وقود السيارة... طريقة التعرف على الوقود الجيد من المغشوش

كشف تلاعبات وقود السيارة أو الوقود المغشوش هو مسألة حيوية تتعلق بأداء المركبات وسلامتها، فضلاً عن التأثيرات البيئية والاقتصادية، حيث يعتبر وقود السيارة، سواء كان بنزيناً أو ديزل، أحد العوامل الرئيسية التي تؤثر على كفاءة المحرك وأدائه. في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل كيفية اكتشاف الوقود المغشوش، بدءًا من العوامل المميزة للجودة وصولًا إلى الأساليب المستخدمة في التحليل.

طريقة كشف الوقود المغشوش

اكتشاف الوقود المغشوش يتطلب فهمًا عميقًا لكيفية تقييم الجودة والتركيب الكيميائي للوقود، عند استخدام وقود معدّل أو غير نقي، يمكن أن يتسبب ذلك في عدة مشكلات تتعلق بالأداء، مثل انخفاض قوة المحرك، وزيادة استهلاك الوقود، وزيادة الانبعاثات الضارة، لذلك، تحتاج المركبات إلى نوعية وقود عالية الجودة لضمان عملها بشكل صحيح، لكن، قد يتم إضافة مواد رخيصة أو ملوثة، مما يؤدي عند استخدامها إلى تأثر أداء السيارات.

لتحديد ما إذا كان الوقود قد تم غشه أو تعديله، يمكن متابعة مجموعة من المؤشرات: 

أولاً، يجب الانتباه إلى الرائحة: يعتبر الوقود الجيد ذو رائحة قوية ومميزة، بينما قد يدل وجود رائحة غريبة أو غير عادية على وجود مواد مضافة غير مرغوبة، كما أنه في حالة الوقود التقليدي، فإن وجود نفاذية محتملة يمكن الاعتراف بها من خلال الرائحة، حيث إن الوقود النقي يجب أن يكون خاليًا من أي روائح كيميائية غير طبيعية.

ثانياً، يمكن إجراء اختبار بصري للوقود: يُنصح بفحص الوقود من خلال النظر إلى لونه ووضوحه، يجب أن يكون بنزين السيارات النقي شفافًا ولونه يميل إلى الأصفر الفاتح، في حين أن الديزل يجب أن يكون ذا لون أصفر أو بني شفاف، يمكن أن تكون أي علامات على اللون الداكن أو تواجد الشوائب أو العكر مؤشرات على وجود تلوث أو غش.

ثالثاً، يدخل التحليل الكيميائي للوقود في مرحلة متقدمة لاكتشاف الغش: حيث تشمل هذه التحليلات مجموعة متنوعة من الفحوصات، مثل فحص الكثافة، ودرجة الغليان، والمكونات الكيميائية، حيث يتم استخدام معدات دقيقة مثل أجهزة قياس الكثافة، التي يمكن أن توفر معلومات حول كثافة الوقود، حيث أن وقود الديزل وبنزين السيارات لهما كثافاتهما المعروفة، وأي انحراف عن هذه القيم يمكن أن تشير إلى غش.

تعتبر اختبار نقطة الانفجار من الاختبارات المهمة أيضًا، إذ إنها تُظهر مدى استقرار الوقود في حالة ملامسته لدرجات حرارة مرتفعة، يغطي ذلك استخدام أجهزة مخصصة لفحص الخصائص الفيزيائية التي يمكن أن تُشير إلى جودة الوقود، حيث يُعتبر الوقود المغشوش، الممتزج بمستحضرات رخيصة أو غير نقية، غالبًا ما يكون له نقطة انفجار منخفضة، مما يزيد من خطر الانفجار.

أيضاً، تلعب الاختبارات الجزيئية دورًا كبيرًا في الكشف عن الغش، عن طريق تقنيات الكيمياء التحليلية، يمكن تحليل التركيبة الجزيئية للوقود باستخدام تقنية مثل كروماتوغرافيا الغاز، التي تفصل المركبات الكيميائية بوحدات منفصلة، يسهل ذلك تحديد التركيزات الدقيقة للعناصر الكيميائية المختلفة وبالتالي الكشف عن أي إضافات غير مرغوب فيها أو مكونات مضافة غير تقليدية.

تتضمن طرق أخرى للكشف عن وقود السيارة المغشوش استخدام أدوات تحليلية متقدمة مثل التحليل الطيفي، هذه التكنولوجيا تسمح للعلماء بتسليط الضوء على بصمة الوقود باستخدام تقنيات مثل التحليل الطيفي بالأشعة فوق البنفسجية (UV) أو التحليل الطيفي بالأشعة تحت الحمراء (IR)، حيث تقوم هذه الأدوات بالكشف عن التغيرات في التركيب الكيميائي التي يمكن أن تنتج عن الغش أو التلاعب.

من الجدير بالذكر أن الإنفاق على الوقود المغشوش لا يقتصر فقط على الآثار السلبية على أداء السيارة، بل يمكن أن يؤدي إلى تلف محرك السيارة أو تآكل الأجزاء الداخلية، لذا، يُعتبر الكشف المبكر عن هذه الأنواع من الوقود أمرًا بالغ الأهمية لتفادي المشاكل الكبيرة على المدى البعيد.

ولضمان عدم التعرض للوقود المغشوش، يُنصح السائقون والمستهلكون بالشراء من محطات الوقود المعروفة والموثوقة فقط، والامتناع عن استخدام الوقود من المصادر المجهولة، كما يمكن أن تكون تقارير الجهات الحكومية والمراقبة الصحية ضرورية في هذا الخصوص، حيث يمكن أن توفر معلومات دقيقة حول جودة الوقود المعروض

علامات تدل على أن وقود السيارة جيد

عند مقارنة أنواع الوقود المتاحة في السوق، يجب أن نفهم أولاً أنه يوجد نوعان رئيسيان من الوقود المستخدم في السيارات، وهما البنزين والديزل، ولكل منهما مواصفاته ومعاييره الخاصة، يتطلب البنزين مكونات معينة لضمان عمل محرك الاحتراق الداخلي بكفاءة، بينما تختلف متطلبات الديزل نظرًا لطبيعته وخصائصه الخاصة.

أول علامة على جودة الوقود هي مكان الشراء، تعتبر محطات الوقود المعروفة والتي تحظى بسمعة طيبة اختيارًا جيدًا، حيث إنها تخضع لمعايير صارمة من قبل الجهات المعنية، يمكن للمستهلكين الاعتماد على المعلومات المقدمة من أصدقائهم أو الآراء العامة حول جودة الوقود في محطات معينة، إذا كانت المحطة تستقبل شكاوى من العملاء بشأن جودة الوقود، فيجب الابتعاد عنها.

لدى الوقود الجيد مجموعة من الخصائص الفيزيائية والكيميائية التي تميزه، منها، يجب أن يكون للوقود رائحة مميزة وصافية، البنزين الجيد له رائحة قوية ونظيفة، في حين يمكن أن تشير رائحة الوقود الغريبة أو الكريهة إلى وجود مكونات ملوثة أو إضافات غير مرغوب فيها، كما يُفضل تجنب أي وقود ذو رائحة كيميائية نفاذة، حيث يمكن أن تشير إلى تواجد مواد غير طبيعية قد تؤثر سلبًا على أداء المحرك.

أما عند النظر في شكل الوقود، فيجب أن يكون له لون واضح ومظهر شفاف، يُعتبر البنزين النقي عادةً ذو لون أصفر رقيق، بينما يجب أن يكون الديزل ذا لون أصفر واضح أو بني، دون أي عكر أو شوائب، إذا كنت تلاحظ وجود جزيئات أو مواد غريبة في الوقود، فهذا يشير بوضوح إلى أنه ليس بالجودة المطلوبة، يُفضل إجراء اختبار بصري قبل التزود بالوقود، لتجنب استخدام وقود مغشوش.

تعتبر نقطة الانفجار واللزوجة أيضًا مؤشرات مهمة على جودة الوقود، الوقود الجيد يجب أن يكون له نقطة انفجار ومعدل تبخر يتناسبان مع المواصفات القياسية، وهذا يعكس استقراره وملاءمته للاستخدام في المحركات، يمكن للسائقين التغاضي عن بعض المتغيرات العامة، لكن وجود تسريبات أو انبعاث دخان كثيف من العادم قد يكون علامة على وجود مشاكل في الوقود.

من الشائع أيضًا استخدام الماء كأداة للكشف عن جودة الوقود، يمكن أن تساعد هذه الطريقة البسيطة في التحقق مما إذا كان هناك ماء مختلط بالوقود، يجب على السائقين القيام بتجربة بسيطة: قم بصب كمية صغيرة من الوقود في وعاء شفاف ومن ثم إضافة قليل من الماء، إذا تجمعت طبقة من الماء في الأسفل، فهذا يعني أن الوقود يحتوي على مياه ويجب تجنبه.

علاوة على ذلك، يمكن الاشتراك في برامج أو خدمات تقوم بمتابعة جودة الوقود بشكل دوري، العديد من شركات الوقود تقدم شهادات أو تقارير جودة لتأكيد توفر وقود جيد وسليم، لذا، فإن مراجعة هذه الشهادات يمكن أن تكون خطوة مهمة للتأكد من جودة الوقود.

التركيز على علامات Qero (خفيف الوزن) في السيارات يمكن أن يساعد أيضًا في معرفة جودة الوقود، الوقود الجيد يساعد في تحقيق توازن في استهلاك الزيت والمحافظة على نظافة المحرك، إذا كنت تواجه مشكلة في توازن الزيت أو إذا كان المحرك يصدر أصواتًا غير عادية، فقد يكون ذلك مؤشرًا على استخدام وقود غير جيد.

في النهاية، يمكن القول إن تحديد جودة وقود السيارة يعتمد على مجموعة من الفحوصات البصرية والتجريبية، بالإضافة إلى اختيار المصدر الموثوق، تكامل هذه العناصر يُمكن السائق من اختيار الوقود المناسب لسيارته وتحقيق أداء مثالي وتحقيق الاستدامة الاقتصادية والسيكلوجية، إن اختيار الوقود المناسب لا يعكس فقط أداء السيارة، بل يؤثر أيضًا على البيئة من خلال تقليل الانبعاثات الضارة وضمان كل من الصحة والاقتصاد، لذا، يُنصح دائمًا بتحري الدقة والوعي عند اختيار نوع الوقود لضمان تحقيق الأداء الأمثل والمحافظة على السيارات لأعلى مستوى من الكفاءة.