علاوة على ذلك، فإن استبدال الفلاتر الجوية والوقود يساعد في تحسين عملية الاحتراق الداخلي، مما يقلل من تراكم الأوساخ داخل المحرك.

من الضروري أيضًا تنظيف المحرك من الخارج باستخدام منتجات آمنة وفعالة لتجنب تراكم الأوساخ الخارجية. يمكن القيام بذلك أثناء غسل السيارة للتأكد من عدم انتقال الأوساخ والغبار إلى الأجزاء الداخلية عبر فتحات التهوية.

نصائح للحفاظ على محرك السيارة من القشور

• استخدام الوقود والزيوت الموصى بها من الشركة المصنعة للسيارة.
• إجراء فحوصات دورية لضمان سلامة أجزاء المحرك الداخلية.
• تنظيف المحرك من الخارج بانتظام لتجنب تراكم الأوساخ.
• استبدال فلاتر الوقود والهواء بشكل دوري.
• تجنب القيادة في ظروف بيئية قاسية قدر الإمكان.

هل يمكن منع تكون قشور المحرك نهائيًا؟

من الصعب منع تكون قشور المحرك نهائيًا، لكنها يمكن أن تُحَد بشكل كبير من خلال اتباع الإجراءات الوقائية. على سبيل المثال، القيادة بطريقة آمنة ومنتظمة، واستخدام المنتجات المناسبة لتقليل الأوساخ، وكذلك اتباع جدول صيانة دقيق يساهم في الحد من تكوين الرواسب.

إضافةً إلى ذلك، فإن المحافظة على نظافة المناطق المحيطة بالمحرك وفحص فتحات التهوية بحثًا عن أي انسداد يمكن أن يساعد في تقليل فرص تكون الرواسب. توعية السائقين بأهمية تحسين جودة الوقود واستخدام زيت المحرك المناسب يعد أيضًا خطوة نحو تقليل تأثير هذه المشكلة.

مستقبل الحلول التكنولوجية لمشكلة قشور المحرك

مع تطور التكنولوجيا في مجال صناعة السيارات، يظهر العديد من الابتكارات التي تهدف إلى تحسين كفاءة المحركات وتقليل تراكم القشور.

على سبيل المثال، يتم تطوير أنظمة احتراق جديدة قادرة على ضمان احتراق كامل للوقود، مما يقلل من الرواسب الناتجة عن الاحتراق. بالإضافة إلى ذلك، تعمل الشركات على تصميم زيوت محركات أكثر تطورًا تحتوي على مركبات تنظف المحرك أثناء التشغيل.

تقنيات الذكاء الاصطناعي بدأت تلعب دورًا كبيرًا في مراقبة حالة المحرك بشكل مستمر وتنبيه السائقين لأي تغيرات قد تشير إلى وجود مشكلة. هذه الحلول الواعدة يمكن أن تساعد السائقين على التصرف بسرعة للحفاظ على محركات سياراتهم.